ما هي الكنيسة؟

يتبادر الى أذهان الكثيرين عندما يسمعون كلمة كنيسة أنها عبارة عن مبنى الكنيسة الفخم الضخم ذو الأسوار المرتفعة والمنارة العالية التي يعلوها الصليب الجميل، المبنى المحلّى بالنقوش المعمارية من الخارج...
24 نوفمبر 2016 - 22:02 بتوقيت القدس

يتبادر الى أذهان الكثيرين عندما يسمعون كلمة كنيسة أنها عبارة عن مبنى الكنيسة الفخم الضخم ذو الأسوار المرتفعة والمنارة العالية التي يعلوها الصليب الجميل، المبنى المحلّى بالنقوش المعمارية من الخارج والمزين بأبهى المناظر والأثاث من الداخل.

وربما يذهب تفكير البعض الى أنه المكان الذي تشعر فيه بالوقار والهدوء والخشوع لأنه مرتبط في التفكير بالصلاة والعبادة والقرب من الله. لكن الكنيسة هي أكثر من ذلك بكثير.

كنيسة المسيح هي الحجارة الحية

فمعنى الكنيسة نراه مذكور أول مرة في الكتاب المقدس في العهد القديم في سفر الخروج بعد خروج الشعب من أرض مصر واعتزالهم العبادات الوثنية السائدة في ذلك العصر. عندما طلب الرب من موسى تقديم خروف الفصح "ويكون عندكم تحت الحفظ الى اليوم الرابع عشر من هذا الشهر. ثم يذبحه كل جمهور جماعة اسرائيل في العشية" (خروج 12: 6). وهذا المعنى إستخدمه القديس اسطفانوس في عظته الشهيرة في سفر اعمال الرسل " هذا هو الذي كان في الكنيسة في البرية مع الملاك الذي كان يكلمه في جبل سيناء ومع آبائنا" (اعمال 7: 38).

ايضًا هي الجماعة المدعوة الى الخروج أو الاعتزال أي المختارين من العالم ونجد هذا المعنى مذكور ومتكرر في أسفار الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد. فنجد بطرس الرسول في رسالته الأولى يكتب "بطرس رسول يسوع المسيح الى المتغربين من شتات بنتس وغلاطية وكبدوكية واسيا وبيثينية المختارين".

الكنيسة العامة تشمل كل المؤمنين الحقيقين بالمسيح يسوع في كل زمان ومكان، الذين يجتمعون تحت اسم ورئاسة الرب يسوع المسيح وهم المغسولون بدمه الكريم واعتمدوا على اسمه المبارك. وكذلك، هم المؤمنين الذين رقدوا في الرب. بدأت كنيسة العهد الجديد يوم الخمسين وتستمر حتى الاختطاف للمسيح.

الكنيسة جسد المسيح يقول بولس الرسول في رسالة أفسس "وأخضع كل شيء تحت قدميه وأياه جعل رأساً فوق كل شيء للكنيسة. التي هي جسده ملَ الذي يملأ الكل في الكل" (افسس2: 22، 23).

جسد المسيح ممثل في جميع المؤمنين باسمه. ويتكون من جزئين:
الكنيسة الكونية الجامعة هي الكنيسة التي تتكون من كل الذين لهم علاقة شخصية مع الرب يسوع المسيح "لأننا جميعا بروح واحد أيضاً أعتمدنا الى جسد واحد، يهودًا كنا أم يونانيين، عبيدًا أم أحرار وجميعنا سقينا روحا واحدًا" (كورنثوس الأولى 12: 13). فكل مؤمن حقيقي هو جزء من جسد المسيح. فكنيسة الله الحقيقية هي ليست طائفة أو بناية، فتدعي جامعة لوجودها وانتشارها في كل العالم.

جماعة المؤمنين في مكان معين مثل كنيسة أورشليم "ولما حضروا الى أورشليم قبلتهم الكنيسة والرسل والمشايخ، فأخبروهم بكل ما صنع الله معهم" (اعمال 15: 4). وايضاً " وكان في انطاكية في الكنيسة هناك أنبياء ومعلمون برنابا وسمعان الذي يدعى نيجر.." (أعمال 13: 1). 
تشير كذلك الى فئة صغيرة تجتمع للعبادة في بيت أحد المؤمنين، مثل الكنيسة التي في بيت إكيلا وبرسكلا وبيت فيلمون. أساسها الايمان بالمسيح ابن الله الحي. حيث خاطب السيد المسيح بطرس عندما أعترف أنه أبن الله الحي " وأنا أقول لك أيضاً، أنت بطرس وعلى هذه الصخرة أي الأيمان أبني كنيستي وأبواب الجحيم لن تقوى عليها "(متى 16: 18). ويكتب بولس الى أهل كورنثوس "حسب نعمة الله المعطاة لي كبناء حكيم قد وضعت أساساً وآخر يبني عليه " (1 كورنثوس 3: 10).

القاب الكنيسة

وجد عدة اسماء كتابية للكنيسة، وهي تنطبق على المؤمنين وعلى الكنيسة المحلية أيضاً.

  1. كنيسة الله "لأني أصغر الرسل أنا الذي لست اهلاً لأن أدعي رسولاً لأني اضطهدت كنيسة الله"(1كورنثوس9:15). توضح ملكية الله لها.
  2. كنيسة المسيح "سلموا بعضكم على بعض بقبله مقدسة. كنائس المسيح تسلم عليكم"(رسالة رومية 16:16). توضيح العلاقة بين الكنيسة ومؤسسها.
  3. عروس المسيح في مَثَل العذارى الحكيمات. شبه الرب يسوع نفسه بالعريس ويؤكد هذا المعنى بولس الرسول ويقول "فإني أغار عليكم غيرة الله لأني خطبتكم لرجل واحد عذراء عفيفة للمسيح" (2 كو 11: 2). وهذا لتوضيح العلاقة بين الكنيسة ومؤسسها.
  4. جسد المسيح "التي هي جسده ملَ الذي يملأ الكل في الكل" (افسس 1: 23) لتوضيح الطريقة التي بها يبعث الرب حياته بأعضائه.
  5. هيكل الله " أما تعلمون انكم هيكل الله وروح الله يسكن فيكم " (1 كو 3: 16). لتبرز إنها مسكن الروح القدس، والمؤمنون ككهنة مقدسون واحجار حية يجتمعون كهيكل مقدس.
  6. قطيع الله "ولي خراف أخر ليست من هذه الحظيرة ينبغي أن آتي بتلك ايضاَ فتسمع صوتي وتكون رعية واحدة وراع واحد "(يوحنا 16:10). وبطرس الرسول يقول "لأنكم كنتم خراف ضالة لكنكم رجعتم الآن الى راعي نفوسكم وأسقفها " (ا بطرس 2: 25).
  7. بيت الله "ولكن أن كنت أبطئ فلكي تعلم كيف يجب ان تتصرف في بيت الله الذي هو كنيسة الله الحي عمود الحق وقاعدته" (1 تيموثاوس 3: 15).

لسؤال لك الأن، هل تمتعت بفداء المسيح العظيم لكي تكون في جسد المسيح أي في كنيسته، وهل اصبحت من رعية المسيح الذي يرعى نفوسنا ويعتني بنا واصبحت من عروس المسيح المستعد لملاقاة العريس الرب يسوع، الذي أشترانا بدمه الغالي الثمين لكي ينقذك من الأبدية التعيسة مع إبليس؟

أقبل اليه الأن لكي تكون من أهل بيت الله ولك مكان في سماه. أمين  

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا
التعليق على مسؤولية المعلق فقط وهو ليس بالضرورة رأي الموقع
1. متجدد 25 نوفمبر 2016 - 14:42 بتوقيت القدس
الكنيسة لم تذكر في العهد القديم بتاتا الكنيسة لم تذكر في العهد القديم بتاتا
1.1. Daniella 25 نوفمبر 2016 - 22:59 بتوقيت القدس
الكنيسة مذكورة معنويا لا حرفيا في سفر اللاويين 23 وغيره
كورنثوس الثانية 6 الذي جعلنا كفاة لأن نكون خدام عهد جديد. لا الحرف بل الروح. لأن الحرف يقتل ولكن الروح يحيي. قال الرب في إنجيل متى 18 20 حيثما اجتمع اثنان او ثلاثة باسمي فهناك أكون في وسطهم. سفر اللاويين الأصحاح 23 1 وكلّم الرب موسى قائلا: 2 كلّم بني اسرائيل وقل لهم: مواسم الرب التي فيها تنادون محافل مقدسة. هذه هي مواسمي: 3 ستة ايام يعمل عمل، واما اليوم السابع ففيه سبت عطلة محفل مقدس. عملا ما لا تعملوا. انه سبت للرب في جميع مساكنكم. أكمل قراءة الأصحاح.
1.2. ابن المسيح 26 نوفمبر 2016 - 18:04 بتوقيت القدس
شكرا على المقال
رد إلى الأخ الحبيب رقم 1)ففي العهد القديم كان لله شعب – كانت له أمّة بين الأمم – كان له إسرائيل بين الشعوب. وكان هذا الشعب في علاقة ينظمها عهد مع الله. لكن هذا الشعب لم يكن هو الكنيسة التي لها مع المسيح علاقة أكثر قرباً وأوفر بركة مما كان لإسرائيل. إن الأمة الإسرائيلية وصفت مرة واحدة فقط في العهد القديم بوصف "الكنيسة في البرية" (أع7: 38) حيث كانت تلك الأمة يمكن أن توصف بحق أنها "جماعة مدعوين" من أرض مصر. لكن ما أكبر التباين بين تلك الجماعة في البرية وبين كنيسة العهد الجديد الكنيسة الحقيقية. وفي العهد القديم نجد ظلالاً ورموزاً للكنيسة. فزوجة يوسف، وزوجة موسى، والخيمة نفسها التي كانت مسكناً لله، كلها كانت رموزاً لها. أما كنيسة الله نفسها فلم توجد في ذلك الوقت. على أن كنيسة الله كانت دوماً في فكر الله وموضوع مقاصده من قبل تأسيس العالم. كانت هي "السر المكتوم منذ الدهور في الله" (أفسس 3: 9) وكانت سراً مكتوماً في الأزمنة الدهرية ولكن ظهر الآن وأُعلم به جميع الأمم" (رو16: 25 و26). ونجد كلمة كنيسة "إكليسيا" لأول مرة في العهد الجديد في إنجيل متى ص 16: 18. لما قال الرب لبطرس "أنت بطرس (وكلمة بطرس في اليونانية Petros ومعناها صخيرة أو صخرة صغيرة أو حجر) وعلى هذه الصخرة (في اليونانية Petra ومعناها صخرة) أبني كنيستي". وهنا نرى الكنيسة أمراً مستقبلاً ولم تكن قد بنيت بعد لأن الرب قال: وعلى هذه الصخرة "سأبني " أي مستقبلاً وليس "بنيت"، والنسخ الأصلية وكذلك أغلب الترجمات والدارسون يتفقون في كونها وردت "سأبني" بخلاف ما يعلّم به البعض. والإشارة التالية عن الكنيسة نجدها في مت 18: 17 حيث نقرأ تعليم الرب من جهة الخطاء الشخصية والتأديب الكنسي وهذا أيضاً كان تعليماً يقصد به زمان مستقبل لأنه واضح أنه إذا كانت هناك مشكلة أخ أخطأ ضد أخيه في أيام وجود الرب مع تلاميذه فمثل هذه المشكلة كانت تعرض عليه هو. ولا نجد بخلاف ما تقدم أية فصول كتابية عن الكنيسة حتى نأتي إلى يوم الخمسين في أعمال 2 الذي هو تاريخ ميلاد الكنيسة. ولما كان الرب على الأرض لم يكن يجمع أو يكوّن كنيسة بل هو قدّم نفسه لإسرائيل كالمسيح الملك الحقيقي، وجمع لنفسه من المؤمنين الحقيقيين والتلاميذ، بينما رفضه رؤساء اسرائيل وأمعنوا في رفضه. هؤلاء المؤمنون الأمناء كانوا أتباعاً للمسيح أفراداً ومنهم تكونت نواة الكنيسة عند تأسيسها في يوم الخمسين. في ذلك اليوم اعتمدوا جميعاً بالروح النازل من السماء إلى جسد واحد للمسيح وصاروا متحدين بمخلصهم الممجد في الأعالي كما هو مكتوب: "لأننا جميعنا بروح واحد أيضاً اعتمدنا إلى جسد واحد يهوداً كنا أم يونانيين عبيداً أم أحراراً وجميعنا سقينا روحاً واحداً" 1 كو 12: 13. هؤلاء المؤمنون لم يبقوا بعد مؤمنين أفراداً بل صاروا جسداً مترابطاً، جسداً للمسيح وأعضاء بعضهم لبعض، مرتبطين معاً بروح الله الذي يسكن الآن فيهم. كانت هذه هي بداية كنيسة الله الحي. وهذه هي الكنيسة – جسد يجمع المؤمنين الحقيقيين بالمسيح والمعتمدين بروح الله إلى جسد للمسيح والمرتبطين بالرب وببعضهم البعض بنفس الروح. وسيأتي تفصيل ذلك بعد قليل. ومن هذا يتبين أن ما يعلم به البعض من أن الكنيسة بدأت بيوحنا المعمدان هو تعليم خاطىء تماماً وغير كتابي. كذلك خطأ ما جرت به الألسن من تسمية المنشآت الدينية وأماكن ممارسة الشعائر الدينية بالكنائس. لأن الكنيسة بحسب الكتاب ليست بناء مادياً. بل هو جسد يجمع جماعة من المؤمنين الذين فيهم حياة الله – وهم حجارة حية، يكونون هيكلاً مقدساً في الرب كما هو مكتوب "مبنيين على أساس الرسل والأنبياء ويسوع المسيح نفسه حجر الزاوية. الذي فيه كل البناء، مركباً معاً، ينمو هيكلاً مقدساً في الرب. الذي فيه أنتم أيضاً مبنيون معاً، مسكناً لله بالروح". وأيضاً "كونوا أنتم أيضاً مبنيين كحجارة حية، بيتاً روحياً، كهنوتاً مقدساً، لتقديم ذبائح روحية مقبولة عند الله بيسوع المسيح" (أف 2: 19 – 22، 1 بط 2: 5). وهذا الحق سنتكلم عنه بأكثر إفاضة فيما بعد. واجتماع المؤمنين معاً في أي مكان معيّن يشكّل كنيسة حقيقية. والمكان الذي يضمهم معاً ما هو إلا مكان الاجتماع سواء كان منزلاً أو قاعة أو معبداً أو أي مبني مطبوع بطابع ديني خاص. الآن وقد تكلمنا كثيراً عن ما ليس هو الكنيسة، نريد أن نتقدم لنتكلم عن الوجهة الإيجابية – عن ما يقوله الكتاب عن ماهية الكنيسة. "المدعوون خارجاً" إذا نحن عدنا إلى معنى كلمة "إكليسيا" نلاحظ أن كنيسة الله الحي هي جماعة مدعوين – جماعة مدعوّة من العالم – دعاهم الله لنفسه بإنجيل نعمته، وهم قبلوا هذا الإنجيل والمخلّص الذي يقدمه. فهم إذن منفصلون عن العالم، والكتاب يصفهم بالقول "المقدسين في المسيح يسوع" (1كو 1: 2) أي المُفرزين في المسيح. يتفق مع هذا ما قاله يعقوب في أعمال 15: 14 "سمعان قد أخبر كيف افتقد الله أولاً الأمم ليأخذ منهم شعباً على أسمه". هذا هو عين ما تعنيه كلمة كنيسة – فهي شعب مأخوذ من الأمم لأجل اسمه بواسطة عمل روح الله القدوس. ولو أن الكنيسة تحققت ذلك لما وطًنت نفسها في العالم، ولما صارت عالمية في التفكير، ولظلت كما ينبغي أن تكون حقاً مفترزة عن العالم، محتفظة بصفتها السماوية كجماعة مدعوة للمسيح المرفوض من العالم وهو الآن في المجد. ونظرة إلى أعمال 2 ترينا المؤمنين جماعة منفصلة انفصالاً حقيقياً. فإن المائة والعشرين نفساً كانوا مجتمعين معاً في العلية، بعيداً عن العالم الذي صلب مخلصهم، مواظبين على الصلاة بنفس واحدة. وحينئذٍ نزل الروح القدس من السماء وملأهم جميعاً وطفقوا يخبرون بألسنة جديدة عن عظائم الله. ووقف بطرس يومئذ يكرز للجموع بيسوع المسيح وينادي لهم أن يتوبوا وأن يعتمد كل واحد منهم على إسم يسوع المسيح ليخلصوا من ذلك الجيل الملوي، بأن يؤمنوا بالمسيح وينفصلوا عن الأمة التي رفضته. والذين قبلوا كلامه اعتمدوا وكانوا نحو ثلاثة آلاف نفس ثم انضموا إلى الجماعة المنفصلة.. وهكذا بدأت كنيسة الله_ الكنيسة المدعوة خارجاً.