عظيم ميلادك ايها الرب يسوع

سمي يسوع لأنه جاء يخلص. مجرد اسمه يحمل معنى رسالته التي جاء من أجلها، "أنه جاء يخلص ما قد هلك. جاء يبشر المساكين، يعصب منكسري القلوب. ينادي للمسبيين بالعتق، وللمأسورين بالإطلاق"
22 ديسمبر 2016 - 23:57 بتوقيت القدس

هذا ما تنبأ به اشعياء النبي في العهد القديم عن ولاده الرب يسوع:
(اشعياء 7: 14) وَلكِنْ يُعْطِيكُمُ السَّيِّدُ نَفْسُهُ آيَةً: هَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْنًا وَتَدْعُو اسْمَهُ *«عِمَّانُوئِيلَ»* 
آية (إش 9: 6): لأَنَّهُ يُولَدُ لَنَا وَلَدٌ وَنُعْطَى ابْنًا، وَتَكُونُ الرِّيَاسَةُ عَلَى كَتِفِهِ، وَيُدْعَى اسْمُهُ عَجِيبًا، مُشِيرًا، إِلهًا قَدِيرًا، أَبًا أَبَدِيًّا، رَئِيسَ السَّلاَمِ. "

معنى اسم يسوع هو المخلص.
سمي يسوع لأنه جاء يخلص. 
مجرد اسمه يحمل معنى رسالته التي جاء من أجلها، "أنه جاء يخلص ما قد هلك. جاء يبشر المساكين، يعصب منكسري القلوب. ينادي للمسبيين بالعتق، وللمأسورين بالإطلاق" (إش 1: 61). ولذلك فإن ملاك الرب المبشر ليوسف النجار، قال له عن القديسة العذراء: "ستلد أبنًا. وتدعو أسمه يسوع، لأنه يخلص شعبه من خطاياهم" (مت1: 21). 
أول شيء نتذكره في ميلاد الرب هو عمق محبته للناس. فمن أجل محبته لهم سعي لخلاصهم. ومن أجل محبته لهم أخلى ذاته، وأخذ شكل العبد، ونزل من السماء، وتجسد وصار في الهيئة كإنسان.

إن التجسد والفداء، أساسهما محبة الله للناس. فهو من أجل محبته لنا، جاء إلينا. ومن أجل محبته لنا، مات عنا. لهذا يقول الكتاب: "هكذا أحب الله العالم... حتى بذل ابنه الوحيد..." (يو 3: 16). 
عجيب هو الرب في اتضاعه، عندما أخلى ذاته في ميلاده. 
نزل إلى العالم بهدوء بدون ضجة، بتواضع لم يحدد من قبل موعد لمجيئه. ولد في يوم مجهول، لم تستعد له الأرض ولا السماء، دخل إلى العالم في صمت، بعيدًا عن كل مظاهر الترحيب، وبطريقة بسيطة هادئة...
دخل بنكران عجيب للذات، وكل الذين استقبلوه جماعة من الرعاة المساكين، ثم المجوس.. 
لم يستقبله أحد في يوم ميلاده مع أنه من أعظم الأيام إذ بدأ فيه عمل الخلاص الذي تم على الصليب. 
ولد من أم فقيرة يتيمة وأصبحت جميع الأجيال تطوبها.

ولد في قرية هي: "الصغرى بين رؤساء يهوذا" (مت 2: 6). وسكن في الناصرة التي يعجب الناس إن أمكن أن يخرج منها شيء صالح ودعي ناصريًا.
عاش في بيت نجار بسيط، حتى كانوا يعيرونه قائلين: "أليس هذا هو ابن النجار".
قضي فترة كرضيع وكطفل. ولم يستحي من ضعف الطفولة... بما فيها من احتياج إلى معونة آخرين، وهو معين الكل! 
احتياج إلى رعاية أم، *وهو راعي الرعاة* احتاج إلى امرأة من صنع يديه، تحمله على يديها، وتهتم به، وهو المهتم بكل أحد. 
لم يولد يسوع في قصر ملك وقيل عنه (ملك الملوك)، وإنما في مذود للبهائم. 
ولكنه جعل *هذا المذود أعظم من قصور عروش الأباطرة والملوك*... اذ يأتيه الناس من مشارق الشمس إلى مغاربها ليتباركوا منه وانما جعل المذود مكانًا مقدسًا، تنحني أمامه رؤوس الأباطرة والملوك وتطلب بركة ترابه. 

يا له من ميلاد عجيب
يسوع سمي ايضا" عمانوئيل الذي تفسيره الله معنا" (مت1: 23). 
جميل هذا الاسم الذي دعي به السيد المسيح في مولده، عمانوئيل، الله معنا. اسم فيه الكثير من التعزية، إذ فيه الكثير من حب الله لنا. إن بركة عيد الميلاد هي: أن نشعر أن المسيح هو الله معنا، الله في وسطنا، ساكن معنا، وساكن فينا. 
ونحن نحتفل بميلاد السيد المسيح نتساءل  ما هي الأسباب التي دعت رب المجد أن يتخذ جسدًا ويحل بيننا، ويصير في الهيئة كإنسان، ويولد من امرأة كبني البشر؟ 
لا شك أن الفداء هو السبب الأساسي للتجسد. جاء الرب إلى العالم ليخلص الخطاة، جاء ليفديهم، جاء ليموت وليبذل نفسه عن كثيرين. جاء السيد المسيح ليوفي العدل الإلهي، وليصالح السماء والأرض. 
كان ميلاد المسيح سبب فرح للمجوس، وسبب اضطراب لهيرودس! فقال هيرودس أهو ملك حقًا؟ وهل يوجد ملك غيري؟! وكيف أتركه يملك؟! إن هذا مستحيل. لذلك اضطرب وفكر أن يقتل المسيح! 
مسكين أنت يا هيرودس! هل ظننت في جهلك أن السيد المسيح قد جاء لينافسك في ملكك! حقًا إنه ملك الملوك، ولكن مملكته ليست من هذا العالم (يو 18: 36). هل أنت خائف منه لئلا يأخذ عرشك ويسلبك تاجك؟ اطمئن. إن لعبة التيجان تليق بالصغار أمثالك يلهون بها. أما السيد المسيح فهو أسمى من التيجان وأسمى من العروش. 
السماء هي عرشه. والأرض بما فيها عرشك هي موطئ قدميه (مت5: 34). 
لقد جاء السيد المسيح من أجلك لكي يجعل نفسك طليقة تعلو في السماء كالنسور. تعلو فوق مستوى التيجان والعروش والنياشين. 

كما قالت القديسه العذراء "انزل الأعزاء عن الكراسي، ورفع المتواضعين" (لو 1: 52).
والعظمة صارت في الاتضاع . ووضع الرب هذه المبادئ الجملية "من رفع نفسه يتضع. ومن وضع نفسه يرتفع"، وقال "مَنْ وجد نفسه يضيعها. ومَنْ أضاع نفسه مِن أجلي يجدها". 

جاء السيد المسيح له المجد لكي يعطي الرجاء لكل أحد، *ويفتح باب الخلاص أمام الكل*. إنه جاء ليخلص، يخلص الكل. 
يسوع لم يقدم للناس نفسه إلهًا جبارًا يخافونه... بل قدم نفسه أبًا حنونًا يفتح لهم أحضانه، يلبسهم حلة جديدة. ويضع خاتمًا في أصابعهم، ويذبح لهم العجل المسمن.
جاء إلهًا يخلص من الخطايا ويمسح كل دمعة من العيون.
وهكذا ارتبط الخلاص باسم المسيح وبعمله وفدائه.

فهل يوجد ميلاد اعظم من هذا ؟!

ميلاد مجيد وكل عام وانتم بخير 

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا
التعليق على مسؤولية المعلق فقط وهو ليس بالضرورة رأي الموقع
1. ابن المسيح 23 ديسمبر 2016 - 09:41 بتوقيت القدس
المجد لله في الاعالي وعلى الارض السلام وبناس المسره المجد لله في الاعالي وعلى الارض السلام وبناس المسره
"آية (مي 5: 2): «أَمَّا أَنْتِ يَا بَيْتَ لَحْمِ أَفْرَاتَةَ، وَأَنْتِ صَغِيرَةٌ أَنْ تَكُونِي بَيْنَ أُلُوفِ يَهُوذَا، فَمِنْكِ يَخْرُجُ لِي الَّذِي يَكُونُ مُتَسَلِّطًا عَلَى إِسْرَائِيلَ، وَمَخَارِجُهُ مُنْذُ الْقَدِيمِ، مُنْذُ أَيَّامِ الأَزَلِ». " عيد ميلاد مجيد وسعيد وكل سنة وانت سالم
2. طالب تفسير 23 ديسمبر 2016 - 14:15 بتوقيت القدس
اين العقل فيما تدعون اين العقل فيما تدعون
كيف يكون رب وهو مولود
2.1. ابن المسيح 23 ديسمبر 2016 - 20:15 بتوقيت القدس
المسيح له كل المجد
رد إلى الأخ العزيز على السؤال إذ كنت باحث عن طريق الصحيح والرب يبارك حياتك ********************* معنى المخلوق أن له بداءة ونشأة، أي إن الشئ المخلوق وُجِد في زمن معين، وقبل أن يوجد لم يكن له أي وجود، وكل شئ في الكون كله ينطبق عليه هذا الوصف، ولذلك فالكون كله وكل ما فيه هو مخلوق، حتى الملائكة الأطهار هم مخلوقين، ولنعقِب السؤال السابق بسؤال آخر: من هو غير المخلوق؟ غير المخلوق واحد فقط هو الله الأزلي الكائن قبل الدهور والمقصود هنا اللاهوت فقط لاغير، ونأتي للسؤال الثالث: هل جسد المسيح أزلي مثله مثل اللاهوت؟ كلاَّ.. جسد المسيح ليس أزلياً لكنه وجد في لحظة معينة من الزمن، وهي لحظة بشارة رئيس الملائكة الجليل جبرائيل للسيدة العذراء، وقبول العذراء البشارة وحلول الروح القدس عليها، فمن هذه اللحظة بدأ يتكون جسد المسيح وقبل هذه اللحظة لم يكن هناك أي وجود لهذا الجسد المقدس.. فهو لم يكن في السماء وعبر في أحشاء البتول كما قال بعض الهراطقة، ولا قبل لحظة التكوين بشهور ولا بأسابيع ولا بأيام ولا بدقائق ولا بثوان كان لهذا الجسد المقدس وجود.. ومادام هذا الجسد قد وجد في لحظة معينة فهو ينطبق عليه وصف مخلوق.. وأيضاً نقول أن هذا الجسد مأخوذ من السيدة العذراء، والعذراء مريم مخلوقة، فما أُخذ منها أعني الجسد فهو مخلوق، وما لم يؤخذ منها أعني اللاهوت هو الخالق الأزلي غير المخلوق . وقد يطرأ على الذهن تساءل خاطئ وهو: هل هذا الجسد المخلوق عندما اتحد بالخالق الأزلي تحوَّل عن طبيعته وأصبح أزلياً؟ معنى الأزلي انه ليس له بداية، وقد اتفقنا أن جسد المسيح له بداية، فكيف أصبح بعد الإتحاد ليس له بداية؟‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍ ‍‍‍‍‌‍‍!!‌‌‌.. هذا ضد العقل والمنطق والتفكير السليم، وأيضاً نقول أن الإتحاد لم يلغِ صفات أحدى الطبيعتين كما سنرى فيما بعد، ويقول البابا أثناسيوس الرسولي ‍" أنتم تقولون بأن الناسوت صار غير مخلوق بسبب إتحاده بالواحد غير المخلوق ‍ ‍‌، ولكن خطأكم هذا سوف يظهر إنه متناقض مع نفسه.. لقد تم إتحاد الناسوت بلاهوت الله الكلمة في أحشاء القديسة مريم، عندما نزل الكلمة من السماء. أي إن الناسوت لم يكن له وجود قبل نزول الكلمة وتجسده.. فإذا قيل أن الناسوت " غير مخلوق " بسب إتحاده بالكلمة غير المخلوق، فكيف نمت القامة، ولماذا لم نره إنساناً كاملاً وتاماً منذ الإتحاد؟ فالذي ينمو ليس إلاَّ مخلوقاً، والإدعاء بأن الذي ينمو في القامة (الناسوت) غير مخلوق كفر وتجديف.. كيف أمكنكم أن تتصوَّروا أن الجسد غير مخلوق؟ وإذا تغيرت طبيعة مخلوقة وصارت غير مخلوقة، ألا يعني هذا أنه يجب أن تصبح غير منظورة، بل تصبح أيضاً عديمة الموت، ليس فقط بعد القيامة، بل تصبح غير قابلة للموت بالمرة؟ فإن صح تصوُّركم فكيف يمكن أن نقول أن الرب مات مادام قد تغيَّر ناسوته وصار غير مخلوق عندما ظهر على الأرض؟.. بل كيف أمكن لمسه..؟ " (1) إن السبب في رفض البعض للقول بأن جسد المسيح مخلوق هو الحساسية المفرطة ضد البدعة الأريوسية، ولكن يا أحبائي من ناحية أخرى لو قلنا أن جسد المسيح غير مخلوق فمعنى هذا انه لم يشابهنا في كل شئ، لأن جسده لم يتخذه من نفس عجينة البشرية.
2.2. خادم 23 ديسمبر 2016 - 20:50 بتوقيت القدس
طالب التفسير: سؤالك غلط
قال الكتاب إن الله [أَخْلَى نَفْسَهُ، آخِذًا صُورَةَ عَبْدٍ، صَائِرًا فِي شِبْهِ النَّاسِ] فيليبي 7:2 أي أن الله تجسد لكن بدون وراثة الخطيئة الأصلية. لا يوجد مسيحي واحد ليقول (يسوع ولد ثم أصبح ربًّا) لتسألنا (كيف يكون ربا وهو مولود) فالسؤال الصحيح: كيف وُلِدَ الرب؟ والجواب أن الله القادر على كل شيء أخذ صورة إنسان، ما عدا الخطيئة، فولد من السيدة العذراء كما تنبأ عنه الكتاب، لكن بدون أن يترك شؤون الكون، هذا التجسد لكي يفدي البشر إذ ورث البشر خطيئة آدم وأجرة الخطيئة موت أبدي، فالبشر بحاجة إلى فداء للخلاص من الموت الأبدي على أن يكون الفادي من قيمة المفدي، لا يجوز فداء الإنسان بحيوان لأن الحيوان أقل قيمة من الإنسان. كانت الذبائح في العهد القديم رموزًا للذبيحة الحقيقية (السيد المسيح) ولتقريب الصورة إلى ذهنك: رئيس دولتك ربّ أسرة في الوقت نفسه يرعاها ويبذل من أجلها جهدا ووقتا بدون أن يتخلّى عن منصبه ومن الممكن أن يدير مؤسسة له أيضا وقد يستريح وقد يذهب في إجازة لكنه باق في منصبه وصوره في السفارات باقية وقد ينزل إلى مستوى مدير مدرسة فترة معينة وقد يمارس مهنة الطب وهو رئيس الدولة. إن إلهنا إله محبّ حنّان تنازل من أجل البشر لأنه أحب البشر وليس لأن البشر مستحق هذا التنازل، حاشا إلهنا أن يكون صنما موضوعا في كعبة تتجه إليها الأبصار عند الصلاة أو أن يكون لغزا أو متكبرا أو ماكرا أو مضلا حاشا. علما ان الفقه الاسلامي لا يعارض قضية التجسد، على رغم محاولة "محمد" تشويه صورة الله في القرآن لمصلحته الشخصية والأدلة كثيرة منها بعض الأسماء "الحسنى" ومنها مسخرة الناسخ والمنسوخ. أما الصورة الأوضح فتجدها في الكتاب المقدس من الألف إلى الياء والتفسير المسيحي متوفر. تفضل: http://www.injeel.com/Read.aspx