إن فلسفة تقدير الذات جذابة لطبيعتنا البشرية الساقطة، ولكنها تتناقض مع الكتاب المقدس وذلك لعدة أسباب ابرزها:
1. تُشجع على عقلية الضحية.
تعلّم فلسفة تقدير الذات أن ضعف تقدير الذات هو المسؤول عن السلوك الخاطئ بينما الحقيقة ان: "كل إنسان يُجرَّب إذا انجذب وانخدع من شهوته." (يعقوب ١: ١٤)
2. تقلب الكتاب المقدس رأسًا على عقب.
تزعم تعاليم تقدير الذات المسيحية أننا كي نُحب الآخرين، يجب أن نُحب أنفسنا أولاً. لكن وصايا محبة الآخرين (مثل غلاطية ٥: ١٤ مثلا) ترتكز على معاملة الآخرين بإنسانية، لا على تقديرهم. ولذلك، يُمكننا حتى أن "نحب" أعداءنا ( لوقا ٦: ٣٥ ).
3. تُعزز الغطرسة والتكبر.
فهذا التعليم يُعلمنا أن نمدح أنفسنا. بينما الحقيقة الكتابية تقول: "ليمدحك الغريب، لا فمك الاجنبي لا شفتاك." (أمثال 27: 2)
4. هذا التعليم الكاذب يُركز على المشاعر، وليس السلوك. إنه يعلمنا أننا رائعين بغض النظر عما نفعله. بينما الحقيقة كما تُعلمنا الكلمة المقدسة: "فَإِنِّي أَقُولُ بِالنِّعْمَةِ الْمُعْطَاةِ لِي، لِكُلِّ مَنْ هُوَ بَيْنَكُمْ: أَنْ لاَ يَرْتَئِيَ فَوْقَ مَا يَنْبَغِي أَنْ يَرْتَئِيَ، بَلْ يَرْتَئِيَ إِلَى التَّعَقُّلِ، كَمَا قَسَمَ اللهُ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِقْدَارًا مِنَ الإِيمَانِ." (رومية 12: 3).
5. تعاليم تقدير الذات تُعلّم الأنانية.
فهي تعلمنا التركيز على أنفسنا. بينما الكتاب المقدس يُعلمنا: "لاَ شَيْئًا بِتَحَزُّبٍ أَوْ بِعُجْبٍ، بَلْ بِتَوَاضُعٍ، حَاسِبِينَ بَعْضُكُمُ الْبَعْضَ أَفْضَلَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ." (في 2: 3).
6. تُعلّمنا هذه الفلسفة أن حب الذات أمر مرغوب فيه. وتزعم أن الأشخاص الأكثر صحة هم أولئك الذين يُقدرون أنفسهم. بينما الحقيقة التي سبق واخبرنا بها الكتاب عن الناس في الأيام الاخيرة هي ان: ".. النَّاسَ يَكُونُونَ مُحِبِّينَ لأَنْفُسِهِمْ، مُحِبِّينَ لِلْمَالِ، مُتَعَظِّمِينَ، مُسْتَكْبِرِينَ، مُجَدِّفِينَ، غَيْرَ طَائِعِينَ لِوَالِدِيهِمْ، غَيْرَ شَاكِرِينَ، دَنِسِينَ،" (2 تي 3: 2).
محبة الله تضع حداً لتقدير الذات المزعوم وتجعل سعينا الدائم للحصول عليه غير ضروري. إنها تُنتج فينا عوضاً عن هذا تقدير عظيم وإمتنان للرب يسوع الذي أحبنا وأسلم نفسه لأجلنا. إن محبة الله لا تُشبع شهوتنا لتقدير الذات؛ لكنها تُعلن ان الله يُحبنا رغم ما نحن عليه ويُعلمنا أن نُحبه ونحب قريبنا.
فلنجعل هدفنا رضا الله وليس رضا الذات.