أَنَا هُوَ الْقِيَامَةُ وَالْحَيَاةُ

في عمق الألم البشري وحيرة الموت، يعلو صوت الرجاء بإعلان يسوع: «أنا هو القيامة والحياة». هذا التصريح يكشف عن هوية إلهية لا تمنح الحياة فقط، بل تتجسد فيها الحياة ذاتها. وسط دموع مرثا ومريم، وأمام قبر مضى عليه أربعة أيام، يظهر يسوع كمن يهزم الموت بكلمة، ويقيم الرجاء من عمق الظلمة.
18 مايو - 07:46 بتوقيت القدس
أَنَا هُوَ الْقِيَامَةُ وَالْحَيَاةُ

«أَنَا هُوَ الْقِيَامَةُ وَالْحَيَاةُ. مَنْ آمَنَ بِي وَلَوْ مَاتَ فَسَيَحْيَا» (يوحنا 11: 25).
«أَنَا هُوَ الْقِيَامَةُ وَالْحَيَاةِ»؛ هذا هو التصريح الخامس من سبعة تصريحات أخرى، كَشَفَ فيها يسوع بُعدًا جديدًا من هُوُيَّته الإلهيّة، وتُظهِر جانبًا من عمل الله الخلاصي تجاه العالم، وبتصريحه، أنَّه هُوَ الْقِيَامَةُ وَالْحَيَاةِ، كشف يسوع أنَّه لا يمنح الحياة، ولا يُقيم الموتى فقط، بل هو نفسه مصدر الحياة، ولا سُلطان للموت عليه.

السياق الكتابي 
«أَنَا هُوَ الْقِيَامَةُ وَالْحَيَاةِ»؛ صرَّح يسوع بهذا الإعلان، قُبيل إقامته لعازر من الموت، بعدما قضى أربعة أيام في القبر، وكان لعازر وشقيقتاه، مرثا ومريم، يقيمون في قريّة بيت عنيا، وهم من أصدقاء يسوع المُقرَبين إليه، وقد استضافوه في بيتهم كثيرًا (لوقا 10: 38؛ يوحنا 12: 2)، وذات مرة مسحت مريم قدمي يسوع بالطيب ومسحت رجليه بشعرها (متى 26: 6-13؛ يوحنا 12: 3)، «وَكَانَ يَسُوعُ يُحِبُّ مَرْثَا وَأُخْتَهَا وَلِعَازَرَ» (يوحنا 11: 5)؛ وذات يومٍ مَرِضَ لعازر، ولم يكن يسوع قريبًا منه، حيث كان يخدُم عبر الأردن على بعد يومين سفر (يوحنا 10: 40)، فأرسلت الأُختان إلى يسوع قائلتين: «يَا سَيِّدُ هُوَذَا الَّذِي تُحِبُّهُ مَرِيضٌ»، لكنَّ يسوع بقيَّ لمدة يومين، قبل أن يتحرك عائدًا إلى اليهوديّة، وكان لعازر قد مات، وعلى مشارف بيت عنيا، خرجت مرثا أولًا لملاقاة يسوع، وقالت له: «يَا سَيِّدُ لَوْ كُنْتَ هَهُنَا لَمْ يَمُتْ أَخِي. لَكِنِّي الآنَ أَيْضاً أَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ مَا تَطْلُبُ مِنَ اللَّهِ يُعْطِيكَ اللَّهُ إِيَّاهُ». قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «سَيَقُومُ أَخُوكِ». قَالَتْ لَهُ مَرْثَا: «أَنَا أَعْلَمُ أَنَّهُ سَيَقُومُ فِي الْقِيَامَةِ فِي الْيَوْمِ الأَخِيرِ». وهُنا صرَّح لها يسوع بهذا الإعلان، وأكدَّ على حقيقة هُوُيَّته الإلهيّة قائلًا: «أَنَا هُوَ الْقِيَامَةُ وَالْحَيَاةُ. مَنْ آمَنَ بِي وَلَوْ مَاتَ فَسَيَحْيَا وَكُلُّ مَنْ كَانَ حَيّاً وَآمَنَ بِي فَلَنْ يَمُوتَ إِلَى الأَبَدِ. أَتُؤْمِنِينَ بِهَذَا؟» قَالَتْ لَهُ: «نَعَمْ يَا سَيِّدُ. أَنَا قَدْ آمَنْتُ أَنَّكَ أَنْتَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ الآتِي إِلَى الْعَالَمِ» (يوحنا 11: 21-27)؛ وهنا مضت عنه، ودعت مريم لملاقاة يسوع قائلة لها: «الْمُعَلِّمُ قَدْ حَضَرَ وَهُوَ يَدْعُوكِ»؛ فجاءت إليه، وكررت عليه ما قالته مرثا، «يَا سَيِّدُ لَوْ كُنْتَ هَهُنَا لَمْ يَمُتْ أَخِي». فَلَمَّا رَآهَا يَسُوعُ تَبْكِي وَالْيَهُودُ الَّذِينَ جَاءُوا مَعَهَا يَبْكُونَ انْزَعَجَ بِالرُّوحِ وَاضْطَرَبَ» ثم «بَكَى يَسُوعُ» (يوحنا 11: 32-35)؛ لقد كشف يسوع هُوُيَّته الإلهيّة لمرثا، وأعلن إعلانًا جديدًا عن نفسه، وهنا تعاطف مع مريم، وكشف لنا عن إنسانيته الفائقة، وعندما مضى إلى القبر المدفون فيه جثمان لعازر، وقَالَ يَسُوعُ: «ارْفَعُوا الْحَجَرَ». قَالَتْ لَهُ مَرْثَا أُخْتُ الْمَيْتِ: «يَا سَيِّدُ قَدْ أَنْتَنَ لأَنَّ لَهُ أَرْبَعَةَ أَيَّامٍ» (يوحنا 11: 39)؛ هذه الملاحظة التي أكدت عليها مرثا تقطع الطريق على كل إنسانٍ يظن أنَّ لعازر لم يَمت حقيقة، أو أنَّه كان مغميًا عليه، لقد مرت عليه أربعة أيام، وقد أنتن، لكنَّ «يسوع صَرَخَ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ: «لِعَازَرُ هَلُمَّ خَارِجاً» فَخَرَجَ الْمَيْتُ وَيَدَاهُ وَرِجْلاَهُ مَرْبُوطَاتٌ بِأَقْمِطَةٍ وَوَجْهُهُ مَلْفُوفٌ بِمِنْدِيلٍ. فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «حُلُّوهُ وَدَعُوهُ يَذْهَبْ» فَكَثِيرُونَ مِنَ الْيَهُودِ الَّذِينَ جَاءُوا إِلَى مَرْيَمَ وَنَظَرُوا مَا فَعَلَ يَسُوعُ آمَنُوا بِهِ» (يوحنا 11: 43-45)؛ لقد آمن بيسوع كثيرين من اليهود، لأنَّه أكَّد ودعَّمَ كَلِمَته، بعملٍ فائق، لقد أقام ميتًا تأكَّد موته، وقضى في القبر أربعة أيام.

لماذا القيامة والحياة، وماذا قصد يسوع بقوله: «أَنَا هُوَ الْقِيَامَةُ وَالْحَيَاةِ»؟

«أَنَا هُوَ الْقِيَامَةُ وَالْحَيَاةِ»؛ كان تصريحًا يتناسب تمامًا مع الحدث، لقد كان لعازر ميتًا، وأختاه ينتحبتان، وحشدٌ ينوح من المُعزين، وتلاميذٍ يُعدُّون لموتٍ يسوع الوشيك، فجاء إعلان يسوع ليرفع عيون كل هؤلاء  وإيمانهم لا لأعماله، وآياته، بل إلى شخصه وكينونته، إنَّه هو «الْقِيَامَةُ وَالْحَيَاةِ»، ليس مانحٌ فقط للقيامة، أو الحياة، لكنَّه هو نفسه القيامة والحياة، وكلُ مَن آمن به وَلَوْ مَاتَ فَسَيَحْيَا، وَكُلُّ مَنْ كَانَ حَيّاً وَآمَنَ بِه فَلَنْ يَمُوتَ إِلَى الأَبَدِ؛ وهكذا يُعلن لنا المسيح «الْقِيَامَةُ وَالْحَيَاةِ» عدة حقائق:

أولًا: لأنَّ يسوع هُوَ «الْقِيَامَةُ وَالْحَيَاةِ»، فقد هزم الموت، أول وآخر عدوٌ للبشريّة؛ يُخبرنا الكتاب المقدس، أنَّ اللهَ منح الحياة للإنسان حينما خلقه، وأوصاه ألا يُخطئ حتى لا يموت، «لأَنَّ أُجْرَةَ الْخَطِيَّةِ هِيَ مَوْتٌ» (رومية 6: 23)؛ لكن الإنسان لم يحفظ الوصية الإلهيّة، وسقط وأخطأ فاستحق الموت، وهكذا «مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَأَنَّمَا بِإِنْسَانٍ وَاحِدٍ دَخَلَتِ الْخَطِيَّةُ إِلَى الْعَالَمِ وَبِالْخَطِيَّةِ الْمَوْتُ وَهَكَذَا اجْتَازَ الْمَوْتُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ إِذْ أَخْطَأَ الْجَمِيعُ» (رومية 5: 12). وبات الموتُ حقيقة لا يُمكن أن تُدحص، فالإنسان كائنٌ يتجه إلى الموت كالمقضي عليه، حتى أنَّ الحياة بدون موتٍ في عالمنا، شيءٌ يستحيل وجوده، وهو اختبارُ كُلّ البشريّة ولم يوجد إنسانٍ استطاع الهرب منه، أو هزيمته، فقد «وُضِعَ لِلنَّاسِ أَنْ يَمُوتُوا مَرَّةً ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ الدَّيْنُونَةُ» (عبرانيين 9: 27)، والغريب أنَّ الموتَ يحمل في طبيعته التناقض، حيث يجمع بين «اليقين» و «عدم اليقين»، فالإنسان يُدرِك ويعرف أنَّه سيموت حتمًا، لكنَّه في ذات الوقت لا يَعرفُ مطلقًا الوقت الذي يموتُ فيه، والموت هو الشيء الوحيد الذي لا يَشعُر الناس بالراحةِ في الحديثِ عنه، وفي محضره دائمًا ينوح ويبكي البشر، وهكذا كان حالُ أسرة لعازر، وبيتِ عنيا كُلِّها، لكنَّ وحده يسوع الذي قال: «أَنَا هُوَ الْقِيَامَةُ وَالْحَيَاةِ»؛ لم يَقُل أنَّه سيُقيمُ الموتى، فقد أقام اثنين قبلًا، لكنَّه يقول إنَّ القيامة والحياة في شخصه، وأنَّ له وحده السلطان الكامل على الموتِ، وإن كان الموت هو آخر عدوٌ يُبطَل، فقد أَبْطَله يسوع وهزمه، قائلًا: «أَيْنَ شَوْكَتُكَ يَا مَوْتُ؟ أَيْنَ غَلَبَتُكِ يَا هَاوِيَةُ؟» (1كورنثوس 15: 26، 55)؛ وعندما أقام يسوع لعازر بكلمته، منح الأمل للإنسان المُحتضِر، وللعالم بأسره، لأنَّ الموت أصبح مع المسيح ليس هو النهايّة، وأمكن للإنسان الذي تمتع بالمسيح القيامة، أن يُغني مُنشدًا «شُكْراً لِلَّهِ الَّذِي يُعْطِينَا الْغَلَبَةَ بِرَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ» (1كورنثوس 15: 57).

ثانيًا: لأنَّ يسوع هُوَ «الْقِيَامَةُ وَالْحَيَاةِ»، فقد منح الإنسان الحياة؛ كانت «الْحَيَاةِ»، فكرة وموضوع رئيسي في فِكر كاتب إنجيل يوحنا، فقد ذكرها ما يزيد عن سبعة وثلاثين مرة، مقارنة بسبعة عشر مرة في الأناجيل الإزائيّة (متى ومرقس ولوقا)؛ كما أنَّ ثلاثة تصريحات من السبعة التي قالها يسوع وبدأها بعبارة: «أَنَا هُوَ»، تحتوي على كلمة «الْحَيَاةِ»، قَالَ يَسُوعُ: «أَنَا هُوَ خُبْزُ الْحَيَاةِ. مَنْ يُقْبِلْ إِلَيَّ فلاَ يَجُوعُ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِي فلاَ يَعْطَشُ أَبَداً» (يوحنا 6: 35)؛ وَقَالَ: «أَنَا هُوَ الْقِيَامَةُ وَالْحَيَاةُ. مَنْ آمَنَ بِي وَلَوْ مَاتَ فَسَيَحْيَا» (يوحنا 11: 25)؛ وَقَالَ: «أَنَا هُوَ الطَّرِيقُ وَالْحَقُّ وَالْحَيَاةُ. لَيْسَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَى الآبِ إِلاَّ بِي» (يوحنا 14: 6)؛ فيسوع هُوَ الْقِيَامَةُ وَالْحَيَاةُ.
لكن، ماذا قصدَ يسوع عندما قال: «أَنَا هُوَ .. الْحَيَاةُ»؟  «أَنَا هُوَ»، يؤكد فيها على هُوُيَّته الإلهيّة، إنَّه الله الظاهر في الجسد، «فِي الْبَدْءِ كَانَ الْكَلِمَةُ وَالْكَلِمَةُ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ وَكَانَ الْكَلِمَةُ اللَّهَ .. وَالْكَلِمَةُ صَارَ جَسَداً وَحَلَّ بَيْنَنَا وَرَأَيْنَا مَجْدَهُ مَجْداً كَمَا لِوَحِيدٍ مِنَ الآبِ مَمْلُوءاً نِعْمَةً وَحَقّاً» (يوحنا 1: 1، 14)؛ وعندما قال: «أَنَا هُوَ .. الْحَيَاةُ»، أكَّد على أنَّه هو الحياة، ليس فقط مانح الحياة أو مُعطيها، لكنَّه هو بشخصه الحياة، «فِيهِ كَانَتِ الْحَيَاةُ» (يوحنا 1: 4)؛ وهو أيضًا حافظ الحياة، والحياة التي يقصدها يسوع، ليست مجرد الحياة الجسديَّة البيولوجيّة، إنَّها ليست مجرد وجود أرضي؛ لكنَّها الحياة الروحيّة في ملئها وغناها، إنَّها الشركة والاتحاد بالله الحي، ومصدر كل حياة. 
إنَّ الموتَ هو غيابٌ لله، وبعيدٌ عن الله لا توجد حَيَاة على الإطلاق، لأنَّ الله هو الحياة، وقالها المسيح: «أَنَا هُوَ .. الْحَيَاةُ»، أنا هُوَ الْحَيَاةُ بحدِ ذاتها، 
أَنَا لَسْتُ حَيًّا فَحَسْبُ، وَأَنَا لا أُعْطِي هَذِهِ الْحَيَاةَ، هَذِهِ الْحَيَاةَ الإِلَهِيَّةَ وَالرُوحِيَّةَ لِشَعْبِي فَحَسْبُ، بَلْ إِنِّي أَنَا الْحَيَاةُ بِحَدِّ ذَاتِهَا. فَاسْتَبَقَ مَا قَالَهُ بُولُسُ فِي أَرْيُوسَ بَاغُوسَ حِينَ قَالَ "لأَنَّنَا بِهِ نَحْيَا وَنَتَحَرَّكُ وَنُوجَدُ". الْحَياةُ بِحَدِّ ذَاتِهَا تُصْبِحُ مُسْتَحِيلَةً مِنْ دُونِ الْمَسِيحِ، أَيُّ حَيَاةٍ، وَلَيْسَ الْحَيَاةَ الرُوحِيَّةَ فَحَسْبُ. لَكِنْ بَعِيدًا عَنِ اللهِ، لا تُوجَدُ حَيَاةٌ إِطْلاقًا.
كما قال أيضًا: «وَأَمَّا أَنَا فَقَدْ أَتَيْتُ لِتَكُونَ لَهُمْ حَيَاةٌ وَلِيَكُونَ لَهُمْ أَفْضَلُ» (يوحنا 10: 10)، ولأنَّ جميعَ البشرِ موتى بالذنوبِ والخطايا، ويتطلعون للقيامة والحياة، أعلن يسوع أنَّه هُوَ «الْقِيَامَةُ وَالْحَيَاةِ»، فكل مَن آَمن به، يُقيمه من موته الروحي، ولن يرى الموت إلى الأبد، هذا ما أكَّده على مرثا، حينما قال لها: «كُلُّ مَنْ كَانَ حَيّاً وَآمَنَ بِي فَلَنْ يَمُوتَ إِلَى الأَبَدِ»؛ لقد انتهت أسطورة وسطوة الموت في حياة كُلّ مَن آَمن بالمسيح، وما الموتُ إلَّا طريقٌ ومِعبَرٌ لحياةٍ ملئها التمتع بحضرة الله الحي، مصدر كل حياة.

ثالثًا: يسوع هُوَ «الْقِيَامَةُ وَالْحَيَاةِ»، تجسيدٌ للأبدية، واستشرافٌ للمستقبل؛ لم يكن الاعتقاد بالقيامة منتشرًا إلَّا بين اليهود المحافظين، وكان إيمانهم بالقيامة يقتصر على أنَّها حدثٌ مستقبلي، يحدث في نهايّة الزمان، وهذا ما عبَّرت عنه مرثا قالت للمسيح بعدما أخبرها يسوع بأنَّ لعازر أخوها سيقوم، قالت: «أَنَا أَعْلَمُ أَنَّهُ سَيَقُومُ فِي الْقِيَامَةِ فِي الْيَوْمِ الأَخِيرِ» (يوحنا 11: 24)؛ لكنَّه أعلن لها إنَّ ما تعتقد أنَّه حدثٌ مستقبلي، موجودٌ ومُتجسدٌ أمامها، فقال لها: «أَنَا هُوَ الْقِيَامَةُ وَالْحَيَاةُ»؛ لقد أراد أن يوضِح لها أنَّ القيامة ليست مُجردُ عقيدة كتابيّة، يجب تصديقها والتعليم بها، لكنَّها واقعٌ عملي تختبره في حياتها، وستراه بأم عيونها، عندما يقوم شقيقُها من الموت في الزمن الحاضر، وليس في الزمن الآتي. لقدَّ أكَّد يسوع إنَّ القيامة ليست مجرد عقيدة، إنها ليست مجرد حقيقة مستقبليّة، إنما هي شخصٌ، وها هو يقف أمام مرثا.

كلمة أخيرة
• يسوع هُوَ «الْقِيَامَةُ وَالْحَيَاةِ»، لا قيامة بدونه ولا حياة إلَّا من خلاله.
• قدَّم يسوع «الْقِيَامَةُ وَالْحَيَاةِ»، وجهة نظر إلهيّة في العديد من الأمور الروحيّة. لقد اعتقدت مرثا أنَّ القيامة حدث؛ أظهر يسوع -لمرثا ولنا- أنَّ القيامة هي شخصه؛ كانت معرفة مرثا بالحياة الأبدية فكرة مجردة، لكنَّ يسوع أثبت أنَّ معرفة الحياة الأبدية هي علاقة شخصية معه؛ اعتقدت مرثا أنَّ الانتصار على الموت هو توقع مستقبلي؛ لكنَّ يسوع كشفَ لها ولنا، أنَّ القيامة والحياة حقيقة واقعة وتُعاش كل يوم.
• يسوع هُوَ «الْقِيَامَةُ وَالْحَيَاةِ»، يمنح الإنسان الميت في خطاياه حياةً، ويُقيمه من موته الروحي، كما يمنحه أيضًا حياةً أبديّة، فلا يخشى موتَ الجسدِ، لأنَّه وُعِدَ بحياة إلى الأبد.
• يسوع هُوَ «الْقِيَامَةُ وَالْحَيَاةِ»، أكَّد على أنَّ الموت ليس له مكان، فحيث يوجد يسوع يهرب من أمامه الموت والحزن، والدموع، فلم تكن أبدًا الكلمة الأخيرة للموت، بل لمن قال عن نفسه: «أَنَا هُوَ الْقِيَامَةُ وَالْحَيَاةِ».

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا