هل تنبأ التوراة والإنجيل بالنبي محمد؟ جزء ٣

إدعائهم بأن الروح القدس (البارقليط) هو نبوءة عن ظهور محمد نبيا للإسلام إدعاء باطل كما اثبتناه بالدليل والبرهان .
06 يونيو 2022 - 09:47 بتوقيت القدس
هل تنبأ التوراة والإنجيل بالنبي محمد؟ جزء ٣

اخي المشكك : لن تجد في الإنجيل عن روح القدس او البارقليط (الباراكليتوس) الذي وعد المسيح بإرساله بعد صعوده الى السماء ما يدل على أنه إنسان مادي او شخص او نبي إسمه أحمد أو محمد .

واليك الدليل لدحض هذه الشبهة .

1- البارقليط الموعود به هو روح لا جسم مادي له، ولا يراه أحد . أما محمد فله جسم مادي وقد رأه الناس .

2- الروح القدس(المعزي) سيرسله المسيح معزيا ومقويا ومرشدا ومذكرا للتلاميذ . وهذا لا ينطبق على محمد . لأنه ولد بعد موت التلاميذ بستة قرون . فكيف يكون البارقليط هو محمد ؟

3- وعد السيد المسيح أنه سيرسل المعزي (الباراقليط) ليمكث مع التلاميذ الى الأبد ويكون فيهم . وهذا لا ينطبق على محمد ايضا . لأن تلاميذ المسيح لم يروا محمدا ولا مكث معهم ولا سكن فيهم .

4- قال المسيح ان التلاميذ يعرفون الروح . أما محمد فلم تقع أعين التلاميذ عليه لأنه جاء وعاش بعد موتهم بستمائة عام .

5- الروح القدس المعزي ، سيعلم التلاميذ كل شئ . ومحمد لم يعاصر التلاميذ ولم يعلمهم اي شئ .

6- روح الحق الموعود ارساله ينبثق من الله الآب . وهذا لا ينطبق على محمد نهائيا. لأنه إنسان مولود من اب وأم . وغير منبثق من الله ، بل هو قال عن نفسه : " ما أنا إلا عبد ورسول " .

7- الروح القدس (البارقليط) قال عنه المسيح : أنه سيشهد له بخير ويخبر مما له .بينما محمد لم يشهد للمسيح أنه ابن الله، بل أنكر لاهوته ولم يمجده ، بل اعتبره مجرد عبد ورسول كبقية الأنبياء وأنه كمثل آدم مخلوق من تراب .

8- قال المسيح لتلاميذه أنه سيرسل الروح القدس المعزي (البارقليط) . فلو كان البارقليط هو محمد . فهل يقبل المسلمون ان أن يعترفوا ان المسيح هو من أرسل محمد نبيا ورسولا، وهو من كان يوحي لمحمد بواسطة جبريل بآيات القرآن ؟

القرآن ومحمد لا يعترفان بإلوهية المسيح ولا يقبلون ان يقال عنه انه ابن الله، او الله الظاهر بالجسد . و لايقبلون ان يكون محمد هو رسول المسيح . وعليه عليهم أن لا يتكلموا بهذه الشبهة مطلقا لأن ذلك ليس من مصلحة الإسلام إذا يصرون على عدم الإعتراف بلاهوت المسيح .

ادعاء الإخوة المسلمين أن ما قاله النبي موسى في التوراة – سفر التثنية لشعبه :

" يقيم لك الرب الهك نبيا من وسطك، من إخوتك مثلي له تسمعون " .

و كذلك ما قاله الله في التوراة : " أقيم لهم نبيا من وسط إخوتهم مثلك (يا موسى) ، وأحيل كلامي في فمه " .

يعبر عن نبوة بظهور نبي من سلالة اسماعيل وهو محمد و يجب على اليهود أن يخضعوا له و يطيعوه ويسمعوا قوله .

الرد على هذه الشبهة : اليهود وبنو إسرائيل لا يعترفون بإسماعيل أخا لليهود، فهو ابن الجارية المصرية التي شمخت على سيدتها سارة وتكبرت عليها . فكان مصيرها الطرد من عائلة ابراهيم هي وابنها إسماعيل، وطالبت سارة من ابراهيم ان لا يشارك اسماعيل مع اسحاق في الميراث. فقبح  كلامها بعين ابراهيم لسبب ابنه إسماعيل. لكن الله تدخل ليعدل الميزان بينهما ، فقال :" لا يقبح في عينيك من أجل الغلام ومن أجل جاريتك في كل ما تقول لك سارة، إسمع لقولها لأن بإسحاق يدعى لك نسل " تكوين 21-10 

بعد كلام الله لإبراهيم وافق ابراهيم على طلب زوجته سارة، وطرد هاجر وابنها من العائلة ومن دياره الى الصحراء بعد ان زودهما بالماء والخبز للطريق . فإذا كان الله قد وافق على أن لا يرث إسماعيل ابن الجارية مع اسحاق ونسله، فكيف يبعث الله نبيا من نسل إسماعيل المطرود من ابيه ومن الميراث  - بموافقة الله -  ويلزمهم بالخضوع له والطاعة لأقواله ؟  والقرآن يشهد أن النبوة موكولة لبني إسرائيل من سلالة اسحاق ويعقوب فقط وليس من سلالة اسماعيل بقوله  " ووهبنا له اسحاق ويعقوب وجعلنا في ذريته النبوة والكتاب " سورة العنكبوت .

- " ولقد آتينا بني إسرائيل الكتاب والحكم والنبوة ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على العالمين " سورة الجاثية .

فهل يعقل ان الشعب الذي حصر الله فيه النبوة وجعلها موكوله له، يقبل بأي حال من الأحوال او يرضى الله الذي عاهدهم على هذا،  ان يرسل لهم من غير أمة العهود نبيا غريبا عن جنسهم ولغتهم وعاداتهم وأخلاقهم وديانتهم فيخضعوا له ؟ لاسيما ان النبي الموعود في هذه الآية قيل عنه ان يكون مثل موسى و من اخوته ، وموسى صنع المعجزات بقدرة الله، لكن نبي الإسلام محمد ليس من أخوة موسى ولا يشابهه بشئ ، ولم يصنع معجزة واحدة تؤيد نبوته . فكيف  تكون هذه الاية تبشيرا بظهور محمد في التوراة ؟ منا ان موسى من العبرانيين لحما ودما، ووطنا ودينا ولغة و لاعلاقة ولا نسب له مع القبائل العربية / فكيف يخرج من اخوته نبيا عربيا لا ينتم لبني إسرائيل، ويأتي بقرآن عربي مبين لا يفهم لغته بنو اسرائيل ؟

القرآن يشهد ان محمدا لم يؤيده الله باي معجزة بقوله : " وما منعنا ان نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون " سورة الإسراء  ... ونحن نقول : لو ان الله ايد محمد بمعجزات أمام الناس ليثبت نبوته، فهل كان هناك من يجروء أن يكذّب بها ؟

جاء في نبوءة النبي حجي ما يلي : " وازلزل كل الأمم ويأتي مشتهى كل الأمم ، فأملا هذا البيت مجدا يقول رب الجنود ".

يدعى المسلمون أن هذه نبوءة عن ظهور النبي محمد بسبب كلمة واحدة وردت بالعبرية (مشتهى) ونطقها بالعربية (حمدات) ويحرفها المسلمون الى اشتقاق من الحمد و وبذلك فهي تدل على محمد .

انهم يبحثون بين السطور لعلهم يجدون كلمة يتمسكون بها تشفي غليلهم ليهللوا ويقولوا ان اسم نبينا محمد مذكور في التوراة والإنجيل وبهذا فقد صدق القرآن .

الرد : لو كان كل كلمة (مشتهى) بالعبرية تشير الى اسم محمد نبي الإسلام . فما قولكم بكلمة (حمدات نيسيم ) التي تعني شهوة النساء ؟ وإن ترجمناها للعربية اصبحت (محمد النساء) هل هذا يشير الى محمد ؟ هل ترضون بهذا على نبيكم رغم انه قال: حبب الي الطيب والنساء .

لو قرأ المسلمون الكتاب المقدس وبحثوا عن هذه الكلمة جيدا لعرفوا حقيقة معنى المشتهى ولندموا على شكوكهم . انشد سليمان الحكيم قائلا : "  حلقه حلاوة وكله مشتهيات" ، و" تحت ظله اشتهيت أن أجلس وثمرته حلوة لحلقي " . المسيح الرب هو مشتهى كل الامم .

قال السيد المسيح : " ستأتي ايام فيها تشتهون ان تروا يوما واحدا من ايام ابن الإنسان ولا ترون " لوقا 17.

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا