أعلن الاتحاد الإنجيلي العالمي (World Evangelical Alliance) عن انتخاب المحامي والمربي بطرس منصور من مدينة الناصرة أمينًا عامًا ورئيسًا تنفيذيًا جديدًا للاتحاد، وذلك بعد عملية بحث دولية استمرت ستة أشهر وشملت 25 مرشحًا من مختلف أنحاء العالم. ويُعتبر هذا الانتخاب حدثًا تاريخيًا، إذ يعدّ منصور أول قائد مسيحي عربي يتولى قيادة هذه الهيئة الدولية.
يُعتبر الاتحاد الإنجيلي العالمي، الذي تأسس قبل نحو 170 عامًا، من أبرز المؤسسات المسيحية الإنجيلية، جامعًا تحت مظلته أكثر من 147 اتحادًا وطنيًا في أكثر من 148 دولة، ممثلًا لما يزيد على 600 مليون إنجيلي حول العالم. ويعمل الاتحاد على تعزيز الحرية الدينية، وتمثيل الإنجيليين في المحافل الدولية، وبناء جسور من الحوار مع الكنائس والطوائف الأخرى ومع أتباع الديانات المختلفة.
وسيتسلم منصور رسميًا مهامه خلال الجمعية العامة المقبلة للاتحاد، المقررة في العاصمة الكورية سيول بين 27 و31 تشرين الأول/أكتوبر 2025، تحت شعار: «الإنجيل للجميع بحلول عام 2033».
مسيرة بطرس منصور
وُلد بطرس منصور في الناصرة عام 1965، وهو نجل الصحافي المعروف عطا الله منصور. تنقّل في طفولته بين الناصرة والقدس وأوكسفورد (بريطانيا)، وتخرّج من المدرسة المعمدانية في الناصرة التي يديرها اليوم.
حصل على اللقب الأول في الحقوق من الجامعة العبرية في القدس عام 1991، وانضم لاحقًا إلى نقابة المحامين سنة 1993. كما نال عام 2009 شهادة الماجستير في إدارة الأعمال مع تخصّص في المنظمات غير الربحية من جامعة حيفا.
منذ عام 2004 يشغل منصور منصب المدير التنفيذي للمدرسة المعمدانية في الناصرة. كما شارك عام 1996 في تأسيس الكنيسة المعمدانية المحلية في المدينة، ورُسّم شيخًا فيها سنة 2001. تولّى كذلك رئاسة اتحاد الكنائس الإنجيلية، وشارك في هيئات إنجيلية محلية وإقليمية وعالمية، من بينها رابطة الاتحادات الإنجيلية في الأردن والأراضي المقدسة، ومنظمة "المحامون الدوليون"، ومبادرة لوزان للمصالحة.
فكرٌ وخدمة
إلى جانب عمله الحقوقي والإداري، عُرف منصور كمفكر وكاتب ومتحدث في مؤتمرات وكنائس حول العالم. نشر كتبًا بثلاث لغات، منها:
- "حين يكون جارك هو المخلّص" (2011)
- "نظرة من حافة الهاوية" (2021)
كما كتب مقالات في منابر دولية مثل Christianity Today، وألقى محاضرات في جامعات وكنائس حول قضايا الإيمان والحياة المسيحية في الشرق الأوسط.
أفق جديد للإنجيليين في إسرائيل
يحمل انتخاب بطرس منصور دلالات خاصة للإنجيليين في إسرائيل. فإلى جانب تمثيله العالمي، قد يفتح موقعه الجديد الباب أمام تعزيز مكانة الكنائس الإنجيلية محليًا، وإيصال صوتها إلى المجتمع الدولي بصورة أوضح. كما يُطرح تساؤل جوهري حول ما إذا كان منصور سيتمكّن من أن يُسهم في دفع قضية الاعتراف الرسمي بالطائفة الإنجيلية في إسرائيل قدمًا، وهي مسألة طال انتظارها من الكنائس الإنجيلية منذ سنوات طويلة.
وجود شخصية قيادية بوزن منصور، تجمع بين الخبرة القانونية والكنسية والتربوية، قد يمنح الإنجيليين في البلاد فرصة جديدة لتعزيز حضورهم العام، والدفاع عن حرياتهم الدينية، وبناء جسور ثقة مع المجتمع والسلطات. وهو ما قد يشكّل فصلًا جديدًا في مسيرة الإنجيل في الأرض المقدسة، قائمًا على الإيمان والرجاء والشهادة الحيّة للمسيح.
