في المسيح يسوع

ما هي العلامة والضمان لمن هو في المسيح يسوع، وقد ولد بالفعل من فوق ونال الخليقة الجديدة؟
06 ديسمبر 2021 - 07:40 بتوقيت القدس
في المسيح يسوع

يعتقد البعض ان الانتماء الديني او الطائفي، وحفظ بعض الفرائض مثل الصوم والصلاة وممارسة الاعمال الحسنة والمواظبة على حضور الكنيسة، هي امور كفيلة لننال رضى الله والحياة الابدية.

لكن الكتاب المقدس لا يعلمنا ذلك، بل يُؤكد ان كل عطية صالحة ان كانت مادية او روحية فهي على حساب نعمة الله الفائقة.

هذا الامر يُؤكده بولس الرسول في رسالة غلاطية 15:6، انه في المسيح يسوع ليس الختان ينفع شيئًا ولا الغرلة ( اي التطهير من عدمه )، بل الخليقة الجديدة.

لا الختان، اي ليس الانتماء الديني كما اعتقد اليهود في زمن المسيح (ربما ما زال البعض يعتقد ذلك!)، ولا الغرلة اي عدم الختان، والبِر الذاتي بالاعتقاد اننا كاملين بافكارنا واعمالنا، وحاشا ذلك!!

لا طريق ولا فكر آخر غير الخليقة الجديدة، لكي ننال الخلاص والحياة الابدية، لان كل مؤمن حقيقي بالرب يسوع المسيح يعترف ويتوب عن خطاياه، من حياة الزنى والفسق والغش والخداع والظلم والسرقة والحقد والكراهية والنزاع وغيرها الكثير من الخطايا النابعة من القلب، التي اشرها الكبرياء والمرائي...

نذكر الحديث المبارك الذي دار بين يسوع ونيقوديموس عن موضوع الولادة من فوق بالماء والروح (يوحنا الاصحاح الثالث)، لانه من دون ان نولد من فوق بالماء والروح، اي بقوة كلمة الله العاملة فينا بسلطان الروح القدس، لتغيير قلوبنا وافكارنا، واقامة ارواحنا الميتة، فاننا غير قادرين ان نرى ملكوت السماوات، ولا ان ندخله.

وهذا ما يؤكده بولس الرسول في الرسالة الى اهل افسس 22:4، ان تخلعوا من جهة التصرف السابق الانسان العتيق الفاسد بحسب شهوات الغرور، وتتجددوا بروح ذهنكم، وتلبسوا الانسان الجديد المخلوق بحسب الله في البِر وقداسة الحق.

وفي رسالة كولوسي 9:3 يحث الرسول بولس المؤمنين قائلًا:

"لا تكذبوا بعضكم على بعض، اذ خلعتم الانسان العتيق مع اعماله، ولبستم الجديد الذي يتجدد للمعرفة حسب صورة خالقه".

لاننا بالايمان نولد من جديد بالروح القدس، وهذا التجديد والتقديس لحياتنا يستمر كل يوم حتى النهاية، لانه ليس احد منا كامل وكلنا معرضين للخطأ، لكن الخطية لا تملك كياننا بل روح المحبة والوداعة واللطف وغيرها من ثمر الروح القدس.

فأين الافتخار اخوتي؟

من افتخر فليفتخر فقط بالرب الذي احبنا واسلم نفسه لاجلنا.

وان كان احد في المسيح فهو خليقة جديدة، الاشياء العتيقة قد مضت، هوذا الكل قد صار جديدًا. ولكن الكل من الله، الذي صالحنا لنفسه بيسوع المسيح، واعطانا خدمة المصالحة (كورنثوس الثانية 17:5).

ونحن اليوم نسعى كسفراء عن المسيح:

تصالحوا مع الله، لانه جعل الذي لم يعرف خطية (اي يسوع المسيح)، خطية لاجلنا، لنصير نحن بِر الله فيه.

في نفس رسالة بولس الرسول الى اهل غلاطية الاصحاح الخامس، يحث الرسول المؤمنين بالثبات بالحرية التي لهم بالايمان بالمسيح يسوع، ويؤكد ثانية انه في المسيح يسوع لا الختان ينفع شيئًا ولا الغرلة، بل الايمان العامل بالمحبة...

هل سمعنا كلمة خبر الانجيل، الاخبار السارة، وقبلنا الايمان في قلوبنا؟ لان الايمان بالخبر، والخبر بكلمة الله.

وان كنا نعيش الايمان الحقيقي الاقدس، هل ايماننا مصحوب بشهادة الاعمال الحسنة للآخر، لانه كما قال السيد المسيح، انه حتى كأس ماء بارد، لا يضيع اجره!

وان كان لنا الايمان حتى ننقل الجبال، وليس فقط الاعمال الحسنة، بل وان سلمنا اجسادنا حتى تحترق، لكن ليس بدافع المحبة، فلا ننتفع شيء، بل نكون نحاسًا يطن او صنجًا يرن!!!

صلاتي ان نختبر جميعا عمق المعنى الحقيقي للايمان المسيحي، انه ليس ولا بار بيننا، ولا حتى واحد، وجميعنا اعوزنا مجد الله ونعمته، لكي نتوب عن خطايانا من كل القلب، ونختبر الولادة الجديدة بالروح القدس، لكي نعيش حياة غربتنا على الارض، نشهد عن ايماننا الثمين بالاعمال الحسنة، التي دافعها الوحيد هي محبة الله.

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا