الزواج في خمس حقائق (ج2)

أول وأهم مؤسسة وجدت على وجه الأرض هي العائلة، وقد أسسها الرّب في جنة عدن، إذ بارك الرب آدم وحواء بقوله "أثمروا وأكثروا واملأوا الأرض... وبدون بركة الرّب وحفظه لا يمكن أن تثبت العائلة لتقوم بدورها...
26 يونيو 2016 - 01:53 بتوقيت القدس

3. الزواج المقدس وجهته بناء عائلة مقدسة.

أول وأهم مؤسسة وجدت على وجه الأرض هي العائلة، وقد أسسها الرّب في جنة عدن، إذ بارك الرب آدم وحواء بقوله "أثمروا وأكثروا واملأوا الأرض..." (تكوين1: 28). وبدون بركة الرّب وحفظه لا يمكن أن تثبت العائلة لتقوم بدورها لتحقيق مقاصد الرب، "إن لم يبن الرّب البيت فباطلًا يتعب البناؤون. إن لم يحفظ الرّب المدينة فباطلًا يسهر الحارس" (مزمور 127: 1).

الزواج في خمس حقائق

عندما يضع الزوجان عائلتهما وبيتهما برعاية الرب وتحت حمايته وسيادته عندها لن تمسه الصعوبات والمشاكل بسوء، مهما هاجت وماجت الأمواج وعصفت وهبت الرياح لأن البيت "مؤسسًا على الصخر" (متى 7: 25)، صخر الدهور ربنا وفادينا ومخلصنا الرّب يسوع المسيح.

العائلة المقدسة، أي المخصصة والمكرّسة للرّب، تدرك أن "البنون ميراث من عند الرّب... (وهم) كسهام بيد جبّار هكذا أبناء الشبيبة" (مزمور 127: 3 و4). وبالتالي تتعامل معهم بحسب وصيته الحكيمة الصالحة "أَيُّهَا الآبَاءُ، لاَ تُغِيظُوا أَوْلاَدَكُمْ لِئَلاَّ يَفْشَلُوا." (كولوسي 3: 21)، وتؤكد أهمية التربية بحسب مشورة الرب "وَأَنْتُمْ أَيُّهَا الآبَاءُ، لاَ تُغِيظُوا أَوْلاَدَكُمْ، بَلْ رَبُّوهُمْ بِتَأْدِيبِ الرَّبِّ وَإِنْذَارِهِ." (أفسس 6: 4).

العائلة المقدسة التي احتضنت الطفل الإله، هي مثال العائلة المسيحية الحقّة في عنايتها وتربيتها للأبناء، الذين هم عطية الرّب لهم، وأمانة وضعها في رعايتهم. عندما أسرع الرعاة في البحث عن الطفل المخلص، المسيح الرّب، الذي رنّم له جوق الملائكة، وجدوه في مكان بسيط جدًا، ولكنه كان برعاية وعناية فائقة جدًا "وَجَدُوا مَرْيَمَ وَيُوسُفَ وَالطِّفْلَ مُضْجَعًا فِي الْمِذْوَدِ" (لوقا 2: 16)، فقد اهتمت العائلة ليس فقط بتسديد الاحتياج الجسدي، بل النفسي والروحي أيضًا، فنحن مطالبون بالاهتمام بالطفل فهو إنسان كامل، وكلٌّ مكون من جسد ونفس وروح، فقد اهتم يوسف البار (مُربيه) والعذراء المباركة (أمه)، بكل أموره حتى سجّل الوحي "وَكَانَ الصَّبِيُّ يَنْمُو وَيَتَقَوَّى بِالرُّوحِ، مُمْتَلِئًا حِكْمَةً، وَكَانَتْ نِعْمَةُ اللهِ عَلَيْهِ" (لوقا 2: 40). لنطلب نعمة الرّب وارشاده لنربي أولادنا في مخافة الرب، فهي أول ورأس الحكمة، كما فعل أيضًا زكريا واليصابات مع يوحنا، فوثّق الوحي عنه "أَمَّا الصَّبِيُّ فَكَانَ يَنْمُو وَيَتَقَوَّى بِالرُّوحِ" (لوقا 1: 80).

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا