شرف العائلة المزعوم

لا يكاد يمرّ شهر الّا وتسقط مضرجة بدمائها ضحيّة بريئة جرّاء عمل بربريّ مقيت ‏أطلقوا عليه " شرف العائلة" ، شرف ملوّث بالخزعبلات والشكوك والتجنّي ، نعم ‏تسقط ضحيّة تصرخ دماؤها الى السماء، فتصرخ هذه...
14 فبراير 2016 - 23:31 بتوقيت القدس

لا يكاد يمرّ شهر الّا وتسقط مضرجة بدمائها ضحيّة بريئة جرّاء عمل بربريّ مقيت ‏أطلقوا عليه " شرف العائلة" ، شرف ملوّث بالخزعبلات والشكوك والتجنّي ، نعم ‏تسقط ضحيّة تصرخ دماؤها الى السماء، فتصرخ هذه السماء : " من منكم بلا خطيّة ‏فليرجمها بحجر "‏

جريمة بكلّ معنى الكلمة ، جريمة بشعة يعجز قلمي المتواضع من احتوائها واحاطتها ‏بما تستحقّ من التنديد والامتعاض والتقزُّز...‏

شرف العائلة

جريمة صال بها قلمي اكثر من مرّة، وأدمت فؤادي وأفئدة الكثيرين .‏

ولكن لا حياة لمن تنادي !!..ومن تنادي وكيف تنادي والكلّ نيام ؟ ومجتمعنا العربيّ ‏في البلاد بل في كلّ بلاد العرب يملأ فاه ماءً، فلا يشجب ولا يستنكر ولا ينتفض ولا ‏يقف وقفة " شريفة" أمام هذا القتل غير الشريف؛ وليس هناك قتل شريف على ‏الاطلاق.‏

حتّى الصحافة العربيّة المكتوبة والمسموعة والالكترونيّة أراها تخاف او تتخاذل او ‏تتجنّب الخوض في مثل هذا الامر ، فلا تستنكر ولا تُحلّل ولا تهاجم اولئك الذين ‏يقطفون الارواح التي لا حقّ بقطفها الا لله وحده ، فتراهم ينشرون الخبر ويمرّون مرّ ‏الكرام و "كأنَّ" شيئًا لم يكن.‏
اين مجتمعنا العربيّ من هذه الجرائم التي يندى لها الجبين ؟اين رجالات المجتمع ‏والتربية من هذا العمل البربريّ؟

وهل الشَّرَف العربيّ منوط فقط بالفتاة والمرأة ؟ أليس للرجل العربيّ شرف؟!! ‏

وهل المرأة ان زنت فعلًا تزني لوحدها أم أنّ هناك زانٍ وزناة يشاطرونها ، فأين اذًا ‏الذي فعل ذلك ؟ أيبقى حرًّا يتباهى بفحولته ؟!!‏

لقد طفح الكيل فعلا ، وغدا مجتمعنا الذكوريّ مقيتًا " يُسوّد" الوجوه ، ويلقي بظلاله ‏على حياتنا ، فالقضية قد تكون شكوكًا ، وقد تكون حريّة رأي أو تخمينًا وقد تكون ‏حُبًّا بريئًا وقد تكونُ................ !!!‏

حتى ولو كانت......... !!! فليس من حقّ أحد أن يأخذ الرّوح . ألَم يسمع مجتمعنا ‏بمصطلَح "التوبة" ؟ ألَم يسمع عن الله الحنون ، الرؤوف ، غافر الخطايا الذي يسامح ‏وينسى ويرمي الذّنوب في البحار.‏

ألَم يسمعوا صوت الله القائل لقايين في اوّل جريمة في التاريخ : " صوت دم اخيك ‏صارخ اليّ من الارض"‏

حقيقة ، مجتمع أخرس ، أبكم ، حتى النشاط النسائيّ المناهض للقتل كثيرًا ما يخبو ‏ويضعف ، فالأمر يحتاج الى ملاحقة ،والى مظاهرات تملأ كلّ الشوارع ومفارق ‏الطرقات ، تظلّ تزوبع لعلّ الضمائر الغافية تصحو وتنتفض وتقول : كفى شبعت ‏ارضنا دمًا بريئًا..‏

صرخة اطلقها بألم للمرة الألف عسى ان يصل صداها الى الهدف، فنمنع الضّحيّة ‏البريئة القادمة.‏

من يدري !!‏

 

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا
التعليق على مسؤولية المعلق فقط وهو ليس بالضرورة رأي الموقع
1. عربي مسيحي ارتوذكسي 14 فبراير 2016 - 22:40 بتوقيت القدس
شرف العائله شرف العائله
انا انسان اقول عن نفسي انني انسان متحضر متفهم للحياه المدنيه المعاصره واواكب كل شيء جديد ينزل الى الساحه وانا اب لفتاتان امنحهم كل الحريه ولكن على نطاق تسمح به عاداتنا وديننا والحمد لله كل شيء موفق وهم يحملون التربيه على اصولها ولله الحمد ولكن مع كل التقدم والتحرر تبقى قصة شرف العائله احدى الحالات التي يصعب علي فهمها ولا يدخلنا في التجربه فانا لا اعلم ماذا افعل وقت المصيبه فهذه تاصلت فينا منذ ان حكم الاتراك هذه المنطقه منذ 500 عام فلا قلمك ولا نار الشرطه تستطيع فعل شيء فقط الزمن هو المداوي
2. جميل 15 فبراير 2016 - 11:09 بتوقيت القدس
بوركت على شجاعتك اخي زهير بوركت على شجاعتك اخي زهير
2.1. زهير دعيم 15 فبراير 2016 - 12:42 بتوقيت القدس
شكرا
شكرا لك اخي جميل على اطرائك الجميل. الرب معك
3. زهير دعيم 15 فبراير 2016 - 12:40 بتوقيت القدس
المحبة.... المحبة....
اخي العربي المسيحي الاورثوذكسي : بيسوع التغيّر الداخلي والتجدّد وترك قوانين العصبيّة القبلية والغاب والسنّ بالسنّ.. بيسوع ( عهد النعمة) المحبة هي العنوان.. نغفر ، نسامح ، نصفح ، الم يغفر المسيح لصالبيه. انظر معي المجدلية – كانت زانية- وطهّرها الرب واضحت قدّيسة لدرجة انها حازت وفازت ان تكون الاولى التي رأت الرب بعد قيامته المجيدة ..نحن لا ننادي بالخطيئة فالرب قال لتلك التي امسكت بذات الفعل : اذهبي ولا تخطئي ايضًا. المحبة هي بلسم لكل الجروح .محبتي