هل أمر الله بإبادة الشعوب التي لا تؤمن به لانه اله دموي عنصري؟ (2)

الله الواحد الذي لا يتغير مع تغيّر الزمن... الله الذي نعبده ليس بعنصري، فهو لم يعطي اوامر ليشوع بشان منطقة خاصة من منطلق انه عنصري ويعلّي شعبه على هذه الشعوب
08 يوليو 2015 - 23:22 بتوقيت القدس

في هذه المقالة أكمل ما بدأته في الجزء الأول، حتى يعي القارئ ما يقوله الكتاب المقدس بعهديه، القديم والجديد، عن الله الواحد الذي لا يتغير مع تغيّر الزمن، ولكنه قد يغيّر معاملاته فقط مع البعض ممن يُغيّرون مواقفهم، دون التأثير على طبيعته التي لا تتغير.

يشوع

1- الله الذي نعبده ليس بعنصري، فهو لم يعطي اوامر ليشوع بشان منطقة خاصة (ارض كنعان لشعوب كنعانية شريرة) من منطلق انه عنصري ويعلّي شعبه على هذه الشعوب، انما هو يريد تطهير الارض التي سيعيش عليها قوم هو اختارهم لا لأفضليتهم بل ليشهدوا له كأمّه موحّدة بين أمم وثنية، وفي الوقت ذاته هو لا يوقع قضاء على امّة بارّه بل شعوب شريره تمارس الشذوذ الجنسي والزنا الطقسي في المعابد وتحت كل شجرة خضراء. الله ليس عنصريا فقد اوصى من جهة الغريب وقال (لاويين 19: 33) «وَاذَا نَزَلَ عِنْدَكَ غَرِيبٌ فِي ارْضِكُمْ فَلا تَظْلِمُوهُ».

(لاويين 19: 34) كَالْوَطَنِيِّ مِنْكُمْ يَكُونُ لَكُمُ الْغَرِيبُ النَّازِلُ عِنْدَكُمْ وَتُحِبُّهُ كَنَفْسِكَ لانَّكُمْ كُنْتُمْ غُرَبَاءَ فِي ارْضِ مِصْرَ. انَا الرَّبُّ الَهُكُمْ.

2- الله يريد ان تعرفه كل الشعوب وفي سبيل هذا هو لا يترك نفسه بلا شاهد، فهو يحب خليقته وليس اسرائيل فقط في زمانها، اورد لنا الكتاب المقدس في العهد القديم سفرا كاملا يظهر محبه الله لشعب وثني وكيف ارسل اليه احد انبياءه لكي ينذرهم كي لا يقع بهم القضاء، القضاء محتم والتوبه توقفه، هذا السفر هو سفر يونان وفيه تتضح محبه الله للكل، لليهود وللوثنيين (يونان 4: 11) أَفَلاَ أَشْفَقُ أَنَا عَلَى نِينَوَى الْمَدِينَةِ الْعَظِيمَةِ الَّتِي يُوجَدُ فِيهَا أَكْثَرُ مِنِ اثْنَتَيْ عَشَرَةَ رَبْوَةً مِنَ النَّاسِ الَّذِينَ لاَ يَعْرِفُونَ يَمِينَهُمْ مِنْ شِمَالِهِمْ وَبَهَائِمُ كَثِيرَةٌ!».

3- الله اله قدوس ولا يستثني في قداسته اي شيء، وهو اله رحيم وقدوس، يفعل كل افعاله بانسجام تام مع كل صفاته. ما يستوجب على الله فعله ان ظل لمده 400 عام يُظهر صبره وأنّاته وبالمقابل تبقى الشعوب تقابله بسلبيه وبعدم مبالاة، تُظهر عنادا ومعصية ورفضا واهانة له ولكل من يؤمن به؟ قاوم شعب عماليق الرب وشعبه واظهروا عنادهم بشدة واستغلوا ضعفه، شعوب كنعان الزانية المستبيحة رفضت يهوه والى هنا تستحق العقاب من يهوه طالما هو خالقها وصاحب السلطان على ارواحها، ولكنه لم يبيدها واعطاها الفرصه وطلب ارضه التي خلقها للشعب الذي اراده ان يشهد له وفي حكمته المطلقة كان الطبيب الذي يعلم ان هذه الشعوب كالسرطان الذى يستشري في كل الجسد، ولابد من استئصاله فقد كبر ونما وها هو يُرضع كل الشعوب من حوله بوثنية البعل الذة يعطة النمو والمطر وعشتاروث التي تعطي الخصب والجنس وتبارك شعبها بممارسة الزنا. هل يمكن للاله ان يزرع شعبه في وسط هولاء؟ ان كانوا ابرارًا ممكن ان يضعهم بينهم، وان كانوا اشرارًا يمكنه ان ينتظر الى حين اكتمال اثمهم وقد فعل هذا تماما، فحين اكتمل ذنبهم قضى عليهم كما قال قبلها باربعمائه سنه لابراهيم (تكوين 15: 16).

4- ما ذنب اطفال الكنعانيين؟ الم يكن من الممكن استبقائهم؟
الحقيقه لا ذنب لاطفال الكنعانيين ان يُقتلوا والاله الذي اوصى من جهة الغريب واليتيم والارملة عبر نصوص كثيرة في العهد القديم لا يريد أن يتيّم الاطفال وفي الوقت ذاته لا يريد قتلهم. الله لم يوصى من جهه الاطفال ولا الشيوخ ولا الكبار رجالا او نساء، الله اراد تطهير الارض من كل ما تلوثت به، لقد قال بالحرف " (لاويين 18: 24) «بِكُلِّ هَذِهِ لا تَتَنَجَّسُوا لانَّهُ بِكُلِّ هَذِهِ قَدْ تَنَجَّسَ الشُّعُوبُ الَّذِينَ انَا طَارِدُهُمْ مِنْ امَامِكُمْ.

(لاويين 25: 18) فَتَنَجَّسَتِ الارْضُ. فَاجْتَزِي ذَنْبَهَا مِنْهَا فَتَقْذِفُ الارْضُ سُكَّانَهَا.

فالامر ليس كما يصوره المنتقد قتل اطفال ونساء ولا تطهير عرقي بل هو " تحريم " والتحريم هو شيء معروف في الحروب وهو عدم استبقاء اي شيء من كل الاشياء التي تخص الشعب المهزوم، لان كل شيء للشعب المهزوم هو قدس خاص لالهه وشعوب كنعان كلها ببهائمها وغنائمها قدس للبعل وزوجته عشتاروث، لا يستبقى منها شيء فالامر لا يخص الاطفال بعينهم، للاستهداف اشارة الى القسوه بل هو تحريم للكل حتى الشجر لانه كان قدسا للبعل فتحته تمّ الزنا، وهذه الاطفال هي نتاج مباركة الآلهة وقدسا لها وايضا البهائم وكل الثمر. ارجو فهم معنى التحريم فمنه سيستقيم الامر كثيرا.

5- الله حذر الشعب من المحرّم وحين اخذ منه احد افراد شعبه عاقبه بذات المستوى هو وعائلته وحتى بهائمه لان الكل تنجس بالحرام الذى يخص البعل، الله لا يجزء مبادئه وفي قداسته لا يستثني احد، وحين خانه الشعب الذي اراده شاهدًا له عاقبه بالقدر ذاته وعلى القارىء ان يرى ما حل بهم فسفر مراثي ارميا يصف الاهوال التي لاقت الشعب، حتى اكلت الام طفلها من الجوع الشديد.

6- الله لم يأمر اي انسان او نبي بالقيام بغزوات وحروب لنشر الايمان ببه، الكتاب المقدس لا يذكر اي أمر كهذا. حين تنبأ الانبياء بانتشار الايمان بين الامم سموه " بالخلاص " فقال "فقد جعلتك نورا للامم لتكن خلاصي الى اقصى الارض "(اشعياء 49: 6) لم يوصي بجهاد وسيف وحرب بل قال " ما اجمل على الجبال قدمي المبشر المُخبر بالسلام المُبشّر بالخير المُخبر بالخلاص "(اشعياء 52: 7) خلاص وخير وسلام هذا هو ذات الاله الذي قال في العهد الجديد " ان لم تتوبوا فجميعكم كذلك تهلكون ".

اذا يشوع كان أداة وقتية لتنفيذ الوعد بإعطاء نسل ابراهيم الارض، وحين جاء الوقت كان إثم الشعوب التي تسكن هذه الارض قد اكتمل فما كان اسهل على الاله ان يحرقها بكلمه فمه بعد 400 عام من الانذارات، ولكنه اراد ان يُري شعبه ان الاله الرحيم الذى اخرجهم من عبودية فرعون لا يسمح لهم بانتهاك مطالب القداسة ان استمروا في فعل الدنس وتنجيس اسمه الذي دعى عليهم، وقد فعل هذا معهم مثلما فعل مع شعوب ارض كنعان تماما فليس عند الله محاباة.

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا
التعليق على مسؤولية المعلق فقط وهو ليس بالضرورة رأي الموقع
1. انطون مصلح 09 يوليو 2015 - 09:19 بتوقيت القدس
تعليق تعليق
انني استغرب من الكاتب حين يبرر ما فعل في القديم ويجعل الله مشرع لهذا القتل .فاذا قبلنا بوجهة نضر الكاتب ازلنا عن الله صفة المحبة الملاازمه لله حتي من كثر حبه للانسان بذل ابنه الوحيد فداء للبشرية فهل يعقل ان يكون هذا االاله هو نفسه الذي امر بقتل الاطفال لا اظن ذلك ولكن هناك بعض الانباء يخطون امام الله وامام البشر ومنهم داود وانباء كثر اخطو امام الله فلا يجوز ولا يعقل ان نتهم الله انه اعطي الاوامر ليشوع لابادة كل ما هو امامه من بشر وحجر وشجر اذا سلمنا بهذا فاي اله هذا الذى نعبد واستغر الله العادل المحب لعظمة عدله انزل ابنه الوحيد لخلاصنا ارجو من الكاتب التمعن والتشاور مع نخبة من الدارسين في الكتاب المقدس قبل ان يخوض في مثل هكذا مقال مع الاحترام والتقدير للجميع
1.1. ايهاب صادق 09 يوليو 2015 - 21:23 بتوقيت القدس
رد على السيد انطون مصلح
اخى السيد انطون مصلح سلام المسيح لك عزيزى المسيح الذى قدم ذاته على الصليب فى محبته هو بذاته الذى قال اصعب الكلمات الوارده فى العهد الجديد المتعلقه باولئك الرافضين لهذه المحبه , قال المسيح " ان لم تتتوبوا فجميعكم كذلك تهلكون" , سوالى لحضرتك : هل تظن الله فى محبته يعطى فسحه لقداسته وعدله ولا يجازى عن الشر ؟ الم تقراء اقواله انه" لا يبرىء البته " اولئك المتهاونون فى تعاملاتهم الرافضه له ؟ ارجو ان تجيبنى على سوال بسيط هو " اين محبه الله فى تلك الجماهير الغفيره التى ستقاسى العذاب فى الابديه ؟ وتذكر انى لا زلت مصر فى مقالى على ان الله يحب كل خليقته ولكن قداسته لا ترتضى ان تبقى فى نجاساتك ورفضك لكل عروض محبته وهو فى المقابل يقدم لك تنازلا ويغض الطرف عن حياتك التى لا تمجده , اعد تفكيرك فليس هذا هو الله
2. انطون مصلح 12 يوليو 2015 - 11:13 بتوقيت القدس
رد علي الاخ ايهاب الصادق رد علي الاخ ايهاب الصادق
محبتي واحترامي اليك ايه المحترم وتحية المسيح ربنا ومخلصنا .انني اعرف شيا واحد واساسيا في الايمان المسيحي هو ان الله محبة .فاذا ابعدت هذه الصفة عن اله المحبة بدات كل الصفات بالتراجع .الم يقول الرسول امن ابراهيم فحسب له ذلك برا . الا يعقل ان يكون من بين هولاء من امن بالله .الم بحث الله في قوم لوط على انسان واحد تام لكي يبرر ويغفر للجميع .الله دائما وابدا يبداء في المحبة وبعدها يبداء في الصفات الاخري من العدل وما الى ذلك .لان محبته اعظم من اية صفة تلازمه .اما في خصوص انني لا امجد الله .فانني لا اعلم اي خادم انت الذى يحكم علي البشر. انهم يمجدون الله ام لا انني اومن المسيح ربا ومخلصا .وهذا ليس من فضلك انت بل هبه اعطاه الله للجميع .اطلب من الله والرب يسوع ان يفتح لك قلبك وعقلك من اجل استيعاب الاخر اين كان هذا الاخر
2.1. ايهاب صادق 12 يوليو 2015 - 20:14 بتوقيت القدس
رد 2 على الاخ انطون
اولا اقدم اعتذارى فكلماتى الاخيره اسى فهمها فهى غير موجهه لحضرتك بالطبع ولكن اتكلم عن تلك الشعوب الت ترفض محبه الله تقاوم عمله فى صيغه شخص بالمفرد, اتاسف مره اخرى والرب يبارك حياتك ..... ا..
2.2. انطون مصلح 15 يوليو 2015 - 09:25 بتوقيت القدس
رد على الاخ ايهاب
محبتي واحترامي .اليك واتمني من الله والرب يسوع. ان يمدك في القوة. من اجل تمجيد اسمه .رغم الاختلاف بيننا .الا ان ايماننا. واحد .وربنا واحد. ومخلصنا واحد. مع احترامي وتقدير لشخصكم ... انطون مصلح
3. شاهدة للحق 10 أغسطس 2015 - 07:15 بتوقيت القدس
هل الله عنصري اراد قتل عنصر معيّن من البشر هل الله عنصري اراد قتل عنصر معيّن من البشر
لايمكن لأي انسان أورجل دين أن يعتبر ماحصل من حرب تطهيريّة للأرض الموعودة لنسل ابراهيم الراجعين منهم من مصر ومن عبودية فرعون لهم..أنها الشريعة التي سيسير في طاعتها شعب يهوة لأن الناموس في الوصايا العشر يأمر ويقول( لاتقتل ) أي على الإطلاق (لا تقتل )وكان هذا التحذير سابق للحروب التطهيريّة لأرض كنعان من العبادات النجسةبتحريم مدنا بحالها مع بهائمها ( غالبا )لأن عباداتهم النجسة تجلّت في الزناالذي أسموه (الزناالمقدّس ) وكانوا يمارسونه في كل مكان يخصصونه لآلهتهم وخاصة في معابدهم وهياكلهم اله أمر الإسرائيليين بقتلهم للقضاء على عبادتهم التي لم يتوبوا عنها مئات السنين رغم سماعهم أخبار العجائب التي عملها الله أمام الشعب القادم الذي تسمّى باسمه وتفوّق هذا الإله على كل اله بقدرته وقداسته لم يؤمنوا به بل تحدّوه وقد حان الوقت الذي وعد به ابراهيم أنه سيقضي عليهم لأنه سيكون قد اكتمل اثمهم عند قدوم بني يعقوب الى أرض كنعان ولم يخافوه ولم يصدّقوا بل حصّنوا المدن أكثر وقفّلوها وغلّقوها فيقول وكانت (أريحامغلّقة مقفّلة )فالشيطان الذي يعبدوه ويطيعوا نجاساتهأرادهم أن يحتاطوا ضد الله وشعبه وقتها فاحتموا بآلهتهم وتحصّنوا وأغلقوا ضد هؤلاء القادمين فمن تمسّك بهذه الأصنام والعبادات النجسة مفضّلا اياها على الله القدوس هلك ...فهل هلكت راحاب الزانية التائبة وأهلها وكل من لها ....وقبلها هل هلكت القابلتان المصريتان في أرض فرعون مصر اللتان لن تقتلا المواليد الصبيان للأمهات العبرانيات عند الولادةألم يبن لهما الرب بيوتا اذ عصيتا أمر فرعون لأنهما خافتا الله ..؟؟..الله فتح قلبه لكل الشعوب لترجع اليه وأعطى تحذيرات قبل أربعمئة عام بالقضاء عليهم اذ أكملوا اثمهم وتحدّوه ولم يتوبوا ....فقضى الرب عليهم وطهّر الأرض منهم والرب عندما أعطى في النموس الوصيّة لاتقتل معناها أن الله لايريد أن الشعب يعتبر ماسيجري عند تطهير الأرض أنه اباحة القتل أينما أرادوا وكيفما أرادوا بل هو اجراء استثنائي ولم يأخذ مشورتهم فيه ولا موافقتهم أو عدمها .....ومن الناموس الذي سيحكمهم طوال العهد القديم ومن وصيّة لاتقتل فهمواأن ماجرى في أرض كنعان كان أمرا قضائيّا ودينونة من الله صاحب السلطان المطلق على خليقته العاصية المتحدّية لإرادته وقداسته رغم أبواق التحذير التي أطلقها لهم مبتذئا من مئات السنين حتى وصول أصحاب الأرض والمواعيد الإلهية عنها فمن يريد أن يقارن عليه أن يقارن شريعة شعب ما بشريعة غيره....أما الآن فلا زال أيضا أمام الشعوب الحاليّة على سطح الأرض أبواق تحذير أن (غضب الله معلن من السماء على جميع فجور الناس واثمهم ....) وأيضا (ان الله الآن يأمر جميع الناس أن يتوبوا متغاضيا عن أزمنة الجهل ..)...وفي انجيل( يوحنّا 3:16 لأنه هكذا أحبّ الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لايهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية )فهل يتوبوا ويقبلوا الإبن وهو الرب يسوع الذي صلب ومات وقام لأجلهم أم يريدوا أن يرفضوه فيهلكوا لامحالة