"فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَىٰ مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ ۖ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ".
من يتمعن في هذا النص سيجد ان القرآن يشير الى انّ من يسميه القرآن (عيسى) ويقصد به يسوع المسيح هو كلمة الله المتجسد على الأرض اي الله بلاهوته قد حلّ واتحد بجسد الانسان، والدليل الآية نفسها اعلاه. حيث يسأل المسيح تلاميذه الذين يدعوهم القرآن (الحواريين) ولا ادري من اين جاء مؤلف القرآن بهذا الاسم. سأل عيسى تلاميذه: من انصاري الى الله؟ اجابوه نحن انصار الله. ولم يقولوا له نحن انصارك الى الله. بل المعنى للجواب هو: نحن انصارك يا الله القدوس الظاهر امامنا متجسدا بالناسوت. نحن انصار الله الذي هو انت متجسدا بلاهوته.
فمن يكون المسيح ابن مريم ان كان جواب حواريه واقرب الناس اليه والمؤمنون به حتى الشهادة: نحن انصار الله؟ الجواب واضح ان المسيح هو الله الظاهر بالجسد بشهادة القرآن.
الدليل الآخرعلى الوهية المسيح، انه امتلك كل صفات الله وعمل كل افعاله، وشهد القرآن ان المسيح خلق الحياة في الطين وصار الطين طيرا حيّا (واخلق لكم من الطين طيرا باذن الله). والخلق من من اختصاص الله وحده.
عمل المسيح كما عمل الله تماما عندما خلق آدم، حيث شكله من تراب الأرض والطين ونفخ فيه نسمة الحياة فصار آدم نفسا حيّة، وهكذا عمل (عيسى) القرآن بخلق الطير. رغم ان الأناجيل الرسمية لا تذكر مثل هذا الخلق للطير، ولا تعترف الكنيسة به.
اما تعبير [باذن الله] في القرآن، فالمقصود به روح الله التي حلت واتحدت بجسد المسيح هي التي منحته قدرة الله الآب وسلطانه على الخلق وعمل المعجزات التي لا يستطيع اي نبي آخر ان يأتي بمثلها.
لماذا اختص المسيح الانسان بقدرة الخلق ولم يمنح الله هذا السلطان الالهي لغيره من الأنبياء، كما منحه قدرة شفاء المرضى وعلم الغيب وغفران الخطايا والتنبوء بما سيحصل معه مستقبلا من تعذيب وصلب وموت والقيامة العجيبة بعد ثلاثة ايام من الموت الى عالم الحياة بروحه وبجسده؟ لقد تنبأ السيد المسيح بكل ما سيجري له من آلام وتعذيب و صلب وموت وقيامة، وحدد مواعيدها قبل ان تحدث؟
فهل هذه قدرة انسان عادي او نبي، ام قدرة الله الموجودة في المسيح؟
إنها صفات واعمال الله وحده، قام بها السيد المسيح على الأرض، فمن يكون المسيح غير الله الظاهر بالجسد؟