الفيسبوك ونمط السلوك الجديد

لم يقو العديد من أولياء الأمور على تحصين فلذات أكبادهم تجاه الجانب السلبي، في تقنيات العصر الحاضر. لا يخفى أن لها جوانب إيجابية وسلسة لإتصالاتنا وسير عجلة أعمالنا. أن عدم معرفة معظم أولياء الأمور بالكومبيوتر، مما صعب عليهم معرفة الضرر المتولد من الجانب السلبي.
28 يناير 2011 - 22:21 بتوقيت القدس

لم يقو العديد من أولياء الأمور على تحصين فلذات أكبادهم تجاه الجانب السلبي، في تقنيات العصر الحاضر. لا يخفى أن لها جوانب إيجابية وسلسة لإتصالاتنا وسير عجلة أعمالنا. أن عدم معرفة معظم أولياء الأمور بالكومبيوتر، مما صعب عليهم معرفة الضرر المتولد من الجانب السلبي. ففتح نافذة خصوصيات أفراد العائلة على مرآى من كل عين دون وازع سلوكي، ففي هذا ضرر. ألا يشاهد الواحد منا ألبوم صور إبنته/ إبنه على الفيسبوك أو التيوترأو..أو؟ بل من البنات من صارت تتسابق مع الفنانات وهي تحاول تقليدهنَّ في ملابسهنَّ الخالية من الحشمة.

ظاهرة صارت تنتشر بشكل أوسع بين العوائل التي خرجت بلدانها من حروب طاحنة، فيها عاش الوالدين تخلفا فكريا، فمن المستحيل أن يقدر والدان أميان على تحصين أولادهم وبناتهم، ضد الجانب السلبي في التقنيات الحديثة مادام لم يدخل الواحد منهما دورة لتعلم الكومبيوتر! أنه ضعف من الوالدين مما يولد قوة لدى أولادهما وبناتهما، اللذين يقومان بقلب السلوك الغير لائق إلى لائق ليكون نمطا.

ما المغزى من تجاهل الوالدين لسلوكيات فلذات أكبادهم؟ من الأجدر لأولياء الأمور أن لا يسمحوا لأولادهم وبناتهم أن يقودونهم، لأن حالهم سيكون كحال الذي قال عنه رب المجد (هَلْ يَقْدِرُ أَعْمَى أَنْ يَقُودَ أَعْمَى؟ أَمَا يَسْقُطُ الاثْنَانِ فِي حُفْرَةٍ؟) " لوقا6: 39".

أن التقليد المتعارف عليه هو أن ألبوم الصور هو سرُّ من أسرار العائلة أو أي عضو فيها. فإذا أراد أحد منا نشر صوره على أي موقع على شبكات الانترنيت، عليه أن لا ينزعها من خصوصيتها، لأنها بذلك ستفقد إحترامها. لذلك على صاحب الألبوم أن يعطي الإحترام لخصوصياته، وهو غير مجبر على شرَّها على حبل ملابس الجيران.

هل يحق لنا كأولياء أمور أن ننشر ملابسنا الداخلية على مرأى من كل عين؟ هل من الصحيح أن نترك بناتنا ليخرجنَّ بثياب النوم على ضيف زائر في بيتنا؟ هل يعقل بنا كأولياء أمور أن نرسل فلذات أكبادنا إلى المدرسة وهم بملابس النوم (بيجاما)؟ اذا لماذا نسمح لفلذات أكبادنا أن يفعلوا ما هو مخالف لتربيتنا لهم؟

مثل آخر يقرب الفكرة إلى ذهنكم. لو طلبت معلمة حصة الرياضة منكِ يا إبنة، أن تجلبي لها ألبوم صوركِ، لتلقي عليه نظرة أثناء تواجدها في المدرسة؟ أكيد قبل أن تأخذيها، يا إبنة ستقومين بعملية فحص للالبوم ومن ثم ستقومين بعملية رفع لأية صورة فيها ظهرت مفاتن جسدكِ. أنها حقيقة لا يمكن لأية فتات نكرانها. فحتى لو أخذ مكانكِ هنا شاب ما لا على التعيين، فأنه سيعمل ما عملتيه، نعم سيرفع أية صورة فيها وهو جالس مع أقرانه يحتسون الخمرة! أن الخصوصية أمر يخص صاحبه. لست هنا لكي أدين( لا تدِينُوا لِكيْ لاَ تُدَانُوا،) " متى7: 1".

أنا مثلكم خاطئ لكني ولي أمر، ويحز في نفسي أن أشاهد ما لا يجوز عرضه! ممكن للوالدين أن يسألا نفسيهما عن سبب مجارات إبنتهما أو إبنهما على إتباع السلوك الخطأ ليتحول إلى نمط في البيت؟ يجب علينا كأولياء أمور أن نعالج هذا السلوك، وفق محبة الرب، التي أوصانا أن نعمل بها(دَعُوا الأَوْلاَدَ يَأْتُونَ إِلَيَّ وَلاَ تَمْنَعُوهُمْ لأَنَّ لِمِثْلِ هؤُلاَءِ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ.) " متى 19: 14". محبة ليس فيها رضوخ الوالدين لإرادة خاطئة. ليس الذنب ذنب الإبنة أو الإبن بل ذنب والديهما. كلي حزن، وأنا أشاهد صورا غير لائقة للعديد من الفتيات.

أين أصبح موقعكنَّ يا كل الأمهات من تعليم بناتكنَّ؟ أليست القديسة مريم من وسطكنَّ؟ أم نسيتنَّ الشقيقتان مريم ومرثا؟ ألستنَّ اللائي قال عنكنَّ الشاعر حافظ إبراهيم:
الأم مدرس اذا أعددتــها أعددت شعبا طيب الأعراق.
الأم روض إن تعهده الحيا بالريّ أورق أيما إيــراق.
الأم أستاذ الأساتذة الألـي شغلت مآثرهم مدى الآفـاق.

هيا يا طيبات القلب والحنونات والمخلصات ووجهنَّ فلذات أكبادكنَّ على سلوك النمط الصواب في حياتهن؟ من منكنَّ يقبل على إبنته أن ترتدي الملابس الشفافة وفي محضر ضيوف وجيران وأصدقاء الوالدين؟ لابد أن تسأل الوالدة (مدرسة) عن سبب ظهور إبنتها (تلميذة) بملابس تكشف بها عن مفاتن جسدها؟ عليها أن تقدم حجة بها تقنع والديها عن الذي تفعله. أكيد ستسقط حجتها! وعندها ستعتذر وستكون بذرة خير بل خميرة في عجين الغير وهكذا غيرها من أجل جيل يحترم جسده ويرتقي بعقله ويحافظ على سلوكه ويستفيد من الثقافات الأخرى فكرا ودرسا وليس قشورا.

نصيحة يا إبنتي يا عزيزتي هيا إهرعي إلى كل موقع فيه عرضت صورك، وإرفعيها، لأنها تهين(هيكلك). إفعلي ما يليق بك وبأهلك، ولا تكوني بعدُ مستغلة لطيبة والديك. أنك مسيحية؟ هل نسيت أنك إبنة الرب يسوع المسيح "له كل المجد"؟ حتى هذه الصور الخاصة جدا سيأتي يوم وقد دخلت سن التعقل، فيها ستندمين على كل صورة صورتيها بل ستحزنين على واحدة منها عرضتيها على موقع ما دون أن يضربك أي أحد على يديكِ. يا كل بناتنا، عودوا بدلا عن الصور، أكشفوا عن كل أفكاركنَّ الراقية وعن كل سلوكياتكنَّ القريبة من حياة القديسات. كنَّ رسولات لعوائلكنَّ لبلدانكنَّ كنَّ حقا بنات مسيحيات يظهرنَّ على العالم بعقولهنَّ. لتصبح الواحدة منكنَّ مستقبلا (اِمْرَأَةٌ فَاضِلَةٌ مَنْ يَجِدُهَا؟ لأَنَّ ثَمَنَهَا يَفُوقُ اللآلِئَ.)  " الأمثال 10:31".

نصيحة وأنت أيها الشاب، ما المغزى من صورة عرضتها وأنت مع زوجتك في وضع غير لائق؟ الكل يخطأ ( إِذِ الْجَمِيعُ أَخْطَأُوا وَأَعْوَزَهُمْ مَجْدُ اللهِ،)" رومية3: 23". اذا هيا أنتَ الآخر الآن وأفعل ما هو عين العقل. كن في سلوكك قريبا من حياة سيدنا يسوع المسيح "له كل المجد". وأنت يا بني الذي ملأت قناني الويسكي طاولتك، هيا ونظفها وضع بدلا عنها، مزهرية وفاكهة وكتابا تبني به عقلك.

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا
التعليق على مسؤولية المعلق فقط وهو ليس بالضرورة رأي الموقع
1. ماجي نبيل 28 يناير 2011 - 22:41 بتوقيت القدس
الفيسبوك الفيسبوك
معك حق في كل كلمة قلتها ونحن نأسف على جهلنا بهذة الامور ونطلب من رب المجد ان يسامحنا ونزيل اي صورة لا تليق ببنات الرب
2. باسم أدرنلي 29 يناير 2011 - 07:35 بتوقيت القدس
أشكرك أيها الأخ مارتن، وأشكر الله أشكرك أيها الأخ مارتن، وأشكر الله
لك الشكر الجزيل أيها الأخ مارتن إنك تلمس أوتار قلوب الكثيرين بهذه المقالة التي أتت في وقتها من جهة الفيس بوك، ليباركك الرب. من ناحية أخرى أود أن أضع تعليقًا ليس له علاقة بالمقال، وهو أني لاحظت أنه يوجد قاضي آخر في البلاد يكتب على لنغا، القاضي جميل ناصر. وهنا أريد أن أقدم مجد للرب من أجل إقامته على الأقل لقاضيين شاهدين للمسيح في البلاد. لك كل المجد والشكر أيها المسيح، على نعمتك وأمانتك وأنك لا تترك نفسك بلا شاهد في كل مكان وكل زمان.
3. ابو فراس 29 يناير 2011 - 20:52 بتوقيت القدس
عدم الشعور بالمسؤلية عدم الشعور بالمسؤلية
اشكرك اخي على الموضوع لانه بالفعل هذا الشيء زاد عن حده وخرج عن كل القيم والاخلاق لدى البعض دون ادنا شعور بالمسؤلية وهذا الى يسميه البعض (ثقافة ) .
4. مارتن كورش 01 فبراير 2011 - 12:31 بتوقيت القدس
شكرا شكرا
شكرا على مروركم الكريم. فقط أريد أن أصحح معلومة للبعض ألا وهي أني محامي وقاص(يعني كاتب قصص قصيرة) أي لست بقاضي، لأنه حسب قانون المحاماة العراقي، لايجوز في أي حال من الأحوال الجمع بين مهنة المحاماة ومهنة أخرى. كقاص صدرت لي لحد الآن ثلاثة مجموعات قصص قصيرة وهي(القلوب عندما تسافر) و(في إنتظار الرب)و(الباحث عن...) وعن قريب سيصدر لي بعون الرب مجموعة قصصية أخرى وكتاب آخر خواطر. شكرا للرب لأن أصبح لي أصدقاء وإخوة في الرب في القدس، التي هي حلم حياتي في ان ازورها، وأصدقاء في الأردن وسورية. الرب يبارككم.