مولود غير مخلوق

لم يأت المسيح الى الوجود عند ولادته من العذراء المطوبة مريم، بل كان منذ الأزل وما يزال ‏موجودا. كان عند الآب بلاهوته وأتى الى العالم بتجسده بالولادة من إمرأة ليحقق الوعد عن ‏نسل المرأة ليسحق رأس الحية
04 يناير 2016 - 23:39 بتوقيت القدس

‏" قبل ان يكون ابراهيم انا كائن " يوحنا 8 : 58 ‏

لم يأت المسيح الى الوجود عند ولادته من العذراء المطوبة مريم، بل كان منذ الأزل وما يزال ‏موجودا. كان عند الآب بلاهوته وأتى الى العالم بالتجسد والولادة من إمرأة ليحقق الوعد عن ‏نسل المرأة ليسحق رأس الحية.

ابراهيم ابو المؤمنين اتى للوجود في العام 1948 بعد خلق العالم، اي قبل ميلاد المسيح ب ‏‏1813 سنة بحسب الموسوعة اليهودية، وها هو المسيح يعلن امام اليهود امرين يستحق ‏بسببهم عقوبه الموت... اولهما انه موجود قبل ابراهيم وثانيهما ان وجوده غير مرتبط ‏بالزمن، اذ لم يقل "قبل ان يكون ابراهيم انا كنت " بل قال " قبل ان يكون ابراهيم انا كائن ‏‏" واستخدم تعبير يوناني معروف في الترجمة السبعينية للعهد القديم ومتعلق بالرب " يهوه " ‏ولا يصح في مناسبته ان يكون جزء من الحديث بل يصح فقط ان يكون اسما ولقبا للرب ‏يعرفه اليهود وهو " انا كائن " وهو ذاته " انا هو ‏ego eimi ἐγώ εἰμί‏ وهو فعل ‏الكينونه " اكون ". وقد استخدم يوحنا كاتب هذه الكلمات بالروح القدس هذا التعبير 24 ‏مرة، من هذه ال 24 مرة استخدم التعبير بصورة مطلقة " انا هو " كتصريح للاشارة الى ‏شخصية المسيح كمن هو معروف سابقا في الترجمة السبعينية بهذا اللقب (يوحنا 8 : 24 و ‏‏13 : 19 , 18 : 5-6 ). وهنا في يوحنا 8 : 58 قارن الكاتب في اللغه اليونانية بين وجود ابراهيم ‏وبين وجود المسيح، فقد اتى بكلمة ‏genesthai‏ التي تعني " الدخول للوجود " لوصف وجود ‏ابراهيم لتقابل الكلمة الاخرى ‏eimi‏ والتي تعني " كينونة بلا زمن ". ابراهيم صار موجودا ‏بولادته وقبلها لم يكن... اما المسيح فدخل الى الزمن قادما من الازل وهو غير مرتبط بلاهوته ‏بالزمن.

لا تحاول صديقي الالتفاف حول وضوح التصريح وقوته فالمناسبة واضحة. اليهود يقولون له: ‏‏"ليس لك خمسون سنة بعد افرايت ابراهيم"؟ فاجابهم: "الحق الحق اقول لكم، انه قبل ان ‏ياتى ابراهيم الى الوجود انا كائن". لم يقل " انا كنت " بل صرّح بكونه الشخص الازلي الوجود ‏واستخدم التعبير اليهودي المعروف الذي اعطاه الرب " يهوه " لموسى قديما " اهيه الذي ‏اهيه " خروج 3 : 14 وما صرح به الرب في اشعياء 52 : 6 " لذلك يعرف شعبي اسمي، لذلك ‏في ذلك اليوم يعرفون اني انا هو ‏ego eimi‏ المتكلم . هئنذا "

عزيزي، قوه هذا الاعلا ن يفهمها اليهود جيدا فالمسيح استدعى ما في ذاكرتهم بشأن يهوه... ‏ولهذا رفعوا حجاره فورا ليرجموه؛ فالرجم عقوبة التجديف في اي امر متعلق باسم " يهوه " ‏وها هو المسيح بحسب ما تحققوا يجدّف لانه استعار لقب الرب العظيم " يهوه ". ربما قال ‏احد انهم رفعوا حجاره ليرجموه لامر اخر ولكن الحقيقة الامر متعلق تماما بعبارة " ايجو ‏ايمي " ‏I AM‏ فالتوراة اليهودية تحمل ذات المقارنات بين كون الرب " يهوه " خارج الزمن و ‏بين اي شيء اخر خلقه يهوه... له بداءة ايام ومتعلق بالزمن "مزمر 90 : 2 ".‏

عزيزي... قول المسيح وتعليمه وكل ما صنعه وما نسبه الى ذاته يكون واحد من هذه الامور ‏التالية:‏
‏1- ليس انسانا عاديا من لحم ودم، بل شخص خارق، والحقيقة ان الكتاب المقدس لا يقول ‏هذا بل يقول ان المسيح من لحم ودم وموت الصلب لا يحقق هذا الادعاء.‏
‏2- ان يكون نبيا ذو مكانة لا يضاهيها احد من الانبياء ولا تستلزم نبي بعده... فهو لم يفعل ‏فقط كل اعمال الله كالخلق والاقامة من الموت والدينونة في اليوم الاخير، بل قال ان الملائكة ‏‏" ملائكته " والبشر المؤمنين " قمحه " والعالم " بيدره " والاشرار هم " التبن " الذي سيحرقه، ‏ومذراه للتنقية " بيده " وان على من يصلي ان يصلي " باسمه ". وان كل صلوات الانسان ‏‏"هو " يسمع، فهو "مع " المؤمنين به الى انقضاء الدهر وانه " سياتي " بنفسه وياخذهم " ‏اليه " ..... من يكون هذا النبي الذي بادعاءاته هذه الا الله نفسه.‏
‏3- ان يكون المسيح كاذبا ومدعيا... ولكن الحقيقة انه مات لاجل هذا الادعاء، الامر الذي لا ‏يستمر به اي كذاب بل وقد برهن هو ادعاءاته بالمعجزات وبرهنت السماء بشهود انه " ‏الابن الحبيب الذي فيه المسرة " .‏
‏4- ان يكون المسيح هو الله وقد اتخذ جسدا وحل بيننا ليعلن عن محبته الى الان... لا يريد ‏الانسان قبولها او تصديقها... تستطيع عزيزي القارئ ان تصدق ان الله يستطيع ان يأتي الى ‏ارضه، فمقبول جدا للملك ان يتخفى ويأتي الى مدينته ورعاياه... مقبول جدا ويمكن ان ‏تصدق...

فانت تصدق ان الله ينزل من السماء في كل يوم في ميعاد معين ليبحث هل من داع ليجيبه، ‏فلماذا لا تصدق انه اتى في الزمن اليك واتخذ جسدا بشريا مثلك ولانه قدوس فهو بلا خطيه ‏واتى لاجلك، ليخلصك بجملتك... انت تعاند وفي الحقيقه لا تصدق ان الله الجبار المنتقم ‏يمكن ان يحب خليقته الى هذا القدر والتضحية...‏

الكتاب المقدس يقول " لانه هكذا احب الله العالم "... هو يحبك " هكذا " بصرف النظر ‏عنك، فالامر يخصه في محبته التي ليس لها حدود. المسيح الابن هو الكلمة المتجسد، هو ‏مولود في الزمن غير مخلوق، لا بداءه ايام له ولا نهايه حياة... تعرف عليه في وقت يحتفل ‏العالم بميلاده فلا تفوت الفرصة.

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا
التعليق على مسؤولية المعلق فقط وهو ليس بالضرورة رأي الموقع
1. ابن المسيح 05 يناير 2016 - 16:48 بتوقيت القدس
عزيزي ايهاب كل سنه وانت سالم والرب يبارك حياتك ومحبتك ليسوع عزيزي ايهاب كل سنه وانت سالم والرب يبارك حياتك ومحبتك ليسوع
مولود غير مخلوق إن الآب لم يخلق الابن، لأننا نعرف أن الابن هو كلمة الله، ويمكن أن نأخذ تشبيهاً سهلاً: مثل العقل والفكر. فالعقل يلد الفكر، ولا يوجد عقل بدون فكر. والعقل بدون فكر لا يكون عقلاً. والنور يلد الشعاع، فهل النور يتزوج لكى يلد الحرارة!! بالطبع لا. إذن فولادة العقل من الفكر هى ولادة طبيعية، وكذلك ولادة النور من النور هى ولادة طبيعية. ولكن هـل لأن العقـل هو الذى يلد الفكر فمعناه أن العقل كـان يوجد من قبل الفكر؟! فالإجابة لا. لأن العقل بدون فكر لا يكون عقلاً. فالعقل والفكر شئ واحد، لا يمكن فصلهما لأنه كيف يمكن فصل العقل عن الفكر الموجود داخله!! لأنه لو تم فصل العقل من الفكر: فالعقل لا يكون عقلاً. وكذلك لو تم فصل كلمة الله عن الله، فالله يفقد ألوهيته. وإذا كان العقل لا يوجد له بداية فالفكر أيضاً لا يوجد له بداية. إذا كان الآب أزلياً فالابن أيضاً أزلى والآب وكلمته واحد لا يمكن فصلهما لذلك قال "أنا والآب واحد" وليس فقط الآب والكلمة واحداً؛ ولكن الآب والكلمة والروح القدس لـذلك نقول }باسـم الآب والابـن والـروح القدس إله واحد آمين{. •نحن نؤمن أن الله واحد. لأنه لا يوجد أكثر من إله فى الوجود. لكن الله الآب ليس من الممكن أن يكون هو الله إلا إذا كان هو أبو الكلمة فلا يوجد أب بدون ابن. مثل الينبوع والتيار فالينبوع يلد التيار. الينبوع والد التيار المولود: لكن لا يوجد ينبوع بدون تيار ولا تيار بدون ينبوع، لأنه كيف أتى الماء. فلابد أن يكون الينبوع له تيار والتيار له ينبوع لذلك قال "تركونى أنا ينبوع المياه الحية لينقروا لأنفسهم أباراً أباراً مشققة لا تضبط ماء" (أر2: 13). والسيد المسيح قال "أنا هو الطريق والحق والحياة" (يو14: 6). فالماء الحى الخارج من الآب هو الابن. لأن الابن قال أنا هو الحياة. فالآب هو الوالد والابن هو المولود. لكن بدون زواج. •إن الـولادة من الآب السـماوى شـئ، والـولادة من العـذراء شئ آخر. فهو مولود من الآب قبل كل الدهور وقبل خلق العالم كله ولادة إلهية روحية بدون أم. لذلك نقول عنه فى قانون الإيمان }المولود من الآب قبل كل الدهور{. عندما أراد الله أن يخلصنا أرسل ابنه مولوداً من امرأة مولوداً تحت الناموس ليفتدى الذين هم تحت الناموس من لعنة الخطية كما قال الكتاب "ولكن لما جاء ملء الزمان أرسل الله ابنه مولوداً من امرأة مولوداً تحت الناموس. ليفتدى الذين تحت الناموس لننال التبنى" (غل4: 4، 5) وأيضاً يقول الكتاب "الكلمة صار جسداً وحل بيننا ورأينا مجده مجداً كما لوحيدٍ من الآب مملوءًا نعمةً وحقاً" (يو1: 14). إنه كلمة الله الأزلى الذى هو كائن فى حضن الآب كل حين وكما يقول "الابن الوحيد الذى هو فى حضن الآب هو خبَّر" (يو1: 18). فعندما تجسد الكلمة رأينا الله. لذلك يقول "الذى رآنى فقد رأى الآب" (يو14: 9).
1.1. ايهاب صادق 07 يناير 2016 - 11:39 بتوقيت القدس
شكرا اخى
اشكرك اخى ابن المسيح وكل عام وحضرتك بالف خير .
2. كفاية عذاب 05 يناير 2016 - 20:28 بتوقيت القدس
ردا على ماسبق ردا على ماسبق
هذا الكلام ليس لهو اساس من الصحه لان المسيح عليه السلام نبى مرسل من عند الله دي1 الحاجه الثانيه انه مولود ولاده طبيعيه كما اخبر بذلك الله وي القرآن"فاجائها المخاض الى جزع النخلة قالت ياليتنى مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا فناداها من تحتها اﻻ تحزنى قدجعل لكى ربك من تحتكى سريا وهزى اليك بجزع النخلة تساقط عليك رطب جنيا"