وقفة بين الكتاب المقدَّس وبين غيره ج20 تجسُّد الله

أرسلت هذه المقالة للنشر في هذا التوقيت ردًّا على اعتراض عدد من المعلِّقين، على فيسبوك لينغا، على مسألة تجسّد الله بشخص المسيح الواردة في المقالة المدوَّن رابطها أدنى
26 مارس 2018 - 00:09 بتوقيت القدس

أرسلت هذه المقالة للنشر في هذا التوقيت ردًّا على اعتراض عدد من المعلِّقين، على فيسبوك لينغا، على مسألة تجسّد الله بشخص المسيح الواردة في المقالة المدوَّن رابطها أدنى، كأن الإيمان بتجسد الله في شخص المسيح سبّب الإرهاب االعالمي منذ القرن السابع الميلادي انطلاقا من شبه جزيرة العرب. والمقالة المشار إليها مسيحية صرفة، أفادت بأنّ السيد المسيح يعلم الغيب، من الأدلّة القاطعة بأن الله ظهر بشخص المسيح، لأن الله هو الوحيد الذي يعلم الغيب! لم تمتّ المقالة إلى الإسلام أو القرآن بأيّة صِلة! فلماذا تهجَّم عليها عدد من المسلمين؟ ليتهم علموا أوّلا ما في خفايا دينهم؛ منها أنّ الله سواء في القرآن وفي الحديث ليس وحده من يعلم الغيب! فلو أردت المقارنة ما بين المسيحية وبين غيرها في مسألة علم الغيب لوجدت أنّ الله وحده يعلم الغيب حسب الكتاب المقدَّس. أمّا في الإسلام فأنّ الملائكة حسب القرآن يعلمون الغيب؛ انظر-ي تفسير البقرة:30 وتساءَل-ي بينك وبين نفسك: كيف عَلِم الملائكة أنّ الإنسان المزمع أن يجعله الله خليفة في الأرض سيُفسِد فيها ويسفك الدماء؟ ولو تذهب إلى الحديث تتساءل، مثالا لا حصرًا: كيف نزل قرآن بلسان عمر بن الحطاب حتّى قال "وافقني ربي في ثلاث" أو "وافقت ربي في ثلاث" في رواية أخرى؟ شاهد-ي لطفًا تفصيل "عِلم الملائكة بالغيب" في حلقة برنامج صندوق الاسلام 63 متناقضات القرآن: صورة الله والانسان في القرآن
https://www.youtube.com/watch?v=-mGBJeeQtTo

فالاعتراض على مقالتي من أدلّة شعور المعلِّقين المقصودين بالنقص في دينهم! وقد يذهب القارئ-ة إلى أبعد فيتساءل: هل تستطيع الدول الإسلامية مجتمعة أن تهجم على قرية صغيرة في الصين إذا أعلن رئيسها أن الله تجسَّد في بوذا- الرجل المقدَّس هناك منذ آلاف السنين- أم أن تهجّم المسلمين حصريّ على شعب الرب الآمن المسالم؟ متى يحترمون أنفسهم تاركين البشر وعقائدهم للخالق يوم الحساب؛ ألا يعلمون أنّ بيتهم من زجاج؟ لهذا وجب عليهم ألّا يرموا بيوت الآخرين بالحجارة! ألا يعلمون أنّ بالكيل الذي يكيلون يُكال لهم ويُزاد (مرقس 4: 24 ومتّى 7: 2) ألا يعلمون أنّ أبواب الجحيم لن تقوى على شعب الرب (متّى 16: 18) فمتى يعلمون ما لا يعلمون؟ هذا التهجّم، يُضاف إليه الغزو والاغتيال، لم يكن من شيم العرب ما قبل الإسلام، إنما من شِيَم حثالة المجتمع- الصعاليك الذين طردتهم قبائلهم- فاستقبلهم صاحب الدعوة الإسلامية، ليس لسواد عيونهم لكن لتوظيف خبرتهم في الغزو والاغتيال لمصلحته، مقابل إغرائهم في الدنيا بغنائم مادية وسبايا، وفي الآخرة بجَنّة وهْميّة.

إليك جملة من التعليقات، بما فيها من أغلاط لغوية ومغالطات وخزعبلات:-
 [* هذا مجرد وهم كيف لبشر يعلم الغيب انما يعلم الغيب الا الله.
* ان المسيحيين اعطوا للمسيح عليه السلام صفة الالوهية بعد مرور 400سنة على وفاته (وما قتلوه وماوصلبوه ولكن شبه لهم).
* المسيح عليه السلام علام الغيوب؟ ألم يعلم أن هناك نبي اسمه محمد جاء بالقرآن الكريم الذي ينفي عنه الاوهيه ويثبت أنه عبد ألله ورسوله إلى بني إسرائيل ألم يعلم ذلك وهو اله كما تزعمون الحمد لله على نعمه الاسلام.
* ربى يهديكم الله احد لم يلد ولم يولد.
* هل تعبدون من صلب على خشبة وتقولون انه الله سبحان الله عما يصف الكافرين.
* والله العظيم إنكم لحمقى و مجانين.
* تبا لكم جهنم وبيس المصير اللعنة عليكم إلى يوم الدين] إلخ.

وإليك [إشارات إنجيل يوحنّا ج13 المسيح عَلّام الغيوب] على الرابط التالي، وفي إمكانك العودة إلى التعليقات المذكورة على فيسبوك لينغا
https://www.linga.org/varities-articles/ODU3Nw
 
فالآيات التالية أبرز حُجج تجسُّد الله في الكتاب المقدَّس حرفيّا:
{عظيمٌ هو سِرّ التقوى؛ الله ظهر في الجسد، تَبَرَّرَ في الرُّوحِ، تَراءى لِمَلائكة، كُرِزَ بهِ بَينَ الأُمَم، أُومِنَ بهِ في العالَم، رُفِعَ فِي المَجد}+ 1تيموثاوس 3: 16

{في البدء كان الكلمةُ والكلمةُ كان عند الله وكان الكلمةُ الله… والكلمة صار جسدًا وحلّ بيننا ورأينا مجده…}+ يوحنّا 1: 1 و14

{الروح القدس يحلّ عليكِ وقوة العليّ تظلّلكِ فلذلك القدّوس المولود منكِ يدعى ابن الله}+ لوقا 1: 35
ومعنى ابن الله: صورة الله، المنبثق منه، العامل أعماله؛ فقد أكّد الإنجيل من لسان السيد المسيح أنّ الله حَلّ فيه، ممّا يأتي بعد قليل، والنتيجة باختصار هي أنّ معنى ابن الله: الله.

{وهذا كُلُّهُ كان لكي يتم ما قيل من الرب بالنبي القائل: هُوَذا العذراء تحبل وتلد ابنا، ويدعون اسمه «عِمّانُوئِيلَ» الذي تفسيره: الله معنا }+ متى 1: 22-23
والنبي الذي أشار إليه متّى 1: 22 هو إشعياء الذي تنبّأ بالروح قائلا لآحاز بنِ يوثامَ بنِ عُزيَّا- ملك يهوذا: {يعطيكم السيد نفسه آية: ها العذراء تحبل وتلد ابنا وتدعو اسمه عمانوئيل}+ إشعياء 7: 14

{الشعب السالك في الظلمة أبصر نورًا عظيما، والمقيمون في أرض ظلال الموت أضاء عليهم نور… لأنه يولد لنا ولد ويعطى لنا ابن يحمل الرياسة على كتفه، ويُدعى اسمُه عجيبا، مُشيرا، إلهًا قديرا، أبًا أبديّا، رئيس السلام}+ إشعياء 9: 2 و6 
وتعليقي؛ لا شيء في مسألة تجسد الله بإنسان مستغرَب؛ لأن الله كرّم الإنسان منذ بدء الخليقة، إذ خلق الله الإنسان على صورته ومثاله (التكوين 1: 26-27) ذكرًا وأنثى، بل فضّل الله الإنسان على سائر مخلوقاته.

تضاف إلى الحجج المذكورة أقوالُ السيد المسيح الدالة على ألوهيته، في مناسبات كثيرة في الإنجيل؛ إليك منها: {الحقَّ الحقَّ أقول لكم: قبل أن يكون إبراهيم أنا كائن}+ يوحنّا 8: 58 و{أنا والآب واحد}+ يوحنا 10: 30 و{الذي رآني فقَدْ رَأى الآبَ، فكيف تقول أنت: أرنا الآب؟ أَلَسْتَ تُؤْمِنُ أنّي أنا في الآب والآبَ فِيَّ؟ الكلام الذي أكلّمكم به لست أتكلم به من نفسي، لكِنَّ الآبَ الحالَّ فيَّ هُوَ يَعمَلُ الأعمالَ}+ يوحنّا 14: 9-10

وتضاف إليها معجزات لمْ يَقوَ عليها غير المسيح نوعًا وكَمّا؛ مثل معجزة شفاء الأعمى منذ الولادة (يوحنّا 9: 1-7) وإقامة صبيّة من الموت (مرقس 5: 41) وإعطاء رسله سلطان صنع المعجزات باٌسمه. علمًا أن العهد القديم أخبر عن إقامة ذَكَر من الموت بعون الرب، على يد كلّ من إيليا وتلميذه- أليشع، لم يذكر إقامة أنثى. ومعنى بعَون الرب: بعون المسيح! إذْ {كلّ شيء به- بالمسيح- كان وبغيره لم يكن شيء ممّا كان}+ يوحنّا 1: 3 لأن الرب هو المسيح وإن لم يظهر إلّا ليختم العهد القديم بالعهد الجديد! هكذا فهم المسيحي-ة لاهوت المسيح (طبيعته الإلهية) وناسوته- طبيعته الإنسانية ما عدا الخطيئة. 

والمزيد في مقطع الفيديو التالي، أقلّ من نصف الساعة، تحت عنوان- عقيدة التجسد- شرحها القمّص داود لمعي بأسلوب مبسَّط
https://www.youtube.com/watch?v=-h3-zFf7SZs

كارثة تجسد ربّ القرآن

(قاتلوهم يعذِّبْهم الله بأيديكم ويُخزِهِمْ وينصركم عليهم ويَشْفِ صُدورَ قوم مؤمنين)- التوبة:14
والمعنى حسب تفسير الإمام الطبري: [يقول: يقتلهم الله بأيديكم (ويُخزِهم) يقول: ويذلّهم بالأسر والقهر…] وانظري أيّ تفسير إسلامي آخر معتمد إسلاميّا، فأني لم آت بشيء من عندي كما فعل المفترون على الكتاب المقدَّس حتى اليوم.

وتعليقي؛ تعني لي التوبة:14 أن ربّ القرآن تجسّد في مؤمنين مرضى بالحسد والحقد والكراهية والكآبة فقتل بأيديهم وعَذّب الناس غير المؤمنين برسالة صاحب القرآن، وأخزاهم، فنصر المؤمنين برسوله، وشفى صدورهم من الأمراض المذكورة بسفك دماء البشر. و"التوبة" أو "براءة" من أواخر القرآن؛ فيها من "الله ورسوله" براءة من المسلم-ة الذي لا يعمل بها، ناسخة كلّ سلم مزعوم "نزل" قبلها، وما أدراك ما كارثة "الناسخ والمنسوخ" لاحظ-ي أن "براءة الله" غير كافية، إنما لزمت براءة رسوله أيضا! وهذه من أدلّة الشرك بالله في القرآن. شاهد-ي لطفًا؛ صندوق الاسلام 70 متناقضات القرآن: تحليل سورة التوبة
https://www.youtube.com/watch?v=vR6ZpzQdRwo

إليك حُجّة أخرى لأن القضاء يُقام بشاهدين أو ثلاثة: (فلم تقتلوهم ولكن الله قتلهم وما رميتَ إذ رميتَ ولكن الله رمى وليبلي المؤمنين منه بلاء حسنا…)- الأنفال:17
والمعنى حسب الطبري: [ليس بحَولِكم وقوّتكم قتلتم أعداءكم مع كثرة عددهم وقلّة عددكم، بل هو (أي رب القرآن) الذي أظفركم عليهم...] انتهى.

وتعليقي؛ هذا يعني لي أيضًا أن ربّ القرآن تجسَّد في قوّة من قوّاته الخاصة لقتل غير المؤمنين برسوله، فقتل من قتل ورمى من رمى وأبلى "بلاء حسنا" ليُظفِر القتلة، أي ينصر القاتلين أو الجُناة.

وإذا عدت بالأنفال قليلا إلى الوراء تجد-ين (إذْ يوحي ربك إلى الملائكة أني معكم فثبِّتوا الذين آمنوا سأُلقي في قلوب الذين كفروا الرعب فاضربوا فوق الأعناق واضربوا منهم كل بنان)- الأنفال:12
وإليك تفسير الإمام القرطبي: [والمعنى: بأني (رب القرآن) معكم، أي بالنصر والمعونة. فثبّتوا الذين آمنوا أي بشِّروهم بالنصر أو القتال معهم أو الحضور معهم من غير قتال؛ فكان الملك يسير أمام الصّفّ في صورة الرجل ويقول: سيروا فإن الله ناصركم. ويظنّ المسلمون أنه منهم؛ وقد تقدم في "آل عمران" أن الملائكة قاتلت ذلك اليوم. فكانوا يرون رُءوسا تندر عن الأعناق من غير ضارب يرونه...] انتهى.

وتعليقي؛ تعني لي الأنفال:12 أن رب القرآن تجسّد مع المؤمنين جنديًّا لدى رسول القرآن ذا رتبة عليا؛ وظيفته الأولى: إلقاء الرعب في قلوب الكفّار، كما يفعل الطيران الحربي أوّل الحرب. والثانية: تحريض المؤمنين على قطع الأعناق والمفاصل أو الأطراف، كما تفعل الأناشيد الحماسية في الإذاعة والتلفزيون. ولا أدري من القائل "فاضربوا فوق الأعناق... إلخ) أربّ القرآن أم رسوله؟ والجواب: لا فرق بين الإثنين إسلاميّا، لأن الطاعة واجبة قرآنيًّا سواء لرب القرآن ولرسوله، لكنّ المهمّ هو أنّ نتيجة التحريض واحدة. عِلمًا أنّ ربّ القرآن حسب الأنفال:65 طلب إلى رسوله تحريض المؤمنين على القتال.
فإن حاول معترض تبرير "نزول" الأنفال على أنّ غزوة بدر كانت "دفاعية" فالعكس هو الصحيح! لا تبرير لقطع طريق قافلة تجارية جلبت أرزاقًا إلى قومها من الشام، لسلبها ونهبها وقتل بعض أصحابها وأسر آخر، ثم يدّعي قاطع الطريق أن هذا "دفاع عن النفس" بل هذه سخرية من عقول ملوّثة بثقافة دين بات كارثيًّا على شعوب الأرض كافة! وحقيقة غزوة بدر في مقالتي التالية بجزءَيها- وقفة بين الكتاب المقدَّس وبين غيره ج18 الخلاص والفرقان
لينغا: https://www.linga.org/varities-articles/ODQ0Nw

وشاهد-ي كلّا من التالي على يوتيوب:
سؤال جريء 222 أمور غريبة عن الله في القرآن
https://www.youtube.com/watch?v=44f0m40CRQE

وحلقات "آية وتعليق" للموسمين الأول والثاني ولا سيّما الحلقة 20 محمد والله في القرآن
https://www.youtube.com/watch?v=61GBEszhPHc

تجسد الله حسب الفقه الإسلامي

تساءل الأخ رشيد في إحدى حلقات برنامجه- سؤال جريء- على قناة الحياة: [هل رؤية الله جائزة في الدنيا أم غير جائزة؟ ما هو أساس اعتراض المسلمين على موضوع ظهور الله في صورة بشرية؟ هل هو اعتراض عقلي أم اعتراض نقلي؟ هل هو اعتراض كيفي أم اعتراض زمني؟] وأردف: [في هذه الحلقة سنقارن بين ما يعتقد الإسلام وما تعتقد المسيحية ونوضح الفرق بينهما] وإليك حلقة سؤال جريء 294 تجسد الله وظهوره بين الإسلام والمسيحية
https://www.youtube.com/watch?v=hi6EO5ssyvU

مِن مصادر القرآن

أرى أنّ مؤلّف القرآن جاء بهذه الخاطرة وتلك من سوء فهم أسفار العهد القديم، موظِّفًا بعض آيات العهد القديم لمصلحته، سواء أكان قارئًا (العلق:1) أم مُصغِيًا إلى ما كان يُملى عليه بُكْرَةً وأصيلا (الفرقان:5) فأنّ من المكتوب في العهد القديم أنّ الله دفع أعداء شعبه إلى أيدي شعبه: {وحين صعد بنو يهوذا، دَفَعَ الرب الكنعانيّين والفرزّيّين إلى أيديهم، فقتلوا منهم في بازَقَ عشرة آلاف رَجُل}+ القضاة 1: 4
وأنّ من المكتوب أيضا: {ومع أن الجيش الآرامي كان قليل العدد، فإن الرب أسلم إلى أيديهم جيش يهوذا العظيم جدّا، لأن الشعب تركوا الرب إله آبائهم. وأتمّ جيشُ آرامَ قضاءَ الرب على يُوآشَ}+ أخبار الأيام الثاني 24: 24
ولا شكّ لديّ في أنّ هاتين الآيتين هما مصدر الخاطرة القرآنية القائلة: (كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله...)- البقرة:249

أمّا نحن- شعب الله الجديد بالمسيح يسوع مخلّص العالم- فنعلم أن الله قال هذا وفعل ذاك في ظروف العهد القديم، وقد انتهت، لهذا السبب لا يعمل أهل الكتاب المقدَّس بأحكام الله القديمة، المتعلّقة بتلك الظروف فقط، ولن يعملوا! عِلمًا أنهم درسوا تلك الظروف جيّدًا وأنهم أوضحوا خلفيّتها لكل باحث-ة عن الحقّ في أزيد من كتاب ومقالة! انظر-ي المزيد في مقالتي- وقفة بين الكتاب المقدَّس وبين غيره ج12 محبة الأعداء أمْ قِتالهم؟
لينغا: https://www.linga.org/varities-articles/ODA3NQ 

إنّما {الله محبّة}+ 1يوحنّا 4: 8 و16 ولقد أحبّ الله العالم (يوحنّا 3: 16) ففداه بشخص المسيح على الصليب (انظر-ي شهادات الإنجيليّين الثمانية في الإنجيل) بينما تشبّث صاحب القرآن ببعض أحداث العهد القديم الاستثنائية لتأسيس دين ودولة، مبرِّرًا بها غزواته، على حساب جميع وصايا الله في الكتاب المقدَّس، متجاهلًا نعمة العهد الجديد التي أنعم بها الله على عباده بشخص السيد المسيح ربّ المحبة والخير والسلام والتسامح والغفران. والغريب أن المسلم-ة اليوم ينسب هذه المفردات إلى "الإسلام الصحيح" جاهِلًا أو متجاهلا أن شرّ القرآن مطلق حتّى على المسلمين، حسب تفسير سورة التوبة وغيرها. وهذا الرأي رأيي عن دراسة وتدقيق. وفي رأيي أيضا؛ هنا يكمن جهل الأخ-ت المسلم-ة أو سذاجته أو ضعفه، إذ أحاط كتابًا كارثيّا بهالة القداسة بدون فهم معانيه أو بدون دراستها! لكنّ كثيرين ألقوا بالقرآن في سلّة المهملات بعد دراسته أو بعد أن كشفت داعش النقاب عن حقيقته؛ منهم من بدأ حياة جديدة نقيّة مع السيد المسيح فتغيّرت طريقة تفكيره 180⁰ وقلبه عامر بالمحبة والسلام، ومنهم من ترك الإسلام بصمت منشغلا بتأمين أسباب العيش، ومنهم من ألحد سِرًّا أو جَهْرا. فالواجب على كل مسلم-ة أوّلا: أن يتأمّل في الخلاص الوحيد التّامّ بالمسيح؛ إمّا بقراءة الإنجيل مع التفسير المرفق، أو بالاختلاط مع المسيحيّين لمعرفة سبب الرجاء الذي فيهم (1بطرس 3: 15) وثانيًا: أن يفحص الدين الذي ورث عن أجداده لكي يدرك خطورته، عليه وعلى أولاده، سواء في الحاضر وفي المستقبل. فلا عذر لديه أمام الديّان الوحيد يوم الحساب بعد قراءة ما تقدَّم.

ـــ ـــ

خلاصة

إن الله قد أحبّ العالم، حسب الكتاب المقدَّس، فتجسّد بشخص السيد المسيح الوديع المتواضع القلب المُريح النفوس (متّى 11: 29) المعلّم الصالح (متّى 19: 16 ومرقس 10: 17 ولوقا 18: 18) الشهير بأقواله الرصينة وأهدافها السامية (انظر-ي موعظة الجبل في إنجيل متّى وتحديدًا الأصحاحات المرقمة 5 و6 و7 وفي لوقا- الأصحاح الـ6) وبأفعاله الحميدة والعجائبية، لكي يكون للناس حياة أفضل (يوحنّا 10: 10) ولكي لا يهلك في الآخرة كل مؤمن-ة به بل ينال كل منهما الحياة الأبدية (يوحنّا 3: 16) ففي الإنجيل: {من آمن واعتمد خلص ومن لا يؤمنْ يُدَن}+ مرقس 16: 16 والديّان هو السيد المسيح (يوحنّا 5: 22) عقب مجيئه الثاني إلى الأرض.

أمّا رب القرآن في رأيي فقد صنعه مؤلّف القرآن المدعو محمَّدًا من خياله ومن ثقافات متنوّعة خُزِّنتْ في عقله الباطني طوال أربعين سنة، لتأدية أدوار مختلفة. وقد جعل ربّه مناقضًا نفسه في مناسبات كثيرة، ملبّيًا رغباته ونزواته. برّر فقهاء المسلمين التناقض بـ"الناسخ والمنسوخ" بينما ظنّ المدعو المذكور أن الله هو الذي أوحى إليه بالقرآنيات- حاشا الله- بما فيها من تناقض. فحكم على نفسه بنفسه لمّا قال (أفلا يتدبّرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا)- النساء:82 وللسيد أحمد القبانجي مقطع فيديو قصير على يوتيوب تحت عنوان- مستحيل أن القرآن من الله- أكّد فيه على وجود [تناقضات وأشياء كثيرة لا أخلاقية ولا بلاغية ولا علمية] لكنّ التفصيل في حلقات سلسلة [آية وتعليق] المذكور رابط إحداها أعلى، وفي حلقات صندوق الاسلام ابتداء بالحلقة 62 متناقضات القرآن: مقدمة
https://www.youtube.com/watch?v=bAauOSO6gYQ

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا
التعليق على مسؤولية المعلق فقط وهو ليس بالضرورة رأي الموقع
1. عبد الهادي 26 مارس 2018 - 02:37 بتوقيت القدس
تناقض الكاتب مع نفسه تناقض الكاتب مع نفسه
متى يحترمون أنفسهم تاركين البشر وعقائدهم للخالق يوم الحساب؛ ألا يعلمون أنّ بيتهم من زجاج؟ لهذا وجب عليهم ألّا يرموا بيوت الآخرين بالحجارة! أ لماذا لا يسال الكاتب نفسه هذا السؤال (لماذا لا يترك البشر وعقائدهم للخالق يوم الحساب )من كان بيته من زجاج لايرمي الاخرين بالحجارة ( واعلم ان المسيح عبدالله ورسوله )
1.1. الكاتب 28 مارس 2018 - 13:40 بتوقيت القدس
عبد الهادي خيرٌ مِن عبد المُضِلّ
سلام السيد المسيح الهادي! إنما الناطق بالقرآن هو الذي بدأ الفتنة سواء بالقرآن وبالحديث حتى شتم خصومه ولعن فكان أسوة سيئة لأتباعه. أما موقفي فهو دفاعي ردًّا على مغالطات قرآنه وعلى خزعبلات أتباعه. وأمّا بعد فقد ذكّرني تعليقك بطلب قريش آية(معجزة) منه لكي يؤمنوا به، فتهرّب من طلبهم فاعتبروه من الأنبياء الكذبة وهذا من حقّهم! لم ينفع تذرّعه بأنه "بشر رسول" أي عاجز عن صنع آية واحدة، وبأن "الأوّلين كذبوا بالآيات" وهذا غير صحيح وإلّا لما ميّز الأولون الأنبياء من غيرهم، ثم طلب إلى خصومه أن يأتوا بسورة من مثله! يا للسخرية! ثم من ذا الذي ينزل إلى مستوى القرآن لكي يأتي بمثله؛ النابغة الذبياني أم الأعشى قيس أم الخنساء أم أميّة بن أبي الصلت، والقرآن مليء بأغلاط لغوية وبلاغية وأخلاقية وعلمية وتاريخية؟ شاهد مقطع الفيديو المذكور في نهاية المقالة قبل أن تردّ! هذا ما وجب على من يستحقّ الاحترام فعله قبل التعليق على مقالة هي أكبر من رأسه ومن رأس الكذاب الذي يتبعه! أمّا مسألة "عبد الله ورسوله" فنحن لا ننكرها لأنها في الإنجيل من جهة الناسوت، لكنها نصف الحقيقة، يكمن النصف الثاني في اللاهوت أي ألوهية السيد المسيح، وهي مدوّنة في الإنجيل نفسه بآيات كثيرة، لكن تجاهلها الأغبياء والسفلة.