كيف ندفن الماضي ونبدأ ببركات جديدة مع يسوع

الشعور بالرفض، شعورٌ جارح جدًا يترك في حياة الشخص تأثير عميق، سواءَ أن أدركه الشخص أم لم يدركهُ. إنّ الشعور بالرفض الصادر من قبل الأهل سيكون ألمه مضاعفًا
12 نوفمبر 2014 - 23:11 بتوقيت القدس
ندفن الماضي ونبدأ ببركات جديدة مع يسوع
لنبدأ حياة جديدة مع يسوع
 

الشعور بالرفض، شعورٌ جارح جدًا يترك في حياة الشخص تأثير عميق، سواءَ أن أدركه الشخص أم لم يدركهُ. إنّ الشعور بالرفض الصادر من قبل الأهل سيكون ألمه مضاعفًا، مثال على ذلك: اطفال يولدون وأهلم يرفضونهم، آباء وامهات لا يقدمون لأولادهم الحب والحنان، بل يعاملوهم بقسوة ويضعونهم تحت ضغط شديد، يمارسون معهم القوانين الصارمة، فارضين سلطتهم عليهم: ممنوع الكلام، إبداء الرأي، ممنوع الضحك، إصدار احكام فاشلة على حياتهم. هذا يشعرهم بالنقص والفشل والضعف ويسبب لهم كآبة، مرارة، كراهية، نقمة للناس، صغر في النفس. إذا تفاقم الأمر ولم يعالج، فمن الممكن ان يقودهم الى الإنخراط في عادات سيئة كالتدخين، الأدمان على الكحول، العصبية. وأهم تأثير انّ هذا الشخص لا يستطيع قبول المحبة المتبادلة، وذلك لأنّ فاقد الشيء لا يعطيه، ولكن شكرا لله لانه يوجد علاج للشخص المرفوض، هو محبة يسوع المضحيّة. " نحن نحبه لانه هو احبنا أولاً " (يوحنا الأولى 4: 19).

(1 أخبار 4: 9 – 10)

سأذكر في تأملي هذا قصة شاب كانَ مُعَقّدًا بسبب اسمه الذي أطلقته والدته عليه، وكيف دفنَ الماضي، وانطلق في بداية جديدة مليئة بالبركات. معنى اسم "يعبيص" : " ألم وحزن "، لأنه ولد في حزن، ونرى في هذه القصة وكأن الله يتمشى في مقبرة اسماء ويتوقف عند هذا الشاب، ويعطيه سؤل قلبه. لقد تحدى يعبيص ماضيه، ولم يسمح لإسمه أو هويته القديمة أن تحجز عنه بركات الرب، ولقد اخترق قَدَرَهُ المظلم، ليسطع به نور الله ولتنهل عليه بركاته. بدعوته اله اسرائيل ليباركه أصبح أشرف من جميع اخوته، اي مُكَرَّمًا ومُحترمًا.

عزيزتي القارئه، لربما مررتِ بظروف قاسية جعلتك تُصدرين أحكامًا على أولادك او حتى على نفسك وأصبحت حياتك وحياة ابنائك مُرَّة وتعيسه. فما رأيك بأن تغلقي باب الماضي الأليم بطلب وجه الرب الكريم، فهو يسّر بان يباركك ويبارك نسلك.

لنا في هذه القصة عِبره: لقد استسلمت أم يعبيص للحُزن ، ونحن لا نعلم مدى الآلام التي قاستها هذه المرأة، ولكن عندما ولدته عبَّرت بتسمية ابنها أنها فقدت كل الفرح وحكَمت على حياتها بالبؤس والشقاء، ولقد تسرعت بإصدار هذا الحكم. يذكرني موقفها هذا بموقف وكلام نُعمي في القديم، عندما تسرعت وحكمَت على نفسها قائلة: " لا تدعوني نعمه بل مُرَّة لأن القدير قد أمَرَّني ". ولم تُدرك البركة التي اعدّها لها الرب.

لنرجع إلى يعبيص، ويا للفرق بين موقفه وموقف نعمي، فهو لم يستسلم للحزن والفشل، مع أنه عاش معدوم وغير مدعوم ولكن صلاته بطلب البركة غيّرت حياته بالكامل، لقد آمن بالله الذي يحول اللعنة الى بركة والمرار الى حلاوة. لقد رفض ان يعيش فريسة المجتمع والأهل، رفض ان يعيش صغير النفس، رفض ان يعيش ضحية، خَلَعَ ثوب الرّثاء، وآمن بالله صاحب القوّات.

اختي القارئة، لربما عبرتِ في ظروف قاسية جدًا سلبت منك فرحك، وجعلتك تحكمين على نفسك بالحزن وعلى اولادك بالفشل، وهذا جعل حياتك جافة، مُقَيّدة، خالية من الاجواء العائلية الدافئة.

هل تؤمني بأنَّ الرب يدعوك ليريحك من انزعاجك، معوّضا لك عن كل السنسين التي اكلها الجراد؟ ما رأيك بأن تغلقي باب الماضي بالتوبة والغفران وتتقدمي بخطوة جديدة وهي خطوة الايمان؟ فهو يريد لك الأفضل. إلقي على الرب كل هَمّ وصلي ان يشفيك من كل جرح سبّب لك الغم. وتذكري ان يسوع انكسر قلبه على الصليب لاجلك، وهو وحده يقدر ان يشفيكِ ويعتني بك. " روح الأنسان تحتمل مرضه، أما الروح المكسورة فمن يحملها " (امثال 18: 14). لَقَد جُرِحَ يسوع كي تنالي الشفاء، وصارَ لعنةً على الصليب كي تنالي البركة، لقد تحمَّلَ كلّ الرفض حتى يجعلك محبوبة ومقبولة لدى الآب، تحَمَّلَ كل عارٍ حتى تحيي دون خجل بافتخار! فهو أتى ليرفع راسك ورأس اولادك، ويكللكم بالخير والرحمة ويأمر بعزّكم.

وفي نهاية مقالي، أشجعك أن تأخذي قرارًا واعيًا من كل القلب والفكر، بالتخلص من ثمر الرفض بحياتك: لأنه سيؤثر على اولادك كالمرارة، الغيظ، التمرد. وآمني بأن الله أعدَّ لك خطة إلهية عظيمة (افسس 1: 5) إذ عيّننا في المحبة سلفا ليتخذنا ابناء له في المسيح يسوع.
 إقبلي نفسك واقبلي اولادك، وتذكري بأنك لم تصنعي نفسك ولا أولادك، بل الله الذي صنعكم. تذكري ايضا بأنه لو رفضك كل العالم، يبقى من يحبك، انه يسوع الذي قال: " من يُقبل اليّ لا اخرجه خارجا ". فالذي يجد المسيح يجد الأب والأم، الحنان والمحبة، الشبع، يجد الصديق، بل يجد الحياة.

كما وأشجعك أن تُرَددي كلمات صلاة يعبيص:
1 ان تباركني: البركه هي عكس اللعنة، انه يبسط لك لطفا، وحتى تنالي بركته لك ولعائلتك، يجب ان ياخد الرب المكان الصحيح في حياتك واولادك، وعندما تحصلي على البركة ستتمعي وتشاركيها مع الآخرين.
2 توسع تخومي: اي ان تزيد بوفرة حدودي
3 تكون يدك معي: هذا لأننا ضعفاء ونحتاج لمعونته وقوته وحمايته.
4 تحفظني من الشر: شرور كثيرة تلاحقنا... يجب ان نصلي لكي يرفعها الله عنا وعن اولادنا.

إذا طلبتِ بركة يعبيص ستأخذي المزيد والله سيغمر قلبك من كثر البركات وستفيض حياتك بالبركة على الآخرين.

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا
التعليق على مسؤولية المعلق فقط وهو ليس بالضرورة رأي الموقع
1. امين مباركي 14 نوفمبر 2014 - 21:20 بتوقيت القدس
مقالك مفيد مقالك مفيد
الرب يباركك ويستعملك اخي القس امين مباركي
2. samira bahko 20 مايو 2015 - 14:06 بتوقيت القدس
samira.bahko@hotmail.com samira.bahko@hotmail.com
انا مريت في ظرف مؤلمة وتجارب كثيرة في حياتي وشعرت باالرفض في حياتي وهو شعور مؤلم جدا وأحاول أن اتعافة منه بااسم الرب