من هو الكاهن ملكي صادق؟

العبارات التي تقول أنه بلا نسب وبلا بداية أو نهاية وأن له خدمة لا تنتهي هي ببساطة عبارات تؤكد غموض طبيعة الشخص الذي قابله إبراهيم. وهذا يساهم في الربط بين ملكي صادق والمسيح.
12 ديسمبر 2019 - 18:12 بتوقيت القدس

ملكي صادق هو مَلِك البِر، ملك ساليم (اورشليم)، كاهن الله العلي، العبرانيين  1:7، لم يقل لنا الكتاب المقدس بداية كهنوت ملكي صادق، فكهنوته كان رمزا الى كهنوت المسيح الرب اي من البداية للنهاية. 

جاء في سفر التكوين وسفر المزامير أن المسيح هو رئيس الكهنة الأعظم، بينما كان هارون رئيس كهنة الذبائح الحيوانية. 

كان كهنوت ملكي صادق اعظم من كهنوت هارون لأنه مستمر الى الأبد. وكهنوت هارون انتهى بموت المسيح على الصليب. فقد انتهى عهد تقديم الذبائح الحيوانية كفداء وكفارة الخلاص، بذبيحة المسيح على الصليب التي لا يعادلها اي ذبيحة حيوانية.

كان اسحق يرمز الى المسيح ايضا، وهو الإبن الذي قدّمه ابوه ذبيحة استجابة لطلب الله الآب. لكن لم تكتمل هذه الذبيحة بسفك دم اسحق الإبن، بل تم تعويضها بذبيحة كبش، بعكس ذبيحة المسيح التي اكتملت الى النهاية بالموت الجسدي وسفك دمه الزكي على الصليب، لأنها كفارة فداء وخلاص للبشرية جمعاء.

كان ملكي صادق بلا أب ولا أم معروفين في الكتاب المقدس، ولم يُذكر له نسب. ولم يرث الكهنوت من أبويه ولا من نسب ينتمي اليه، ولم يورثه الى آخر، ولم تكن ولادته ضمن عائلة كهنوتية، فقد كان كهنوته خاص ولم يكن من سبط لاوي. بينما من شروط الكهنوت الذي وضعه الله لهارون ولنسله من بعده، أن يكون متوارثا من سبط لاوي. 

قدم كهنوت ملكي صادق خبزا وخمرا في تقدماته، وهذا ايضا رمز للسيد المسيح الذي اعطى خبزا وخبرا لتلاميذه، وطلب ان يعيد التلاميذ والمؤمنون هذه التقدمة للتذكير به وبالعشاء الأخير، ولاستمرار بقاء رمز الفداء بذاكرة البشرية، بكسر الجسد المبارك وسفك الدم الزكي لرب المجد يسوع المسيح لأجل الفداء والخلاص، تماما كما يكسر الخبز ويسكب الخمر بطقس العشاء الأخير (الأفخارستيا).

ابراهيم ابو الأنبياء قدم العشور من نتاج غنمه وحصاد زرعه الى الكاهن الأعظم ملكي صادق، وكذلك شعب اسرائيل قدم العشور الى الكهنة وخدم الهيكل وخيمة الأجتماع ابناء سبط لاوي بناء على وصية الله، لأن الكهنة من سبط لاوي لا يملكون ولا يزرعون ولا يحصدون، بل واجبهم خدمة الرب ويعيشون من تقدمات عشور بقية اسباط بني اسرائيل. 

لقد كان الكاهن ملكي صادق رمزا حيّا للسيد المسيح الفادي الذي جاء منذ زمن ابراهيم والذي سيأتي في ملىء الزمان، الذي فتح للناس جميعا باب الملكوت والمصالحة مع الله ولغفران الذنوب والخطايا.

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا