نقرأ في كتاب القضاة عن شخصية شمشون وقوته الفائقة للطبيعة، لانها كانت قوة قد اكتسبها من الله، لان شمشون كان نذيرًا لله قبل ولادته، وكان آخر قضاة إسرائيل.
لكن شمشون لم يكن أمينًا بكل قراراته ومواقفه امام الله، وخاصة في علاقته بالنساء وزواجه الذي لم يكن حسب مشيئة الله له، بل الحَّ على اهله بالزواج من أمرأة ليست من شعب الله، وخاصة علاقته بدليلة التي كانت سبب بان يفقد قوته الخارقة بل وأن يفقد حياته!
حذَّر بولس أهل كورنثوس بأن المعاشرات الرديَّة تُفسد الأخلاق الجيِّدة، أِن كانت علاقة المُؤمن مع من هم حوله في المُجتمع، في مكان العِلم او العَمل، لكن ليس هذا معناه ان نُعادي الآخرين الذين يختلف أيمانهم عن أيماننا، بل بالعكس، علينا ان نقدم المحبة، الخدمة والعطاء للجميع دون أستثناء، لكن قرار اتخاذ الأصدقاء يجب ان يُدرس بحكمة الله، وأرشاد روحه القدوس، وخاصة في أتخاذ قرار شريك الحياة، الزوج والزوجة، وهذا ما أخفق به شمشون!
لذلك يجب على الشباب ان يسمعوا نصيحة الأهل في هذا الأمر الفائق الأهمية، ونصيحة خدام الرب، كما خضع اسحاق لمشورة أبراهيم وخادمه في أمر زواجه من رفقة، لان الأمر كان حسب خطة ومشيئة الله.
ليتنا نتعلم من تجربة شمشون المريرة التي افقدته حياته، لكن الله كان امينًا مع عبده لانه اعطاه القوة في نهاية حياته لهزيمة الأعداء !
لم يكن الأمر هكذا مع مخلصنا وربنا يسوع المسيح، الذي كان في حضن الآب، وهو من ترك امجاد السماء ليُخبرنا بكل مشيئة الآب لنا، الذي عاش انسان كامل في ايام تجسده على الارض، وعاش حياة خضوع وطاعة كاملة للآب القدوس.
أخفق شمشون في اتخاذ زوجةً له، الأمر الذي ادى بان يفقد حياته.
لكن ربنا الحبيب يسوع المسيح، الذي كان في حضن الآب، لم يفقد حياته بل قدم نفسه وحياته بالكامل لنا بدافع المحبة، لكي يتخذ له عروس عذراء عفيفة، الكنيسة.
فهل نتعلم نحن من مخلصنا وربنا المحبوب؟
الذي اشترانا بدمه الكريم، العروس المحبوبة الى ابد الأبدين، هل نُقدِّم ذواتنا وحياتنا وكل ما نملك لمجد اسمه القدوس، من كان منذ الازل في حضن الآب وسوف يبقى الى ابد الآبدين...
هل نتعلم من يوحنا الحبيب، الذي أتكأ على صدر الحبيب يسوع وسمع نبضات قلبه، نبضات المحبة الألهية؟
صلاتي ان نبتعد عن كل محبة وعلاقة غريبة، التي لا تمجد الله الآب القدوس، ونتعلم من الأبن الحبيب يسوع الذي هو في حضن الآب، سامعًا خاضعًا ومُحبًا لصوت ومشورة الآب السماوي، آمين.