طير يشدو يغرد بجميل الالحان
وكأن لا وطن له في كل هذه الاوطان
يسبح في سمائك بالحن هيمان
يتَّبع الاصول والقوافي والاوزان
يخرجها بالروعه كما من دقة الميزان
بينه وبين سائر الطيور شتان
هل ذبح الطير ام فر عاشقا الطيران
لا لم يذبح لكنه فر عن سجن وسجان
وترك عالم احس فيه بالبهتان
وضعف ينتابه من كل آن لأوان
وكأنه خال من بديع الالوان
مع ان شدوه به حسن وبيان
فليغرد من اليوم للأبد دون بطلان
ولن يكتم صوته بعدُ أي اشجان
فهو حر طليق اكثر مما كان
غير مقيد بجسدِ سجنٍ او ازمان
ترك مكانا ليكون في احلى مكان
ورحل ليُسَّمِّع صداه في كل الاركان
يامن لم يبرح من لُدُنِهِ سلوان
آتي اليك مكبلا بكم من الاحزان
فمن لي سواك في مثل هذه البلدان
مهما اتسعت او ضاقت بي الجدران
فعند وضعي رأسي على صدرك الحنان
يحل بقلبي الكئيب سرور وطمان