مخطط تغيير هوية أوروبا المسيحية

في حديث إلى صحيفة Il Giornale الإيطالية صرّح أسقف كازاخستان، أتاناسيوس شنايدر، البالغ من العمر 57 عامًا، أن “ظاهرة ما يسمى بـ “الهجرة” تمثّل مخططا مدبَّرا ومُعداً منذ فترة
08 أكتوبر 2018 - 15:28 بتوقيت القدس
لينغا

الهجرة الجماعية من إفريقيا وآسيا إلى أوروبا خلال السنوات الأخيرة هي جزء من مخطط لتغيير هوية أوروبا المسيحية.

في حديث إلى صحيفة Il Giornale الإيطالية صرّح أسقف كازاخستان، أتاناسيوس شنايدر، البالغ من العمر 57 عامًا، أن “ظاهرة ما يسمى بـ “الهجرة” تمثّل مخططا مدبَّرا ومُعداً منذ فترة طويلة من قبل القوى الدولية بهدف إحداث تغيير جذري في الهويتين المسيحية والوطنية للشعوب الأوروبية”.

الجذور المسيحية و الهوية الأوروبية في خطر حقيقي..

ربما تعيش اوروبا اليوم مرحلة سياسية و اقتصادية غاية فى الصعوبة، فخطر انهيار الاتحاد الأوروبي وفقدان أوروبا لمعنى الوحدة التي قامت عليها فخروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي ونمو التيارات الشعبوية داخل بعض الدول التي تنادي بالخروج من الاتحاد يدل على ازمة فى استمرار الاتحاد كالنسبة التي حصلت عليا مارين لوبان في فرنسا ما يقرب من ١٠ ملايين صوت و نصف. هناك ثلاثة عوامل أساسيين لتأسيس اي اتحاد مشترك اولهم المنفعة المشتركة من الاتحاد اقتصديا و وسياسيا و اجتماعيا. ثانيًا وجود ارث ثقافي مشترك يقوي جذور الوحدة، ثالثًا، احترام الاختلافات الداخلية بكل اعضاء الاتحاد و عدم المساس بها. 

شكلت الشعوب الأوروبية التي أفزعتها الصور والقصص المأساوية للاجئين، ضغوطًا كبيرة على الساسة في الدول الغربية، وخرجت التظاهرات العارمة في العواصم الأوروبية تطالب بحلول للمشكلات الإنسانية للاجئين، وكانت وراء فتح ألمانيا والنمسا الحواجز أمام اللاجئين والسماح لأعداد كبيرة منهم بالدخول، والإعلان عن استيعاب 140 ألف لاجىء وفقًا لحصص معينة بين دول أوروبية، في المقابل لجأ “بعض” الساسة والمسؤولين الأوروبيين إلى إثارة نعرات “قومية”، و”اللعب” على أوتار “الدين”، بأن السواد الأعظم من النازحين واللاجئين من المسلمين، وأن هؤلاء “يشكلون خطرًا على هوية أوروبا وديانتها المسيحية”، وأعلنت بلجيكا وسلوفينيا رفضهما استقبال لاجئين ونازحين مسلمين، ورحبت كل منهما باللاجئين المسيحيين، وهو الأمر نفسه الذي أثاره رئيس وزراء المجر.

في كتابه بلا جذور، أوروبا والمسيحية والنسبية والاسلام، اتهم الكاردينال راتزينجر الغرب بأنه يكره نفسه والقيم التي تأسس عليها وينجذب لكل ما هو خارجي من ثقافات اخرى، و يرى في التاريخ فقط كل ما هو سيء ومخزي.

عصر التنوير الذي نشأ في أوروبا فى القرن الثامن عشر والذي ساعد على نهوض اوروبا سياسيًا بفصل الدين عن السياسة والنهوض ثقافيا وعلميًا، قام من منطلق مسيحي والقيم المسيحية هي التي ساعدت على هذا التطور والنهوض. لكن اليوم اوروبا تحاول القيام على اساس المنفعة والرخاء الاقتصادي بلا قيم مشتركة مشتركة.

وعلى الصعيد الخارجي فالمساعدات الأوروبية للدول الفقيرة لم يسفر عنها أي نمو، بل على العكس سببت اكثر فقرًا لأن اوربا تصدر مساعدات ميكانكية بلا قيم أو ممكن ان تكون حتى ضد القيم كشرط لمساعدة.

كثير من الأوروبيين يرون ان النهضة التي حصلت في أوروبا سببها الابتعاد عن الدين المسيحي و لكن ان عدنا الى الدمار الذي تسببت فية الفاشية والنازية وأيضا الشيوعية وبالأخص اثناء الحرب العالمية الثانية، نجد ان الدين لم يكن المحرك الأساسي لها، وان الآباء المؤسيسن للاتحاد الاوروبي هم نفسهم مؤسسي الأحزاب المسيحية الديموقراطية التي حافظت على القيم المسيحية ونهضت بأوروبا في كل المجلات بعد حرب طاحنة. فاليوم وبعد عقود، الاتحاد الاوروبي يواجهه خطر الانهيار والسبب الرئيسي هو عدم وجود قدرة ورغبة عند شريحة كبيرة من الشعوب الأوروبية على تحمل الأزمات التي تواجه بعض دول الاتحاد. فعدم الاحساس بوجود هوية مشتركة أدى لعدم الإحساس بالمسوؤلية اتجاة الازمات وتفضيل الخروج والاستقلال.


جمع وتقديم: لينغا، مصادر Il Giornale

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا