آية الآيات

هي اللؤلؤة الماسية الفريدة المنصوبة عاليًا على تاج الخليقة، لتعلن للبشرية جمعاء طريق الحياة. وبالتالي لا بدّ للمتأمل فيها طالبًا روح الحق من أعماق القلب إلا أن يجد طريقه للحياة الفضلى والأبدية...
22 سبتمبر 2016 - 00:06 بتوقيت القدس

كما أنّ أقدس مكان كان يتجلى به مجد الرّب وحضوره دُعِيَ "قدس الأقداس"، والسفر الذي احتوى أروع وأعظم أشعار سليمان دعي "نشيد الأنشاد"، هكذا لا بدّ أن تدعى الآية التي هي جوهر الإنجيل، يوحنا 3: 16، والتي تفوه بها الرّب يسوع، "ربّ الأرباب" و "ملك الملوك"، ليعلن البشارة السارة أوضح إعلان، باسم "آية الآيات"، فهي الدليل لطريق الخلاص الأبدي، لذلك لا بُدّ من الاقتراب إليها والتأمل بها بروح التواضع والانكسار، لنصغي لرسالة السماء المنيرة لساكني الأرض المظلمة، ولندرك دعوة الخلاص والحياة الموجّهة للهالكين والأموات بالذنوب والخطايا، فآية الآيات تؤكد "لأَنَّهُ هكَذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ." (يوحنا 3: 16).

يوحنا 3: 16

آية الآيات، يوحنا 3: 16، هي اللؤلؤة الماسية الفريدة المنصوبة عاليًا على تاج الخليقة، لتعلن للبشرية جمعاء طريق الحياة. وبالتالي لا بدّ للمتأمل فيها طالبًا روح الحق من أعماق القلب إلا أن يجد طريقه للحياة الفضلى والأبدية، فلكل وجه وزاوية في هذه الماسة الفريدة، تلمع حقيقة وحقائق تخترق أعماق النفس والفكر فتجدد الأذهان. 
يعلّق المفكر ومدرّب القادة، جون ماكسويل، على يوحنا 3: 16 بقوله، "إنها عبارة موجزة واحدة خالدة، ففي هذا العدد المؤلف من كلمات قليلة، بلّغ الرّب يسوع جوهر رسالته. والقادة الفعالون يَعون أهمية تركيز أنشطتهم المعقدة في جملة واحدة أو عبارة موجزة يستطيع أي امرئ أن يستظهرها. وهذا سرّ من أسرار التواصل الناجح. فلتكن العبارة قصيرة، بسيطة، واضحة المغزى، مفعمة بالمعنى".
فيما يلي مجموعة تأملات لمعت في ذهني ولمست أعماق حياتي من خلال تأملي في آية الآيات، وأخرى لمعت لآخرين، فاجتمعت معًا لتسلط الضوء واضحًا على أبعاد وأجه عديدة في هذه الآية، لتهدي كل طالب حق إلى طريق الخلاص. 

اهم إعلان عالمي على الإطلاق: إعلان الخالق لكل الخليقة طريق الخلاص: (بُعد واحد)
"لأَنَّهُ هكَذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ." (يوحنا 3: 16).
سيطرت الإعلانات على الحياة اليومية العصرية وقد ملأت كل مكان وتربعت على عروش وسائل الإعلام، وأصبحت تستند على أبحاث وأسس علمية في مواضيع ومجالات عديدة ومتنوعة.
فكيف تتوقع أن يكون أهم وأعظم إعلان على الإطلاق؟
من المفترض أن يتصف أهم وأعظم إعلان على الإطلاق بما يلي:
1. يعرض أعظم وأهم حاجة لكل واحد في البشرية.
2. يُمَكّن كل واحد من امتلاك الحاجة من خلال حملة لا مثيل لها. 
3. يقدم الطريقة الوحيدة للحصول على الحاجة.
4. يُبَسِّط الأمر بشكل ملخص، واضح، مختصر ومفهوم للصغير والكبير.
5. تمّ إنجاز الإعلان بأعلى تكلفة ممكنة، أي لم يتم توفير أي شيء مهما عظمت تكلفته في سبيل إكماله. 
أليس هذا ما تعرضه الآية الصغيرة بعدد كلماتها في يوحنا3: 16، البسيطة في لغتها، إذ يفهمها الصغير والكبير، العميقة في مضمونها وعرضها لطريق الخلاص من الهلاك، الطريق الوحيد للحصول على أعظم شيء على الإطلاق، ألا وهو الحياة الأبدية مجانًا بالإيمان بعمل الرّب يسوع الكفاري على الصليب والذي تممه بموته بديلًا عنا على الصليب.

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا