هل تعمل جماعة المسيح امام الحاجز على أسلمة الكنائس الانجيلية؟

قامت مجموعة شباب المسيح امام الحاجز الفلسطينية بارسال بيان باللغة العربية والانجليزية لعدد كبير من مؤمني الاراضي المقدسة وغيرهم.
13 يونيو 2021 - 19:03 بتوقيت القدس
هل تعمل جماعة المسيح امام الحاجز على أسلمة الكنائس الانجيلية؟

تحت اسم مجموعة شباب المسيح امام الحاجز الفلسطينية، وصل بيان الى موقع لينغا والى قائمة طويلة من الايميلات الخاصة بالمؤمنين المسيحيين المحليين والاجانب، بيان يُطالبون فيه الكنائس الانجيلية بالوقوف مع المقاومة الفلسطينية معتبرينها مقاومة مقدسة.

وطالب البيان المؤمنين بالتوبة والالتزام بالعمل في مقاومة الاحتلال بحزم ضد العنف، مؤكدين على الوقوف مع اخوتهم الذين يتقاسمون معهم العيش المشترك والآلام والدماء الصارخة من الارض! وفي الوقت نفسه يطالبون بالمقاومة اللاعنفية!

ورفض البيان الوقوع في المساواة بين عنف وتسلط النظام بعنف المظلومين ومقاومتهم للانظمة التي تقمعهم في اشارة الى اسرائيل، معتبرين غضب الفلسطينيين هو غضب مقدس [1]، متجاهلين عنف الحركات الاسلامية، حماس والجهاد الاسلامي في حق الشعب الفلسطيني واستهداف المدنيين العزل.

بالنسبة للنقطة التي اثارها البيان بخصوص الوحدة، لابد للاشاره انه في يوحنا  17: 21 صلّى الربُّ لأجل وحدة المؤمنين، لكن من زاوية خلاص الخطاة، ولم يقصد المسيح، في صلاته هذه، الوحدة الخارجية للكنيسة أو للمجتمع، بل كان يهدف بالحريّ إلى وحدةٍ مؤسَّسة على التشابه الأدبي. كان يصلّي ليكون المؤمنون واحدًا في إظهار سجايا الله والمسيح. 

وطالبت جماعة المسيح امام الحاجز بمواجهة الافكار المعادية للاسلام! مما اثار شكوك حول من كتب هذا البيان! وما هي اهدافه الخفية!

وقد عبر عدد كبير من المسيحيين عن رفضهم لهذا البيان معتبرينه بعيدا جدا عن تعاليم المسيح وعن مأموريته العظمى ”اذهبوا وتلمذوا جميع الامم…“

ومن الجدير بالذكر، أن بعض المدعويين رجال دين مسيحيين في الاراضي المقدسة، يسمحون لانفسهم من دون حق بشمل كل المسيحيين اثناء تعبيرهم عن واقع معين، على سبيل المثال: شمل هذا البيان المسيحيين في اسرائيل ويسميهم بفلسطينيي ال ٤٨، ولكن في الحقيقة يرفض الكثير من المسيحيين في اسرائيل هذا الاسم! (جذورهم سورية او لبنانية كأغلبية سكان الجليل او حتى اوروبية). وتارة اخرى نقرأ لكاتب: من نظرة مسيحية فلسطينية، وفي الحقيقة هي نظرته وحده.

ويُذكر أن عدد لا بأس به من الشباب المسيحيين الفلسطينيين يرفضون هذا التوجه ويعتبرونه لا يمثلهم. مؤكدين حبهم لوطنهم ولشعبهم الفلسطيني ولكن بتوجهات مسيحية تغمرها محبة المسيح.

ويعتبر البعض ان هذا التوجه في السياسة المعادية لاسرائيل وعدم التطرق الى تطرف الحركات الاسلامية مثل حماس والجهاد الاسلامي ضد الاقليات بينهم انما هو منطق غير عادل.

أخيرا، وكما قال أحد الخدام: “إذا قرأنا الأناجيل الأربعة بعناية؛ سنكتشف أن المسيح لم يتصادم أبدًا مع القوى السياسية آنذاك، رغم علمه بفسادها وظلمها، ورغم معاناته الشخصية منها، ولم يتصادم مع المجتمع في عاداته وتقاليده البالية، على الرغم من عدم توافقه مع الكثير منها.. فقد كانت رسالة المسيح تتعلق بالفرد وليس بالمجتمع. لقد رأى المسيح بؤس البشر وتعاستهم، في ظل أوضاع ظالمة سياسيًا وفاسدة اجتماعيًا. ولكنه لم يقد ثورة سياسية للتحرير من عبودية الأنظمة القمعية، ولم يشعل ثورة اجتماعية”. باختصار لم تكن رسالة الرب يسوع هي تحقيق العدالة الإجتماعية أو المناداة بالسلام والمساواة بين الشعوب كما يدّعي عدد من (اللاهوتين ) اليوم!!

[1] يقول الكتاب المقدس هنا انه في حال عدم الاعتراف بخطايا الغضب فسوف يُعطى إبليس موطئ قدم في حياتنا. لذلك علينا ألاَّ نتساهل مع الشرّ والغضب والحقد، فهذه الخطايا تشوه الشهادة المسيحيَّة وتؤذينا روحيًّا وجسديًّا، وهذا يختلف كليًا عن المعنى الذي تريد ان توصله مجموعة المسيح أمام الحاجز حيث انها تعتبر الغضب الجسدي مقدسًا فنحن لا نتصارع مع دم ولحم.

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا