بولس يعالج مشكلة الانقسامات والتحزبات في الكنيسة

بولس الرسول هو من اسس كنيسة كورنثوس اذ قضى في هذه المدينه مدة 18 شهرا قبل ان يغادرها متوجها الى افسس. وذلك بعد ان اقام علاقات وثيقة مع الكثيرين من اهلها اذ ربح الى الايمان المدعو كريسبس الذي كان رئيسا للمجمع
28 فبراير 2012 - 15:52 بتوقيت القدس

كورنثوس الاولى 1:1 - 13

بولس الرسول هو من اسس كنيسة كورنثوس اذ قضى في هذه المدينه مدة 18 شهرا قبل ان يغادرها متوجها الى افسس. وذلك بعد ان اقام علاقات وثيقة مع الكثيرين من اهلها اذ ربح الى الايمان المدعو كريسبس الذي كان رئيسا للمجمع (اعمال 18: 8) مع اهل بيته وسوستانيس وهو على الارجح من خلف كريسبس في رئاسة المجمع كما اهتدى الى الايمان كثيرون من عامة الشعب وقد اقام مع اكيلا. وبريسكلا اذ كانا صانعي خيام نظيره ..وقد رافقاه حين غادرها الى افسس وهناك التقوا مع المهتدي اليهودي ابلوس وكان موهوبا بالخطابة، وقد قدم بولس ورفاقه الدعم الروحي له وبعدها ذهب الى كورنثوس حيث ملأ الفراغ الذي تركه بولس هناك. وقد شملت العضوية كل اطياف المجتمع الكورنثي من وجها ونبلاء الى عوام الشعب. ولعل هذا النسيج الغريب كان من مسببات التحزب والانقسامات في هذه الكنيسة. وكعادته كان بولس كثير الاهتمام بالكنائس التي كان يؤسسها وبالاشخاص الذين كان يتلمذهم، وكان يستفسر دائما عن احوالهم ويرسل اليهم رسائل تشجيع او تعليم او حتى توبيخ او تقويم. الا انه كان يفعل كل هذا من منطلق الرغبة في الاصلاح وتوحيد الجهود وتوجيهها الى الاتجاه الصحيح نحو تحقيق المأمورية العظمى التي اودعها المسيح بيد الكنيسة. ولكنه فعل ذلك بشكل سلس، ويجدر بنا ان نتعلمه حين تواجهنا مشاكل اختلافات بالراي. كان بولس في افسس وكانت امراة من افسس متزوجة في كورنثوس وهم من كانوا مصدر اخبار الانشقاقات في كنيسة كورنثوس. الا انه كتب الرساله بحسب القواعد المتبعة في ذلك الحين: اولا كان الكاتب يُعرف نفسه "من فلان الى..." ثم مقدمة وتحيات وبعدها الديباجة التي هي غاية الرسالة التي كانت تنتهي بخاتمة تشمل سلامات وتوصيات.

العدد الاول: من بولس المدعو رسولا ليسوع المسيح بمشيئة الله وسوستانوس الاخ الى كنيسة الله التي في كورنثوس المقدسين في المسيح يسوع المدعوين قديسين مع جميع الذين يدعون باسم ربنا بيسوع المسيح... نعمة لكم وسلام من الله ابينا والرب يسوع المسيح.

وقبل البدء بمعالجة الموضوع الرئيس في هذه الرسالة يقدم بولس بعض الامور الايجابيه التي يمتدح من اجلها اهل كورنثوس: اشكر الهي في كل حين من جهتكم على نعمة الله المعطاة لكم في يسوع المسيح وهذه الاشياء تشمل: عدد 5  انكم  في كل شيء استغنيتم فيه في كل كلمة وكل علم واضح انه يذكر سعة علمهم واتساع معارفهم والعلوم التي يتخصصون بها، ثم يشير في العدد 6 الى ثبات الشهادة المسيحية وبعدها يشير الى توفر المواهب التي يتمتعون بها والى انهم يتوقعون استعلان الرب يسوع المسيح. لماذا؟ لأنه هو كفيل ان يثبتهم الى يوم الدين وذلك ليس لاستحقاق فيهم بل ان السبب هو (عدد 9 ) امانة الله الذي به دعيتم الى شركة ابنه يسوع المسيح ربنا.

رغم كل الايجابيات التي كتبها في التحية والمقدمة هنالك "ولــكـــن" كبيرة، فيناشدهم ليس بصفته بولس فحسب بل باسم ربنا يسوع المسيح (عدد 10 ) والطلب هو: ان تقولوا جميعكم قولا واحدا - اي ان تجتمع وتتوحد كلمتكم فتقولون قولا واحدا وتتكلمون الى العالم بصوت واحد متناغم لا نشاز فيه، وهذا ممكن ان كنتم تنزعون من بينكم الانشقاقات اذ توحدون الفكر والراي الواحد، ولئلا يستغربوا او ينكروا ما هو بصدده يذكر لهم مصدر معلوماته عن انشقاقاتهم. ( عدد 11 ) المصدر هو اهل خلوي تلك المراة الافسسية المتزوجة في كورنثوس اذ نقلت لأهلها اخبار الخصومات التي تتلخص بهذا: ان الكنيسة الواحدة تضم اربعة احزاب (1) حزب بولس و(2) حزب ابلوس و(3) حزب صفا اي بطرس مع العلم اننا لا نعرف ان كان بطرس قد زار كورنثوس ام لا، ولكن الذين تشيعوا له ارادوا الانتماء الى شيخ الرسل، والحزب الرابع اراد تسمية تتفوق على هذه جميعها فاتخذوا اسم المسيح (عدد 12) وهنا يمكننا ان نحس ونلمس الغضب بلهجة بولس اذ يبدأ تعنيفه بالحزب الذي يتشيع له (عدد 13) اكاد اسمع لهجته الصارخة: "هل انقسم المسيح؟ ألعل بولس صلب لأجلكم أم باسم بولس اعتمدتم؟؟

فان كان يبدأ التوبيخ بجماعته الاّ انه لا يتردد بذكر الآخرين ففي اصحاح 3 :3 يقول لأنكم بعد جسديون فانه فيكم حسد وخصام وانشقاق. الستم جسديين وتسلكون بحسب البشر؟؟ لماذا؟

عدد 4، لأنه متى قال واحد انا لبولس وآخر انا لأبلوس افلستم جسديين؟ ومرة اخرى يبدأ بتعنيف الجماعة المدعوة على اسمه (5) فمن هو بولس ومن هو ابلوس. ويجيب على هذا التساؤل: بل خادمان آمنتم بواسطتهما وكما اعطى الرب لكل واحد. انا غرست وابلوس سقى لكن الله كان ينمي اذن، الفضل لا يعود لمن غرس ولا لمن سقى بل لمن ينمي - الى الله نفسه. نحن عاملان مع الله وانتم فلاحة الله وبناء الله وانا (بولس) وضعت الاساس وآخر بنى عليه. فلينظر كل واحد كيف يبني عليه، ولكن الاساس الذي وضع هو يسوع المسيح. وهكذا خلال كل رسالته يؤكد بولس الاساس الصحيح وسيادة المسيح ووحدة المؤمنين حول شخص المسيح.

وهنا يوضح بولس ان من المفروض على المؤمنين ان يكونوا هيكل الله الذي يسكن فيه روح الله ثم يهدد المتسببين بالانقسام (عدد 17) ان كان احد يفسد هيكل الله فسيفسده الله، لأن هيكل الله مقدس الذي انتم هو، اذا فالتسبب بتقسيم جسد المسيح الذي هو الكنيسة التي هي هيكل الله فانه يخطئ ضد الروح القدس الذي يفترض ان الكنيسة هي موضع سكناه.

واكتفي بهذه العجالة وانهيها بسؤال بسيط : ان كنا لا نقدر ان نتعايش معا هنا على الارض فهل تتوقعون ان  نجتمع جميعنا في السماء؟؟؟ وسؤال آخر: كلنا نصلي الصلاة الربانية ونقول:
ابانا الذي في السموات، فهل يمكن لمن يدعون ذات الشخص "ابانا" ان لا يكونوا اخوة؟  وما هو شكل الاخوة اذا كانوا في حالة انقسام وخصام؟؟

ليغفر لنا الله انقساماتنا وليقودنا الى طريق الوحدة.

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا