بقلم : رنين زهران - عبلين
مَن أنا يا سيّدي حتى تترك أمجادك لتجعلني الثّمرة الصّالحة !!..أنا التي كنتُ نبتةً جافّة لا منظر لي ، ولا فائدة مني ، يلتفُّ من حولي الشوك وتغمرني الاعشاب حتى الاختناق.
لكنك أنعمْتَ عليَّ بخيراتك التي صنعتها يداكَ، ألا وهي قطرات مائك الراوية التي أحيتني من جديد، اذ صرْتُ خضراء اللون كلوْنِ عينيْك كما اتخيّلهما ...اللتين تلمعان وتفيضان بالحبّ والحنان، وبريقهما ينير امامي سراديب الحياة ومفترقات الطُّرُق.اذ أفنيْتَ كلّ عشبة حاولت خنقي ، وحاربتَ عنّي وأضحيْتَ حِصني وملجأي وخلاصي من أيدي أعدائي..
حقًّا رجعت قطرات مائك الحيّ لتروي تربتي، وتُغذّيني مثلما أطعمتني وأشبعتني من دسم كلماتك الرقيقة ، الصّادقة والتي لا خداع فيها....وتقول لي : كم أحببتني وقبلتني كما أنا ، رغم الديدان التي أكلت جذوري ، ورغم الريح الصَّرصر التي عرّت أغصاني من الأوراق.
عجيبة هي قدراتك يا الله....يا من ألبستني من جديدٍ الثوب الذي اخترته لي ، فأصبحت الثّمرة الصالحة كما الملايين من أحبّائك .
اتحسّر يا الهي وأبكي على اولئك الذين حرموا أنفسهم بأنفسهم من هذا المذاق الشهيّ المدعو " خلاص ".
فما أروع أعمالك يا الله ، يا من لا يعسر عليك شيء ، ويا من تجود علينا كلّنا نحن معشر البشر بكرمك اللامحدود ،ويا من انت العدل بنفسه؛ هذا العدل الذي لا يقدر عقلي الصغير مهما كبرت أن يفهمه تمام الفهم ، فأنا ضعيفة مجبولة من تراب ، ولا اسوى شيئا بدونك.
عجيبة هي محبّتك يا الهي !!
عجيب هو فداؤك يا الهي !!
وعجيب انت ايها الاله المحبّ ، المعطاء ، الحنّان...
عجيب ورائع.