يقع الكثير من الاشخاص في اخطاء حول مفهوم ان اكون مسيحي مؤمن وفي نفس الوقت ان اكون منتمي للبلد الذي نشات فيه.
وجود كل منا في البلد او الدولة التي ولد فيها هي ضمن خطة الله لحياة الفرد وبالتاكيد طالما هي خطة الله لديك المسؤولية في العمل وسط جميع الظروف وامام جميع التحديات، بمعنى اوضح وجودك في هذه الارض له هدف.
يعتقد البعض ان الهدف الذي اوجدنا الله لاجله يتلخص في تطبيق المامورية العظمى. ان اكرز باسم المسيح واخبر شعبي عن محبة المسيح وعمله لاجلهم وانتهى الامر. ولكن هذا مفهوم جدا خاطىء. فليس هذا فقط هو الهدف وليست فقط هذه هي رسالة المسيحي المؤمن في وطنه.
حين عاش المسيح في ارضنا فلسطين يقول الكتاب المقدس عن رب المجد " كان يجول يصنع خيرا" ( اعمال 10: 38) وهذا يعكس امر في غاية الأهمية. ان المسيح لم يكرز ويعلم فقط.
لذلك علينا ان ننتبه لعدة امور في حياتنا كمؤمنين لربما غفلنا عنها لسنوات واعتقدنا ان دورنا هو الكرازه وانتهى الامر.
من هنا ساتحدث عن عدة امور تعكس كيف لي ان اكون مسيحي فلسطيني انتمي للمسيح واعمل مشيئه ابي السماوي في وطني:
1. طوبى لصانعي السلام لانهم ابناء الله يدعون (متى 5: 9)
هناك العديد من التفاسير لهذه الاية، ولكن ان امعنا القراءة لنفهم مشيئة الله، نجد ان الله يبحث عن صانعي سلام حقيقيون. ولكن كيف لي كمسيحي مؤمن ان اكون صانع سلام ان كنت فقط اريد ان يكون محوري الكنيسة وجماعة المؤمنين والبيئة المحيطة بي ولا يهمني ما يدور حولي من امور سياسية ومن حروب وقتل وظلم يحل في وطني. ولاكون صانع سلام فالامر يقع على العاتق الشخصي. الله وضعني في الارض وعلي ان اعمل لاكون صانع سلام. وصناع السلام يحتاجون الى ان يسعوا لتغير الواقع الاليم والمرير الذي تعيشه بلادهم. الله يستخدمنا من اجل تغيرات سياسية ومن اجل ان يحل السلام في ارضنا. وان كنا نقول " استطيع كل شيء في المسيح الذي يقويني" فانا قادر ان اصنع حل سياسي وسلام ارضي في بلدي مثلما الله يستخدمني في صنع سلام روحي.
2. تعلموا فعل الخير اطلبوا الحق انصفوا المظلوم اقضوا لليتيم حاموا عن الارملة (اشعياء 1: 17)
اعتقد ان هذه الايات تلخص ايضا هدفا ساميا يجب ان يكون في حياة المسيحي. نسيء الفهم ان كنا نعتقد ان فعل الخير هو ان اقدم لانسان فقير كاس ماء او بعض المواد الغذائية او ما شابه. ان افعل الخير تعني ان اعمل كل الامور التي تهدف من اجل الهدوء والسلام والطمأنينة لمن هم في حاجة لهذه الامور. و في الحقيقة يمكن لنا ان نصنع هذا من خلال الجزء المتبقي من الاية وهو التالي:
1. اطلبوا الحق: كوني مسيحي فلسطيني ادرك تماما ان شعبي وارضي مسلوبي الحق. لا يمكنهم العيش بصورة الانسان الطبيعي.كم انسان في قطاع غزه لا يمكنهم التنقل والخروج من القطاع. عدا عن ذلك الكثير الذين هم في الضفه من القطاع وايضا هم في حكم المخالفين قانونيا ولا يمكنهم التحرك من منطقتهم. فلماذا نحن المؤمنين لا نكون طالبين حق لاجل هؤلاء؟ لماذا لا نسعى في تغير لاجل ان يكون لهم الحق في العيش في وطنهم بحرية مثل باقي الشعوب. لما لا نطلب لهم الحق.
2. انصفوا المظلوم:
عزيزي القارئ هل المظلوم في وجهة نظرك هو الانسان الذي تعرض للظلم في اطار الكنيسة؟ يوصي الرب بان ننصف المظلوم ولم يحدد اي مظلوم ولكن كل المظلومين. لذلك ما دامت لدينا القدرة على ان ننصف المظلوم فلماذا نصمت ما دام لنا القدرة ان نصل الى الكثير من الشعوب لنقول لهم " شعبي الفلسطيني مظلوم". يا اخي انصاف المظلوم ان تحاول ان تعيد حق هذا المظلوم. ليس فقط ان تصلي لاجله بل ايضا ان تعمل لترفع عنه الظلم.
3. اقضوا لليتيم حاموا عن الارملة:
منذ عام 1948 وحتى اليوم وابناء الشعب الفلسطيني يتعرضون للقتل. ترملت الكثير من النساء وتيتم العديد من الاطفال. فهل دوري هو فقط " الرب يعزي قلوبكم "، سوف يعزي الرب قلوبهم ولكن لن يتوقف الذي يحدث سوف يتيتم اخرون وسوف تترمل اخريات. لذلك علينا ان نكون اصحاب موقف. استطيع ان اشارك العالم عن الوضع السياسي الذي يمر به وطني. استطيع ان اكون سبب في تغير هذا الواقع.
اخوتي في الختام نحن مخطئين فعلا ان كنا نعتقد ان علينا الا نتدخل في السياسة. او نعيش وكاننا لسنا من هذا البلد. نستطيع ان نفعل الكثير اخوتي الاحباء. نستطيع ان نغير سياسات ونرفع الظلم عن المظلوم ونعيد الحق لاصحابه. لا نخلط او ندمج بين الدين والسياسة ولكن نسعى لتحقيق سياسة افضل تضمن لشعبنا ان يحيا في كرامته. ليس بحثا عن وطن ارضي ولكن حتى نحقق مشيئة الله الكاملة في حياتنا بكل الامور.
اصلي ان يحل السلام في فلسطين وفي كل العالم. وان يملئ الله قلوبنا محبة لاوطاننا حتى نكرز بامانه محبين لشعبنا ولارض فلسطين التي اوجدنا الله بها