من دعانا؟ غرورنا ام الله

د. كلوست فارتن، طبيب سكوتلندي من أصل أرمني، يصل الناصرة قبل 150 عامًا، سنة 1861، لأن في قلبه شوق أن يخدم أهل هذه البلدة باسم المسيح، جعله يبقى في هذا البلد الذي لم يعرف أحدًا منه غير يسوع الناصري الذي سكن بها 1900 سنة قبله. بقي د. فارتن في الناصرة ما يقارب ال 40 عامًا، ولم يتركها، رغم أنه فقد 4 من أطفاله فيها، بسبب نسبة الوفيات العالية في البلد من كثرة الاوبئة.
07 ديسمبر 2011 - 21:33 بتوقيت القدس

د. كلوست فارتن، طبيب سكوتلندي من أصل أرمني، يصل الناصرة قبل 150 عامًا، سنة 1861، لأن في قلبه شوق أن يخدم أهل هذه البلدة باسم المسيح، جعله يبقى في هذا البلد الذي لم يعرف أحدًا منه غير يسوع الناصري الذي سكن بها 1900 سنة قبله. بقي د. فارتن في الناصرة ما يقارب ال 40 عامًا، ولم يتركها، رغم أنه فقد 4 من أطفاله فيها، بسبب نسبة الوفيات العالية في البلد من كثرة الاوبئة. فحين قدم الى الناصرة، كان معدل عمر الفرد 24 عامًا وفي اسكتلندا مكان سكناه الاصلي 53 عامًا، لكنه بقي ولم يتراجع رغم فقدانه لفلذات اكباده. خدم بلدتي، رغم ما كل ذكر، ومات فيها، وقبره مازال موجودًا بها، بجانب اولاده وزوجته.

ما الذي يجعل شخصًا مثل هذا، أن يقوم بعمل كهذا؟
إن اطاعة الله و دعوته بأن يخدمه في هذا البلد، ومشاركة المرضى بشارة الانجيل، هي التي تجعل اب ثاكل ان يستمر في نفس مسيرة العطاء التي بدأها.

د. كلوست فارتن
صورة من سنة 1893 لدكتور فارتن يتوسط بعض من سكان المنطقة انذاك

لقد احتفل مستشفى الناصرة الذي يسميه سكان المنطقة بالانكليزي، الشهر الماضي بمرور 150 عامًا على قيامه على يد هذا الطبيب، د. فارتن. وقد لمستني قصة هذا الطبيب الذي ضحى بالكثير ليقوم بما قام، وها نحن اليوم نرى الأثر الذي تركه على هذه البلدة.

وفكرت، ما هي دوافعنا حين نقوم بعمل صالح؟ هل لنغذي كبريائنا، فننظر لما نقوم به كمرساة تنتشل صورتنا الذاتية من الغرق، ونشبع غرورنا به، أم نقوم بما دعانا الله اليه من غير البحث عن مصلحة خاصة؟ هل نحن مستعدون للخروج من دائرة راحتنا واطاعة الرب فيما نقوم؟ فأي مكان نذهب اليه او أمر نقوم به او موقع نتواجد به ليس بحسب ما يريده الله لنا لن يشبعنا، حتى لو كان بالظاهر مكان غني.
يقول الكتاب المقدس في فيلبي 1 : 6: واثقا بهذا عينه ان الذي ابتدأ فيكم عملا صالحا يكمل الى يوم يسوع المسيح.. أي ان كل صلاح من عند الله هو ذاك الصلاح الذي يبقى وينتشر عبيره كما يليق بأولاد الله. وها وبعد 150 عامًا من ما بدأه ذلك الطبيب الارمني، الذي ضحى بالكثير ليعمل ما يرضي الله، مازال يعمل!

كثيرون لا يلبون دعوة الله لأنهم يجهلون المستقبل غير مدركين أننا وأن كنا لا نعرف ما سيكون في غدنا، علينا أن نتيقن أن الله ممسك به. عندما نتجه بالاتجاه الذي دعانا الله اليه, تأتى علينا بركات الرب التي لا تحصى ويتبارك من حولنا ايضًا. وبركات الرب تلك لا مثيل لها في اي مكان غير ذاك الذي قادنا الله اليه.
جميعًا نمر بمفترقات في مسارات حياتنا المختلفة. وقد يصعب علينا اتخاذ قرارفي اي مسلك نمشي، اي مكان نذهب، وماذا نتعلم وبمن نتزوج، ولكن ان كان قرارنا مبنيًا على ما يرضي الله تفيض علينا بركاته ويكمل عمله الصالح فينا الى أن يجيء.

هل ستقوم وتطيع الله؟ أم ستبقى في دائرة راحتك؟

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا