كيف أخجل؟!

لطالما تساءلتُ عن معنى الإيمان الحقيقي بيسوع المسيح. كيف يمكنني أن أُؤمن إيمانًا راسخًا لا يتزعزع، ولا أخجل من اسمه في عالمٍ يُحارب فيه الإيمان على كل الجبهات؟
29 مايو - 13:24 بتوقيت القدس
كيف أخجل؟!

ترك رب السماء عرشه الابيض العظيم من أجلي ومن اجلك انت، ذاك العرش الجالس عليه الآب القدوس، وعن يمينه ابن الله يسوع المسيح، الملائكة والشيوخ تسجد وتسبح ليل نهار وقائلة قدوس قدوس قدوس الرب الاله الملك العظيم، له الكرامة والمجد والقوة والسلطان الى ابد الآبدين، آمين.

ترك يسوع امجاد السماء وتجسد بصورة انسان آخذًا صورة عبد، ليس لكي يُخدم بل ليَخدِم، جال ارضنا صانعًا الخير للجميع، يشفي ويُحرر من تسلط عليهم ابليس.

مخلصي ربي والهي عاش حياة بسيطة، ولد في قرية بسيطة اسمها بيت لحم، لم يولد في قصور اورشليم الفخمة، لم يسجد لملك الملوك سوى الرعى البسطاء والمجوس من المشرق، لكن الشيوخ والكهنة اهانوا القدوس وادعوا بانه مجدف لانه قال انه ابن الله معادلا نفسه بالله، ولأنه قال انه يهدم الهيكل (اشارة لجسد يسوع) وفي اليوم الثالث يقيمه، هذه النبوة العظيمة عن موت يسوع وقيامته من الموت في اليوم الثالث.

عاش مخلصي حياة بسيطة جدا في ناصرة الجليل، في عائلة بسيطة وعمل كنجار، ذاك القدوس لم يطلب المجد لنفسه ابدا، بل كان خاضعا لوالديه مريم ويوسف وللآب القدوس بكل تواضع ومحبة...

كيف اخجل من إله قد احبني واسلم نفسه لأجلي؟
لم يمت كبطل او محارب بل علق على خشبة كملعون، لأنه اخذ خطاياي في جسده على عود الصليب.
كيف اخجل من الحبيب الذي احبني حتى الموت، من عطش وجاع وتعب وتألم وبكى وجُلِد وبُصق في وجهه الكريم، الذي شُتم لم يشتم احدا بل كان يسلم كل شيء بيدي الآب القدوس.

كيف اخجل من مات بل وقام في اليوم الثالث بقوة ومجد عظيم، وهو الان جالس عن يمين العظمة في السماء ليشفع في القديسين، الذي بموته وقيامته اكمل خلاصي ووهبني الحياة الابدية واعطاني نصيبا في ملكوته السماوي، الذي دعاني ابنا له وخادما لملكوته على حساب نعمته...
كما قال رسول الامم بولس:
" لست استحي بإنجيل المسيح لأنه قوة الله للخلاص، واني عالم بمن آمنت ".

نعم الانجيل هو رسالة الخلاص لكل من يؤمن، رسالة المحبة من قلب الله، التي اكملها يسوع بحياتنا، فهل نخجل بذاك القدوس البار؟ الذي اخذنا من هذا العالم واشترانا بدمه الكريم، واجلسنا مع اشراف شعبه؟

انه وقت ان نصرخ للجميع بان يقبلوا دعوة الله بالمسيح يسوع ربنا، وقت ان لا نخجل باسم المسيح مخلصنا وربنا، وقت ان لا نخجل بالإنجيل وتعاليمه لأنه انتشرت في العالم تعاليم مضادة لله وحقه، وانه وقت ان نقف على الاسوار دفاعًا عن " المدينة المقدسة "...

اليوم هو يوم نعمة وبركة وخلاص، اليوم هو وقت مقبول ويوم بشارة واخبار سارة...
لكن سوف يأتي اليوم الذي سوف يستحي به الله وابنه يسوع المسيح امام الملائكة والقديسين، بكل من خجل من الانجيل ومن المسيح في عالمنا اليوم،
لكن هناك ثقل مجد أبدي لكل من تألم وعاش بقلب صادق لرسالة السماء، رسالة المحبة والخلاص، رسالة المصالحة مع الآب السماوي بابنه يسوع المسيح.

فمن اي فريق نحن اليوم؟
من يخجل باسم المسيح وينكره امام الجموع قائلا اصلبه اصلبه...
او من ينكر ذاته كل يوم حاملا صليبه ويتبع الحمل يسوع حيثما ذهب؟!

صلاتي اخوتي ان نحب الرب يسوع من كل قلوبنا، ونكون شهود امناء لدعوة السماء لنا ولكل من يدعوه الرب الهنا، لانه سوف يأتي اليوم وهو قريب عندما سنسمع الصوت العظيم القائل:
تعالوا يا مباركي ابي رثوا الملكوت المعد لكم منذ تأسيس العالم.

فهل نخجل بعد باسم يسوع امام العالم؟
ام نعلن للجميع انه ليس اسم آخر تحت السماء، قد اعطي بين الناس، به ينبغي ان نخلص؟!

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا