مسيحيو إيران بين المطاردة والرحيل: إيمان يزداد قوة رغم الاضطهاد

يعيش المسيحيون في إيران أوضاعًا صعبة وسط تضييق أمني واضطهاد ديني ممنهج، يدفع الكثير منهم إلى الهروب أو العيش في الخفاء. ورغم المخاطر، يتمسك هؤلاء بإيمانهم كقوة تمنحهم الرجاء وسط المعاناة.
23 سبتمبر - 17:18 بتوقيت القدس
مسيحيو إيران بين المطاردة والرحيل: إيمان يزداد قوة رغم الاضطهاد
لينغا

في تقرير حديث نشرته منظمة Mission Network News بتاريخ 22 سبتمبر 2025، تبيّن أنّ المسيحيين في إيران يعيشون واحدة من أصعب المراحل في تاريخهم المعاصر، حيث يواجهون اضطهادًا ممنهجًا من السلطات وضغوطًا اجتماعية وثقافية قاسية. هذا الواقع يدفع العديد من المؤمنين إلى الهروب خارج البلاد في رحلات محفوفة بالمخاطر بحثًا عن الأمان، أو العيش في حالة تنقّل دائم داخل إيران نفسها لتجنب الملاحقة.

أكثر من يتعرض للاستهداف هم المسيحيون الذين يديرون كنائس منزلية سرية أو الذين يقومون بتوزيع الكتاب المقدس ونشر الإيمان علنًا، إذ تنظر السلطات إلى هذه الأنشطة باعتبارها تهديدًا مباشرًا للنظام وتتهم القائمين بها بالتبشير غير القانوني أو العمل ضد الأمن القومي. كثير من هؤلاء يعيشون في خوف دائم من الاعتقال أو السجن أو التعذيب، وبعضهم فقد عمله أو حُرم من فرص التعليم بسبب إيمانه. وحتى الذين ينجحون في مغادرة إيران غالبًا ما يواجهون صعوبات كبيرة في الدول التي يصلون إليها، مثل انعدام الاستقرار المعيشي، غياب الدعم القانوني، وخطر الترحيل القسري والعودة إلى إيران حيث ينتظرهم الاضطهاد.

أحد المسيحيين الهاربين قال في شهادته: "كل ليلة لا أعرف أين سأنام، لكني أعرف أن الله معي. رغم كل الصعوبات، إيماني يزداد قوة." هذه الكلمات تعكس الصراع بين الخوف من المستقبل والإيمان العميق الذي يمنحهم القدرة على الصمود. في الوقت نفسه، وجّهت منظمات كنسية وحقوقية دعوات للمجتمع الدولي لممارسة الضغط على الحكومة الإيرانية من أجل وقف الانتهاكات ضد المسيحيين، وتوفير ممرات آمنة للجوء، إضافة إلى تعزيز برامج الدعم النفسي والمادي للاجئين الذين تركوا كل شيء خلفهم.

قضية المسيحيين في إيران تمثل تذكيرًا صارخًا بأن حرية الدين ليست مضمونة في كثير من مناطق العالم، وأن الإيمان بالنسبة لكثيرين ما زال ثمنه الاضطهاد والتهجير. وبينما يواجه هؤلاء المؤمنون حياة مليئة بالمخاطر، فإن شهاداتهم تشكل أيضًا رسالة أمل، إذ يرون في صليب المسيح مصدر قوة وسط الألم والحرمان.

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا