تراقصت الأيام وتزينت ثانية بصقيع الشتاء
انهمرت من الأعالي عبرات ناصعة، بيضاء
أتبكي السماء فرحًا أم تولول في الخفاء
صوت طفل رضيع مقمط جال في الارجاء
من مغارة وضيعة، للآنامِ مكانُ وَقاء
أم حنون تحتضنه بنظراتها، تتأمله في هناء
رجلها بصمت كلل المشهد بالشكر والدعاء
رعاة شَقُوا واجتازوا شتى الطرق بغية اللقاء
ألحان تسرح بين الغيوم من أفواه جند السماء
تحمل في طياتها رسالة للأرض من العلاء
ولد اليوم المسيح، قد أرسل الله لنا كبش الفداء
ترك مجد علاه وعرش سماه راضيًا بالخلاء
فتهللي أيتها الشعوب والأمم وابصري ذا البهاء
جاء ملكك آخذًا صورة عبد ليحيي فيك الرجاء
قدّوس العليّ افتقد شعبه ولبّى صلوات النداء
فليلة الميلاد ليست مجرد عيد تلا الأيام وجاء
ليست هدية، شجرة أو بقرع جرسٍ وغناء
هي محبة عميقة تجلّت من قلب الآب لنا كأبناء
محبة لسنا أهلا لها، لكن الله حنون، محب، معطاء