البيان الختامي لمؤتمر اللاهوت والكنيسة المحلية: هل المسيحية نحو الزوال في المشرق العربي؟

أعمال المؤتمر شملت محاضرات وندوات تناولت مواضيع تتعلق بالهجرات المسيحية خاصة من الشرق وانعكاساتها على الوجود المسيحي وعلى التفاعل الإجتماعي والسياسي والتربوي، ومواجهة الفكر التكفيري
16 ديسمبر 2014 - 16:11 بتوقيت القدس
زياد شليوط، لينغا

عقد مركز اللقاء للدراسات الدينية والتراثية في الأرض المقدسة، الدورة الثانية والعشرين لمؤتمر "اللاهوت والكنيسة المحلية في الأرض المقدسة"، بعنوان: "هل المسيحية نحو الزوال في المشرق العربي؟" على مدار ثلاثة أيام وذلك من يوم الجمعة حتى الأحد 12-14/12/2014 في فندق بيت لحم في مدينة المهد بيت لحم.

افتتح المؤتمر بكلمة ترحيبية شاملة قدمها الدكتور جريس سعد خوري، مدير مركز اللقاء متوقفاً فيها عن التحديات التي يواجهها الحضور المسيحي في شرقنا، تلك التحديات التي تمس المسلمين كما المسيحيين. وأضاف أنه لا يمكن أن تزول المسيحية في شرقنا ونحن سنبقى هنا وستبقى الكنيسة مهما بلغ مدى الاضطهاد ومن فئات لا تعرف الله، وما نواجهه من تطرف إنما هو ضد الوطن العربي والشعب العربي، مما يستدعي أن نواجهه معاً مسيحيين ومسلمين.

بعدها ابتدأت أعمال المؤتمر التي شملت محاضرات وندوات تناولت مواضيع تتعلق بالهجرات المسيحية خاصة من الشرق وانعكاساتها على الوجود المسيحي وعلى التفاعل الإجتماعي والسياسي والتربوي، وأثر الثقافة السائدة على العيش الواحد ومواجهة الفكر التكفيري معاً، واختتمت أعمال المؤتمر بندوة تحدثت عن محنة المسيحيين العرب اليوم.

حضر المؤتمر وجوانب من أعماله عدد من رجال الدين وفي مقدمتهم غبطة البطريرك اللاتيني فؤاد طوال الكلي الوقار، وغبطة البطريرك ميشيل صباح الكلي الوقار، رئيس مجلس أمناء مركز اللقاء، سيادة المطران بطرس المعلم، سيادة المطران الياس شقور وعدد من الكهنة والراهبات.

وحضر وشارك في أعمال المؤتمر عدد كبير من العلمانيين جاءوا من عدة مناطق في الوطن، من الناصرة كفر كنا، شفاعمرو، فسوطة، معليا، ترشيحا، والمثلث ومن مناطق القدس وبيت لحم. وما ميّز الحضور في هذا المؤتمر المشاركة الواسعة للأخوة والأخوات المسلمين، الذين ساهموا في أعمال المؤتمر وأغنوا الأفكار من خلال مناقشات بنّاءة وحوارات معمقة أثرت الموضوع المطروح للبحث.

وخرج المؤتمر بالدعوات والتوصيات التالية:

• يدعو المؤتمر اخوتهم من العرب المسيحيين في الدول العربية إلى التمسك بأرضهم ووطنهم وعدم اللجوء إلى اختيار الهجرة، لأن الحل لن يكون في اللجوء والإغتراب، إنما في العيش في الوطن بكرامة واعتزاز والعمل على تطويره وانمائه ورقيه.

• يدعو المؤتمر إلى تعميق فهم الآخر والتربية على العيش المشترك القائم على الإحترام المتبادل والأخوّة الصادقة، من أجل بناء مجتمع عربي متماسك، قوي، ومتّحد في وجه عواصف التكفير والتخويف ومواجهات القتل والتفرقة.

• يدعو المؤتمر السلطات الرسمية إلى الحفاظ على حقوق الأقليات الدينية والقومية والإثنية، وضمان الحياة الكريمة لهم، على أساس المواطنة المتساوية، وممارسة حرياتهم الدينية، وعاداتهموتقاليدهم الاجتماعية وثقافتهم ولغتهم وحضارتهم دون قيود.

• يدعو المؤتمر إلى تعزيز التربية الدينية المشتركة، وتعديل المناهج التدريسية في المناطق والدول المختلفة بحيث يبرز الدور العربي المسيحي في التاريخ والحضارة العربيتين، ويؤكد الايمان المشترك وقبول الآخر ومعرفة ايمانه ومعتقداته بشكل بنّاء وايجابي.

• يستنكر الحاضرون الاجتماع المنعقد اليوم في نتسيرين عيليت (الناصرة العليا) وبحضور رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لمجموعة مسيحية صغيرة تدعو للتجنيد في جيش الاحتلال الاسرائيلي وتدعو لسلخ المسيحيين العرب عن قوميتهم، ويحيّون المسيحيين العرب في اسرائيل على ثباتهم على قوميتهم العربية ورفضهم كل المخططات الهادفة إلى سلخهم عن شعبهم وقوميتهم والساعية إلى تمزيق وحدتهم القومية والمجتمعية.

• يستنكر الحاضرون مواصلة الاحتلال الاسرائيلي في مصادرة الأراضي والإعتداء على المقدسات واغتيال المناضلين من أبناء الشعب الفلسطيني وآخرهم المناضل الوزير الشهيد زياد أبو عين، ويدعون إلى إدانة ممارسات الاحتلال وتحقيق مطالب الشعب الفلسطيني المشروعة.

• يؤكد المشاركون على وحدتنا العربية التي لا تتزعزع، القائمة على وحدتنا بالإيمان مسيحيين ومسلمين بالله الواحد والوطن الواحد، وعلى أن نبقى موحّدين متكاتفين أمام ما نواجهه من عواصف خارجية دخيلة تهدد كياننا. ولن نتغلب عليها إلا موحّدين.

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا