شهدت منطقة وادي النصارى في ريف حمص الغربي – التي تُعرف تاريخيًا بوادي المسيحيين – أحداثًا دامية خلال اليومين الأخيرين (1–2 تشرين الأول/أكتوبر 2025)، بعدما قُتل شابان مسيحيان برصاص مسلحين مجهولين أمام مكتب المختار في قرية عناز صباح الأربعاء، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. وأوضح المرصد أن المهاجمين أطلقوا نحو 30 رصاصة من أسلحة رشاشة قبل أن يفروا باتجاه منطقة الحصن.
لاحقًا، أكدت تقارير محلية وعربية أنّ عدد الضحايا ارتفع إلى ثلاثة شبّان، الأمر الذي فجّر موجة غضب في القرى المسيحية المحيطة. وشهدت بلدات وادي النصارى إضرابًا عامًا واحتجاجات وقطع طرقات، مع قيام الأهالي بإشعال الإطارات رفضًا لـ"التقاعس الأمني" في ملاحقة القتلة. كما أشارت مصادر محلية إلى أنّ محتجّين قاموا بطرد عناصر من حاجز أمني في المنطقة، في رسالة قوية تطالب بالكشف عن الجناة وضمان أمن السكان.
هذه الحادثة الدموية أعادت إلى الواجهة هشاشة الوضع الأمني للمسيحيين في سوريا، حتى في مناطق كانت تُعتبر مستقرة نسبيًا. فـ"وادي النصارى" يُعدّ أحد أكبر وأهم معاقل المسيحيين في البلاد، ويحتضن عشرات القرى والكنائس التي ظلّت لعقود رمزًا للتنوّع والتعايش. إلا أن الجريمة الأخيرة أثارت الخوف من أن يتحوّل الوادي إلى ساحة جديدة للعنف والفوضى.
وفي سياق متصل، ذكرت منظمة Barnabas Aid، عبر تقرير نشرته صحيفة Evangelical Times بتاريخ 30 أيلول/سبتمبر، أنّ مسيحيين من ستّ كنائس في محافظة السويداء اضطروا مؤخرًا إلى النزوح عن مناطقهم بسبب تصاعد العنف وانعدام الخدمات الأساسية من ماء وكهرباء، فيما تقوم بعض الرعايا المحلية بإيواء عشرات العائلات النازحة.
تأتي هذه التطورات بعد أشهر قليلة من الهجوم الدموي الذي استهدف كنيسة مار إلياس في دمشق في حزيران/يونيو الماضي، والذي أوقع عشرات الضحايا وأعاد ملف اضطهاد المسيحيين في سوريا إلى الواجهة الدولية.