مسيحي يُطالع القرآن- الفاتحة ج4 الرحمان والرحيم

أفأنت تُكره الناس حتى يكونوا مؤمنين)- يونس:99 وهذي المقولة وتلك مِن علامات تناقضات القرآن الدّالّة على بشريّته وعلى استحالة نسبة القرآن إلى الله.
01 يوليو 2017 - 17:46 بتوقيت القدس

لقد سبق لي التنويه، في أزيد من مناسبة، بأنّ الرحمان، أو الرحمن، الذي وسعت رحمته كلّ شيء (الأعراف:156) لا يمكن أن يوحي بالقول: (إنّ الذين كفروا بآياتنا سوف نصْليهم نارًا كلّما نضجتْ جلودُهم بدّلناهم جلودًا غيرها ليذوقوا العذاب...)- النساء:56 إمّا كان رحيمًا وصادقًا وأمينا، وأضيف أيضًا أن الرحمان المذكور لا يُعقَل أن يوحي بالقول: (سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب فاضربوا فوق الأعناق واضربوا منهم كل بنان)- الأنفال:12 ولا بأقوال أخرى على شاكلتها. ولقد تقدّم في إحدى مقالاتي- عائض القرني: آمَنتُ بالمَسِيح– ج3 زنادقة وملاحدة

أنّ الكفر المقصود ليس إلّا تكذيب دعوة "محمد" في وقت قال بلسان ربّه: (أفأنت تُكره الناس حتى يكونوا مؤمنين)- يونس:99 وهذي المقولة وتلك مِن علامات تناقضات القرآن الدّالّة على بشريّته وعلى استحالة نسبة القرآن إلى الله. لكني هنا سأركّز على مصدر كلمة الرحمان؛ لماذا أدرجها "محمد" في البسملة دون غيرها من "أسماء الله الحسنى" باستثناء "الرحيم"؟ حسبما وصلني مِن التراث الإسلامي.

ـــ ـــ

هل الرحمان رحمان اليمامة؟

لقد بات من المعلوم أنّ مؤلّف القرآن حاول استمالة مَن حوله إلى دعوته؛ مِنهم قريش حتّى ذكر آلهتهم بخير (انظر-ي تفسير الطبري للحجّ:52) ومِنهم اليهود حتّى قال بلسان ربّه (وأني فضّلتكم على العالمين)- البقرة:47 كذا في الجاثية:16 وأيضا: (ولقد اخترناهم على علم على العالمين)- الدخان:32 ومِنهم النصارى (بأن منهم قسّيسين ورهبانًا وأنهم لا يستكبرون)- المائدة:72 وأضاف الصابئين إلى اليهود والنصارى: (إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصّابئين مَن آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحًا فلهم أجرهم عند ربّهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون)- البقرة:62 واعترف بأن الله هو الذي يفصل يوم القيامة ما بين المؤمنين بدعوته وبين غيرهم: (إن الذين آمَنوا والذين هادوا والصابئين والنصارىٰ والمجوس والذين أشركوا إن الله يفصل بينهم يوم القيامة إن الله علىٰ كل شيء شهيد)- الحج:17 وهذا كلّه قد جرى ما قبل انقلابه عليهم، حسب تفسير سورة التوبة.

ومِنهم أهل الهرطقات فجعل (مَثَل عيسى عند الله كمَثَل آدم)- آل عمران:59 ومنهم أهل الكتب المنحولة فزعم أنّ الطفل يسوع كلّمَ النّاسَ في المَهد (آل عمران:46) عِلمًا أنّ السيد المسيح قد صنع المعجزة الأولى بعد بلوغة سنّ الثلاثين (لوقا 3: 23) ومِنهم الشّعراء؛ إذ أصغى إلى قصائدهم باهتمام، فتأثّر بما تُليَ عليه، والواضح لي أنّه اقتبس من هذا وذاك؛ مِنهم أميّة بن أبي الصَّلت- مثالا- وهو الذي قال "محمد" فيه "آمَن شعرُه وكفر قلبُه" وإليك التالي مِن شعره، على وزن بحر الطويل:

فقالتْ لَهُ أَنّى يَكونُ ولَم أَكُنْ – بَغيًّا ولا حُبلى ولا ذاتَ قَيّمِ
وقالَ لَها مَن حَولَها جِئتِ مُنكَرًا – فَحَقٌّ بأَن تُلحَي عَلَيهِ وتُرجَمي
فأَدرَكَها مِن ربّها ثمَّ رَحمَة – بِصِدقِ حَديثٍ مِن نَبيٍّ مُكَلَّمِ
أَنِيبي وأَعطي ما سُئِلتِ فأنَّني – رَسولٌ مِن الرَحمنِ يَأتِيكِ باٌبنمِ
وأُرسِلتُ لَم أُرسَلْ غَويًّا ولَم أَكُنْ – شَقيًّا ولَم أُبعَثْ بِفُحشٍ ومَأثَمِ
..............

والتالي على بحر الوافر:

إِلَهُ العالَمينَ وكُلِّ أَرضٍ – ورَبُّ الرّاسِياتِ مِنَ الجِبالِ
بَناها وابتَنى سَبعًا شِدادًا – بلا عَمَدٍ يُرَينَ ولا رِجالِ
وسَوّاها وزَيَّنها بِنورٍ – مِنَ الشَمسِ المُضيئةِ والهِلالِ
ومِن شُهُبٍ تَلألأُ في دُجاها – مَراميها أشَدُّ مِنَ النِّصَالِ
وشَقَّ الأَرضَ فاٌنبَجَسَتْ عيونًا – وأنهارًا مِنَ العَذبِ الزُّلالِ

ومِنهم مسلمة بن حبيب الحنفي، الملقّب إسلاميّا بـ "مسيلمة الكذّاب" إذ تفوّق عدد المؤمنين بدعوته على عدد المؤمنين بدعوة محمد. وقد سمّى مسلمة إلهه بالرحمان، ما قبل ظهور قرآن محمد، حتّى عُرِف بـ "رحمان اليمامة" لذا أظنّ أنّ محمّدًا حاول الجمع ما بين الله (إله أهل الكتاب، كلمة آراميّة الأصل معناها: العالي) وبين الرحمان (إله مسلمة، كلمة عبرانيّة الأصل دالّة على الرحمة) حتّى قال بلسان ربّه: (قُل ادعوا اللّه أو ادعوا الرحمن أيًّا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى...)- الإسراء:110 وقوله هذا بمثابة عهد أمان لمسلمة وقومه، فلا يتعرَّض له محمد وجنوده بغزوة ما، وهذا ما حصل في الواقع؛ فلا أظنّ أوّلًا بإطلاق صفة "الكذّاب" على مسلمة بن حبيب في حياة محمد، إذ أشرك محمد مسلمة معه في الدعوة! ثانيا: لم يشنّ المسلمون حربًا على مسلمة وقومه إلّا في عهد الخليفة الأوّل، ربّما لتحصيل الزكاة منهم، بل قتل الخليفة المذكور مسلمين للسبب عينه، معتبرًا أنّهم ارتدّوا عن الإسلام، فيما عُرِف بـ "حروب الردة" في وقت سمعت المفكّر العراقي الشيعي السيد إياد جمال الدين يقول [إنّ حدّ الرّدّة لا وجود له في القرآن] وفي إمكانك مشاهدة حواره مع الأخ رشيد مساء العشرين من أبريل 2017 بتوقيت أوروبا، على الرابط التالي وغيره:
سؤال جريء الحلقة 489 ما هي أسباب الإرهاب الإسلامي؟

هذا ما توصّلت إليه مِن تصفّح كتب إسلامية عدّة عبر الانترنت، لعلّ من أهمّها "المُفصَّل في تاريخ العرب قبل الاسلام" للباحث العراقي د. جواد علي، ومِن تقصّي الحقائق التي توصّل إليها أعلام العصر الحديث، من الجنسين، فإليك المقتطفات التالية:

خبر رحمن اليمامة

نقلًا عن مدوّنة تحت عنوان "مسيلمة عليه الصلاة والسلام" قدَّم لها مدوِّنُها التالي، والإيضاح منّي ما بين هذين القوسين () فبتصرّف:
[لا بدّ من مراجعة موضوعية لمسألة مسيلمة، ليس من أجل تصحيح التاريخ وردّ الإعتبار له ولقومه فقط، ولكن من أجل تصحيح بعض الأفكار والأحكام المسبقة الحُبلى ببذور التطرف والإرهاب، فثنايا التاريخ، رغم المحاولات الكثيرة لتزويره وطمسه، تحمل في طيّاتها الكثير من المفاجآت والعديد من الحقائق التي هي في غاية الأهمية بالنسبة للحاضر والمستقبل.
خبر رحمن اليمامة
يقول الدكتور جواد علي في كتابه- المُفصَّل في تاريخ العرب قبل الاسلام:
وقد وَفَدَ وَفْدٌ منهم، فيه مسيلمة بن حبيب الذي عُرِف بـ"الكذّاب" لادعائه النبوة، وقد طلب من الرسول أن يشركه معه في الأمر (أي في الدعوة المحمدية) وادّعى النبوة، ثم قُتِل. سجع سجعات مضاهاة للقرآن. وممّن في هذا الوفد "رحّال بن عنفوة" وقد شهد لمسيلمة أن رسول الله أشركه في الأمر فافتتن الناس به.
.......
وأنا أشكّ في صحة أكثر ما نُسِب إلى "مسيلمة" من كلام وقرآن. وهو "مسيلمة بن حبيب الحنفي" المكنى بـ "أبي ثمامة" والمنعوت (أي الموصوف) بين المسلمين بـ "الكذاب" واسمه الصحيح "مسلمة" وقد صُغِّر في الإسلام ازدراءً بشأنه. فقد رُوي أنّه صنع قرآنًا مضاهاة للقرآن، غير أنهم لم يتحدثوا بشيء عن قرآنه. واذا صحّ ما ذكره أهل الأخبار مِن أنّه ادّعى الوحي بمكّهَ أو باليمامة قبل الإسلام، وأنّه نزّل على نفسه آيات زعم أنّها تنزيل من الرحمان، فيكون قد باشر بتأليف قرآنه قبل الوحي (المحمدي) وقد سبق لي أن تحدثت في الجزء السادس من هذا الكتاب عن عبادة الرحمن، وقلت إنّ قريشًا قالت للرسول لمّا نزل الوحي بـ "قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن..." أتدرون ما الرحمن الذي يذكره محمد؟ هو كاهن باليمامة! وأنها قالت: "دُقّ فوك إنّما تذكر مسيلمة رحمن اليمامة" وكان قد تسمّى بالرحمن.
.......
وأنا لا أستبعد احتمال مجيء مسيلمة إلى مكة قبل الإسلام. فقد ذُكِر أنّه تزوج كبشة "كيسة بنت الحارث... بن عبد شمس" وهي من مكة، فلا يعقل عدم مجيئه إلى مكة وإقامته بها بعض الوقت، ومجيئه إليها بين الحين والحين. ومِن هنا كان لأهل مكة عِلم بدعوة مسيلمة إلى عبادة "الرحمان" وقد قال: "أنا شريك محمد في النبوة، وجبريل عليه السلام ينزل عليّ كما ينزل عليه" وكان الرحّال بن عنفوة من الساعين في نصرته، وكان مسيلمة يقول: "يا بني حنيفة، ما جعل الله قريشًا بأحقّ بالنّبوّة منكم، وبلادكم أوسع من بلادهم، وسوادُكم (أي عددكم) أكثر من سوادهم، وجبريل ينزل على صاحبكم مثل ما ينزل على صاحبهم".
.......
أمّا الرحّال بن عنفوة فهو من وجوه "بني حنيفة" واسمه "نهار" وكان في الوفد الذي جاء إلى الرسول، وقد اختلف إلى أُبَيّ بن كعب (أي تردَّد إليه المرَّة تلو المرّة) ليتعلّم منه القرآن. وقد تعلّم سورة البقرة وغيرها. وذُكِر أنّه كان على غاية من الخشوع واللزوم لقراءة القرآن، ثم انقلب على عقبيه وصار مِن أشدّ أعوان مسيلمة المقرّبين له، فشهد له أن الرسول أشركه معه في الأمر.
.......
وقد أمر "مسيلمهّ" عمرو بن الجارود الحنفي بتدوين كتابه الذي وجّهه إلى الرسول، فأمر الرسول كاتِبه أُبَي بن كعب بالردّ عليه. ومعنى هذا أن مسيلمة قد اتخذ له كتبة يكتبون له رسائله، على نحو ما كان لرسول الله. فأنا لا استبعد احتمال علم مسيلمة بالكتابة والقراءة وإن لم ينصّ أهل الأخبار على ذلك. كما لا أستبعد احتمال التقائه باليهود وبالنصارى وأخْذه منهم، فقد كان في اليمامة قومٌ من أهل الكتاب، ودعوته الى عبادة إله هو "الرحمن" تدلّ على تأثّره بأتباع هذه الديانة وبأهل الكتاب] انتهى الاقتباس.

وتعليقي: لقد ظلم المسلمون مسلمة بن حبيب ظلمًا شديدا، كما ظلموا كثيرين غيره حتّى اليوم! لكنّ مِنهم مَن أنصفه؛ فكتب التالي على مدوّنته- بتصرّف:
[جرت العادة بتسميته ظلما وعدوانا بـ "مسيلمة الكذاب" لكنّه مسلمة بن حبيب الحنفي؛ دعا إلى عبادة الله الواحد باسمه الرحمن وسمّته قريش "رحمن اليمامة" لكن أطلق عليه الغزاة إسم "مسيلمة الكذاب" تحقيرًا له ولقومه، وشنّوا عليه حرب إبادة، فقتلوه وأبادوا أصحابه فيما سُمِّي بحديقة الموت.
لم يكن "رحمن اليمامة" كاذبا ولا ظالمًا بل كان رجلًا صالحًا ورسولًا نبيئا في قومه. ما المانع مِن أن يبعث الله في قرية واحدة رسولين أو أكثر، يقول الوحي: (واضرب لهم مَثلًا أصحابَ القرية إذ جاءها المُرسَلون. إذ أرسلنا إليهم اثنين فكذبوهما فعزّزنا بثالث فقالوا إنا إليكم مُرسَلون)- يس: 13-14 
لكنّ الغزاة المتدرّبين على الحروب أحسن تدريب رأوا فيه عقبة أمام طموحاتهم الظالمة وفرصة سانحة لحصد مغانم رخيصة]
وأردف المدوِّن في السطر التالي مستشهدًا بكتاب د. جواد علي- المُفصَّل:
[يقول د. جواد علي: لا أستبعد ما نُسِب إلى "مسيلمة" من دعوى نزول الوحي عليه، وتسمية ذلك الوحي "قرآنا" أو كتابًا أو سِفرا، لكنّي أستبعد صحّة الآيات (المُضحِكة) التي نسبتها الكتب إليه... تلك قضية لا يمكن إثباتها، فلمّا قُتِل، دخل مَن دخل مِن أصحابه في الإسلام وطُمِس أثر ذلك القرآن...] انتهى.  

ـــ ـــ

الرحمن والرحيم في معجم لسان العرب (باب: رحم)

لقد اقتطفت التالي من "لسان العرب" لابن منظور، لمعرفة عدد من آراء مفسِّري القرآن وأهل التأويل في "الرحمان" وفيه أيضا معنى "الرحيم" قرآنيّا. فبتصرّف:
[الرَّحْمة: الرِّقَّةُ والتَّعَطُّف... والرَّحْمَةُ المغفرة... وتَرَحَّمْتُ عليه أَي قلت رَحْمَة الله عليه... وتَرَحَّم عليه: دعا له بالرَّحْمَة... وقوله تعالى: "والله يَخْتَصُّ برَحْمته من يشاء"- البقرة:105معناه يَخْتَصُّ بنُبُوَّتِهِ من يشاء ممّن أَخْبَرَ عَزّ وجَلّ أَنّه مُصطفىً مختار. 

الله الرَّحْمَنُ الرحيم: بُنيت الصفة الأُولى على فَعْلانَ لأَنّ معناه الكثرة، وذلك لأَن رحمته "وسِعَتْ كل شيء"- الأعراف:156 وهو أَرْحَمُ الراحمين، فأَمّا الرَّحِيمُ فإِنما ذُكِر بعد الرَّحْمن لأَن الرَّحْمن مقصور على الله عزّ وجلّ، والرحيم قد يكون لغيره؛ قال الفارسي: إِنما قيل "بسم الله الرَّحْمن الرحيم" فجِيءَ بالرحيم بعد استغراق الرَّحْمنِ معنى الرَّحمَة لتخصيص المؤمنين به في قوله تعالى: "وكان بالمؤمنين رَحِيما"- الأحزاب:43

قال الأَزهري: ولا يجوز أَن يقال رَحْمن إِلاَّ لله عزّ وجلّ... وحكى عن أبي العباس في قوله "الرَّحْمن الرَّحيم" جمع بينهما لأَن الرَّحْمن عِبْرانيّ والرَّحيم عَرَبيّ... 

قال الجوهري: الرَّحْمن والرَّحيم اسمان مشتقان من الرَّحمة، ونظيرهما في الله نَديمٌ ونَدْمان، وهما بمعنى (واحد) ويجوز تكرير الاسمين إِذا اختلف اشتقاقهما على جهة التوكيد كما يقال فلان جادٌّ مُجِدّ، إِلّا أَنّ الرحمن اسم مختص لله تعالى لا يجوز أَن يُسَمّى به غيره ولا يوصف، أَلا ترى أَنه قال: "قل ادْعُوا الله أَو ادعوا الرَّحْمَنَ؟" فعادل به الاسم الذي لا يَشْرَكُهُ فيه غيره، وهما من أَبنية المبالغة، ورَحمن أَبلغ من رَحِيم، والرَّحيم يوصف به غيرُ الله تعالى فيُقال رجلٌ رَحِيم، ولا يقال رَحْمن.
وكان مُسَيْلِمَة الكذاب يقالُ له رَحمان اليَمامة، والرَّحيمُ قد يكون بمعنى المَرحوم...
ورَحمَةُ الله: عَطفُه وإِحسانه ورزقه... إلخ] انتهى.

وتعليقي- أوّلا- على القول (فأَمّا الرَّحِيمُ فإِنما ذُكِر بعد الرَّحْمن لأَن الرَّحْمن مقصور على الله، والرحيم قد يكون لغيره) بسؤال: كيف وَصَفَ مؤلِّفُ القرآن الخالقَ بصِفة "الرحيم" وهي ليست له، إنّما لغيره، ثمّ مَن غيره؟ والجواب: أنّ غيره هو الذي قيل لتخصيص المؤمنين به (محمد) فإنْ كانت صفة الرحيم لغير الله، إنّما لمحمد، فأنّ "بسم الله الرحمن الرحيم" بالنتيجة شِركٌ بالله. وهذه إحدى مسائل تفسير القرطبي- ممّا بعد قليل.

وتعليقي- ثانيا- على قول الأزهري (ولا يجوز أَن يقال رَحْمن إِلّا لله) بسؤال: إذًا كيف أجاز "محمد" لنفسه قول "الرحيم" التي قيلت لغير الله؟
وبالمناسبة؛ سُمِّيت صفات الله في القرآن بالأسماء الحسنى، فالمفترض ألّا يوصف الله بصفة وُصِف بها غيره، بغضّ النظر عن اختلاف الفقهاء في الأسماء الحسنى؛ على أنّ بعضها لا يليق بسمعة الله ولا منزلته، كالمُضِلّ والماكر والمتكبِّر، فهذه مِن صفات إبليس وجنوده. 

أمّا تعليقي- ثالثا- على قول الأزهري (جمع بينهما لأَن الرَّحْمن عِبْرانيّ والرَّحيم عَرَبيّ) فأتساءل: ما دخل لغة أخرى كالعبرية في كتاب "نزل" بلسان عربي مُبين؛ يَبين لقارئه أنّه نزل بلسان العرب وليس بلسان اليهود؟ وبالمناسبة؛ إذا كانت العبريّة مهمّة في نظر محمد فلماذا أخذ عنها "الرحمان" من صفات الله أو أسمائه، جاعلًا منها أولى صفات الله في واحدة من أولى سور القرآن، حتّى باتت الأولى في المصحف العثماني، بينما ترك صفات أخرى هي التي لها الأولوية كالمُحِبّ؟ لأنّ محبّة الله شاملة جميع البشر؛ إذ خلق الله الإنسان لأنّه أحَبَّ الإنسان {نَحْنُ نُحِبُّهُ لأَنَّهُ هُوَ أَحَبَّنَا أَوَّلا}+ 1يوحنّا 4: 19 فلمّا أخطأ تحنّن الله عليه ورحمه. فلا يكتبنّ إليّ أحد أنّ القرآن مِن وحي إلهي، وإلّا فليُجبْ أوّلًا على تساؤلاتي بمنطق سليم، عقلانيًّا ولغويّا، مع حجّة مُقْنِعة كلّما اقتضت الحال.

وتعليقي- رابعا- على قول الجوهري (الرَّحْمن والرَّحيم اسمان مشتقان من الرَّحمة،... ويجوز تكرير الاسمين إِذا اختلف اشتقاقهما على جهة التوكيد،... ورَحمن أَبلغُ من رَحِيم) هو إذا 1كان الإثنان مشتقَّين من الرحمة، وإذا 2وسعت رحمة الرحمان كلّ شيء، وإذا 3اعتُبر "الرحمن" أبلغ من "الرحيم" فلا مبرِّر للتوكيد بـ "الرحيم" لأنّ المفترض برسالة القرآن إيصال رسالة ما وليس استعراض بعض "عضلات" البلاغة! لأنّ البلاغة مألوفة في الشعر العربي، ما لا حاجة إليه في القرآن، إلّا إذا أحسّ مؤلِّفه بعقدة العجز عن مواكبة الشعراء الفطاحل الذين عاصرهم، كالنابغة الذبياني والأعشى قيس وأميّة بن أبي الصلت والخنساء، فحاول حلَّها بالقرآن. ودليل العقدة في قوله بلسان ربّه: (وما عَلَّمناه الشِّعر وما ينبغي له إنْ هو إلّا ذِكر وقرآن مُبين)- يس:69 فلا حاجة بعد ما تقدَّم إلى التوكيد بالرحيم.

وتعليقي- تاليا- على قول الجوهري (والرَّحيم يوصف به غيرُ الله تعالى فيُقال رجلٌ رَحِيم، ولا يقال رَحْمن) هو: بأيّ حقّ إذًا وَصَفَ مؤلِّفُ القرآن الله بـ"الرحيم" إذا وَجَبَ أنْ يُوصَفَ به غير الله؟ 
هكذا حاول كثير من المفسِّرين تبرير كلّ ما أتى به مؤلِّف القرآن، كما جرت العادة، حتّى إذا ناقضوا أنفسهم بأنفسهم بدون انتباه، على أنّ [مَن اجتهد في مسألة ما فأصاب فله أجران، وإن أخطأ فله أجر] وإليك- مثالًا لا حصرا- ما قرأت في تفسير الطبري لسورة ن أو القلم:
[والصواب مِن القول في ذلك عندنا أنّهما قراءتان فصيحتان بأيَّتهما قرأ القارئ أصاب... إلخ] لكن المشكلة تكمن في معرفة القراءة المدوّنة في "اللوح المحفوظ" فلا يُعقل أنّ القراءتين المقصودتين مدوّنتان معًا في لوح واحد أو كتاب واحد. ربّما غابت هذه الإشكاليّة عن ذهن الطبري.

وأقول ما قبل ختام هذه الجُزئيّة: أين محلّ الرحمة من قلب الرحمان، أو الرحيم، في إجلاء اليهود من بني النضير ومن بني قينقاع، وفي الضرب فوق أعناق بني قريظة- حسب تفسير الأحزاب:26 وفي غزو تبوك لسبي بنات الأصفر ونساء الروم- حسب تفسير التوبة:49؟ 

وبالانتقال إلى تفسير القرطبي المذكور قبل قليل؛ نجد مفاجأة مِن عيار ثقيل، هي الشِّرك بالله في إحدى مسائل تفسير البسملة القرآنية؛ إذ ذكر أنّ فيها سبعًا وعشرين مسألة، فإنْ واصلنا قراءة التفسير حتّى المسألة السادسة والعشرين نجد أن "الرحيم" من صفات "محمد" ليس المقصود بها أحد "أسماء الله الحسنى" فبتصرّف: [وقيل إن معنى الرحيم أي: بالرحيم وصلتُم إلى الله وإلى الرحمن، فـ"الرحيم" نَعتُ محمد (أي صفة محمد) وقد نعته تعالى بذلك فقال عنه: (رؤوف رحيم)- التوبة:128 فكأنّ المعنى أن يقول "بسم الله الرحمن وبالرحيم" أي وبمحمد وصلتُم إليّ، أي باتّباعه، وبما جاء به وصلتُم إلى ثوابي وكرامتي والنظر إلى وجهي والله أعلم] انتهى.

لذا يمكنك استنتاج وجود ثلاث شخصيات في البسملة القرآنية؛ الأولى: الله- إله أهل الكتاب المقدَّس، من التوراة إلى سِفر الرؤيا. والثانية: الرحمن- رحمان اليمامة- إله مسلمة بن حبيب. والثالثة: الرحيم- محمد. فأين التوحيد في البسملة القرآنية، أفليست شِركًا بالله حسبما تقدّم؟

أمّا تعليقي على مقولة القرطبي "بمحمد وصلتُم إلى الله" هو التالي؛
أوّلا: لا نبيّ مِن بعد المسيح بمعنى المُرسَل ولا رسول إلّا مِن رسل المسيح وخدّامه. فالسيد المسيح هو {الألف والياء، البداية والنهاية، الأوّل والآخِر}+ رؤيا يوحنّا 1: 8 و11 و21: 6 و22: 13 لذا فأنّ الناس تصل إلى الله بالسيد المسيح فقط؛ والدليل في الإنجيل بلسان السيد المسيح: {أنا هو الطريق والحقّ والحياة، لا يجيء أحد إلى الآب إلّا بي}+ يوحنّا 14: 6
فبعض الصفات المعروفة بأنها من صفات السيد المسيح، أو من ألقابه، نسبها مسلمون إلى مؤلِّف القرآن زورًا أو جهلا؛ منها أيضًا {الأمين والصادق}+ رؤيا يوحنّا 3: 14 فهل يُعقَل أن يجيء مؤمن-ة إلى الله بغير السيد المسيح القدّوس، الخالي من أيّة خطيئة، وهل هو إلّا الله الظاهر في الجسد؟
ثانيا: لا نصَّ إلهيًّا (أي في الكتاب المقدَّس) دالّ على قيام أنبياء من بعد المسيح إلّا الكَذَبة: {ويقوم أنبياء كذبة كثيرون ويُضِلون كثيرين}+ متّى 24: 11 و24:24 ومرقس 13: 22 وفي رسالة بطرس الثانية 2: 1 وفي رسالة يوحنّا الأولى 4: 1
ثالثا: لقد عجز محمد عن إثبات شرعيّة دعوته، سواء أمام كفّار قريش وأمام أهل الكتاب، إذ لم يؤيّده الله بمعجزة ما أمام الناس وفي وضح النهار، كما أيّد موسى النبي وغيره. عِلمًا أنّ محمّدًا خالف جميع وصايا الله المدوَّنة في الكتاب المقدَّس؛ منها: لا تقتلْ! لا تزنِ! لا تشتهِ امرأة قريبك! لا تسرقْ!... إلخ.

رابعا: تكفي تناقضات القرآن والأخطاء المرصودة فيه؛ لاهوتيًّا ولغويًّا وعِلميًّا وتاريخيّا، أدلّة قاطعة بأنّ القرآن موحًى به من جهة أخرى غير الله. وفي مقالاتي النقدية عدد من البراهين الساطعة.

وقد يكفي- خامسا- ذِكر الحديث التالي، ممّا فصَّلت في الجزء الأوّل من هذه المقالة؛ إذ روى أحمد في مُسنده عن رسول الإسلام قوله: [لا يدخل أحَدُكم الجنّة بعمله) قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: (ولا أنا، إلّا أنْ يتغمَّدني الله منه برحمة وفضل) وَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى رَأسِه] ثمّ رواه البخاري ومسلم بالمعنى نفسه. فالذي لا يستطيع أن يشفع لنفسه يوم الحساب العظيم كيف يشفع لغيره؟

وبالمناسبة؛ ليست الشفاعة المحمدية غير ممكنة فحسْب، إنّما من غير الممكن أيضا تقدير مَن يدخل الجنّة أو النار، لأنّ هذا يقرّره الله يوم القيامة لا العبد، إذا افترضنا جدلًا أنّ الله أرسله، إلّا إذا أشرك الرسول نفسه بالله أو حاول أن يحلّ محلّ الله سواء بقلبه ولسانه؛ فقد ورد الحديث الكارثيّ التالي في صحيح مسلم، كتاب الإيمان ص94 باب "مَن مات لا يشرك بالله شيئًا دخل الجنة ومَن مات مُشركًا دخل النار" وهذا نصّه- بتصرّف: [حدّثني... أنّ أبا ذرّ (الغفاري) حدّثه؛ قال: أتيت النبي وهو نائم عليه ثوب أبيض ثم أتيته فإذا هو نائم ثم أتيته وقد استيقظ فجلست إليه فقال: "ما مِن عبد قال لا إله إلا الله ثم مات على ذلك إلّا دخل الجنة" قلت: وإنْ زنى وإنْ سرق؟ قال "وإن زنى وإن سرق" قلت: وإن زنى وإن سرق؟ قال: "وإن زنى وإن سرق" ثلاثا، ثم قال في الرابعة على رَغْم أنف أبي ذرّ! قال فخرج أبو ذرّ وهو يقول: وإنْ رَغِمَ أنفُ أبي ذرّ] كما رواه بمعناه كلّ مِن أحمد في مُسنده والبخاري في صحيحه، ومعنى "وإنْ رغم أنف فلان" هو [وإنْ ذَلّ، وقيل: وإنْ كَره]- لسان العرب: رغم.

وتعليقي: يعني لي هذا الحديث ثلاثة؛
أوّلا؛ أنّ قرار الرحمان بدخول جميع الموحِّدين الجنّة، وإن زنى بعضُهم وإن سرق، يناقض اثنتين من وصايا الله العشر في الكتاب المقدَّس (لا تزنِ! لا تسرقْ!) حاشا الله أن يناقض نفسه.
ثانيا؛ أنّ قرار الرحمن بدخول جميع المشركين النار، حتّى إذا امتازت سِيَر بعضهم بالوقار والصلاح وسائر أعمال الخير، يناقض به رحمته إذْ وسعت كلّ شيء! فهل يناقض الرحمن نفسه؟
ثالثا؛ كيف يقبل عاقل بهذا الدين وكيف يصدّق الذي ادّعى به، ما لا يرضى به ضمير حيّ؟ إنّ القرار متروك لكَ أخي المسلم، ولكِ أختي المسلمة، فإنْ بقيت على الإسلام فلا تلومنّ "الأزهر الشريف" على تجنّب تكفير "داعش" وغيرها، لأنّ مِن المدوَّن في راية داعش "لا إله إلّا الله" لذا فعليك- أيّها المجاهد في سبيل الرحمن الذي علّم القرآن- توحيده أوّلًا ثمّ الزنا بما طاب لك مثنى وثلاث وتساع... والسرقة أيضا، لكن لا تنسَ إعطاء خُمُسَ المسروق لخليفة رسول الرحمن ولذي القربى ...- حسب الأنفال:41

ـــ ـــ

باٌسم الآب والآبن والروح القدس- الإله الواحد- آمين

هذه هي "البسملة المسيحية" إن جاز التعبير: باٌسم الآب والآبن والروح القدس- الإله الواحد- يفتتح بها المسيحيّون جميع صلواتهم ويُباركون بها ويتباركون. وأقول: ربّما حاول "محمد" في بسملته مقابلة البسملة المسيحية، بدون محاولته فهم معناها، فابتدع ما ابتدع. هذا لأنّ جوهر أقانيمها (أي شخصيّاتها الثلاث) واحد هو الله. فالآب: الذات الإلهية الدّالّة على وجود الله. والابن: كلمة الله، عقله الناطق، به كلّم الأنبياءَ وسائر رجال الله. والروح القدس: روح الله الدّالّ على أنّه حيّ. فلا يُعقل أنْ يتصوّر المخلوق خالقه بدون عقل وبدون روح- حاشا الله- لعلّ مسألة الثالوث الإلهي اتّضحت الآن لجميع القرّاء، ومنهم الإخوة المسلمون والأخوات المسلمات، فليس صعبًا إدراك هذه البديهة.

والمزيد عن مفهوم الأقانيم الثلاثة على موقع لينغا؛ فقد ورد التالي في إحدى مقالاتي- بتصرّف:
[إن المثلّث الهندسي، أيّاً كان شكله؛ يفقد جميع خواصّه إذا ما تمّ تجريده من أحد رؤوسه أو تلاشت إحدى زواياه أو اٌنكسر أحد أضلاعه. هذا ما يحصل للإنسان إذا ما غاب عن الوجود أو فقد عقله أو توقف القلب عن نبض الروح فيه. فالذات الإنسانية كينونة حقيقية أو وجود له صورة يمكن رسمها أو تصويرها لتحديد معالمها بدقة. والعقل هو المسيطر على جميع أقوال الإنسان وأفعاله وإحساسه. أمّا القلب فهو المسؤول عن ديمومة الروح في جميع خلايا الجسد وحواسّه. لذا يمكن القول إنّ الإنسان مثلّث الخواصّ؛ بوجوده وعقله وروحه، ومن خلالها تُعرَف هويّته ومعالم شخصيّته وصفاته، لكنّه يفقد كلّ شيء إذا ما تمّ تجريده من إحداها. فالثالوث الإنساني شبيه بالثالوث الإلهي، باستثناء فروق ثلاثة؛.......

أمّا أحد المعترضين إذ طلب إشارة حرفيّة إلى الثالوث، في الكتاب المقدّس، فلعلّه يستجيب إلى دعوة الإله الحقيقي من خلاله، وفيه أزيد من دليل على الثالوث، فليقرأ- مثالا- تفسير متّى\ الأصحاح الثالث، والتالي المدوَّن مِن لسان السيّد المسيح في أعقاب قيامته من الموت: {فتقدّم يسوعُ وكلمّهم قائلا: دُفِعَ إليّ كلّ سلطان في السّماء وعلى الأرض، فاذهبوا وتلمِذوا جميعَ الأمم وعمِّدوهم باٌسم الآب والابن والروح القدس. وعلِّموهم أنْ يحفظوا جميع ما أوصيتكم به. وها أنا معكم كلّ الأيام إلى اٌنقضاء الدهر. آمين}+ آخِر إنجيل متّى. وليتأمّل في قول السيد المسيح “باٌسم” لم يَقُلْ “بأسماء” أي أنّ الثلاثة {الآب والابن والروح القدس} واحِد هو الله...] انتهى.
وهذه المقالة تحت عنوان: الثالوث الإلهي المقدّس

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا
التعليق على مسؤولية المعلق فقط وهو ليس بالضرورة رأي الموقع
1. فتحى الجندى 02 يوليو 2017 - 04:14 بتوقيت القدس
الفاتحة الفاتحة
يجب اولا ان تدرس قواعد اللغة العربية لتعرف الفرق بين الرحمان والرحيم ومعناهما وتطلع قليلا على اللغات السامية لتدرك من اخذ من الاخر والحمد لله على نعمة الاسلام والسلام لك او عليك
1.1. الكاتب 02 يوليو 2017 - 11:01 بتوقيت القدس
الرحمان مذكور قبل القرآن
سلام السيد المسيح معك. لقد توقع الكاتب مداخلتك، لهذا أتى بمعنى كلّ من الرحيم والرحمان في معجم لسان العرب مع تفاسير إسلامية. فيتساءل: كيف علقت على المقالة قبل قراءتها، عند أي قوم هذه "الحكمة" الفريدة من نوعها؟ ثم أنك أوجبت على الكاتب دراسة قواعد اللغة العربية كأنّك مطّلع عليها ما يكفي فأسألك: 1 هل لك أن تكتب لنا رابط إحدى مقالاتك إمّا كنت كاتبًا لكي نفحص لغتك؟ 2 هل تستطيع رصد غلطة نحوية واحدة في مقالة الكاتب التي أمام عينيك؟ أضيف الآن: ورد في معرض تفسير ابن كثير للفقرة الأولى في سورة الفاتحة: [قال ابن جرير: وقد أنشد بعضُ الجاهليّة الجُهّال: ألَا ضَرَبَتْ تِلكَ الفتاة هَجـِينَهَا - ألَا قضَبَ الرَّحْمَنُ رَبِّي يَمِينهَا وقال سَلَامَة بْن جُنْدُب الطُّهَوِيّ: عَجـِلْتُمْ عَليْنا إذ عَجـِلنَا عَليْكُمُ - ومَا يَشَأِ الرَّحْمَنُ يَعْقِدْ وَيُطْلِقِ] انتهى. فـسَواءٌ عندي أكان الذين أنشدوا ذلك الشعر من الجهّال أم من العباقرة فإنّ الشعر المنشود لدليلٌ دامغ على أنّ كلمة الرحمن، التي وردت في القرآن في ما بعد، لم تكن جديدة على مسامع مَنْ أسماهم ابن جرير بـ بعض الجاهليّة الجُهّال. إليك أدلّة أخرى؛ إذ ورد في ص736 ج3 من كتاب "المُفصَّل في تاريخ العرب قبل الإسلام" للمؤرّخ د. جواد علي النصّ التالي: [ونقرأ في النصوص العربية الجنوبية اسم إله جديد هو الإله "رحمنن" أي "الرحمن" وهو إلهٌ يُرجـِع بعضُ المستشرقين أصله إلى دخول اليهودية إلى اليمن وانتشارها هناك. وهذا الإله هو الإله "رحمنه" Rahman-a "رحمنا" في نصوص تدْمُر ... إلخ] انتهى. وقد حُكِيَ عن طَيِّءٍ وكَلْب النصرانيّتين ما قبل الإسلام: "أُطْلُبُوا مِن الرّحمن" والمرجع مُعْجَم لسان العرب: منن. علمًا أنّ من قبيلة طيّء الشاعر حاتِم الطائي الذي يُضرَب به المثل في الكرم، وقد وردت كلمة الرحمان في بيت شعر منسوب إليه: كُلُوا اليومَ مِن رِزْقِ الإلهِ وأيسـِروا - وإنّ على الرحمان رزقكُمُ غـدا أدعوك أخيرًا إلى كتابة نعمة واحدة في القرآن على ألّا تكون مسروقة من الكتاب المقدَّس وألّا تكون منسوخة بنقيض ما في القرآن. والمزيد في مقالة الكاتب: وقفة بين الكتاب المقدَّس وبين غيره– ج13 الحمد لله على نعمة المسيح لينغا: https://www.linga.org/varities-articles/ODA5NA
1.2. فتحى الجندى 03 يوليو 2017 - 05:24 بتوقيت القدس
الفاتحة رد
من الواضح انك درست القران جيدا لتفنيدو وليس لفهمو واكيد ايضا انك تعلم تماما ان القران كلة نعم من اوله لاخره ولماذا استنسخت منى الحمد لله على نعمة الاسلام ثم الم تستنسخو المواريث من الاسلام والحمد لله على نعمة الاسلام والسلام لك او عليك
1.3. فتحى الجندى 03 يوليو 2017 - 05:34 بتوقيت القدس
الفاتحة
سوال ارجو ان تجيب عليه هل المسيح هو 1 الله 2 ابن الله والحمد لله على نعمة الاسلام والسلام لك او عليك
1.4. الكاتب 03 يوليو 2017 - 08:28 بتوقيت القدس
معنى الله وابن الله واحد
حينما تسأل عن الإيمان المسيحي ثم تحمد الله على نقمة الإسلام فليس قصدك السؤال إنما الاستخفاف بالعقيدة المسيحية، أتظنّ نفسك ذكيّا؟ والجواب للقارئ-ة في مقالة الكاتب: سألوني عن المسيح، قلت: هو الله لينغا: https://www.linga.org/varities-articles/ODQwNg أما الإسلام فعلى أية نقمة تحمده؛ أعلى "لقد جئتكم بالذبح" أم على الإرهاب أم على غزو القوافل والقبائل أم على الزنى واضطهاد المرأة أم على خزعبلات القرآن؟ ولقد كتبت إليك رابط نعمة المسيح في جواب على سؤالك السابق.
1.5. الكاتب 03 يوليو 2017 - 12:45 بتوقيت القدس
سأعلّق على هذه المداخلة لاحقا
شكرًا لك على هذه المداخلة لأنك كتبتها بقلمك، أيًّا كان مستواه، ولم تنقلها من أحد الناطقين بالعربية، أيًّا كان مستواها: [من الواضح انك درست القران جيدا لتفنيدو وليس لفهمو واكيد ايضا انك تعلم تماما ان القران كلة نعم من اوله لاخره ولماذا استنسخت منى الحمد لله على نعمة الاسلام ثم الم تستنسخو المواريث من الاسلام والحمد لله على نعمة الاسلام والسلام لك او عليك] سأنشر هذه المداخلة في أقرب مقالة نقدية للتعليق عليها، بدون ذكر اسمك، لكي يقيس المتعلم-ة حجم غباء المسلم العربي والغباء هو بالضبط مطلب مؤلّف القرآن كي لا ينتقد أحد العرب خزعبلات قرآنه الذميم ولا ينتقد أفعاله الرذيلة. وبالمناسبة؛ عليك بكتابة اسمك بطريقة صحيحة، وهي: فتحي الجندي، بالياء لا الألف المقصورة، من الغبي الذي علّمك اللغة العربية وعلّم غيرك؟ أخيرا؛ كتبت إليك ما يكفي لكي تتعلم، لأنك دخلت إلى موقع مسيحي يساعدك على معرفة الحقّ، فيلزمك أن تقرأ مليون كلمة قبل التفكير في كتابة كلمة واحدة!
1.6. إبن المسيح 04 يوليو 2017 - 09:39 بتوقيت القدس
رد إلي فتيحي
السؤال: ماهو المعني بأن يسوع المسيح هو ابن الله؟ الجواب: يسوع المسيح هو ابن الله ليس بالمفهوم الدارج عن الأب والأبن. فالله لم يتزوج ولم تكن له ذرية. ولكنه ابن الله من حيث أن الله تجسد في صورة انسان ونجد ذلك في (يوحنا 1:1-14). ويسوع المسيح ابن الله لأنه حبل به من الروح القدس. ولوقا 35:1 يعلن لنا "أجابها الملاك, الروح القدس يحل عليك, وقدرة العلي تظللك, لذلك أيضا فالقدوس المولود منك يدعي أبن الله." وفي الأيام الكتابية التعبير "ابن الأنسان" كان يستخدم لوصف أي انسان. فأبن الانسان هو انسان. أثناء محاكمة يسوع أمام الحكام اليهود، قال رئيس الكهنة ليسوع، "أستحلفك بالله الحي أن تقول لنا: هل أنت المسيح ابن الله؟" (متي 63:26). فأجابه يسوع، "أنت قلت! وأيضاً أقول لكم: من الآن تبصرون ابن الأنسان جالساً عن يمين القوة، وآتياً علي سحاب السماء" (متي 64:26). فكان رد فعل الحكام اليهود أتهام يسوع بالتجديف (متي 65:26-66). ولاحقاً، أمام بيلاطس البنطي، "أجابه اليهود: لنا ناموس، وحسب ناموسنا يجب أن يموت، لأنه جعل نفسه ابن الله" (يوحنا 7:19). فلم يستحق ادعاء المسيح بأنه "أبن الله" الاتهام بالتجديف بل والقتل؟ لأن حكام اليهود أدركوا تماماً ما يعنيه المسيح بهذه المقولة. فهو يدعي أن له نفس طبيعة الله، بل وأنه "الله نفسه"، مما يعتبر تجديفاً في وجهة نظرهم، ولذلك فقد طالبوا بموت يسوع. وعبرانيين 3:1 يعبر عن ذلك بوضوح، "الذي، وهو بهاء مجده، ورسم جوهره، وحامل كل الأشياء بكلمة قدرته، بعد ما صنع بنفسه تطهيراً لخطايانا، جلس في يمين العظمة في الأعالي". ومثال آخر يمكن أن يوجد في يوحنا 12:17 حيث يصف يهوذا بأنه "أبن الهلاك". ويوحنا 71:6 يقول لنا أن يهوذا ابن سمعان الأسخريوطي. فما هو المعني في يوحنا 12:17 بوصف يهوذا بأبن الهلاك؟ كلمة الهلاك تعني "الخراب, اتلاف، دمار" فيهوذا لم يكن ابن هذه الأشياء – بل بالحري هذه الأشياء تصف حياة يهوذا. يهوذا جسد وصف الهلاك. بنفس الطريقة جسد يسوع المسيح صفات الله. فأبن الله هو الله. ويسوع المسيح هو الله في الجسد (يوحنا 1:1 -14).
2. محمد 02 يوليو 2017 - 12:48 بتوقيت القدس
رد علي المقالة رد علي المقالة
كلامكم غير مقنع حتي للغشيم - كفاية عنصرية وطعن في اصح واقيم واقوم الكلام وهو كلام الله غير المحرف ولا المترجم ( كالانجيل ) من لغة الي لغة 7 لغات مما ادي الي تفتيت معانية وضياع مفهومة الحقيقي بالاضافة الي تلاعب اليهود وبطرس الرسول في مضامينه
2.1. الكاتب 02 يوليو 2017 - 23:07 بتوقيت القدس
هذا كلام فارغ ليس ردّا
1 ما عند شيوخك أي برهان على أن القرآن كلام الله، الحقيقة أنك إذا قرأت الكتاب المقدَّس مع التفسير تكتشف بنفسك أن القرآن منسوب إلى الله ولا يمتّ بصلة إلى الله. 2 كلامك عن الإنجيل غبي غير مدروس فاحترم نفسك أيها الأعمى المغفل!
2.2. إبن المسيح 03 يوليو 2017 - 05:40 بتوقيت القدس
المسيح له كل المجد
رد إلي الأخ المسلم محمد إلا تعرف ان القرآن كلام بشر من صناعة ورقه ابن نوفل واكتفي بهذا الرد)نبوات الكتاب المقدس عن الشعب اليهودى و تحققها بدقة بالغة تدهش العقول، فى عرض موجز: 1. تنبأ الكتاب عن مجاعة إسرائيل وقت الحصار بسبب مخالفتهم لوصايا الرب، ( تث 28 :52-57 ) و تحققت هذه النبؤات عندما حاصر بنهود ملك آرام السامرة و حدثت مجاعة " حتى صار رأس الحمار بثمانين من الفضة و ربع القاب من زبل الحمام بخمس من الفضة " (2 مل 6 : 25) و أكلت النساء أبنائهن (2 مل 6 : 26-29). 2. تنبأ الكتاب سنة 1500 ق.م. عن هجوم نبوخذ نصر ملك بابل على أورشليم و سبى أبناءها قبل حدوث السبي بنحو تسعمائة عاما ( تث 28 : 49-50 ) ، ( تث 28 : 36 ) ، ( تث 28 : 64 ). 3. حددت النبؤات أيضا المكان الذى سيسبى إليه بنو يهوذا قبل حدوث السبى بأكثر من مائة سنة (اش 38 : 6-7). 4. و حددت النبؤة مدة السبى بسبعين سنة ( ار 25 : 11 ). 5. أعلنت النبؤات عودة بنى يهوذا إلى وطنهم ثانية و ردهم من سبيهم ( ار 30 : 10-11، 46 : 28 ). 6. و حددت النبؤة اسم الملك "كورش" الذى سيأمر بإعادتهم لوطنهم و التصريح لهم بناء أورشليم و الهيكل قبل ولادته ( اش 44 : 28 ). 7. ذكر السيد المسيح ما سيحل بأورشليم نتيجة رفضها له و تمسكها بشرورها " و فيما هو يقترب نظر إلى المدينة و بكى عليها قائلا انك لو علمت أنت أيضا حتى فى يومك هذا ما هو لسلامك. و لكن الآن قد أخفى عن عينيك. فانه ستأتي أيام و يحوط بك أعداؤك بمترسة و يحدقون بك و يحاصرونك من كل جهة و يهدمونك و بنيك فيك و لا يتركون حجرا على حجر لأنك لم تعرفى زمان افتقادك" ( ؟ ) و تحققت هذه النبؤة على يد القائد الرومانى تيطس فاسباسيان سنة 70 م عندما حاصر أورشليم العاصية، و أمر الجنود أن يخربوا المدينة و لكن يحرصوا على بقاء الهيكل كتحفة معمارية، و لكن أحد الجنود اعتلى كتف آخر و ألقى بقطعة نار مشتعلة فى داخل الهيكل، و فى أثناء هذا هبت ريح عاصفة فانتشرت النيران فى أرجاء الهيكل حتى انصهر الذهب الذى كان يغشى الهيكل، فأمر تيطس بهدمه حتى انه لم يبق حجر على حجر لم ينقض. 8. تنبأ الكتاب المقدس عن عودتهم إلى مصر ( تث 28 : 68 ) و تحقق هذا على يد تيطس الرومانى، فالذين نجوا من الذبح حملهم تيطس فى سفن إلى ارض مصر. 9. و مع أن اليهود تشتتوا فى بابل و غيرها من بلاد العالم لكن الأمر العجيب انهم لم يذوبوا فى هذه الشعوب إنما حافظوا على كيانهم برغم ما تعرضوا له من أهوال و بهذا تحققت نبوات الكتاب ( لا 26 : 44 ) و أينما ذهبوا يحافظون على كيانهم حتى انه فى البلاد التى فيها تواجد يهودي تجدهم يسكنون معا فى حي اليهود أو حارة اليهود ، و يتزاوجون معا. (6) تحول مصر من الوثنية للمسيحية:- تنبأ إشعياء النبي عن دخول مصر للمسيحية، و بينما كان الشعب اليهودى يرفض رفضا باتا إقامة أي مذبح غير مذبح أورشليم، حتى انهم رغم عظمتهم الآن فانهم لا يستطيعون أن يقيموا ذبيحة للرب لأنهم لا يملكون المذبح الذى يقدمون عليه الذبائح، و رغم هذا التشديد اليهودى فإن إشعياء النبي تنبأ عن: 1. ظهور مذبح للرب فى وسط ارض مصر. 2. انتشار المسيحية فى مصر على يد مارمرقس " عمود للرب عند تخومها". 3. يعرف المصرين الرب. 4. يقدمون ذبيحة و تقدمة نذور، أي يمارسون العبادة الحقة للإله الحق. و فعلا تحقت نبوات إشعياء النبي التى قالها قبل الميلاد بنحو 700 سنة ( اش 19 : 19-21 ). - المسيح فى نبوات العهد القديم :- V شهادة العهد الجديد للعهد القديم:- 1- ختم الرب يسوع على أسفار العهد القديم وصدق عليها عندما قال " لا تظنوا أنى جئت لأنقض الناموس أو الأنبياء . ما جئت لأنقض بل لأكمل . فأنى الحق أقول لكم إلى أن تزول السماء و الأرض لا يزول حرف واحد أو نقطة واحدة من الناموس حتى يكون الكل " ( مت 17:5-18 ) . 2- لفت الرب يسوع الأنظار لأسفار العهد القديم فقال " فتشوا الكتب لأنكم تظنون أن لكم فيها حياة أبدية وهى التى تشهد لى " (يو 39:5 ) وكان يقول " أما قرأتم قط فى الكتب " ( مت 42:21 ) ، " أما قرأتم " ( مت 4:19) وجزم القول " أليس مكتوب فى ناموسكم.. ولا يمكن أن ينقض المكتوب " ( يو 34:10-35 ) . 3- فى التجربة على الجبل رد يسوع على الشيطان بأقوال من سفر التثنية (تث 3:8 ، 16:6) ومن سفر الخروج ( خر 14:34) وأيضا اقتبس الرب يسوع بعض الكلمات التى تفوه بها على الصليب من أسفار العهد القديم .
3. الكاتب 04 يوليو 2017 - 19:00 بتوقيت القدس
فتحي الجندي فتحي الجندي
لا أسمح بكتابة خزعبلات القرآن في هامش التعليق على مقالاتي! وقد انتهى الحوار معك. فاحترم نفسك وانصرف إن كانت عندك ذرة كرامة. لا حوار مع من لا يقرأ ما نكتب له.
4. الكاتب 04 يوليو 2017 - 19:04 بتوقيت القدس
شكرًا أخي الغالي إبن المسيح EU • شكرًا أخي الغالي إبن المسيح EU •
سلام الرب يسوع معك أشكرك على اهتمامك سائلًا الرب يسوع أن يبارك حياتك وتعب محبتك
5. فريق لينغا 05 يوليو 2017 - 23:31 بتوقيت القدس
تعليقات على الموضوع تعليقات على الموضوع
الاحبة المشاركين بالتعليقات: يصلنا الكثير من التعليقات الهجومية على الانجيل وخصوصا على العهد القديم (التوراة) وهي نقاط كنا قد شرحناها مرارا وتكرارا في موقع لينغا... ويدل المعلق على أنه يتهجم دون أن يدرس أو يحاول أن يقرأ التفاسير المسيحية، مستندا على تفاسير شيوخ لم يقرأوا هم بانفسهم تفاسير المسيحيين وكأنهم انزلوا حكمهم دون الاستماع الى الرد المسيحي. وطبعا تفاسيرهم غير صحيحة. ولكي لا نبتعد عن موضوع المقالة، قررنا أن نضيف التعليقات التي ترسل حول المقالة نفسها فقط، وكل التعليقات الجانبية نتجنبها. نحبكم ونريد أن الله الحي الحقيقي.
6. باسم ادرنلي 12 يوليو 2017 - 23:18 بتوقيت القدس
عندي سؤال لغوي بخصوص كلمة "الرحمن" عندي سؤال لغوي بخصوص كلمة "الرحمن"
السيد الفاضل رياض الحبيب، سلام المسيح. عندي لك سؤال لغوي بخصوص صيغة "رحمان" وهي أتت على صيغة "فعلان" كما قلت في المقالة. أذكر أننا درسنا في المدسة، وقد أكون نسيت ما تعلمت، كوني تخرجت من المدرسة سنة ١٩٨٤، أن صيغة فعلان تحمل في معناها أن الفاعل غير دائم في ذات الفعل. يعني عندما أقول أني: نعسان، تعبان، شبعان، جوعان..... تعني أني غير دائم في النعاس، التعب، الشبع، الجوع....إلخ، فهل هذا صحيح؟؟؟ وإذا كان صحيحًا، وطبقناه على كلمة "رحمان" تعني أن الله غير دائم في الرحمة، مما يعني أنها تناقض كلمة رحيم!!! لا تأخذ على كلامي، قد أكون مخطئ، فأنت أخبر بقواعد اللغة العربية، لكن أرجو أن تعقب على هذا السؤال؟؟ سلام المسيح
6.1. الكاتب 14 يوليو 2017 - 00:07 بتوقيت القدس
الأخ الكاتب باسم ادرنلي: ملاحظتك دقيقة وجديرة بالاهتمام
سلام الرب يسوع معك. إن "رَحِيم- فَعِيل" في اللغة أقرب إلى الثبوت والاستمرار من "رحمان- فَعْلان" غير الدالّ عليهما. والدليل التالي من إحدى الصفحات الإسلامية- الألوكة، المجلس العلمي- بتصرّف: [يَرَى مُعْظَمُ الْعُلَمَاءِ أَنَّ الصِّفَةَ الْمُشَبَّهَةَ تَدُلُّ عَلَى الثُّبُوتِ «اللُّزُومِ والِاسْتِمْرَارِ» فَإِذَا كَانَ الْمَقْصُودُ أَنَّ مَعْنَى الثُّبُوتِ مُسْتَمَدٌّ مِنْ صِيَغِ الصِّفَةِ الْمُشَبَّهَةِ، فَهَذَا الرَّأْيُ غَيْرُ صَحِيح؛ لِأَمْرَيْن: 1- أَنَّ بَعْضَ الصِّفَاتِ الْمُشَبَّهَاتِ لَا تَدُلُّ عَلَى ثُبُوتِ الْوَصْفِ أَصْلًا، كَمَا فِي «غَضْبَانَ» مِنْ قَولِ القرآن: ﴿وَلَمَّا رَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا﴾؛ بدِلَالَةِ قَوْلِه بَعْدَهَا: ﴿وَلَمَّا سَكَتَ عَنْ مُوسَى الْغَضَبُ أَخَذَ الْأَلْوَاحَ وَفي نُسْخَتِهَا هُدًى وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ﴾ قالَ د. فاضِل السَّامَرَّائِي: ((وَالظَّاهِرُ أَنَّ الصِّفَةَ الْمُشَبَّهَةَ عَلَى أَقْسَامٍ: مِنْهَا مَا يُفِيدُ الثُّبُوتَ وَالِاسْتِمْرَارَ، نَحْوُ: أَبْكَمَ، أَصَمَّ، أَسْمَرَ، أَبْيَضَ، أَعْوَرَ، وأفوه، أَيْ: وَاسِعِ الْفَمِ، وَنَحْوُ: طَوِيلٍ، وَقَصِيرٍ، وَدَمِيمٍ، وَعَقِيمٍ. وَقَدْ تَدُلُّ عَلَى وَجْهٍ قَرِيبٍ مِنَ الثُّبُوتِ، فِي نَحْوِ: نَحِيفٍ، وَسَمِينٍ، وَبَلِيغٍ، وَكَرِيمٍ، وَجَوَادٍ. وَهِيَ لَا تَدُلُّ عَلَى الثُّبُوتِ، فِي نَحْوِ: ظَمْآنَ، وَغَضْبَانَ، وَرَيَّانَ... وَعَلَى هَذَا لَا نَرَى أَنْ يُحْكَمَ بِالثُّبُوتِ، عُمُومًا، عَلَى الصِّفَةِ الْمُشَبَّهَةِ، بَلِ الْأَوْلَى التَّفْصِيلُ))- مَعَانِي الْأَبْنِيَة: ص76-77 2- أَنَّ مَعْنَى الثُّبُوتِ مُسْتَمَدٌّ، فِي الصِّفَاتِ الْمُشَبَّهَاتِ «الدَّالَّةِ عَلَى الثُّبُوتِ» مِنَ الْعَنَاصِرِ السِّيَاقِيَّةِ وَالْمَقَامِيَّة، وَلَا سِيَّمَا مَادَّةِ الْكَلِمَةِ. وَإِنَّـمَا تَدُلُّ صِيَغُ الصِّفَةِ الْمُشَبَّهَةِ عَلَى مَعنَى الْمُبَالَغَة، وَهُوَ مَعْنًى وَاسِعٌ يَشْمَلُ كُلَّ صُوَرِ الزِّيَادَةِ الْكَمِّيَّةِ وَالْكَيْفِيَّة، كَالْكَثْرَةِ وَالْعَظَمَةِ وَالْقُوَّةِ وَالْكَمَالِ. وَالْعَنَاصِرُ السِّيَاقِيَّةُ وَالْمَقَامِيَّةُ هِيَ الَّتِي تُحَدِّدُ الصُّورَةَ الْمَقْصُودَةَ. فَمَادَّةُ «غ ض ب» تَدُلُّ عَلَى حَدَثٍ غَيْرِ ثَابِتٍ، لَا يَلْبَثُ أَنْ يَزُولَ، بِخِلَافِ مَادَّةِ «ط و ل» فِي بَعْضِ السِّيَاقَاتِ، كَمَا فِي قَوْلِنَا: «جَاءَ الرَّجُلُ الطَّوِيلُ» فَالرَّجُلُ إِذَا كَانَ طَوِيلًا، فَإِنَّ الطُّولَ مُلَازِمٌ لَهُ، وَلَكِنَّ هَذِهِ الْمَادَّةَ «ط و ل» فِي سِيَاقَاتٍ أُخْرَى، لَا تَصْلُحُ؛ لِلدِّلَالَةِ عَلَى الثُّبُوتِ الْأَكِيدِ، وَذَلِكَ نَحْوُ قَوْلِنَا: «كَانَ الْحَبْلُ طَوِيلًا، فَاحْتَرَقَ أَكْثَرُهُ، فَصَارَ قَصِيرًا» فَصَفْوَةُ الْقَوْلِ أَنَّ صِيَغَ الصِّفَةِ الْمُشَبَّهَةِ تَدُلُّ عَلَى مَعْنَى الْمُبَالَغَةِ، وَهُوَ مَعْنًى وَاسِعٌ، تُخَصِّصُهُ الْعَنَاصِرُ السِّيَاقِيَّةُ وَالْمَقَامِيَّةُ، وَلَا سِيَّمَا مَادَّةِ الْكَلِمَةِ، فَتَبْدُو بَعْضُ الصِّفَاتِ الْمُشَبَّهَاتِ دَالَّةً عَلَى مَعْنَى الثُّبُوت. قَالَ الرَّضِيُّ الْأَسْتَرَابَاذِيُّ: ((أَقُولُ: الْغَالِبُ فِي بَابِ «فَعُلَ»: فَعِيلٌ، وَيَجِيءُ «فُعَالٌ» بِضَمِّ الْفَاءِ وَتَخْفِيفِ الْعَيْنِ، مُبَالَغَةُ «فَعِيلٍ» فِي هَذَا الْبَابِ كَثِيرًا، لَكِنَّهُ غَيْرُ مُطَّرِدٍ، نَحْوُ: طَوِيلٍ وَطُوَالٍ، وَشَجِيعٍ وَشُجَاعٍ)) فَيَرَى الرَّضِيُّ، هُنَا، أَنَّ صِيغَةَ «شُجَاعٍ» تَدُلُّ عَلَى الْمُبَالَغَةِ، مَعَ أَنَّهَا عِنْدَ الْعُلَمَاءِ، صِفَةٌ مُشَبَّهَةٌ...] انتهى. والرب يبارك حياتك وتعب محبتك، أشكرك على اهتمامك، مع التحية والتقدير
6.2. باسم ادرنلي 14 يوليو 2017 - 11:52 بتوقيت القدس
استنتاج
إذا أفهم مما قلت أن كلمة رحمان، على صيغة فعلان، متسمة بعدم الثبوت في الرحمة، فهي تناقض كلمة رحيم إذا!!! كمن يقول أن فلان غير ثاتب في الأمانة، مما يعني أنه غير أمين، فكيف يكون غير ثاب في الأمانة، لكنه أمين!!! كما أنه كيف يكون الله رحمان، لكنه رحيم، فإذا كان رحمانًا، إذا لا تجوز له صفة الكمال والثبات في الرحمة؛ وإذا كان رحيمًا، لا تجوز له صفة رحمان، أي غير الثبات في الرحمة!!!! طبعًا السؤال هو لغوي، أنا أعرف كيف يفسرها الفقهاء المسلمون، لكن لغويا هل هذا الاستنتاج صحيح؟؟
6.3. الكاتب 14 يوليو 2017 - 15:24 بتوقيت القدس
أخي الكاتب باسم ادرنلي: كلاهما مشتقّ من الرحمة
سلام الرب يسوع معكم مرة أخرى ودائما. لا أستطيع القول بالتناقض في المعنى لأنّ كلاهما مشتقّ من "رحم" لكن صيغة الرحمان لغويّا أقلّ ثبوتًا من صيغة الرحيم، كما تقدَّم في جوابي السابق. أمّا منطقيّا (حتى في الرياضيّات: نعم+لا= لا) فلا يجوز الثبوت لما تأرجح ثبوته عن موضع الثبوت أو توقّف لحظة. فنقول مثالا أن دوران الأرض حول نفسها ثابت وحول الشمس ثابت، لم يتوقّفا ولا لحظة. فصفة الدوران هنا مطلقة. واستنتاجك صحيح منطقيّا: لا تجوز صفة الأمانة لمن قلّل من شأنها ولو مرّة واحدة أو شيئًا ما، كأن أهملها أو عبث بها أو خانها، ولا تجوز صفة الرحمة لمن لم يرحم نملة :-) فلا يستحقّ رب القرآن في رأيي إطلاق صفة الرحمة المطلقة عليه من هذا الباب، أيًّا كانت صيغة الرحمة، لأنْ ثبت أنّ رحمته لم تسع كلّ شيء، أي على خلاف ما زعم مؤلِّف القرآن، كما أنّ الأخير سلك بدوره خلاف سلوك أهل الرحمة، على خلاف ما زعم أيضا. وفي رأيي؛ يجوز القول إن محبّة الله مطلقة، بينما محبّة الإنسان نسبيّة. كذا رحمة الله فهي مطلقة بينما رحمة الإنسان نسبية. لكنّ المسيحي-ة يحاول الاقتراب من الكمال أسوة بربّنا يسوع المسيح، إذ قال له المجد: {كونوا أنتم كاملين كما أنّ أباكم الذي في السماوات هو كامل}+ متّى 5: 48 كما تعلم بالتأكيد، لكني كتبت الآية للقرّاء. شكرًا أخي الغالي على اهتمامك، مع التحية والتقدير.
7. عبدالرحمن جمعه احمد عامر 20 أغسطس 2017 - 18:11 بتوقيت القدس
مش عارف كميه الجهل دي انت جبتها منين مش عارف كميه الجهل دي انت جبتها منين
ونحن لسنا بصدد دفع هذه الشبهة لأنها مدفوعة ومرفوعة كما انت تستشهد باحاديث موضوعه وليس لها وجود وتقول الرحمن وجد عند مسيلمه قبل القران ما هذا الغباء منك مسيلمه لم يدعي النبوه الا لما نزل القران مكتمل اسلفنا ، لكننا بصدد معالجة الحديث المزعوم : ( آمن شعره وكفر قلبه ) . من ناحية السند والرواية والحكم، فرغم ورود هذا الحديث المزعوم بعدة ألفاض وبعدة طُرُق وبنفس المعنى ، مثاله : ( آمن شعره وكفر قلبه ) وآخر ( آمن لسانه وكفر قلبه ) ، إلا أنه يُعتبر حديث موضوع لضعفه ومجهوليّته .
8. 10 سبتمبر 2017 - 17:43 بتوقيت القدس

لا تحسبن الله غافل عما يعمل الظالمون
9. Mahmoud Yahia Zawam 08 ديسمبر 2017 - 20:06 بتوقيت القدس
سلام قولا من رب رحيم سلام قولا من رب رحيم
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا (1) قَيِّمًا لِيُنْذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِنْ لَدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا (2) مَاكِثِينَ فِيهِ أَبَدًا (3)) وَيُنْذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا (4) مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلَا لِآَبَائِهِمْ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا (5) فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آَثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا (6)..صدق الله العظيم
9.1. الكاتب 09 ديسمبر 2017 - 12:41 بتوقيت القدس
هل تعرف الله؟
سلام السيد المسيح معك يا ابن الاسماعيلية لقد أتيتنا بست جمل من سورة الكهف وأنت لا تعرف مصدرها لأنك من أمة لا تقرأ وإذا قرأت لا تفهم ولا تفحص ولا تدقق. سأرسلك إلى شخص مدقق من بلدك- الكاتب حامد عبد الصمد- لعلك تفقه، افتح الرابط التالي على يوتيوب وأصغِ جيّدا وتابع حلقات الأساطير التالية على صفحة الرابط https://www.youtube.com/watch?v=AxCfvsuJcdQ غالبية قصص القرآن مأخوذة من أساطير الأولين. تُلِيت على رسولك بكرة وأصيلا وخُزّنت في عقله الباطن فتلاها بأسلوبه وبحسب فهمه، لأن الله- مثالا- لم يتخذ له ولدًا! إنما تجسد بشخص يسوع المسيح [كلمة الله= ابن الله] له المجد. فالكلمة المرسَل من الله هو ابن الله، لا يعني أن الله اتخذ له صاحبة فأنجبت له ولدا! هل حبلت بك الإسماعيلية يا ابن مصر والإسماعيلية معا؟ وهل حبلت بي دجلة فأصبحتُ ابن الرافدين وهل الفرات هو أبي؟ لو كان كلام رسولك من الله لاعترف به اليهود الذين عاصرهم وسرق من كتبهم المقدسة ومن أساطيرهم، لأنهم هم أهل الأنبياء، إذ عرفوا أنبياء الله جيّدًا، أزيد من أربعين نبيًّا، وشخّصوا الأنبياء الكذبة، فلا نبيّ لله من خارج الأمة اليهودية، لا من العرب ولا الفرس ولا الهنود ولا الإغريق ولا الرومان، لأن مشروع النبوات خاص ما بين الله وبين بني إسرائيل فقط، ورسولك لم يكن من بني إسرائيل! وما كان من بني إسماعيل أيضا، كما زعم لاحقا، بعد أن طعنت قريش في حسبه ونسبه، وهذا موضوع آخر يمكنك متابعته من خلال الحلقتين التاسعة والعاشرة من حلقات برنامج: صندوق الإسلام. أخيرًا؛ يمكنك معرفة الله في الكتاب المقدَّس، فقط لا غير، فاقرأه مع التفسير المرفق، لا تخف! نرفع صلاتنا الى الرب الإله الحيّ القدّوس من أجل المضحوك عليهم والمغفَّلين.
10. محمد 17 ديسمبر 2017 - 11:52 بتوقيت القدس
محمد محمود اسماعيل محمد محمود اسماعيل
هذا يريد ان يطفئ نور الشمس وهيهات انه لم يفهم نفسه فكيف يفهم القرصان لم يقرأ سطر الاية الموالي ولم يدر عن أسماء الله فالله من اسمائه الجبار المنتقم من أعدائة الكافرين الذين جحدو نعمه عليهم وكفروها من بداية خلقهم الي نهايتهم واسمه الرحمن الرحيم الكريم الوهاب الذي يهب امن يشأء من عباده المؤمنين المقرين له بكل النعم الموجودة في الكون
10.1. الكاتب 17 ديسمبر 2017 - 17:02 بتوقيت القدس
عابد الله يكفر بإبليس وبمزاعم الأنبياء الكذبة
سلام السيد المسيح معك من الحكمة أن تقرأ الإنجيل أوّلا مع التفسير المرفق لكي تعرف الله كما يجب. ومن الحكمة تاليًا أن تقرأ المقالة جيدا وتطالع الردود على التعليقات السابقة قبل كتابة أي تعليق. لو أنك عرفت الله لقلت "حاشا الله أن يُضِلّ الناس ويتكبّر ويتعالى وينتقم حبًّا بالانتقام... إلخ" وإليك رابط الكتاب المقدَّس مع التفسير http://www.injeel.com/Read.aspx