امتحان المارشميلو

هو اختبار لقياس قدرة التحكم في الدوافع لدى الأطفال، والهدف من هذا الاختبار تربوي ونفسي حيث يتعلم الطفل اشياء كثيرة ويترتب على الإختبار على المستوى البعيد ان يكون عنده إنضباط ذاتي
02 أكتوبر 2019 - 13:29 بتوقيت القدس

غالبًا جميع الأطفال يحبون هذه الحلوى اللطيفة التي تذوب سريعًا في أفواههم، تاركة متعة لذيذة لمذاقها الطيّب. لهذا اختارها الباحث والعالم النفسي ڤولتر ميشيل، ليقوم ببحث لامع من خلال مساعديه، باستخدام تجربة بسيطة وفريدة من نوعها، إذ تجتمع مساعدة البحث مع طفل في مرحلة الروضة أو البستان لوحدهما في غرفة مجهّزة بكاميرا فيديو، وتضع أمامه في صحن حبّة مارشميلو واحدة، ثم تقول له أنها مضطرة للخروج لوقت قصير، وأنّ حبّة المارشميلو هي له، بإمكانه أن يأكلها، ولكن إن انتظر حتى عودتها ولم يأكلها سيحصل على حبّة إضافية.

من يشاهد أفلام الفيديو العديدة الخاصة بهذا البحث يجد التنوع الكبير في تصرفات الأطفال، فمنهم من يلتهمها حالًا ودفعة واحدة، ومنهم من يلحسها بلسانه فقط ثم قد يعيد الأمر مرّة أو أكثر، وقد يضبط نفسه أو قد يستسلم ويلتهمها أخيرًا، ومنهم من يحاول شمّها وملاطفتها، ومنهم من يجلس مكتوف اليدين مبتعدًا عنها حتى لا تغريه ليتناولها، مقاومًا كل رغبة لكي يُضاعف نصيبه.

هذا البحث امتد إلى سنوات طويلة، إذ تابع مدى نجاح هؤلاء الأطفال في حياتهم وهم كبارًا، ليس فقط في النتائج العلمية (العلامات) بل أيضًا في الممارسات العملية، إذ تبين من البحث أن القدرة على تأجيل الرغبات بما في ذلك ضبط النفس، هو عامل أساس وحرج في "التنبؤ" عن حياة النجاح والرضا. لهذا البحث أثر كبير "للتنبؤ" على قدرة الفرد في مجالات عديدة منها، الاهتمام بصحته، في قوة الإرادة للتوقف عن التدخين أو عادات مضّرة، أو للعودة لحياة طبيعية ومتألقة بعد فشل أو خيبة أمل، وحتى في التخطيط لفترة التقاعد، وغيرها.

أليس هذا الفكر يتجلّى في الوحيّ المقدس من خلال كلام الرسول بولس "وكل من يجاهد يضبط نفسه في كل شيء. أما أولئك فلكي يأخذوا إكليلًا يفنى، وأما نحن فإكليلًا لا يفنى״ (1 كورنثوس 9: 25). فالنجاح في الحياة يتطلب ضبط النفس وترويضها لكي تُكلل هذه الحياة بالنجاح والانتصار، فحياة التسيّب والحريّة الزائفة والركض وراء الشهوات والمُغريات لا تجلب السعادة والاكتفاء كما يعتقد الكثيرون، بل غالبًا ما يكون نتيجتها خيبة الأمل والإحباط والفشل وحتى العار والدمار للحياة والنفس.

لذلك علينا أن نضبط قلوبنا كما نضبط الساعة لكي تعمل بدقّة واتزان، فلنستمع لحكيم القلوب مُرشدًا لنا لطريق الحياة من خلال كلمة الحياة ״ليضبط قلبك كلامي. احفظ وصاياي فتحيا" (أمثال 4: 4).

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا