كشمسٍ تضيء دروب النهارْ
كبدرٍ لليلِ الدُجَى قد انارْ
هذا حبيبي بارعُ الجمالْ
من نظر اليه وجهَهُ استنارْ
بشبهِهِ أصحو يُشبعُني مرآهْ
فلا أخشى معه جميع الاخطارْ
بكلِ حواسي احبُ يسوعْ
مرآهُ كَفنارُ في تَيْهِ البحار
كم من زهور شذاها يفيحْ
نسيمُ ربيع في دارٍ فسيحْ
كذاك عبيرُهُ عند الجُلوسْ
طيوبٌ تُلاشي كريهَ الضريحْ
فيمتلي الحُضورُ من طيبِهِ الثمينْ
رائحةً زكيةً، رائحةَ المسيحْ
بكلِ حواسي احبُ يسوعْ
يفيضُ في حياتي بحبٍ صريحْ
كذا عن حديثٍ يَسْبيَ الآذانْ
يَغَارُ منهُ لحنٌ من أجمل الألحانْ
وطيرٌ لِشَدْوِهِ مالت رؤوسْ
فقولُهُ أنقَى، تُرسٌ، ومَجَانْ
كلامُهُ حقٌ، لقدمي سراج
يُعَقِّلُ جهلاً، ينير الأذهان
بكلِ حواسي احبُ يسوعْ
وصوتُهُ حلوٌ، كقلبه الحنَّانْ
لمسةُ يديهِ تَجلِبُ الحياهْ
وهي للغريقِ كطوق نجاهْ
ويا من تشُكُ يوماً في الجراحْ
هلُمَّ اختَبِرْهُ وانْعَمْ بالحياهْ
لمسةُ شِفاهُ حبيبي كَخمرٍ
حبه يُسْكِرُ كلُ منْ اِستقاهْ
بكلِ حواسي احبُ يسوعْ
ألمَسُ الهي كَلَمسِ الجِباهْ
حبيبي ذُوقوهُ كَعَسَلٍ يُراقْ
كُلُهُ شَهِيٌ، طَيِّبُ المَذاقْ
يُشبِعُ جياع منه يَقْرُبون
يملأُ العمر خيراً ووفاقْ
ويُروِي عطاش ببرِهِ العظيم
لا دَلْوَ يحِدَّهُ لا ولا أعماقْ
بكلِ حواسي احبُ يسوعْ
غُربتي به تحلو فهو خير الرِفاقْ