ماذا افعل في الأزمنة التي يبدو فيها صوت الله مختفياً والرؤيا منقطعة؟

لقد تكلم الرب للشخص الذي كانت له الأذن السامعة، وهذه هي طريقة الله ولا تزال. وقال سيدنا وهو ينطق بأمثاله "من له أذن للسمع فليسمع".
22 مايو - 10:32 بتوقيت القدس
ماذا افعل في الأزمنة التي يبدو فيها صوت الله مختفياً والرؤيا منقطعة؟

هذا العصر يتميّز بالزُّحام الشديد في كلّ مناحي الحياة، مما يدفعنا إلى التفكير بأنّ صوت الله يختفي. هذه ليست حالة غريبة وغير مسبوقة؛ فيبدو من الكتاب المقدَّس أنّ صوت الله دائماً ما كان يصبح صعب التمييز، أو يختفي في أزمنة الشر والاستهانة.

في الكتاب المقدّس نجد قصّة صموئيل النبيّ. فصموئيل في الأساس لم يكن من بيت رئيس الكهنة، لا بل لم يكن من عشيرة الكهنة من الأساس. وقد كان يخدم أمام عالي الكاهن وابنيه الفاسدين اللذين أشاعا الفجور والفساد من خلال ممارستهم للفجور العلني في الهيكل.

وقد “كانت كلمة الربّ عزيزةً في تلك الأيّام. لم تكن رؤيا كثيراً.” (1 صموئيل 3: 1) فالتواصل الإلهي- الإنساني ينقطع تقريبا في أزمنة العصيان، في ذلك الزمان، في زمان الجفاف الرّوحي، وانتشار الشر، كان صموئيل صبيّاً صغيراً يخدم الربّ في الهيكل تحت إشراف رئيس الكهنة الفاسد عالي. في ذلك الزمان الذي كادت الرؤى أن تنقطع فيه كانت كلمة الربّ لذلك الصبيّ المتواضع الفقير. في الوقت الذي كان من المتوقِّع أن تكون الرّؤى من نصيب أحد أعضاء الكهنوت، كانت الرؤيا لصبيّ مخلِص يعمل بصمت.

بدايةً، فإنّ الإيمان المطلوب هو الإيمان بأنّ الله يتكلّم، وأنّ لا شيء يجري بلا سبب.  لا شكّ في أنّ هذا الأمر من أصعب التحدّيات التي تواجهنا بشراسة في عصرٍنا. 

صوت الله صوتٌ جديرٌ بأن يُسمَع، لا بل أنّه الصوت الوحيد الذي يستحقّ أن يُسمَع؛ فهو الصوت الذي يوقظنا على أهميّة التغيير، فعندما استقبل صموئيل الهمسات الإلهية قال “هأنذا”.  وفي المرّة الثالثة صرخ: “تكلّم لأنّ عبدك سامع” (١صموئيل ٣: ٩). ويا للمفاجأة فالصبيّ الصغير سوف يصبح ذا شأنٍ كبير.

يصف الرب حال الشعب في تلك الأيام التي عاش فيها الطفل صموئيل فيكرر القول أربع مرات فى سفر القضاة:
”في تلك الأيام لم يكن ملك في اسرائيل كان كل واحد يعمل ما يحسن في عينيه” (قض 17 : 6 ، 18 : 1 ، 19 : 1 ، 21 : 25)… وما أشبه اليوم بالأمس.. فالناس يلهثون وراء محبة المال والشهوات وو… وضاعت كلمة الله من الأولويات حتى عند المؤمنين للأسف.

صموئيل يشير الى المؤمنين الذين يسمعون الصوت الإلهي في الوقت الذي كان فيه الآخرون مشغولين بكلّ شيءٍ عاديّ.  

ليس أمراً غريباً أن يكون هناك إعلان لصبي مثل صموئيل، لأن الرب يريد منا أن نرجع ونصير مثل الأولاد "اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ إِنْ لَمْ تَرْجِعُوا وَتَصِيرُوا مِثْلَ الأَوْلاَدِ فَلَنْ تَدْخُلُوا مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ" (مت 18: 3). 

تَكَلَّمْ يَا رَبُّ: يتوجب علينا أن نسمع من الرب. قد يتكلم الواعظ، وقد يتكلم آباؤنا وأمهاتنا، وقد يتكلم أصدقاؤنا، وقد يتكلم معلّمونا. وكل هذا حسن، لكن أصواتهم لا تعني شيئًا ما لم يتكلم الله شخصيا لنا ولحياتنا.

في الأزمنة التي يبدو فيها صوت الله مختفياً والرؤيا منقطعة، هنالك دائماً فرصة لسماع الصوت وإبصار الرؤيا. المفتاح لهذا هو الاتّضاع والقداسة والايمان.

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا