لماذا يخافون من يسوع ؟!!

ما إن أكتب مقالاً وأعرِّج فيه نحو الربّ يسوع مادحًا ومستشهدًا بآياته الغرّ ، أو مستندًا فيه على عنايته ومحبته وصدره الحنون ، حتى تهبّ العواصف والزوابع ويُثار الغبار من كلّ صوب ويأخذون بالهجوم والنقد والتجريح ومحاولة الانتقاص
03 فبراير 2010 - 02:06 بتوقيت القدس

ما إن أكتب مقالاً وأعرِّج فيه نحو الربّ يسوع مادحًا ومستشهدًا بآياته الغرّ ، أو مستندًا فيه على عنايته ومحبته وصدره الحنون ، حتى تهبّ العواصف والزوابع ويُثار الغبار من كلّ صوب ويأخذون بالهجوم والنقد والتجريح ومحاولة الانتقاص .

ولكن   هيهاتِ

ويبقى السؤال : ماذا فعل هذا الشّابّ الجليليّ حتى يلقى مثل هذا الهجوم ؟
ماذا اقترفت يداه ؟....هاتان اليدان المثقوبتان بمسامير المحبّة ، النازفتان دماً من أجل كلّ البشر .

ألمْ  يصُل ويجُل في الجليل واليهودية ولبنان باحثًا عن الشياطين ليخرسها ، ومريض يُداويه ، وأعمىً يفتح بصره وبصيرته ، وأصمّ ليسمعه ترنيمات الحياة ؟.
ألمْ يجُع – وهو مالك كلّ حيوان القفار والجبال- لكي يُطعمنا ؟
ألمْ  يعطش – وهو الينبوع الحيّ- لكي يسقينا ويروينا ؟
ألمْ يتواضع – وهو السيّد- لكي يرفعنا معه ؟
ألمْ يتألم ويُهَن ويُصلب ويمُت – وهو الله الظاهر في الجسد- لكي يُعطينا حياة ؟.

لماذا هذه الهجمة الشرسة عليه وما من مُبرِّر ؟
لماذا هذا الحقد يملأ النفوس عليه ، وهو البلسم الشّافي والكافي وقارع القلوب : " تعالوا اليَّ يا جميع المُتعبين والثقيلي الأحمال وأنا أريحكم " .وكلّنا مُتعبون ، وكلّنا ثقيلو الأحمال وبحاجة الى من يأخذ عنّا ويُعيننا ويُريحنا .

أقف حائرا أمام أولئك الذين لا يروق لهم سماع الكلمة الأحلى " يسوع " والإله الأروع " يسوع " والعريس الأجمل " يسوع " .
هاتوا مُبرّراتكم  إن كنتم صادقين!!!
هاتوا حججكم !!!
" مَن منكم يُبكّتني على خطيّة "  قال قبل ألفين ونيّف من السنين وما زال يقول .
قرأت سيرته حرفًا حرفًا ، ماشيته دروب الجليل واليهودية وصور وصيدا  ، وركبت معه السفينة والقارب في بحيرة طبريا ، ونزلت معه من أورشليم الى أريحا ..... ماشيته أعوامًا ، فلم أجد منه إلا الحبّ والوفاء  والطهارة والقداسة ..
من أيّة طينة جُبلَ هذا الإله ؟ ...عذرًا فهو الجابل والخالق والباري وبه كان كلّ شيء .
حقًّا ماشيته وما زلت فكنتُ أبدًا الرّابح.
ماشيته في العاصفة وفي النوء فكان يحملني على منكبيْه .
ماشيته في الضّيق وداخل النفق، فكان النور الذي يضيء السراديب والنفوس .
ماشيته في المحن والتجارب فكان البلسم والتعزية .

ماشيته وسأماشيه وأسير معه ، ففي سيري معه أنسى نفسي ، وأذوب فيه ، ويملأ الفرح كياني ، وتنتشي ذاتي طمأنينة ....حتى الموت يخافه !!! يفرّ من أمامه ، فقد جرّب هذا الموت يسوعَ مرّة وانهزم ، بل تقوقع ولام نفسه !!!
لماذا إذاً هذه الهجمة الشرسة ؟  لست أسأل فقط وأتساءل ، ولكنني حزين على أولئك الذين يفتح لهم السيّد ذراعيه ويقول  : " تعالوا ....أنا هو الطريق والحقّ والحياة ....ولكنهم يأبون ويسيرون في طرق جانبية ، وعريّة لا تصل إلى السماء.

لماذا هذه الهجمة ؟ ولماذا هذا الخوف ؟....والحقيقة ظاهرة للعيان ، انّه الحيّ وصاحب القبر الفارغ وصانع العجائب ماضيًا وحاضرًا ومستقبلاُ ؟

لماذا هذه الهجمة ؟!!....وبالإمكان النجاة ، فهو مركب النجاة  وفلك نوح .

فتعالوا إليه اذًا واكسروا جدار الخوف ، واخرجوا من ذواتكم الفارغة المتعبّدة في محراب الخطيّة  ، الراقصة في ملهى الشيطان وانضمّوا الى موكبه المنتصر .

لا تخافوا.... لا تخشوا شيئًا ، فلن تخسروا ، تجرّئوا مثلما تجرّأ إخوة لكم فتغيّر الباطن ، واستكانت النّفس وعرفت يقينًا من هو هذا الجليلي ، الذي مرّ قبل ألفين من السنين ، وسيعود قريبا على السُّحب .

ذوقوه جميعًا....جرّبوه ...اقتربوا منه والقوا همّكم وخطاياكم عليه ، حتى ولو كانت كالجبال ، ألقوها على كتفيه ، فهو يقوى على حملها ، ويقدر على أن يجعل  سوادنا بياضًا  وقذارتنا طهارة .

قد تقولون أين هو ؟  دلّوني عليه ؟ فأقول  أنّه بجانبكم وبقربكم ... اطلبوه .... اسألوه.... وستسمعون الجواب :

"ها أنا معكم كلّ الأيام والى انقضاء الدّهر"
" لا تخافوا أنا قد غلبت العالم"

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا
التعليق على مسؤولية المعلق فقط وهو ليس بالضرورة رأي الموقع
1. السينيور 03 فبراير 2010 - 16:59 بتوقيت القدس
أخ زهير أخ زهير
أخ زهير رائعة هي كتاباتك ومقالاتك لآن فيها الروح يتكلم وعندما يكتب ابن النور فهو يكتب عن النور اصلي ان يستخدمك الرب أكثر وأقوى اسمح لي الآن أن اتدخل بالعامية ! مرات كتير منخض الميه وهي ميه ومرات كتيره مننفخ في قربة مخزوقة وعندما نعيد ونعيد وليس من سميع ولا مهتم بل لا مبالاة ومغالاة قاسية نرجع الى كتابنا فيقول لنا " لا ترموا درركم امام الخنازير " !
2. mona 03 فبراير 2010 - 17:00 بتوقيت القدس
wooooooooooooow ra2eeee3.......† wooooooooooooow ra2eeee3.......†
3. صوت أخ 03 فبراير 2010 - 23:50 بتوقيت القدس
كلمة صراحة كلمة صراحة
أخي الحبيب زهير، أحترم رأيك، وأقف فخورًا بشجاعتك، وأقدر كلمات الحب التي توجهها إلى الرب يسوع. وأوافقك أيضًا أن لا أحد يستطيع أن ينطق بكلمة سيئة واحدة على يسوع المسيح الناصري، إلا إن كان كاذبًا حقودًا. لكن... بالنسبة لجملتك الأولى، ألا تعتقد أن طريقة كتابتك أحيانًا قد تكون هي سبب الهجوم والانتقاد؟ وليس هذا فقط ألا تعتقد أننا نحن (أتباع يسوع) السبب في الهجوم والانتقاد؟ من السهل جدًا أن نشير باصبع الاتهام إلى من يرفضون ما نقول أو نكتب، ولكن من الصعب أن نفحص أنفسنا كأفراد وككنيسة (كنائس)...
4. fauzi 04 فبراير 2010 - 15:07 بتوقيت القدس
المسيح يتمجد المسيح يتمجد
لا تقلق اخ زهير ففي النهاية وبصلوات المؤمنين ان جميع الناس يخلصون و الى معرفة الحق يقبلون كما قال الرسول بولس لتلميذه تيموثاوس تحياتي لك ولجهودك من اجل نشر كلمة المسيح له كل المجد
5. 7efaweie 05 فبراير 2010 - 18:23 بتوقيت القدس
ta7eyat 5ayer ta7eyat 5ayer
ya man tarfa3 mustawa haza almawqe3 na7wa al5ayer warruqey.mata sanaltaqe fi 2umseia thaqafeia adabbeia she3reia madmunaha wa g'ayataha arrab YASU3 shukran laka
6. مارتن كورش تمرس 05 فبراير 2010 - 18:23 بتوقيت القدس
البعض يظن البعض يظن
البعض يظن ان الرب فقط في كنيسته وليس في غيرها ولو امن بالرب وعطائه وفدائه وتضحيته لوجد ان الرب في كل كنيسة لم يتركها رغم تفرقها وانقسامها، ليكن ارب اولا في قلوبنا حتى نراه في عيون وقلوب وكنائس الاخرين.
7. hassan amin 05 فبراير 2010 - 22:47 بتوقيت القدس
كل الاشياء تعمل معا للخير للدين يحبون الله كل الاشياء تعمل معا للخير للدين يحبون الله
الغالي على قلب الله زهير دعيم ليباركك الرب و يستخدمك لمجده , نشكرك كثيرا على مقالك الرائع , نحن نؤمن ان كل الاشياء تعمل للخير للدين يحبون الله , انه لايدعنا نجرب فوق مانستطيع , فلاتسقط شعرة من رؤوسنا الا بادنه , لانه احبنا قبل ان نحبه معد لنا خطة رائعة لمختاريه , مسقط امطاره على الاخيار و الاشرار , لنصلي جميعا لاجل كل النفوس العطشانه لكلمة الله . اخوكم حسن امين عن موقع حب المغرب لمسيحي شمال افريقيا