نعمة ورحمة الله‎‎

كاتب الرسالة الى كنيسة افسس ( منطقة تركيا اليوم )، هو الرسول المبارك بولس، الذي اختبر الايمان الحقيقي بعد لقائه الحي بالرب يسوع المسيح وتغيير حياته بالكامل.
24 مايو 2023 - 17:34 بتوقيت القدس
نعمة ورحمة الله‎‎

نقرأ في رسالة افسس الاصحاح الثاني تعاليم مباركة عن علاقة الانسان بخالقه، الله القدوس.

كاتب الرسالة الى كنيسة افسس ( منطقة تركيا اليوم )، هو الرسول المبارك بولس، الذي اختبر الايمان الحقيقي بعد لقائه الحي بالرب يسوع المسيح وتغيير حياته بالكامل.

فهو من شاهد عبادة الوثن في هذا البلد والوفاء لارطاميس ( المعنى هو النور الكامل ).

لكن عندما يأتي النور الكامل الحقيقي، الرب يسوع المسيح الذي قال انه هو نور العالم الذي يُنير كل انسان جاء الى العالم، وهو يُعلِن النور والحق الالهي من خلال الانجيل المُقدس، سوف يتلاشى كل ظلام من حياتنا وافكارنا.

نقرأ في بداية الاصحاح الثاني من رسالة افسس اننا جميعا كنا اموات بالخطايا، وهذا ما يعلنه الكتاب المقدس ان الجميع اخطأوا، واعوزنا مجد الله، لان اجرة الخطية هي الموت، لكن هبة الله هي حياة ابدية في ابنه يسوع المسيح.

هل من الممكن ان نقول اننا نؤمن بالله ونحبه، وان نسلك بالخطية بشكل مُستمر ؟!

نلاحظ ان الرسول بولس يكتب اننا سلكنا بالخطية، اي انه لم نختبر التوبة الحقيقية التي نادى بها يوحنا المعمدان والرب يسوع المسيح في الاناجيل.

لكن عندما نختبر الايمان والحقيقي والتوبة القلبية، لا بُد ان تتغير حياة المؤمن، ومن غير الممكن ان يكون انسان آمن بالله واختبر الولادة الجديد بالروح، وان يسلك بشكل مستمر بالخطية !!!

طبعا كل واحد منا معرض ان يُخطئ بل ويسقط احيانا، كما يقول كتاب الامثال بان الصديق يسقط سبع مرات ويقوم.

لكن من آمن لا يستمر بحياة الكذب والغِش والخداع والزنى والقتل والسرقة والغيرة والحسد والبطر وغيرها من امور وعادات وخطايا التي كنا جميعا مقيدين بها.

لكن شكرا لله الذي بادر واحبنا اولا، وارسل ابنه يسوع المسيح، الذي اخذ خطايانا في جسده على الصليب، وبموته وقيامته من الاموات غفر خطايانا، وهبنا الخلاص والحياة الابدية.

وهذا ما يُؤكده بولس الرسول، ان خلاصنا هو فقط بالايمان ليس بالاعمال كي لا يفتخر احد !

وما هي اعمالنا الحسنة ؟ هل هي كافية لخلاصنا ؟

وهل الاعمال الحسنة والاصوام والصلاوات تُكفِر عن الخطايا ؟

ان كان الامر كذلك فان يسوع مات عبثًا على الصليب، ولم تكن حاجة بولادته، موته وقيامته من الاموات !

علينا ان ندرك جيدا، انه ليس بالاعمال الحسنة نخلص، ولا بانتمائنا الديني او الى كنيسة معينة، لكن فقط بالايمان الصادق القلبي بالرب يسوع المسيح، الذي يقبلنا كما نحن بخطايانا وضعفاتنا بدون اي شرط، وهو وحده الكفيل والقدير بان يغير حياتنا من الداخل، لكل نرضي الله من كل القلب، وهذا من خلال قوة القيامة العاملة فينا من خلال عمل الروح القدس بحياة كل مؤمن، كما يوضح الرسول بولس في نفس الاصحاح، ان الله اقامنا مع يسوع، واجلسنا معه في السماويات، لكي نغلب كل فكر شرير وعادة رديئة لا تُرضي الله.

لكن هل الايمان الحقيقي بدون اعمال كافٍ ؟!

كما اوضح الرسول بولس في رسائله ان الخلاص هو على حساب نعمة ورحمة الله لنا جميعا، الذي قبلنا كما نحن بخطايانا وعصياننا، وكل هذا لان الله يُحب خليقته من كل قبيلة ولسان وشعب وأمَّة.

لكن كل مؤمن حقيقي، اختبر نعمة، رحمة ومحبة الله القدوس، لا بد ان تتغير حياته بشكل جذري، بان يترك الخطية والشر والشهوة، ويلتصق بالرب بكل قلبه، وهكذا يظهر عمل الله بحياته من خلال ثمر الروح القدس، كذلك الاعمال الحسنة التي تشهد عن الايمان القلبي الحقيقي، لان الذي يزرعه الانسان، فسوف يحصده.

وكما علم الرسول يعقوب في رسالته :

" ارني ايمانك بدون اعمالك، فاريك باعمالي ايماني "،

اي انه لا يوجد ايمان حقيقي بدون اعمال حسنة، لانه حتى الشياطين تؤمن، لكنها تقشعر !

لتكن صلاتنا ان نختبر نعمة ورحمة الله في حياتنا وعائلاتنا، لكي نضمن الخلاص والحياة الابدية، وان نمارس الاعمال الحسنة مع جميع الناس، التي سوف تكون الشاهد اننا اولاد الله الآب القدوس على حساب النعمة، وندعوا الجميع بان يختبروا نعمة ورحمة الله بشكل شخصي واختبار قلبي.

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا