أخي العزيز
نعمة ورحمة باسم الفادي يسوع
لقد اعتبرتني هرطوقياً وتابعاً لبدعة مع انني مسيحي مثلك كما انك اعتبرت الانجيليين دخلاء على المسيحية مع انهم يتمسكون بكلام الله في الكتاب المقدس دون زيادة او نقصان.
المسيحية كالفسيفساء المكونة من القطع المتعددة الألوان والأحجام والأشكال. الانجيليون (وبحسب تسميات أخرى-الكنائس الكتابية او الكنائس المصلحة) هم قطعة جميلة وبرّاقة في هذا الفسيفساء.
افتخر انني انتمي لهذه الكنيسة التي أخذت إيمانها المسيحي محمل الجد والعلاقة الشخصية بين الإنسان والرب يسوع كأولوية لها.
ان اسمنا "انجيليين" يعني "حاملي الأخبار السارة" ونحن نأخذ اسمنا بجدية ونأخذ مأمورية الرب يسوع قبل صعوده بأن نذهب بالإنجيل للخليقة كلها بجدية تامة.
اسمح لي ان الفت نظرك ان الانجيليين اليوم هم المجموعة المسيحية الأكثر نشاطاً وازدياداً في أنحاء العالم. ففي الوقت الذي ينحسر العمل التبشيري المسيحي عامة في أوروبا وأمريكا الشمالية، لكن العمل التبشيري للانجيليين في كافة انحاء العالم مثل الهند، الصين، البرازيل، الفلبين ونيجيريا وغيرها الكثير يزداد قوه وزخماً وملايين النفوس تأتي ليسوع.
راجع كتب التاريخ يا صديقي فستجد أيضاً أننا أبناء لأبطال ايمان. فلقد دفع الكثير من الانجيليين الأوائل في أوروبا ثمناً باهظاً لأجل إيمانهم واضطروا للهرب وخسارة ممتلكاتهم وحتى الموت لأجل حقهم بالعبادة بحسب ضميرهم.
اضطر الكثيرون النزوح أيضاً إلى أمريكا هرباً من الاضطهاد بسبب معتقداتهم لذا لا تعتبرنا أبناء عز ورفاهية او متخاذلين فنحن نسعى لنكون أهلاً لحمل الاسم الانجيلي الذي دُفع ثمن باهظ من دماء شهداء لأجله.
خلافاً لما تقول لكننا لسنا كنائس من التقليعات والموضات الجديدة وإنما استمرارية لكنيسة سفر أعمال الرسل.
فالتلاميذ والمؤمنين الاوائل عبدوا الله في البيوت وحين اشتد الاضطهاد هربوا للجبال واجتمعوا في المغاير. لقد عبدوا الرب ببساطة اذ رنّموا وقرأوا من كلمة الرب واستمعوا للوعظ. كانت هناك مجموعات قامت بذلك طيلة العصور منذ يوم الخمسين. نحن استمرارية لها ونتبع ذات النهج في العبادة. لم نضف لهذه العبادة الأساسية والبسيطة ايّ شيء خلال العصور.
كنائسنا الانجيلية ذات مرونة وديناميكية ويمكننا ملاءمة أنفسنا لحاجات المجتمع بسهولة لأننا لا نتبع نظاماً معقّداً. الكنيسة المحلية ذات حرية لتعمل ما يرشدها الرب بسهولة. لكل عضو في كنيسة الرب عندنا قيمة فيشترك مع الآخرين في محاولة معرفة المسار الذي اعدّه الرب لكنيسته بالإضافة لمسؤوليته الشخصية للمساهمة في تطبيق المشيئة المعلنة.
تتهكم علينا لأننا لسنا ما تسميه أنت "كنيسة موحدة" بل كنائس مختلفة تحمل أسماء متعددة. لا ارى بكوننا لسنا لون واحد امر فيه مذمة. فلقد أسس الرب كنائسنا بتعددية جميلة حتى داخل الانجيليين أنفسهم. وكل كنيسة أبدعت وتخصصت في ناحية واحدة وجميعاً نحتفل ونتمتع بإبداع الآخر. فها المعمدانيون في داخل الانجيليين يبدعون بالتبشير والناصريون ببرامج مدارس الأحد وها الكنائس الخمسينية تبدع بالعبادة والتسبيح وبينما كنائس الإخوة يدرسون كلمة الله بتعمق وتمحص. اننا نحترم التعددية في الوحدة.
اننا كانجيليين نحب الرب وكلمته وهي فوق كل اعتبار. اننا نسعى لمحبة الله ومحبة القريب تماماً كما دعانا الرب، واعلم يا صديقي أنه مهما ادعيّت ضدنا فانني انجيلي وافتخر.
بمحبة المسيح،
بطرس منصور
ملاحظة : رغم ان الصديق الذي ترسل له الرسالة وهمي غير ان الادعاءات ضد الانجيليين حقيقية.