اعتداءات وتخريب يطاول رموز الميلاد في أوروبا

أثار تكرار حوادث التخريب والعبث بزينة وأسواق عيد الميلاد في عدد من المدن الأوروبية موجة استياء وغضب لدى كثيرين، خصوصًا مع توجيه أصابع الاتهام في بعض الحالات إلى مهاجرين أو شبّان من خلفيات غير مسيحية.
قبل 3 ساعات
اعتداءات وتخريب يطاول رموز الميلاد في أوروبا
لينغا

مع انطلاق أسواق الميلاد ونصب “المغاير” وزينة العيد في مدن أوروبية كبرى، عادت إلى الواجهة سلسلة حوادث تخريب وسرقة استهدفت رموزًا مسيحية مرتبطة بعيد الميلاد، من مغائر الميلاد إلى الكنائس، بينما تؤكد السلطات في أكثر من دولة أن التحقيقات مستمرة لتحديد الجناة والدوافع، في وقت تحذّر فيه تقارير مراقبة من ارتفاع حوادث العداء للمسيحيين داخل القارة.

في بروكسل، فتحت الشرطة تحقيقًا بعد اختفاء/سرقة مجسّم “الطفل يسوع” من مغارة الميلاد في ساحة “الغراند بلاس”، وهي مغارة أثارت قبل ذلك سجالًا عامًا بسبب تصميمها الفني “المبسّط” الخالي من الملامح. وكالة أسوشيتد برس نقلت أن الشائعات التي تحدّثت عن “قطع الرأس” لم تكن دقيقة، وأن المجسّم استُبدل سريعًا فيما بقيت ملابسات السرقة قيد المتابعة.

وفي أميان شمال فرنسا، أفادت وسائل إعلام محلية بأن مغارة الميلاد في سوق عيد الميلاد تعرّضت للتخريب ليل 25-26 تشرين الثاني، حيث كُسر حاجز الـ“بليكسيغلاس” الواقي وأُسقطت التماثيل، وتضررت/كُسرت تمثال/رأس “الطفل يسوع”، وسط موجة استنكار محلية.

أما في إرباخ بولاية هِسّن الألمانية، فتحدثت تقارير ألمانية عن “سلسلة تخريب” تزامنت مع سوق الميلاد، شملت الاعتداء على حمارين ضمن “المغارة الحيّة”، وأضرارًا بديكورات السوق، إضافة إلى تدنيس كنيسة محلية بما أدى إلى إغلاقها مؤقتًا، بينما أعلنت الشرطة استمرار التحقيقات وطلب إفادات الشهود.

وفي بريطانيا، حققت الشرطة في قطع شجرة ميلاد مجتمعية في مقاطعة دورهام بعد ساعات من إضاءتها، قبل أن تعلن وسائل إعلام بريطانية لاحقًا، اعتقال مشتبهين على خلفية الواقعة.

“ليست حوادث منفصلة”

وتأتي هذه الوقائع الموسمية ضمن سياق أوسع ترصده جهات أوروبية متخصصة: تقرير OIDAC Europe (تقرير 2025 عن حوادث 2024) تحدث عن 2,211 جريمة كراهية معادية للمسيحية وثّقتها الحكومات ومنظمات المجتمع المدني، مع ارتفاع ملحوظ في الاعتداءات الشخصية وقفزة في هجمات الحرق على مواقع كنسية.

ورغم ذلك، تؤكد الكنائس والبلديات في المدن المتضررة أن احتفالات الميلاد مستمرة، وأن كثيرًا من المجتمعات المحلية سارعت إلى إصلاح الأضرار أو إعادة نصب الرموز، في محاولة لحماية الطابع الروحي للعيد وعدم تحويله إلى موسم خوف.

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا