في أعقاب التوتر الذي أثاره استهداف أسطول غزة، أعلنت الحكومة الإيطالية في 24 أيلول/سبتمبر عن مبادرة جديدة تهدف إلى تجنّب مزيد من التصعيد وإيصال المساعدات الإنسانية بأمان إلى القطاع. ووفق الخطة، تُنقَل المؤن أولًا إلى قبرص حيث تُفتَّش وتُفرَّغ، ثم تُسلَّم إلى البطريركية اللاتينية في القدس لتتولى عملية التوزيع داخل غزة.
إيطاليا أوفدت سفينة حربية لمرافقة الحمولة حتى الموانئ القبرصية، مؤكدة أن دورها يقتصر على الحماية اللوجستية دون أي تدخل عسكري. هذه الخطوة أعادت تسليط الضوء على الكنيسة باعتبارها مؤسسة محايدة وموثوقة قادرة على خدمة المدنيين بعيدًا عن الانقسامات السياسية.
قادة كنسيون رحّبوا بالمبادرة واعتبروها اعترافًا عالميًا برسالة الكنيسة في خدمة الإنسان، فيما رأى محللون أن اختيار البطريركية اللاتينية يعكس ثقة المجتمع الدولي بتاريخها الطويل في التعليم والصحة والعمل الاجتماعي في الأرض المقدسة.
وبينما لا تزال تداعيات استهداف أسطول غزة تلقي بظلالها على الوضع الإنساني، تبدو الكنيسة اليوم في موقع محوري جديد، إذ تتحول منبرًا للصلاة والرجاء إلى قناة إنسانية تفتح نافذة أمل للمدنيين المحاصرين.