العذراء مريم المرأة الأطهر

في كلّ صباح ، وفي الطّريق الضيّق النازل على خدّ إحدى حارات الناصرة ، تمرّ فتاة جميلة كقلب الفجر ، تمرّ والخَفَر يملأ مُحيّاها ، والطّهارة تفيض من كيانها ، تحمل على رأسها المتلفّع بمنديل ليلكيّ، جرةً صغيرة ، لتملأها من العين...
20 أغسطس 2009 - 13:24 بتوقيت القدس

في كلّ صباح ، وفي الطّريق الضيّق النازل على خدّ إحدى حارات الناصرة ، تمرّ فتاة جميلة كقلب الفجر ، تمرّ والخَفَر يملأ مُحيّاها ، والطّهارة تفيض من كيانها ، تحمل على رأسها المتلفّع بمنديل ليلكيّ،  جرةً صغيرة ، لتملأها من العين .
مشهد جميل أضحى جزءًا من المدينة الغافية على جبال الجليل.

ومرّت الأيام ، ومرّ من تلك الحارّة ملاك الربّ جبرائيل ، يحمل رسالة للفتاة الأطهر والأجمل ؛ ابنة إبراهيم؛ مريم ، فقد اختارها السيّد  لتكون أمّه في الجسد، ولتكون آية ًللبشر وليكون المُخلّص والفادي ، فرضخت لإرادة الله دون اعتراض ، على الرغم من العار الذي قد يلحق بها ، فقد تُعرّض خطوبتها وزواجها للفسخ من قبل يوسف النجّار. 
وسمعت المسكونة منذ تلك اللحيظات أجمل ترنيمة فاه بها البشر؛ ترنيمة تردّد صداها الأجيال والجبال والوديان مئات السنين:
   
" تُعظِّم نفسي الربّ وتبتهج روحي بالله مخلّصي "

مريم الاسم الذي يحمل بين طيّاته القداسة والطهارة والبراءة والجمال والطّيبة والإحساس المُرهف والذوق السّامي.
     
مريم ؛ اختيار السماء للأمّ المثاليّة .
مريم عنوان التواضع ورمز العطاء والتحمُّل ، التي تفطّر قلبها حزنًا على وحيدها – يسوع – وهو على خشبة الصّليب ، لنفرح نحن ونبتهج.
مريم اللاجئة الأولى في التاريخ ، النازلة هربًا من ظلم هيرودس إلى ارض مصر والنيل والكرنك ،  "من  مصر دعوت ابني "
مريم التاريخ المجيد الذي سُطِّر بماء الذهب على صفحات وشوارع وطرقات الجليل صعودا الى أورشليم وجبل الزيتون والهيكل طاعةُ للناموس والشريعة . 
مريم الأم المتباهية والتي وجدت فتاها يسوع وهو يجادل الشيوخ في الهيكل ويفحمهم ،فقد احترق قلبها عليه ، بعد ان عادت مسيرة ثلاثة ايام مع يوسف النجّار باحثة مُفتّشة ، فلامته للمرّة الأولى والأخيرة ، وقلبها يخفق حنانًا وتحنانًا : " يا بُنيّ لماذا فعلت بنا هكذا ، هوذا أبوك وأنا كنّا نطلبك مُعذَّبيْن "....ولم يتأخر الإعلان الإلهي ، إعلان السماء : " لماذا كنتما تطلباني ، ألم تعلما أنّه ينبغي أنْ أكون في ما لأبي "
مريم التي حفظت هذه الأمور ، وأموراً أخرى كثيرة في قلبها .
  
مريم التي قالت في عرس قانا الجليل للناس هناك وللبشرية كلّها وما زالت تقول :
" مهما قال لكم فافعلوه "

مريم المُعذّبة ، الأم الحزينة عند صليب الجلجثة ، تُفرِّح اليوم الدنيا وتتباهى بابنها ، ابن الإله وابن الإنسان ، وتصرخ بهمس :
" إنّه الشفيع الوحيد بين الله والناس.

" إنّه الطريق والحقّ والحياة ".

إنّه المُخلِّص والدّيّان ، به كان كلّ شيء ، وبدونه لم يكن شيء ممّا كان.
أمنّا مريم الأجيال كلّها تُطوّبك ، وتزهو بكِ ، وتُرنِّم  معك : تعظّم نفسي الربّ...

مريم أمّ البشرية أنتِ في كياننا وذاكرتنا ووجداننا حُلمًا جميلاً، وواقعًا أجمل وحقيقة تشِّع نورًا.

مريم أمّ الدنيا ، أنت القصيدة التي اختارتها السماء لتغنّي بها الأرض والأمجاد ، وتُلوّن التاريخ ، وتُبهر العميان ، وتفتح آذان الصّم .

مريم ....يكفيك فخرًا أنّكِ أمّ يسوع.
   
مريم ، أمّ النور ، نُحبّكِ ونُحبّك وسنبقى نحبّك  الى الأبد

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا
التعليق على مسؤولية المعلق فقط وهو ليس بالضرورة رأي الموقع
1. wa7ad 20 أغسطس 2009 - 14:43 بتوقيت القدس
errab yebarkak wyesalem tommak ,amin errab yebarkak wyesalem tommak ,amin
2. منكسر 20 أغسطس 2009 - 23:40 بتوقيت القدس
يسلم تمك الرب يباركك يسلم تمك الرب يباركك
3. فيولا اسبنيولي 21 أغسطس 2009 - 14:04 بتوقيت القدس
أجمل ما قيل عن مريم العذراء أجمل ما قيل عن مريم العذراء
الرب يبارك على كلماتك الرائعة والواضحه والتي تعطي مريم حقها ومفهمها الصحيح والمقدس... يا رت الجميع يراها باصوره الواضحه تللك من دون أن يغيب ينظرهم واهتمامهم عن ابنها يسوع المسيح الذي هو الطريق والحق والحياة. بصراحه انت أعظم من يكتب ويعبر بكلمات وعبارات.. الرب يبارك فكرك وقلمك حتى نبقى نقرأ لك.
4. بيتر 21 أغسطس 2009 - 14:04 بتوقيت القدس
هذه أمك هذه أمك
و قال للتلميذ:"هذه أمك" فأخذها التلميذ الى بيته من تلك الساعة.يوحنا19 :37 دعوة يسوع لكل مؤمن ان تكون مسيرة ايماننا بمرافقة مريم أمنا.
5. tur3ani majru7 21 أغسطس 2009 - 14:04 بتوقيت القدس
7anun 7anun
kalamak 7anun 3an 2um al7anun YSU3
6. مارتن كورش الاشوري 22 أغسطس 2009 - 17:19 بتوقيت القدس
مريم القديسة مريم القديسة
جميل ما كتبت عن قديسة اختارها الله لتكون ام ليسوع.ويا ريت لو تكون المقالة اللاحقة عن القديسة التي هي أم يسوع الإنسان وليست هي أم الله.خاصة وانك انهيت المقالة ب(مريم...يكفيك فخراً أنكِ ام يسوع).اي ليس من حقنا ان نجعلها ام الله.على الاقل من باب العقل ليس ل الله ام. ألى الافضل والرب يباركك
7. زهير دعيم 22 أغسطس 2009 - 22:44 بتوقيت القدس
شكرا للجميع شكرا للجميع
اخي مارتن ، انا قلت ان مريم العذراء هي ام يسوع واقصد بالجسد ، فيسوع كائن منذ الازل وكما قال هو نفسه لليهود انه كائن قبل ابراهيم. ثمّ أخي ابرزت ايمان القديسة مريم بأن المخلّص والشفيع الوحيد هو يسوع ولا احد غيره ، ألم تقل لنا كل ما قال لكم فافعلوه. شكرا للرب ابدا وشكرا لكل المتابعين والقارئين وللقائمين على هذا الموقع المبارك
8. reema 22 أغسطس 2009 - 22:45 بتوقيت القدس
22/08/09 22/08/09
yselm tommak alla yebarkek ..........Ameen..kfeet wa wafeet.
9. جريحة غزة 23 أغسطس 2009 - 10:05 بتوقيت القدس
الرب يباركك ويسلمك الرب يباركك ويسلمك
الرب يباركك ويسلمك على أجمل كلمات أبدأ فيها نهاري، كلماتك اعطتني قوة وراحة وسعادة حقيقية قوية لأبدأ نهاري، الله يزيدك محبة وقوة لكي نقرأ لك أكثر وأكثر
10. 7efaweia 23 أغسطس 2009 - 20:08 بتوقيت القدس
shukran a5 zuher shukran a5 zuher
attamanna an tut7efna kul yawm b 3amud 5as feek, ebda3 thaqafa ru7eia. ara an tudmaj ketabatuka ma3 law7at al2a5 kamil daw na7taj le fan wa thaqafa masee7eya raqeya wa shukran marra thaneia
11. نور 09 سبتمبر 2009 - 00:18 بتوقيت القدس
الى الاستاذ مارتن كورش الاشوري ادخل الى الاستاذ مارتن كورش الاشوري ادخل
بحسب رايي انك فصلت بين لاهوت المسيح وناسوتة لان السيدة العذراء هي والدة الالة لان الرب يسوع هو الالة المتجسد ولا نستطيع قول غير ذلك والا اصبحت بدعة كبدعة اريوس وغيرة من البدع فارجو من موقع لينجا التعليق على الموضوع وانا شاكر لكم والرب يبارككم اختي بالمسيح الرجاء الرد والتوضيح.