الصلاة الربانية وهل يجب أن نصليها بالكيفية المتعارف عليها بين المسيحيين؟

عندما طلب التلاميذ من المسيح ان يعلمهم ان يصلوا كان رد الرب ”صلوا انتم هكذا“ متى ٦ ولم يقل ”صلوا هذه الكلمات“.
10 ابريل 2022 - 13:58 بتوقيت القدس
الصلاة الربانية وهل يجب أن نصليها بالكيفية المتعارف عليها بين المسيحيين؟
التلاميذ طلبوا من المسيح: علمنا ان نصلي وليس علمنا صلاة محفوظة، فلا يوجد في كل العهد الجديد وصية ان نردد هذه الصلاة سواء بشكل فردي او جماعي. هذه الصلاة قيلت للتلاميذ وهم يهود قبل بداية المسيحية التي بدأت يوم الخمسين يوم نزول الروح القدس من السماء ليسكن في المومنين. فالمسيحي الحقيقي الان يمتلك الروح القدس الذي يعين ضعفاتنا في الصلاة ويشفع فينا بأنات لا ينطق بها ويقودنا لطلب ما يتوافق مع مشيئة الله في حياتنا، ۔لذلك نحن لا نردد صلوات محفوظة بل نصلي بقيادۃ الروح القدس الساكن فينا.
 
ولا اجد افضل مما قاله بنيامين بنكرتن:
«الصلاة الربانية» ظن الكثيرون أنها توافق حالة المسيحيين في كل حين. وقد درجت عندهم أن يُعلموها لأولادهم، يحفظونها عن ظهر قلب، ويُصلونها، حتى ولو عاشوا في جهل لكل ما عداها من الحقائق المسيحية. كما كثر استعمالها كفرض في بعض الكنائس المسيحية، بل وكثيرًا ما يكررها البعض كعقوبة دينية، يحكم عليهم بها لأجل زلة ما، أو يُكررونها عدة مرات كخدمة نافلة، ظانين أنه يكون لهم فضل عند الله لأجل ذلك.
- إن تكرار هذه الصلاة، كفرض، لا ينفع الكبار ولا الصغار. لأن ذلك وتكرار الكلام باطلاً، شيء واحد. 
- الاقتصار على هذه الصلاة، دون غيرها من الصلوات المدونة في العهد الجديد، ليس جيدا. وقد يكون  صدر عن الأفكار اليهودية التي استولت على كثيرين من المسيحيين، منذ القديم. 
- الطلبات التي تتكون منها هذه الصلاة صيغت بكيفية توافق حالة تلاميذ المسيح زمان وجوده بالجسد معهم على الأرض، أو قبل موته وقيامته، وصعوده إلى السماء وإرساله الروح القدس يوم الخمسين، أو بعبارة أخرى في زمان الكرازة ببشارة الملكوت، أو بالمسيح ملكًا لليهود. أما المسيحية فلم تبدأ إلا بعد أن رُفض المسيح، كملك اليهود، وصُلب، وصنع الخلاص بموته لكل البشر. ثم قام وصعد وأرسل الروح القدس يوم الخمسين، ليسكُن في قلوب الذين يؤمنون، وفي ذلك اليوم فقط بدأت المسيحية. أما في وقت أن علمهم المسيح هذه الصلاة فقد كانوا كيهود أتقياء مُتعودين على الصلوات المناسبة للعهد القديم. ولكن لما حضر المسيح وانقادوا إلى تعليمه، أخذوا يشعرون باحتياجهم إلى طلبات أخرى، تناسب أحوالهم الجديدة. انظر (لوقا 1:11-4) فترى أنهم طلبوا من الرب أن يُعلمهم أن يُصلوا، كما علم يوحنا المعمدان تلاميذه. لقد كان الرب مُعتادًا أن يُصلي وحده (لوقا 18:9؛ 41:22)، لأنه لم يمكن أن يُصلي بموجبها وحده. علاوة على أنه لم يكن يُصلي كخاطئ، كما نُصلي نحن.
«فصلوا أنتم هكذا .. »، أي على هذا الأسلوب، أو على هذا المنوال. فهذه الصلاة إذن لم يقصد الرب منها أن يقتصروا على كلماتها. ولا ينتج عنها أنها توافقهم في كل حين، لأن طلباتهم تتغير بتغير أحوالهم. وهذا ما صار فعلاً بعد موت المسيح، وتمجيده، لأنه حينئذ حلَّ عليهم الروح القدس ليُعينهم في الصلاة (رومية 26:8، 27).1 كما في سائر واجباتهم. وأما قبل ذلك فلم يكن المسيح قد مات ولا قام ولا تمجد في الأعالي ولا أرسل روحه. وبالتبعية لم يكن لهم معرفة باتحادهم معه بالروح القدس كرأسهم وهو عن يمين الله ولا بالحقائق الأخرى التي إن كنا نحن الآن لا نعرفها فأننا لا نستحق أن نُسمى مسيحيين. وليقابل القارئ العزيز هذه الصلاة مع كثير من الطلبات الواردة في سفر الأعمال وفي الرسائل2، فيرى حقيقة كلامي في شأن هذا الموضوع ويتأكد من صحته. ومع ذلك فأني لا أشاء أن أنطق بكلمة واحدة تحط من شأن أو قدر هذه الصلاة لأنها جزء من أقوال المسيح الثمينة. ولا يزال جزء كبير من طلباتها يناسب أحوالنا، كما سنرى. ولا بأس من استعمال هذا الجانب، إن قادنا الروح القدس إلى ذلك. وأما الصلاة بجملتها فلا يمكن للمسيحي المُتمكن في أصول إيمانه أن يمارسها.
والسؤال هو: هل تنطبق عبارات هذه الصلاة علينا الان في عصر النعمة الحاضر حيث المقام الجديد لكل مومن حقيقي في المسيح وابن الله وساكن فيه الروح القدس؟
 
نحن الان حسب المركز والمقام الجديد جالسون في السماويات في المسيح“ (افسس٢) وصار لنا الدخول الي الاقداس حيث دخل يسوع كسابق لنا (عبرانيين١٠).
 
عبارة أبانا الذي في السماوات كانت تنطبق علي يهود كانوا مع المسيح علي الارض وفي المستقبل ستنطبق على البقية التقية من اليهود.
 
بالنسبة ليأتي ملكوتك، نحن الان في حالة الخطوبة وننتظر الزفاف وصلاتنا امين تعال ايها الرب يسوع وان كنا نحب الملكوت وملك المسيح لكن صلاتنا ان ياتي عريسنا للزفاف بالاختطاف.
 
أيضا موضوع اغفر لنا ذنوبنا كما نغفر نحن ايضا للمذنبين الينا، نحن في تدبير النعمة غفرت لنا الخطايا مرة واحدة”لانه غفرت لكم الخطايا من اجل اسمه“(١يو١٢:٢) ”الذي لنا فيه الفداء بدمه غفران الخطايا“(افسس٧:١). فنحن لا نرد كل يوم صلاة لطلب الغفران بل نقدم الشكر لانه غفر خطايانا. والغفران الذي تمتعنا به غير مشروط لكن هنا في هذه الصلاة اغفر لنا كما نغفر فهذه الصلاة والطلبة لا تتناسب معنا في تدبير النعمة الحاضر.
 
لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك علي الارض، ايامنا الحاضرة للاسف لا تنطبق فيها مشيئة الاب على الارض كما في السماء. فالارض امتلات بالشر والفساد والضلال ونحن في عالم موضوع في الشرير. لكن سوف تتحقق هذه الطلبة بحسب ما أؤمن عندما يملك المسيح في الملك الالفي حيث سيكون هناك التوافق التام بين مشيئة الاب على الارض كما في السماء.
شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا