اسم يسوع لوحده

هناك شيء عميق ولكنه ثمين جدًا في هاتين الكلمتين «يسوع وحده». كان هذا هو الاختبار الخاص لبطرس ويعقوب ويوحنا على «الجبل المقدس» (2بط1: 18) والذي يُعْرَف عادةً كجبل التجلي.
23 فبراير 2019 - 13:45 بتوقيت القدس

اسماء كثيرة قد زيدت في ايامنا الى جانب اسم يسوع. البعض يفعل هذا بدوافع سلبية، والبعض الاخر يُسيئ بذات المقدار الى اسم الرب حين يفعل ذلك حتى عن طيبة قلب. لكن اليوم قريب حين يختزل الله كل شيئ في الوجود الى اسم يسوع المسيح وحده. الله الذي اتى في اتضاع عجيب في شخص يسوع المسيح، قد عين يوما فيه "يسوع" الانسان سيدين "في ناسوته" جميع الناس المقاومين.

التعبير "يسوع المسيح" او "المسيح يسوع" او "المسيح" ورد كثيرا في الانجيل، لكن الاسم "يسوع" بحصر اللفظ ورد في رسالة العبرانيين سبع مرات بالتحديد! نعم انها سباعية، لكي يكون اسم يسوع كاملا ومحور كل شيئ في الوجود.

يطيب لي ان اشارككم في هذا الامتياز الذي انفرد به يسوع في رسالة العبرانيين.

اولاً، في رسالة العبرانيين 2: 9 نقرا عن الذي وُضع قليلا عن الملائكة "يسوع"، ويضيف بولس انه قريبا سنراه عيانا مكللاً بالمجد والكرامة. بولس يتكلم هنا عن تفوّق وتفرّد "يسوع"، محاولا اقناع اليهود بحتميّة التجسد لكي يذوق "يسوع" الموت لأجل كل واحد منا.

ثانيًا، عبرانيين 6: 20 هنا يشجع بولس المؤمنين بالتمسك بوعد الله الصادق، مشيرا الى "يسوع" الذي دخل الى ما داخل الحجاب كسابق لأجلنا. التعبير "كسابق لنا" هو تعبير قوي جدا، اذ دخل "يسوع" ليس كممثّل عنّا، بل كسابق لاجلنا (أي هو دخل وانا سأدخل ايضا).

ثالثًا، في عبرانيين 7: 22 ينقلنا بولس الى افضليّة كهنوت المسيح بالمقارنة مع الكهنوت اللاوي، فيقول ان "يسوع" قد صار ضامناً لعهد أفضل. الكهنوت اللاوي لم يكن كاملا لذلك كان يجب أن يأتي آخر. كان يجب ابطال الوصية السابقة لضعفها وعدم نفعها، واستبدالها بما هو نافع وثابت الى الابد. وهذا صار في شخص "يسوع" فقط.

رابعًا، في عبرانيين 10: 19 نقرا عن امتياز ونقرأ عن تحريض للمؤمنين في الدخول الى الاقداس. وهذان الامران صارا لنا بدم "يسوع". انها جرأة في الدخول الى الاقداس مع مطلق الحرية! على اي اساس؟ بناء على دم "يسوع".

خامسًا، في عبرانيين 12: 2 يلغي بولس امكانية النظر الى آخر سوى الى "يسوع" بصفته رئيس الايمان ومكمله. اذ استطاع عدو النفوس ان يُحوّل انظار كثيرين الى انبياء وقديسين، فانه حسنا نفعل اذا ننتبه انه علينا النظر فقط إلى "يسوع".

سادسًا، عبرانيين 12: 24 يشير الى وسيط العهد الجديد الوحيد "يسوع"، والى دم رش يتكلم أفضل من هابيل. "يسوع" وحده الوسيط، ودمه يتكلم بالنعمة مقدما غفران الخطايا، بالمقابلة مع دم هابيل الذي صرخ من الارض طالبا النقمة.

سابعًا واخيرا، هنا تاتي مسؤولية المؤمنين الذين يتمتعون بكل الامتيازات الستة السابقة التي صارت لنا بشخص "يسوع"، فيقول ان "يسوع"، لكي يقدس الشعب بدم نفسه، تألم خارج الباب. لذلك علينا أن نخرج إليه خارج المحلة حاملين عاره.

ايها الاحباء، قريبا سيعترف كل لسان ان "يسوع" هو رب لمجد الله الاب، وطوبى للذي يفتدي الوقت ويتمسك بالحق الكتابي المُعلن من نحو مكانة يسوع الذي لا يليق ان يُذكر بجانبه لا ملاك ولا انسان مهما علت رتبته او مكانته.

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا