هيكل الله: رحلة من الحجر إلى القلب

هل تساءلت يومًا عن هيكل الله الحقيقي؟ هل هو المبنى الضخم الذي يُبهر الأنظار، أم شيءٌ أعمق وأكثر روحانية؟
08 فبراير - 07:39 بتوقيت القدس
هيكل الله: رحلة من الحجر إلى القلب

عندما نجول في بلادنا او في العالم، غالبًا ما تجذب انظارنا البيوت الجميلة الكبيرة والمباني الضخمة، واحيانا تكون هذه المباني هي الكنائس ودور العبادة.
فنرى مثلا كنيسة القديس بطرس الفاتيكان في روما، كنيسة آيا صوفيا في تركيا، وكنيسة البشارة في الناصرة، التي بنيت بمجهود هندسي خلّاب واتقان معماري بارع.

لكن هل الله تهمه المباني الجميلة او اماكن العبادة الضخمة ؟

نقرأ في الكتاب المقدس كيف ارشد الله عبده موسى ببناء خيمة الاجتماع، التي كانت تمثل حضور الله وسط شعبه مع تابوت العهد، كذلك الهيكل الذي بناه سليمان الحكيم وبعدها تم ترميمه على يد زربابل، عزرا ونحميا بارشاد انبياء الله زكريا، حجي وملاخي.

تنبأ الرب يسوع المسيح عن تدمير وخراب الهيكل عندما جال مع تلاميذه، الذين انبهروا بجمال الهيكل، وبانه لن يبقى حجر على حجر من ذلك الهيكل، وهذا بالفعل ما حدث سنة 70 ميلادي عندما دمر الرومان هيكل اورشليم وشردوا الشعب، الذي ابتعد عن الله وعن وصاياه، ورفضوا تعاليمه وشريعته.

نقرأ في انجيل يوحنا الحوار بين الرب يسوع واليهود، عندما قال لهم يسوع :
" اهدموا هذا الهيكل، وفي ثلاثة ايام أُقيمه "، 
وهنا لم يتحدث يسوع عن هيكل مصنوع بايادي بل تنبأ عن هيكل جسده، اي موته وقيامته في اليوم الثالث.

علم الرسول بولس في رسائله ان هيكل الله اليوم هو ليس البناء المصنوع بالايدي، بل جسد كل مؤمن هو هيكل الله، وسكنى الروح القدس في قلوبنا وافكارنا وحياتنا، لذلك شجع الرسول ان لا نُفسِد هيكل الله الذي هو جسدنا، كذلك هو جسد المسيح اي مجموعة المؤمنين الكنيسة،  كذلك اوصى كنيسة كورنثوس انه ان افسد احد هيكل الله، فسوف يفسده الله،
ويا له من تحذير صارم وخطير لكل انسان يحتقر جسد المسيح !

هل قبلنا الروح القدس في قلوبنا وحياتنا ؟ وجعلنا منه المُرشد لنا في كل تحدياتنا اليومية المادية منها والروحية ؟
هل ادركنا محبة الله التي انسكبت في قلوبنا بالروح القدس، لكي نكون شهود لجميع الامم والشعوب بان هيكل الله هو ليس الكنائس الضخمة والكاتدرائيات، بل قلب كل مؤمن الذي يميزه التواضع والوداعة، حيث يأخذ روح الرب الحرية بتشكيلنا وتغييرنا ؟

نقرأ في كتاب رؤيا يوحنا اللاهوتي انه في السماء لن يكون هيكل، لان الله الآب القدوس وابنه يسوع المسيح هم الهيكل، عندها سوف نقضي الابدية نتفرس بجمال وعظمة وجبروت الله القدوس والرب يسوع المسيح، وكما وعد الرسول بولس انه ما لم ترى عين، ولم تسمع اذن، ولم يخطر على بال انسان، ما اعده الله للذين يحبونه...

فهل ما زالت المباني الضخمة او الكاتدرائيات هي التي تبهر انظارنا؟ ام ننتظر اورشليم السماوية بجمالها الخلاب كما وصفها يوحنا في كتاب الرؤية، وجمال الرب يسوع المسيح الذي قال عنه الكتاب انه الابرع جمالًا من كل بني البشر ؟
عند مجئ المسيح الثاني، سوف تراه كل عين، وتجثوا له كل ركبة، ويعترف كل لسان ان يسوع المسيح هو ربٌ لمجد الله الآب القدوس، آمين.
 

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا