المَلِك آتٍ...‎‎

الشعب القديم لم يُطع الله، بل تمرد وابتعد عن خالقه وجابله، وتبع وصايا الناس بل عبد الهة الامم مثل البعل وعشتاروت ومولك وغيرها...
05 ابريل 2023 - 20:28 بتوقيت القدس
المَلِك آتٍ...‎‎

نقرأ في العهد القديم عن العهد الذي قطعه الله مع نوح، أبراهيم، اسحاق ويعقوب، عهد البركة اذا اطاعوا الله.

مع ان هؤلاء لم يكونوا كاملين امام الله، لكنهم بالايمان نالوا المواعيد التي اهمها مجئ المسيح من نسل ابراهيم.

لكن الشعب القديم لم يُطع الله، بل تمرد وابتعد عن خالقه وجابله، وتبع وصايا الناس بل عبد الهة الامم مثل البعل وعشتاروت ومولك وغيرها.

كان هذا العصيان والتمرد السبب بان الله سمح بالسبي الى آشور وبابل، حيث اذلت هذه الشعوب وملوكهم مثل سنحاريب ونبوخدناصر الشعب القديم، حتى انهم احتلوا اورشليم وهدموا الهيكل !

لكن الله بمراحمه العظيمة، افتقد هذا الشعب بالوعد بان يرجع من السبي، كما وعد على فم الانبياء امثال اشعياء، ارميا، حزقيال، دانيال هوشع عاموس وآخرين.

بعد ان عاد الشعب من السبي، انشغلوا كثيرا بامورهم الخاصة وبناء بيوتهم، واهملوا عبادة الله وبناء الهيكل،

لذلك ارسل الله الانبياء حجي، زكريا وملاخي لكي يحثوا الشعب لعبادة الله ويرجعوا اليه من كل القلب.

واحدة من اشهر النبوات في العهد القديم وخاصة في كتاب زكريا، وعد الله بانه سوف يدخل المسيح اورشليم على اتان، بكل وداعة وتواضع وبدون اسلحة وخيول، بل وعد الله بانه سوف يزيل كل الاسلحة !

وهذا ما تحقق في حياة يسوع المسيح، الذي ولد في بيت لحم، عاش في الناصرة، خدم في الجليل ثُم ثبت قلبه وانظاره نحو اورشليم، لكي يتمم خطة خلاص الله، بموته على الصليب وقيامته في اليوم الثالث.

في ايام الحكم الروماني للبلاد، وفي ايام هيرودس وبيلاطس البنطي، عندما كانت اورشليم "مشغولة " في تحضيرات عيد الفصح، دخل يسوع المسيح الملك الى اورشليم، وكما نقرأ في الاناجيل ان المدينة ارتجت عند دخوله اليها، وهتف الاطفال والاولاد للمسيح هتاف النصرة :

" هوشعنا في الاعالي، مبارك الآتي باسم الرب ".

هذا الهتاف المبارك ازعج للاسف الشديد الكهنة، لدرجة انهم تذمروا امام يسوع على هذا الهتاف والتسبيح، فكان رد يسوع لهم مقتبسًا من المزمور الثامن :

" من افواه الاطفال والرضع اسست حمدًا وتسبيحًا ".

ونحن في هذه الايام، هل دخل يسوع قلوبنا وافكارنا، وسكن الروح القدس اجسادنا كما اعلن بولس في رسائله بان اجسادنا هي هياكل للروح القدس ؟

ان نحتفل ذكرى دخول السيد المسيح الى اورشليم امر جيد، ونذكر موته وقيامته كذلك، لكن الامر هو اعظم بكثير بان تكون فقط ذكرى حدث تاريخي !!

وفقط ان نأكل ونشرب ونسافر ولا نركز على عمق الحدث الروحي الذي اتمه المسيح في حياته.

يسوع المسيح ما زال يقرع على قلوب الكثيرين، بان تفتح له الباب لكي يدخل ويسكن كياننا بالكامل، ويشدد ايماننا بشخصه المبارك، لانه هو وحده الطريق والحق والحياة.

صلاتي اخوتي ان يسكن يسوع قلوبنا، وبان نختبر الولادة الجديدة بروحه القدوس، وان يدخل يسوع حياتنا، بيوتنا، كنائسنا وبلادنا، وان نتوجه الملك والسيد والرب على حياتنا، لكي يحررنا من كل فكر قديم وشرير، ويعطينا رجاء الحياة الابدية، وان نطرح جميعًا اسلحة الجسد مثل الحقد والكراهية والكبرياء والظلم والغش، وبان نسمح له بان يغيرنا بالكامل، عندها سوف نسبح اسمه القدوس قائلين مع اولاد اورشليم :

" هوشعنا وخلصنا يا يسوع المسيح، لانك انت المبارك الآتي باسم الرب ".

قبل حوالي الفي سنة دخل يسوع اورشليم، وارتجد المدينة بقوة، لان الذي دخلها هو ليس فقط النبي الذي جاء الى العالم، بل هو ملك الملوك ورب الارباب الذي سوف يأتي عن قريب بقوة ومجد كثير، ليس كما كان كانسان وديع ومتواضع القلب، لكنه سوف يأتي كالاسد الخارج من سبط يهوذا، لكي يدين الاحياء والاموات على كل اعمالهم الصالحة والشريرة !!

فهل قبلته مخلصًا سيدًا وربًا على حياتك ؟

وعند مجيئه الثاني سوف تقابله الديان العظيم، ام المُخلص المبارك ؟

لان الملك آتٍ سريعًا...سريعًا جدًا...

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا