أنا عطشان

عطش وجاع وتألم وبكى بل وحتى مات، فهو الذي حمل احزاننا وأخذ خطايانا في جسده على عود الصليب، وكما وصفه اشعياء النبي في الاصحاح 53 بالعبد المُتألِم
11 أغسطس 2023 - 00:11 بتوقيت القدس
أنا عطشان

نقرأ في الانجيل عن حياة يسوع المسيح في ايام تجسده على الارض، بانه عاش كانسان كامل، مع كونه الله الظاهر في الجسد، والكلمة التي صارت جسدًا، لكنه اخلى نفسه صائرًا في شبه الناس.

نقرأ انه عطش وجاع وتألم وبكى بل وحتى مات، فهو الذي حمل احزاننا وأخذ خطايانا في جسده على عود الصليب، وكما وصفه اشعياء النبي في الاصحاح 53 بالعبد المُتألِم، لانه بالفعل تألم يسوع آلام جسدية ونفسية، لذلك هو يستطيع ان يفهم بل ويُعين المُجربين.

نقرأ في انجيل يوحنا 28:19 عندما رآى يسوع ان كل شيء قد كمل قال : " انا عطشان ".

هل من الممكن ان الذي قال عن نفسه انه الماء الحي ان يعطش ؟

او الذي قال ان من يشرب من الماء الذي يعطيه هو، يصير فيه ينبوع ماء ينبع الى حياة ابدية ؟

يسوع الذي روى عطش الامرأة السامرة، العطش الى طعم للحياة، هو الذي غفر خطاياها واعطاها امل جديد وحياة جديدة، هل من الممكن ان يعطش ؟

نعم أخوتي، عطش يسوع وهو معلق على عود الصليب الى القليل من الماء ليروي عطشه، فقدموا له الجنود الخل !

عطش يسوع الى القليل من القبول والتوبة من الشعب ومن الجنود الرومان، لكنه قبِل بدل ذلك الرفض والبصق والعار بل وحتى القتل والموت !!!

ونحن اليوم، ماذا نقدم ليسوع الجالس على العرش الابيض العظيم عن يمين الآب القدوس ؟

هل نقدم كأس ماء بارد ام الخل ؟

لانه هو من قال ان من قدم حتى كأس ماء بارد باسمه، فلن يضيع أجره.

هل يسوع بالفعل بحاجة لنا اليوم، لكأس ماء او اي أمر آخر مثل العطايا والتقدمات، العبادة بقلب صادق وخدمة بكل وداعة وتواضع، من بحاجة لهذه الامور الروحية، الكنيسة ام يسوع ؟

صلاتي اخوتي ان نتعلم من مخلصنا ربنا والهنا يسوع المسيح، مبدأ الاخلاء والتواضع واكرام الآخر، نتعلم ان نعطي قبل الاخذ، كما علمنا يسوع انه مغبوط هو العطاء اكثر من الاخذ ( اعمال الرسل 20:35 )، حتى العطاء بابسط الامور مثل كأس ماء بارد، لان اجرنا لا يضيع.

ما زالت صرخة يسوع فوق الصليب تدوي في سماء اورشليم، بل في كل ضمير حي وقلب متواضع، فما هو ردنا اليوم لهذه الصرخة ؟

هل نحن من الخراف او الجداء ؟

هل اطعمنا وسقينا وكسونا يسوع ؟

لانه ان فعلنا هذه الامور باحد الاخوة الاصاغر، كاننا فعلناه بيسوع. ( متى 35:25 )،

ان كان احد من الخراف، فانه سوف يكون من مباركي الآب ليرث الملكوت المعد منذ تأسيس العالم،

وان كان من الجداء، بانه سوف يمضي الى عذابٍ ابديٍّ، فماذا نختار ؟

ان نقدم كأس ماء بارد ام الخل ليسوع واتباعه ؟!

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا