الاقتباس والتأليف وراء لغز شبهة التحريف – 1 من 3

الحقيقة في أفواه الإسلاميين وفي أذهانهم، هي أن كلاً من التوراة والإنجيل خال من التحريف، إذ لا يستطيع مخلوق أن يحرف كلام الله، وأن جميع اقتباسات محمد قد تم العثور عليها في الكتب التي ظن أنها من كلام...
30 مايو 2016 - 02:07 بتوقيت القدس

لقد مضى على نشر المقالة المذكور رابطها تحت (1) أيام عدّة. والمعلِّقون على فيسبوك موقع لينغا يحاولون أن يصدعوا رأسي بشعارات فارغة لا دليل على واحد منها ولا برهان إلّا قولهم (لا إله إلّا الله) فقلت ما معناه أنّ من الإفلاس التهرّب من الأسئلة الموجَّهة إليهم ورمي الكرة في ملعب المسيحيّين. ومن بينها التساؤل المنطقي التالي- تعليقًا على تفسير الطبري: [أمّا الأجدر بالذكر هو أنّ محمّدًا جعل قول جدّ بن قيس (ائْذَنْ لي ولا تَفْتِنِّي) ممّا أوحِيَ به إليه في القرآن. فهل الذي قال (ائْذَنْ لي ولا تَفْتِنِّي) هو الله عزّ وجلّ- حاشا الله ممّا افترى عليه مؤلِّف القرآن- أم أنّ جدّ بن قيس هو القائل في حديثه مع محمد؟ أين ذهبت عقول السواد الأعظم من المسلمين؟] انتهى. والقصد أن هذا أحد البراهين على أنّ القرآن ليس من الله. والوقوف أمام قضاء عادل يتطلّب شهادتين بأقلّ تقدير. فهل في القرآن مقولة أخرى قالها صحابيّ فجعلها مؤلِّف القرآن ممّا أوحِيَ به إليه؟ والجواب: بل مقولات. ومنها التالي: 

[أخرج البخاري وغيره، عن أنس قال: قال عمر: وافقت ربي في ثلاث. قلت: يا رسول الله لو اتخذنا من مقام إبراهيم مصلى؟ فنزلت: وَاتَّخِذُوا من مقام إبراهيم مصلى (البقرة: 125) وقلت: يا رسول الله، إن نساءك يدخل عليهن البر والفاجر، فلو أمرتهنّ أن يحتجبن؟ فنزلت آية الحجاب. واجتمع على رسول الله- ص- نساؤه في الغيرة، فقلت لهنّ: عسى ربه إن طلّقكنّ أن يبدله أزواجًا خيرًا منكنّ (التحريم:5) فنزلت كذلك]- والمزيد في كتاب السيوطي "الإتقان في علوم القرآن"- النوع العاشر فيما أنزل من القرآن على لسان بعض الصحابة.

ـــ ـــ

أدلّة على اقتباس مؤلِّف القرآن من التوراة والإنجيل- مقدّمة

إنَّ ما سمّيته اقتباسًا، تأدّبًا، سُمِّيَ في زماننا سرقة أدبيّة، لأنّ محمّدًا تجاهل ذكر المصدر الذي اقتبس منه. أمّا الأدلّة فهي قطعًا موجودة والمسيحي صادق في ادّعائه، لأن الله أوصاه بالصدق والكمال ونهاه عن الكذب وأنّ مخافة الله عنده فوق كلّ اعتبار. فإذ زعم أحد النّقّاد، بعد اطّلاعه على الأدلّة التالية وغيرها، أنّ مصدر الوحي بالكتاب المقدَّس وبالقرآن واحد فقد قدّمت حتّى الآن خمس عشرة وقفة بين الكتاب المقدَّس وبين غيره، أثبتت براهينها بطلان زعمه، أي أنّ مصدر الوحي بالثاني مختلف عن مصدر الوحي بالأوَّل.

عِلمًا أنّ محمَّدًا اقتبس بوضوح لا ريب فيه من التوراة ومن الإنجيل معًا. ولا يعرف غالبية البشر لغز هذا الاقتباس، لكنّي ألخّص ما توصّلت إليه بالتالي: أصغى محمد طوال حياته إلى روايات توراتية ونبويّة (من أسفار الأنبياء) وإنجيليّة وإلى الشعر؛ من اليهود ومن النصارى ومن منشقّين عن الكنيسة. وأصغى أيضًا إلى روايات أسطورية من أهل العبادات الوثنية والزرادشتية. سواء خلال تواجده في شبه الجزيرة العربية وخلال رحلاته التجارية إلى الشام وجهات مصر الشرقية. والروايات كثيرة؛ منها المدوَّن في الكتاب المقدَّس الذي بين أيدينا اليوم- فيما يأتي- ومنها المدوَّن في التلمود (كتاب تفسير التوراة) كقصة إبراهيم التي فيها رواية تكسيره الأصنام وفيها أيضا ما معناه الذي صاغه محمد بأسلوبه قائلا: (قلنا يا نار كوني بردًا وسلامًا على إبراهيم)- الأنبياء:69 ومنها المدوَّن في كتب الهرطقات الغنّوسيّة التي فيها ما معناه: (وما قتلوه وما صلبوه ولكن شُبِّه لهم)- النساء:157 [شاهد-ي حلقة سؤال جريء: 4 صلب المسيح بين الإنجيل والقرآن- المذكور رابطها تحت (2) وضيف الحلقة الراحل د. رأفت عمّاري، الخبير في التاريخ القديم] ومنها المدوَّن في كتب منحولة تحمل اسم الإنجيل لكنّ الواحد منها لم يكن إنجيلًا رسميًّا، كإنجيل يعقوب وإنجيل بطرس وإنجيل توما، والثلاثة أبرياء ممّا نُسِبَ إليهم لأنهُمْ من تلاميذ المسيح! فإذ حلّ الروح القدس على جميع التلاميذ (أعمال الرسل 2: 1-4) في اليوم الخمسين من صعود المسيح إلى السماء، فمن المستحيل أن كتب أحدهم ما خالف الكتاب المقدَّس الذي بين أيدينا اليوم. والمهمّ أنّ محمّدًا اقتبس ضمنيّا قصة ولادة السيد المسيح التي في سورة مريم، من روايات هذه الكتب، ظنًّا منه أنها من الإنجيل، أو تعمّد اعتبارها ممّا "أنزل" في الإنجيل؛ لكي يخالف روايات الإنجيل بما اقتبس، لغاية ما كانت في نفسه، نظرًا إلى أن محمّدًا قصد مخالفة أهل الكتاب في كل شيء ما استطاع إليها سبيلا، حتّى منع أتباعه من السعي وراءهم ومن التشبّه بتقاليدهم (ممّا في تفسير الأنعام:153) ومنها المدوَّن في كُتُب التّراث المسيحية التي اقتبس من أحدها قصة أصحاب الكهف (ممّا في القسم الثاني من هذه المقالة) ومنها المدوَّن في مصادر أخرى، لكنها خارج اهتمام هذه المقالة. عِلمًا أني اعتبرت "التنزيل" من الخرافات ولهذا وضعته بين مزدوجين، إنما الصحيح عندي هو وحي الروح القدس لكاتب السفر المقدَّس فيرشده إلى تدوين الصحيح. هكذا كتب موسى النبي التوراة وهكذا دُوِّنت سائر كتب الأنبياء وهكذا دَوَّن الإنجيليّون الثمانية الإنجيل.

والمّهمّ أنّ محمَّدًا، بافتراض توفّر حسن النّيّة عنده حينما اقتبس من الروايات، ظنّ أنّ جميع المنسوب منها إلى التوراة هو من التوراة، والحقيقة أنها لم تكن جميعًا من التوراة. كما ظنّ أنّ جميع المنسوب منها إلى الإنجيل هو من الإنجيل، والحقيقة أنها لم تكن جميعًا من الإنجيل. وتاليًا امتدح التوراة والإنجيل بأنّ في كل منهما هدًى ونورًا ممّا في سورة المائدة: 44 و46 والقارئ العادي يجهل أيّة توراة قصد محمّد في مدحه ويجهل أيّ إنجيل. قطعًا لم يمتدح التوراة التي بين أيدي اليهود اليوم ولا الإنجيل الذي بين أيدي المسيحيّين اليوم، إنما امتدح التوراة والإنجيل اللذين فصّلهما على مقاس دعوته، جاعلًا نفسه مهيمنًا عليهما (انظر-ي تفسير المائدة:48) بصفته "نائبًا عن الله" على الأرض، ممّا سأبيّن في القسم الثالث. فالحقيقة المرّة، في أفواه الإسلاميّين وفي أذهانهم، هي أن كلًّا من التوراة والإنجيل خالٍ من التحريف، إذ لا يستطيع مخلوق أن يحرّف كلام الله، وأن جميع اقتباسات محمد قد تمّ العثور عليها في الكتب التي ظنّ أنها من كلام الله، أو اعتبرها هكذا، إمّا لاختلاط المقدَّس عليه من الروايات التي تُلِيَت عليه بكرةً وأصيلًا مع غير المقدَّس منها، أو أنّه قصد الخلط خدمة لدعوته، سواء أشاء أهل الكتاب أم أبوا وكلّ من اعترض عليه بشيء بات عدوًّا لله ورسوله وجزاؤه في المائدة:33

ـــ ـــ

لا لوم على يهود ذلك الزمان ولا على نصاراه

كيف يلوم الأخ المسلم يهود ذلك الزَّمان ونصاراه على تكذيب زعم محمد بأنّ الله أوحى إليه وأدلّة الاقتباس موجودة في كتبهم قبل ظهور محمد بقرون طويلة؟
وبعبارة أخرى: كيف حاول محمد إقناع أهل الكتاب بالقرآن على أنّه (تنزيل رب العالمين) ممّا في سورة الشعراء وفي غيرها وفي القرآن مقولات مرصودة، معيّنة بدقّة، مقتبسة مِن الكتاب المقدَّس، ومِن غيره، إمّا حَرفيًّا أو معنويًّا؟ ففي الاقتباسات التالية دلالة واضحة على ثلاثة مصادر ممّا اعتمد محمد، قصدت في عرضها تأثّر محمد بثقافة زمانه- كما تقدّم- وإلقاء ضوء على طريقة تعامله مع النصوص المقدَّسة وغير المقدَّسة. عِلمًا أنّه ظنّ يقينًا بأن الله أوحى إليه وأنّه خاتم الأنبياء، بل ظنّ أن الله خوّله ما لم يخوّل غيره من قبل، وأن الله عصمه عن الخطأ وغفر له ما تقدّم من ذنوب وما تأخّر. وأسباب هذا الظّنّ حالة مَرَضيّة، من الضروري إحاطة المسلمين علمًا بها لعلّهم يستنتجون استحالة أن يرسل الله رسولًا مريضًا إلى الناس، مصابًا بدماغه، فيدركون السّرّ ما وراء الارهاب المحمدي سواء في القرآن وفي الحديث وفي السّنّة. لذا سأفصّلها في القسم الثالث من المقالة نقلًا عن "الشخصية المحمديّة" للرصافي- عن السيرة الحلبية وعن صحيح مسلم.

وبالمناسبة؛ قال يزيد بن معاوية، على وزن بحر الرَّمَل في عِلم العروض، ممّا ذكر الطبري في تاريخه 8/187 ما دلّ على إنكار يزيد نزول وحي على محمد وعلى خروجه تاليًا عن مِلّة الاسلام- حسب البيت الأخير:

ليت أشياخي ببدر شهدوا – جزع الخزرج مِن وقع الأسَلْ
قد قتلنا القَرم (3) مِن ساداتكمْ – وعَدَلنا مَيل بَدر فاعتدلْ
فأهَلّوا واستهَلّوا فرحًا – ثم قالوا يا يزيدًا لا تسَلْ
لستُ مِن خَندفَ (4) إن لم أنتقمْ – مِن بني أحمد ما كان فعلْ
لَعِبتْ هاشِمُ بالمُلْك فلا – خَبَرٌ جاء ولا وحيٌ نَزَلْ
وفي رواية: ليت أشياخي ببدر حضروا.

وحكى أبو الحسن الماوردي في "أدب الدنيا والدين" أنّ الخليفة الأموي الوليد بن يزيد بن عبد الملك بن مروان تفاءل يوماً بالمصحف، فخرج له قوله: (واستفتحوا وخاب كل جبار عنيد)- ابراهيم:15 فمزّق المصحف وأنشأ قائلا- على وزن بحر الوافر:
أتوعدُ كلّ جبّار عنيدٍ – فها أنا ذاك جبارٌ عنيدُ
إذا ما جئتَ ربَّكَ يومَ حَشرٍ – فقلْ يا ربّ مزّقني الوليدُ

وذكر أبو العباس محمد بن يزيد المُبَرِّد (210 – 285 هـ) أن الوليد ألحد في شعر له ذكر فيه النبي وأن الوحي لم يأتِهِ عن ربه، ومن ذلك الشعر- على وزن الوافر أيضا: 

تلاعب بالخلافة هاشميٌّ – بلا وحيٍ أتاه ولا كتابِ
فقلْ لله يمنعني طعامي – وقل لله يمنعني شرابي

وتعليقي؛ إذا كان إنكار وحي الله إلى محمد شأن اثنين من خلفاء المسلمين، بالدليل والبرهان، فما بالك بالعامّة من الناس، ولماذا يستمرّ تطبيق حدّ الرّدّة على "أولاد الخايبة" من الناس؟ هل هذان الخليفتان معصومان عن الخطأ "أيضًا" أم أنّ الله سيغفر لهما مُلقيًا ذنوبهما على "الكفّار" ممّا في صحيح مسلم- باب التوبة؟ فعن أبي موسى؛ قال محمد: (إذا كان يوم القيامة دفع الله عزّ وجلّ إلى كل مسلم يهوديًّا أو نصرانيًّا فيقول هذا فَكاكُك من النار) ومعنى الفَكاك: الخلاص والفداء. فإذا كان الله غفورًا رحيمًا إلى هذه الدرجة فلماذا لا يقتدي به شيوخ الإسلام من أهل إقامة الحدود على الناس البسطاء فيرفعون حدّ الرّدّة عنهم؟ فإذْ صحّ هذا الحديث، إذ رواه مسلم في صحيحه، فهو من الأمثلة على كمّ الحقد الذي ملأ قلب الرجل المدعوّ محمّدا. لاحظ-ي أن ربّ محمد سيُلقي ذنوب المسلمين يوم القيامة على اليهود والنصارى- عبدة الله- وليس على الوثنيّين. 

وحديثًا؛ قال السيد أحمد القبانجي في إحدى محاضراته المسجّلة على يوتيوب ما معناه أنّ في نسب القرآن إلى الله إساءة إلى الله. وقد قرأت له التالي أيضًا- بتحفّظ: (وجدان "النبي" هو مصدر القرآن وليس الله عزّ وجلّ، فالنبي صادق ولم يختلق القرآن ولم ينسبه زورًا الى الله بل توهّم أنّ القرآن من الله) انتهى.

ـــ ـــ

من البراهين على اقتباسات محمد

يلاحَظ في البداية اقتباس محمد أسماء بعض السور من رموز توراتية وإنجيلية؛ إذا كانت أسماء السور بتوقيف منه، قيل إنّ بعضها بتوقيف المسلمين. فالبقرة مقتبسة من بقرة التوراة الحمراء التي في لونها إشارة إلى سفك دم المسيح على الصليب، لكنّ محمّدًا جعلها صفراء. وعمران معرَّب عن عمرام والد موسى النبي. وفي "المائدة" تحريف في قصّة السيد المسيح عن معجزة تكثير الخبز والسمك، نقلها محمد من أحد الكتب المنحولة أو الغنّوسيّة. ويونس معرَّب عن يونان نبي السفر المسمّى باٌسمه في العهد القديم. ويوسف وإبراهيم غنيّان عن التعريف ممّا في التوراة. والكهف مقتبس من قصّة مسيحية من التراث المسيحي ما قبل الإسلام، ممّا في القسم الثاني من المقالة. ومريم- السيدة العذراء- غنيّة عن التعريف. 

إليكم-نّ الآن أربعة براهين على اقتباس محمد من التوراة ومن الإنجيل:
الأوّل؛ ذكر محمد في القرآن قصّة الذبيح التوراتية فجعله إسماعيل عوض إسحاق الثابت في التوراة والموثّق [شكرًا للشيخ الشنقيطي على تأكيده ببرهان منطقي أنّ المفدي حسب القرآن هو إسماعيل، وسط اختلاف مفسِّري القرآن بينه وبين إسحاق، والمزيد في مقالتي (5) المذكور رابطها أدنى] وأغلب الظّنّ أنّ محمّدًا أراد تحويل الأنظار عن أمّة بني إسرائيل (6) إلى أمّة العرب، على أنّ لإبراهيم وابنه إسماعيل فضل بناء كعبة مكّة (البقرة:127) في وقت [لم يُذكَر لمكّة وجود في أيّام إبراهيم وإسماعيل في كتب المؤرِّخين]- رَحِم الله د. رأفت عمّاري. هذا لأنّ محمّدًا [نسب نفسه إلى إسماعيل، بعد طول معاناة من مشكلة النسب أمام قريش، إذ وجد في قصّة اسماعيل التوراتية ضالّته]- شكرًا للباحث حامد عبد الصمد- بعدما بارك الله إسحاق، دون إسماعيل، بعد موت إبراهيم (التكوين 25: 11) بينما وُصِف إسماعيل وحشيًّا (التكوين 16: 12) في وقت [لا وجود في التراث الإسلامي لمن استطاع إيصال نسب محمد إلى إسماعيل إطلاقا]- شكرًا لجناب القمّص د. زكريّا بطرس. والمهمّ أن للتوراة فضل معرفة محمد عن الله وعن قصص إبراهيم وإسماعيل وسائر قصص التوراة، ممّا كان يُملى عليه بكرة وأصيلا في مجالس اليهود. ولا يُنسى أيضًا فضل كتب التفسير اليهودية عليه وهي ملحقة بالتوراة، كالتلمود، لكنّها ليست مقدَّسة، ولا يُنسى فضل كتب التراث المسيحية المسمّاة بالمنحولة. فأهل الكتاب المقدَّس يعرفون كتابهم جيّدًا والحقّ عندهم، ليس ممّا عند غيرهم، مهما علا صراخه وثارت ثائرته وعاث فسادًا في الأرض.

والثاني؛ عن قصّة يوسف القرآنيّة: (إذ قال يوسف لأبيه يا أبت إني رأيت أحد عشر كوكبًا والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين)- يوسف:4
وفي التوراة عن قصّة يوسف: {ورأى حُلُمًا آخرَ، فَقَصَّهُ على إخوتِهِ قال: رأيتُ حُلُمًا آخرَ، كأنَّ الشَّمسَ ساجدةٌ لي والقمرَ وأحَدَ عَشَرَ كوكبًا}+ التكوين 37: 9 والمزيد في مقالتي (7) المذكور رابطها أدنى. 
والثالث: (لا تُفَتَّحُ لهم أبواب السماء ولا يدخلون الجنّة حتى يَلِجَ الجَمَلُ في سَمّ الخِيَاط)- الأعراف: 40 
وفي الإنجيل؛ قال السيّد المسيح: {إنّ مرور جمل مِن ثقب إبرة أيسر مِن أن يدخل غنيّ إلى ملكوت الله}+ متّى 19: 24
وفي معجم المعاني الجامع: [الجَمَل: الحبل الغليظ. سَمّ الْخِيَاط: ثقب الإبرة. السَّمُّ: ثُقب ضيِّق كثقب الإبرة. الخِياط: آلةُ الخِياطة، كالإبرة ونحوها] انتهى
والرابع: (وبالوالدين إحسانًا)- الإسراء:23
وفي التوراة: {أكرِمْ أباكَ وأمّك}+ الخروج 20: 12 وهذه من وصايا الله العشر المؤكَّد عليها في التثنية 5: 16 وفي الإنجيل حسب لوقا 18: 20 مرّة وحسب رسالة بولس إلى أفَسُس 6: 2 مرّة وحسب متّى مرّتين وحسب مرقس مرّتين.
وقد اخترت الخامس "قصة أصحاب الكهف" ممّا في القرآن، ما ليس مقتبَسًا من الكتاب المقدَّس، لكن من أحد كتب التراث المسيحيّة. ممّا في القسم الثاني. وفيه أيضا: هل القرآن كتاب عادي؟ و رمي الكرة في ملعب المسيحيّين.

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا
التعليق على مسؤولية المعلق فقط وهو ليس بالضرورة رأي الموقع
1. الكاتب 30 مايو 2016 - 12:12 بتوقيت القدس
على فيسبوك لينغا: التباس البحرين على أهل التأويل وما فوق البعوضة على فيسبوك لينغا: التباس البحرين على أهل التأويل وما فوق البعوضة
معلق من تونس Sami Bouzgarrou القران الكريم المنزل من الله تواصل لما جاء في التورات والإنجيل الأصليين وان كان القران ليس منزلا من الله كما تدعي وقد تم كتابته من قبل سيدنا محمد ص فهناك دلالات علمية مثل البرزخ والبعوضة فما فوقهاالخ الخ الخ. باسم الله الرحمان الرحيم (فائتوا بسورة مثله ان كُنْتُمْ صادقين) صدق الله العظيم، يا اخي تبين الحق من الباطل فان الله يهدي من يشاء الى صراط مستقيم) انتهى الأخ Maher Hindo مشكورًا: ماذا عن البرزخ والبعوضة، هل ممكن ان توضح لنا لكي نكون على بينة. الكاتب: لقد كتبت ما كتبت ببراهين موثّقة لا غبار عليها! أمّا أنت فإن كنت من أنصار أصحاب الإعجاز الوهمي التضليلي المُفلِس في القرآن فهل قرأت تفسير الطبري بنفسك أم آثرت النقل على العقل؟ هل فهِم دعاة "الإعجاز" تفسير سورة الرحمان أكثر من صحابة رسولك ومن الطبري ومن القرطبي...؛ منهم من قال أن البحرين بحر فارس وبحر الروم ومنهم من قال: بحر في السماء وبحر في الأرض. فاختلاف أهل التأويل دليل على غموض القرآن وعلى ضعف البيان فيه- حاشا الله الإيحاء بخزعبلات القرآن. تاليًا؛ لا ذكر لإعجاز علمي في قرآن ولا حديث. أمّا البعوضة فواضح جهل أهل "الإعجاز" باللغة العربية، بل أغبياء يسخر من عقولهم كلّ فقيه فيها! فالمعنى في تفسير الطبري: [يضرب الأمثال صغيرَها وكبيرَها] ليس المقصود بقوله "فما فوقها" وجود كائن حيّ يعيش فوقها- ممّا اكتشف "الكفّار" إنما ضرب البعوضة مثلًا لضعفها- كما ظن محمد وغيره [عن قتادة, قال: البعوضة أضعفُ ما خلق الله] ومعنى ما فوقها: الأعلى منها مرتبة في القوة. أخيرًا فالدعوة موجّهة إليك لاتّباع المسيح الحيّ الذي في السماء وما الأرض سوى جزء صغير جدًّا في رحابها! عِلمًا أن الله أعطاك عقلا لتهتدي به، لا يتدخل الله في خيارك ولا في قرارك، إذا سألت الإله الحقّ يستجيب، لكن حاشا الله أن يضِلّ أحدا.
2. يوسف العسيكري 31 مايو 2016 - 17:30 بتوقيت القدس
الاقتباس والتأليف الاقتباس والتأليف
ما تدعوه دراسة لا يدعو عن كونه حديثا موجها به الكثير من التضليل. فمقالك يستند على أسس يمكن بمناقشتها تباعا تبيان ضلالك وسوء فهمك ولنبدأ واحدة واحدة. 1-إبتدأت بسوء نية مسبقا موجها الحديث حول تكذيب محمد صلى الله عليه وسلم ودفعت بباقي أدلتك المزعومة نحو هذا الاتجاه دون أي فرضية للصدق من الجانب الآخر وهذا كلام غير علمي فكأنك تقول أنا الصواب فقط مما يعطي انطباعا أن تهاجم لتدافع وليس بحثا عن الحقيقة. 2-من النقطة الأولى ابتدأت بدفع أن محمدا صلى الله عليه وسلم اقتبس . ولو وضعت فرضية علمية باحتمال الصدق لقلت أنهما يخرجان من مشكاة واحدة كما اعترف بذلك النجاشي ملك الحبشة وهو من نصارى ذلك الزمان الذين دللت بكلامك عنهم أنهم عرفوا الاقتباس ذلك أن الأغلب لن يبحث عن الحقبقة ببحث موضوعي وإنما بالمشاعر نتيجة البيئة التي تطبعوا عليها. 3-ابتدأت مقالك بالتضليل والكذب أن القرآن لم يقر بتحريف التوراة والانجيل من قبل اليهود والنصارى وهو يصرح بذلك تصريحا واضحا بأكثر من موضع وبالتالي فكل ما بنيته على هذا التضليل باطل ولا يستحق المتابعة العلمية. 4-لو أردت دراسة علمية دقيقة ﻷلفت الكثير من الكتب عن حياة محمد صلى الله عليه وسلم وأخلاقه قبل البعثة وبعدها ولعلمت أنه وقف لجنازة يهودي وقوله نفس هربت مني إلى النار فهو ليس متحاملا ضد اليهود والنصارى كما تدعي وبالقرآن آيات تثني عليهم أما تفاصيل أين ولما فليس المقام لذكرها فالمقام هنا الرد على تعمدك التضليل. 5-لم يكتف القرآن بسرد قصص أنبياء بني إسرائيل فقط بل كذلك غيرهم . 6-كفر بعض خلفاء بني أمية كما ادعيت ليس حجة على الإسلام والقرآن . 7- لكي تكون أكاديميا عليك مناقشة الرسالة التي جاء بها الاسلام أيضا دعوة أن لا إله إلا الله وما هي الرسائل المرسلة ﻷهل الكتاب وهل فعلا هم حادوا عن الرسالة السماوية وما هي براهين الاسلام وقوله بتحريف التوراة والانجيل ودراسة حججه وبراهينه أيضا والرد عليهاإن وجد. 8- تعرضت للاعجاز العلمي بالقرآن والسنة وحاججت بردك على مسألة أو إثنين وهو لوحده يحتاج منك لمؤلف ضخم للرد على كل ما توصل له العلم وبه إشارات قرآنية واضحة كل الوضوح. فعليك أن تقضي عمرك في البحث عن حجج فلسفيةلترد على البراهين القرآنية العلمية. 9-عليك أن تثبت نسب التوراة والاناجيل الموجودة لديكم ﻷنبياء الله موسى وعيسى قبل أن تطعن بكتاب محفوظ نسبة ومعروف مصدره فأقدم الأناجيل لديكم دون بعد أكثر من قرن من رفع المسيح الذي تقول أنه في السماء وهذه عقيدة اسلامية أما عقيدتكم فهي أنه صلب ومات على الصليب مالكم كيف تحكمون. 10-هذا إن أردت البحث عن الحقيقة فهناك الكثير من العمل أمامك وأما إن كانت نيتك غير البحث الحقيقة ومجرد تضليل فإنما عليك إثمك لك ما كسبت وعليك ما إكتسبت فالبحث عن الحقيقة ليس بالمشاعر ولكن بنعمة العقل التي أنعم الله بها علينا . ونصيحتي لك قبل أن تطعن بالقرآن عليك فقط بالرد على ما جاء بمناظرات الشيخ أحمد ديدات ومؤلفاته التي تكشف كذب بعض أهل الكتاب وتحريفهم للكتاب المقدس. *- أدعو الله العلي القدير أن تكون باحثا عن الحقيقة
2.1. الكاتب 31 مايو 2016 - 19:21 بتوقيت القدس
يوسف العسيكري: الأدلّة موجودة أمامك إلّا إذا عميت
سلام السيد المسيح معك. أين التضليل في ما قرأت، هل تعلم أن الكتابة بدون حجة أو دليل محض هراء وأنّ كاتبها يوصف بالعته؟ أمّا مقالاتي فإنها مُحْكمَة بحججها ومتقَنَة بأدائها ومدقّقة لغويًّا وموضوعيًّا. وأمّا المذمّم في قريش المسمّى محمَّدًا فإنه كذّاب 100% وسرقاته مفضوحة أمامك بوضوح، كتبت منها ما يكفي في هذه المقالة، هذا ما وجب عليك مناقشته، بالإضافة إلى بحث السيوطي فيما "أنزل" من القرآن على لسان بعض العصابة. 1. لا توجد مصداقية في أي زعم من مزاعم محمد إلّا المقتبس من الكتاب المقدَّس وغيره حرفيًّا ومعنويًّا بأمانة، أي بدون تحريف، وهذا ممّا ندر. 2. أيّ صدق للكذاب ودليل السرقة موجود وموثَّق، هل تشكو خللا عقليًّا؟ عن أيّة مشكاة تتحدث وقد برهنت في 15 مقالة اختلاف مصدر وحي القرآن عن وحي الكتاب المقدَّس؟ لا تحمّلني مسؤولية جهلك وقلّة اطّلاعك! دعك من النجاشي وما عرض في فيلم الرسالة، أكتب لي حديثا صحيحا يويّد ما زعم النجاشي، لكن إذا صح ما نُسِب إليه فليس قوله حجة على أحد، ذلك كان رأيه ما لا شأن لغيره به. 3 ماذا تعني لك المائدة:44 و46 أمّا تحريف الكلم عن مواضعه فلم يأتِ محمد بدليل عليه بل كان مفتريًا على اليهود وحاقدًا لأنهم فضحوا سرقاته من كتبهم ومريضًا بالصرع. وعلى اليهود اليوم محاسبة المفتري عليهم وعلى التوراة بتقديم أوراقه للمحكمة الدولية. 4 أخلاق محمد رذيلة جملة وتفصيلا، لم أقرأ ما هو أرذل منها في أي كتاب حتى الآن، سواء قبل البعثة المزعومة (ساحر كذّاب في نظر قريش- انتظر مقالاتي اللاحقة) وبعدها. والأدلة من سيرة ابن هشام والسيرة الحلبية والقرآن والصحيحين، منها المذكورة في كتاب الشخصية المحمدية للرصافي. أما تحامل محمد على اليهود فكان حقدًا أعمى لا نظير له، يكفي دليلا ما في خزعبلات القرآن! وأمّا قصة محمد مع اليهودي فليست من الصحيح. لا تحاول اللعب على حبلين، لأني أعرف درجات الحديث المحمدي، وأعرف عن الإسلام ما يفوق تصورك بكثير. 5 لم يحسن القرآن ما سرد عن الأنبياء ولم يعرف شخصيات الأنبياء على حقيقتها بل خلط معهم من لم يكونوا أنبياء- مثالًا: لوط وهارون. 6 صحيح. لكنّ شهاداتهم محترمة لأنهم من خلفاء محمد، لم يكونوا من خلفاء السموأل :-) لقد أضحكتني. 7 دعوة (لا إله إلّا الله) مسروقة من التوراة: {إسمع يا إسرائيل: الرب إلهنا رب واحد} فلم يأت محمد بجديد مفيد. ولا برهان على مزاعم محمد القرآنية وغيرها. محمد إذًا كذّاب ومفترٍ لأن جميع مزاعمه كانت خالية من أي برهان. فالقرآن ليس حجة على أحد. 8 لماذا تضع نفسك موضع سخرية أمام الباحثين عن الحقّ؟ فقد تمّ تفنيد مزاعم الإعجاز القرآني، العلمية منها والبلاغية، سواء في الكتب وعلى الانترنت. ابحث عنها لتتأكد بنفسك. ومنها ما عرض الأخ رشيد في برنامجه الشهير. إليك أحد الروابط عن الإعجاز العلمي المزعوم: سؤال جرئ 259 مراحل تطور الجنين بين العلم والإسلام: الجزء الأول www.youtube.com/watch?v=70qfOT6sdc4 وإليك أحد روابط تفنيد الإعجاز البلاغي: نقد الإعجاز البلاغي - سورة الهمزة www.youtube.com/watch?v=1iEg-JYY3oI 9 اقرإ الإنجيل بنفسك ثم التوراة، من الغباء أن تنتقد كتابًا وأنت لم تقرأه. أمّا صعود السيد المسيح إلى السماء- أيها الجاهل- فمدوَّن في الإنجيل. والإنجيل واحد بتدوين ثمانية؛ في تدوين كل منهم شهادات دعمت ما دوّن الآخر. فأسألك بالمناسبة؛ مَن شهد للقرآن غير صاحبه؟ شهادة أي شخص لنفسه باطلة أمام القضاء. فكِّر بهذا الاتّجاه! 10 من قال لك إني باحث عن الحقيقة، لقد عرفت الحقيقة قبلك وقبل غيرك. عليك أنت البحث وتقصّي الحقائق. أمّا الدجال المهزوم أحمد ديدات فاقرأ مقالتي التي أثبتت دجله ورذالته في الرابط المذكور أدنى https://www.linga.org/varities-articles/ODEyOQ
2.2. محمد نبينا والفخر لينا 01 يونيو 2016 - 11:03 بتوقيت القدس
الرد علي السفهاء
حسبنا الله ونعم الوكيل اتقولون ان القران مفترى من قبل رسول الله فان الله عز وجل يقول فان حاجوك من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندعوا ابناءنا وابناءكم ونساءنا ونساءكم وانفسنا وانفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله علي الظالمين ... حينما نزلت هذه الايه الكريمه كان هناك قبيله من النصارى يريدون برهانا من النبي صل الله عليه وسلم انه علي حق فجاء النبي صل الله عليه وسلم واحضر معه الحسن والحسين رضي الله عنهما واحضر فاطمه فخاف النصارى ان يواجهوا رسول الله صل الله عليه وسلم ومنهم من اسلم
2.3. الكاتب 01 يونيو 2016 - 22:01 بتوقيت القدس
محمد نبيك: أين سلسلة العنعنات، ما درجة صحّة الحديث؟
لا برهان على مصداقية محمد فيما أوحي إليه، لكنه توهّم بأن الله أوحى إليه لأن عقليّته كانت بدائية وقد استقى معلوماته من شائعات زمانه. أتوقّع من ذوي الألباب وذواتها السخرية من الحديث الذي أتيت به بدون ذكر اسم الكتاب والباب واسم المحدّث وسلسلة العنعنات (حدّثني فلان عن علّان عن عن عن...) ودرجة صحّة الحديث.
3. Noran 27 فبراير 2017 - 06:51 بتوقيت القدس
رسول الرحمه رسول الرحمه
مادام القران مؤلف لما بقي كما هو منذ1400سنه دون تغيير او تبديل بعكس التوراه والانجيل الذي نجد لهما نسخ مختلفه ومتناقضه الا يدل وحدة القران لكل طوائف المسلمين على انه من الله الواحد الاحد. بسم الله الرحمن الرحيم قل (هو الله احد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد) صدق الله العظيم
3.1. الكاتب 27 فبراير 2017 - 20:47 بتوقيت القدس
رسول الرحمة هو السيد المسيح
سلام السيد المسيح معك. يبدو لي أنك تعيش في غابات الأمازون أو في مجاهل أفريقيا، لا تقرأ شيئا ولا تسمع بشيء. عليك بقراءة الإنجيل أوّلًا لكي تعرف الله فتعرف المحبة (لأخيك الإنسان أيًّا كان عرقه وجنسه ومعتقده) والرحمة والتسامح والغفران وسائر الفضائل لأن هذه مصطلحات مسيحية، ليست قرآنية إطلاقا، بل خلا منها القرآن آتيا بالنقمة وسائر الرذائل في العالم. القرآن وما أدراك ما القرآن! كتاب شيطاني بامتياز سواء أكان صحيحا أم محرَّفا، لا يُلام مؤلِّفه بل يُلام أتباعه لأنهم سمحوا لأفكار الصحراء الصعلوكية المتخلِّفة والقذرة أن تغزو عقولهم وتسخر منها بكلمتين: (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين- الأنبياء:107، وإنك على خلق عظيم- القلم:4) وماذا تتوقّع أن يقول ابن إبليس عن نفسه غير هذا؟ إيّاك أن تتطاول على التوراة والإنجيل لأن هذا التطاول يقودك إلى النار الأبدية في الآخرة، أمّا في الدنيا فيدلّ على غبائك، لأنّ من ادّعى بشيء فعليه بالحجة، أي بالدليل والبرهان، عِلمًا أن جهلك، أو سوء فهمك، حجّة عليك لا علينا. للكتاب المقدَّس تفسير فابحث عنه قبل أن تتفوّه بكلمة واحدة عليه. وإليك رابط الكتاب المقدَّس في النهاية لعلّ تُبصر الحقّ فترمي في القمامة الباطل الذي خُدِعتَ به ونشأت عليه. أمّا "تحريف القرآن" فاكتب هاتين الكلمتين على حقل البحث في هذا الموقع أو على غوغل واقرأ عن تحريفه بنفسك. لماذا أقرأ بالنيابة عنك، ماذا ينقصك لكي تبحث بنفسك؟ إلّا إذا كنت مُعاقا فعندئذ اكتب لي مجدّدًا لآتيك بمئات الأدلّة على تحريف القرآن ابتداء بفاتحته. http://www.injeel.com/Read.aspx
4. سبحان الله 21 يونيو 2017 - 18:33 بتوقيت القدس
هل حقا اقتبس؟ هل حقا اقتبس؟
الحمد لله ينبغي أن نعلم أولا ، حتى يكون بحثنا بحثا علميا جادا ، أن كلام كفار قريش لم يكن نقاشا جادا ، ولم تكن رغبة صادقة في المعرفة والوصول إلى الحقيقة ، إنما كان مجرد محاولات للتكذيب ، وصرف القلوب والأسماع عن القرآن ، كان محاولة لإغماض العيون عن ذلك النور الجديد الذي جاء ، كما قال الله عنهم : (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ ) فصلت/26 ، والآيات في هذا كثيرة جدا ، وأحداث السيرة ترجمان واقعي لذلك ، لمن شاء أن يراجعها ويعلم ما فيها . ومن هذا الباب كان اتهام الكفار القرآن الكريم بأنه من أساطير الأولين ، كما حكى الله عز وجل ذلك عنهم في آيات كثيرة ، فقال سبحانه : ( حَتَّى إِذَا جَاءُوكَ يُجَادِلُونَكَ يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ ) الأنعام/25، وقال عز وجل : ( وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا قَالُوا قَدْ سَمِعْنَا لَوْ نَشَاءُ لَقُلْنَا مِثْلَ هَذَا إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ ) الأنفال/31، وقال عزَّ مِن قائل : ( وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ مَاذَا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ ) النحل/24، ونحو ذلك من الآيات . وإذا كان هذا القائل ، أو غيره ، قد زعم أن القرآن أساطير الأولين ، وهو جاد في تهمته ، وعنده من العلم ما يمكنه من المطابقة بين الأمرين ، ليثبت أن القرآن مأخوذ من هذه الأساطير ؛ فيقال له : القرآن قد تحداك ، وتحدى البشر جميعا أن تأتوا بشيء من مثله ؛ فهلا أخذتم من أساطير الأولين كما أخذ ، وأتيتم بقرآن مثله ، إن كنتم صادقين ؟!! ولا أدل على كذب كفار قريش من قولهم " لو نشاء لقلنا مثل هذا " فما الذي أقعدهم عن الإتيان بسورة من مثل سور القرآن ، كما تحداهم الله بقوله : (وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ ) سورة البقرة/23. وهلا أتى النضر بن الحارث ، وهو صاحب الحكايات والأساطير الذي جاء بها ، هلا أتى بقرآن مثل الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم ، - أو بعشر سور ، أو بسورة مثل القرآن - ليثبت للناس انتصاره في تحدي القرآن ، وأن محمدا ـ صلى الله عليه وسلم ـ قد كذب في دعواه إنه من عند الله ؟!! فاعتبروا يا أولي الأبصار ، وتذكروا يا أولي الألباب !! يقول العلامة الشيخ الدكتور محمد عبد الله دراز رحمه الله : " وهنا يقال بالبديهة لمن يزعم في هذا المصدر أو ذاك ، أنه الأساس الذي بنى عليه القرآن أخباره ، يقال : " إذا كان هذا المصدر صالحا بالفعل للأخذ عنه ، ألم يكن طبيعيا ، وفي متناول معارضيه أن يلجأوا إليه ، ويحطموا به طموح محمد ... ؟!!" . انتهى من"مدخل إلى القرآن الكريم" ، د. محمد عبد الله دراز (135) . ثانياً : إن مجرد هذا القول من قريش هي دعوى خصم في مواجهة خصمه ، وما لم يقم الدليل البيِّن عليها : لن يكون لها أية قيمة في ميزان النقاش العلمي الصحيح ؛ وفي القرآن الكريم ما يدل على تصديق ما سبق ، وأن كفار قريش لم يكونوا على علم بقصص القرآن الكريم ، وإنما أرادوا التهمة المجردة بالتكذيب . تجد ذلك في قول الله تعالى : ( تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنْتَ تَعْلَمُهَا أَنْتَ وَلَا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هَذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ ) هود/49. وقوله عز وجل : ( وَانْطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَى آلِهَتِكُمْ إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ . مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ إِنْ هَذَا إِلَّا اخْتِلَاقٌ ) ص/6-7. وقوله سبحانه وتعالى : ( إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ) النمل/76. يقول العلامة الطاهر بن عاشور رحمه الله : " إبطال لقول الذين كفروا : ( إن هذا إلا أساطير الأولين ) فإن القرآن وحي من عند الله إلى رسوله محمد صلى الله عليه وسلم ، فكل ما فيه فهو من آثار علم الله تعالى ، فإذا أراد الله تعليم المسلمين شيئا مما يشتمل عليه القرآن فهو العلم الحق ، ومن ذلك ما اشتمل عليه القرآن من تحقيق أمور الشرائع الماضية والأمم الغابرة مما خبطت فيه كتب بني إسرائيل خبطا من جراء ما طرأ على كتبهم من التشتت والتلاشي وسوء النقل من لغة إلى لغة في عصور انحطاط الأمة الإسرائيلية " انتهى باختصار. " التحرير والتنوير " (20/30) ثالثا : ليس يكفي لمن يريد أن يثبت دعواه ضد القرآن الكريم أن يأتي بحقيقة في القرآن ليقول إن هذه الحقيقة كانت معروفة قبل النبي صلى الله عليه وسلم ، أو أن هذا الحدث التاريخي موجود عند أهل الكتاب ، أو عند غيرهم من أهل الأخبار ؛ فلا يقول عاقل إن على القرآن أن يخالف حقائق العلم والعقل المعروفة في زمانه حتى يثبت للناس أنه قد أتى بكل جديد ، وليس مطلوبا منه أن يخترع تاريخا جديدا للخلق والناس ، حتى يصدقوا أنه لم يتأثر بمعارف أهل التواريخ ؛ فهذا لا يقوله عاقل يعرف ما يقول . يقول الأستاذ الدكتور عبد العظيم المطعني رحمه الله في مناقشة مثل هذه الشبهة : " الاقتباس عملية فكرية لها ثلاثة أركان: الأول: الشخص المُقتَبَس منه. الثانى: الشخص المُقتَبِس (اسم فاعل). الثالث: المادة المُقتَبَسَة نفسها (اسم مفعول). والشخص المقُتَبَس منه سابق إلى الفكرة ، التى هى موضوع الاقتباس ، أما المادة المقُتَبَسَة فلها طريقتان عند الشخص المُقِتَبس ، إحداهما: أن يأخذ المقتبس الفكرة بلفظها ومعناها كلها أو بعضها. والثانية: أن يأخذها بمعناها كلها أو بعضها كذلك ويعبر عنها بكلام من عنده. والمقتبس فى عملية الاقتباس أسير المقتبس منه قطعاً ودائر فى فلكه ؛ إذ لا طريق له إلى معرفة ما اقتبس إلا ما ذكره المقتبس منه. فهو أصل ، والمقتبس فرع لا محالة. وعلى هذا فإن المقتبس لابد له وهو يزاول عملية الاقتباس من موقفين لا ثالث لهما: أحدهما: أن يأخذ الفكرة كلها بلفظها ومعناها ، أو بمعناها فقط. وثانيهما: أن يأخذ جزءً من الفكرة باللفظ والمعنى ، أو بالمعنى فقط. ويمتنع على المقتبس أن يزيد فى الفكرة المقتبسة أية زيادة غير موجودة فى الأصل ؛ لأننا قلنا: إن المقتبس لا طريق له لمعرفة ما اقتبس إلا ما ورد عند المقتبس منه ، فكيف يزيد على الفكرة والحال أنه لا صلة له بمصادرها الأولى إلا عن طريق المقتبس منه. إذا جرى الاقتباس على هذا النهج صدقت دعوى من يقول إن فلاناً اقتبس منى كذا. أما إذا تشابه ما كتبه اثنان ، أحدهما سابق والثانى لاحق ، واختلف ما كتبه الثانى عما كتبه الأول مثل: 1- أن تكون الفكرة عند الثانى أبسط وأحكم ، ووجدنا فيها مالم نجده عند الأول. 2- أو أن يصحح الثانى أخطاء وردت عند الأول ، أو يعرض الوقائع عرضاً يختلف عن سابقه. فى هذه الحال لا تصدق دعوى من يقول إن فلانا قد اقتبس منى كذا. ورَدُّ هذه الدعوى مقبول من المدعى عليه ، لأن المقتبِس (اتهامًا) لما لم يدُر فى فلك المقتبَس منه (فرضاً) ؛ بل زاد عليه وخالفه فيما ذكر من وقائع ، فإن معنى ذلك أن الثانى تخطى ما كتبه الأول ، حتى وصل إلى مصدر الوقائع نفسها ، واستقى منها ما استقى . فهو إذن ليس مقتبِساً ، وإنما مؤسس حقائق تلقاها من مصدرها الأصيل ، ولم ينقلها عن ناقل أو وسيط. وسوف نطبق هذه الأسس التى تحكم عملية الاقتباس على ما ادعاه القوم هنا وننظر: هل القرآن عندما اقتبس ، كما يدعون من التوراة ، كان خاضعاً لشرطى عملية الاقتباس وهما: نقل الفكرة كلها ، أو الاقتصار على نقل جزء منها ، فيكون بذلك دائراً فى فلك التوراة ، وتصدق حينئذ دعوى القوم بأن القرآن (معظمه) مقتبس من التوراة ؟ أم إن القرآن لم يقف عند حدود ما ذكرته التوراة فى مواضع التشابه بينهما ؟ بل: 1 عرض الوقائع عرضاً يختلف عن عرض التوراة لها. 2 أضاف جديداً لم تعرفه التوراة فى المواضع المشتركة بينهما. 3 صحح أخطاء " خطيرة " وردت فى التوراة فى مواضع متعددة. 4 انفرد بذكر " مادة " خاصة به ليس لها مصدر سواه. 5 فى حالة اختلافه مع التوراة حول واقعة يكون الصحيح هو ما ذكره القرآن . والباطل ما جاء فى التوراة بشهادة العقل والعلم . إذا كان الاحتمال الأول هو الواقع فالقرآن مقتبس من التوراة.. أما إذا كان الواقع هو الاحتمال الثانى فدعوى الاقتباس باطلة ويكون للقرآن فى هذه الحالة سلطانه الخاص به فى استقاء الحقائق وعرضها ، فلا اقتباس ، لا من توراة ولا من إنجيل ولا من غيرهما. لا أظن أن القارئ يختلف معنا فى هذه الأسس التى قدمناها لصحة الاتهام بالاقتباس عموماً. وما علينا بعد ذلك إلا أن نستعرض بعض صور التشابه بين التوراة والقرآن ، ونطبق عليها تلك الأسس المتقدمة ، تاركين الحرية التامة للقارئ سواء كان مسلماً أو غير مسلم فى الحكم على ما سوف تسفر عنه المقارنة ؛ أنحن على صواب فى نفى الاقتباس عن القرآن ؟. والمسألة بعد ذلك ليست مسألة اختلاف فى الرأى يصبح فيها كل فريق موصوفاً بالسلامة ، وأنه على الحق أو شعبة من حق. وإنما المسألة مسألة مصير أبدى من ورائه عقيدة صحيحة توجب النجاة لصاحبها يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم. أو عقيدة فاسدة تحل قومها دار البوار ، يوم يقدم الله إلى ما عملوا من عمل فيجعله هباءً منثوراً" انتهى. ثم طبق رحمه الله هذه القاعدة على بعض النماذج التي يتبين بها بطلان الدعوى . فليراجع بحثه مطولا ، والذي نشر في كتاب "حقائق الإسلام في مواجهة شبهات المشككين" ص (139) وما بعدها ، والذي نشرته وزارة الأوقاف المصرية . [ والكتاب يوجد على الموسوعة الشاملة بعنوان "شبهات المشككين" . ويقول الدكتور عبد المحسن المطيري – في معرض الرد على من زعم أن القرآن نقل من غيره - : " 1- لقد تكفل الله تعالى بالرد على هذه الشبهة : وبالسبر والتقسيم نقول : إن القرآن يمكن أن يأتي إلى النبي ( صلى الله عليه وسلم ) عن أربع طرق : من عند نفسه ، من عند شخص ، من كتاب ، من الله تعالى , أما من عند نفسه فقد تقدم معنا الرد على هذه الشبهة بأكثر من عشرة أوجه . أما من عند شخص ؛ فمن هو هذا الشخص ؟ أكثر الطاعنين على أنهم نصارى أو يهود ، فرد الله تعالى عليهم أن لسان أولئك القوم ولغتهم أعجمية ، ولكن لغة هذا القرآن عربي مبين ، فكيف للأعجمي أن يأتي بأعلى الفصاحة وذروة البلاغة في اللغة العربية : (وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ) النحل/103. أما من كتاب ، فالنبي صلى الله عليه وسلم لا يقرأ ولا يكتب : ( وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لَارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ ) العنكبوت/48. فلم يبق إلا أنه من الله تعالى . 2- العهد القديم لم يكن مترجما إلى اللغة العربية قبل الإسلام ، وقد نص على ذلك المستشرقون أنفسهم ، فهذا (جوتين) يقول عن صحائف اليهود : إن تلك الصحائف مكتوبة بلغة أجنبية . وقد أشارت الموسوعة البريطانية إلى عدم وجود ترجمة عربية لأسفار اليهود قبل الإسلام ، وأن أول ترجمة كانت في أوائل العصر العباسي , وكانت بأحرف عبرية . كيف إذن أخذ النبي صلى الله عليه وسلم منها، لابد على المستشرقين أن يفتروا كذبة جديدة , وهي أن النبي صلى الله عليه وسلم درس لغة التوراة فكان يترجمها للقرآن ؟!!. 3- ومن لطائف الاستدلال على أنه لم ينقل من غيره ما يذكره العلماء في فوائد أسباب النزول ؛ إذ يذكرون أن من فوائد أسباب النزول أن دلالته على إعجاز القرآن , وأنه من الله تعالى من ناحية الارتجال ، فنزوله بعد الحادثة مباشرة يقطع دعوى من ادعوا أنه أساطير الأولين ، أو من كتب السابقين ، فلو كان ينقل كتابه من كتب غيره , لكان إذا سأله سائل يتريث حتى يراجع الكتب التي عنده , وينظر ماذا تقول في هذه المسألة ثم يجيب ، ولكن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يفعل , بل يسأله الرجل فيعطيه الجواب الموافق للصواب ، الذي لم يكن قرأه ولا عرفه إلا في هذه اللحظة التي نزل عليه فيها , وقد ذكرت في مبحث أدلة صدق النبي وقائع كثيرة تدل على هذا المعنى . 4- من أوضح الأدلة على رد دعوى النقل من غيره : التحدي أن يأتي بمثله ، كما تقدم تفصيل هذا في الردود العامة . 5- لو كان القرآن مأخوذا من التوراة والإنجيل والكتب السابقة , لما استطاع محمد صلى الله عليه وسلم أن يتحدى الناس ويقدم على هذا الخطأ الفادح ؛ لأن هذه الأصول المنقول عنها موجودة في متناول أيدي الجميع ، فلماذا يتحدى الناس بشيء موجود ، ألا يخشى أن يقوم بعض الناس بالرجوع إلى مراجعه والعمل مثل عمله فينكشف ! 6- ثم هذه الأساطير والمراجع ليست خاصة بمحمد صلى الله عليه وسلم , بل هي كتب متداولة بيد الجميع , فلماذا لا تحضرون لنا هذه الكتب التي نقل منها ؟! 7- افتراض تعلم النبي صلى الله عليه وسلم من نصارى الشام ويهود المدينة وغيرهم لا يتفق مع الحقيقة التاريخية التي تحدثنا عن الحيرة والتردد في موقف المشركين من رسول الله في محاولتهم لتفسير ظاهرة الرسالة ؛ لأن مثل هذه العلاقة مع النصارى أو اليهود لا يمكن التستر عليها أمام أعداء الدعوة من المشركين وغيرهم الذين عاصروه وعرفوا أخباره وخبروا حياته العامة بما فيها من سفرات ورحلات . 8- وجود بعض الشرائع في القرآن التي تتفق مع ما في التوراة والإنجيل أو حتى ما عند العرب ليس في هذا دليل على أنه مأخوذ منها ، فالقرآن لم يأت لهدم كل شيء , بل لتصحيح الخطأ وإقرار الحق ، فالصدق والشجاعة والكرم والحلم والرحمة والعزة كل هذه المعاني موجودة عند كفار مكة ومع هذا جاء الإسلام ولم يغير منها شيئا ، بل باركها وحث عليها ، لذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إِنَّمَا بُعِثْتُ لِأُتَمِّمَ صَالِحَ الْأَخْلَاقِ ) ولم يقل : لأنشئها . إذن ليس من الضروري لكتاب هداية من هذا القبيل ، أن يشجب كل الوضع الذي كانت الإنسانية عليه قبله حتى يثبت صحة نفسه ، فمن الطبيعي أن يقر القرآن بعض الشرائع ، سواء في الكتب السابقة السماوية , أو في عادات الناس وأعرافهم ، وأما الخطأ فإنه لا يقره ، وقد نص القرآن على هذا المعنى في مثل قوله تعالى : ( وَمَا كَانَ هَذَا الْقُرْآنُ أَنْ يُفْتَرَى مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ ) يونس/37. 9- كيف يمكن اعتبار التوراة والإنجيل من أهم مصادر القرآن مع أن القرآن خالفها في كثير من الأشياء ؛ ففي بعض الأحداث التاريخية نجد القرآن يذكرها بدقة متناهية , ويتمسك بها بإصرار ، في الوقت الذي كان بإمكانه أن يتجاهل بعضها ، على الأقل تفاديا للاصطدام بالتوراة والإنجيل ، ففي قصة موسى يشير القرآن إلى أن التي كفلت موسى هي امرأة فرعون ، مع أن سفر الخروج يؤكد أنها كانت ابنته ، كما أن القرآن يذكر غرق فرعون بشكل دقيق , لا يتجاهل حتى مسألة نجاة بدن فرعون من الغرق مع موته وهلاكه ، في الوقت الذي نجد التوراة تشير إلى غرق فرعون بشكل مبهم ، ويتكرر نفس الموقف في قضية العجل ؛ حيث تذكر التوراة أن الذي صنعه هو هارون ، وفي قصة ولادة مريم للمسيح - عليهما السلام - وغيرها من القضايا . 10 - من المعلوم أن في القرآن ما لا وجود له في كتب اليهود والنصارى ، مثل : قصة هود وصالح وشعيب ، فكيف أتى بها النبي صلى الله عليه وسلم ؟!! 11- وإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم أخذ من النصارى الذين خالطهم ؛ من أمثال سلمان وصهيب وورقة ، فلِمَ لم يفضحوه عندما سب النصارى وكفرهم في كتابه في عدة آيات ، حتى إن سورة المائدة ، وهي من آخر السور نزولا , كانت من أكثر السور تكفيرا للنصارى . 12-من تناقضهم زعمهم أن النبي صلى الله عليه وسلم أخذ القرآن من سلمان وصهيب النصرانيين وابن سلام اليهودي وغيرهم ممن أسلم من أهل الكتاب ، وحقيقة الأمر أن إسلام هؤلاء حجة عليهم ، إذ لو كان النبي صلى الله عليه وسلم أخذ القرآن والشريعة من أهل الكتاب ، فلماذا يتركون الأصل ويذهبون إلى الفرع ؟ 13- لقد شهد المنصفون من المستشرقين بضد ذلك : يقول المستشرق الإنجليزي لايتنر : بقدر ما أعرف من دِينَيِ اليهود والنصارى أقول بأن ما علمه محمد ليس اقتباساً , بل قد أوحى إليه ربه, ولا ريب بذلك . ويقول هنري دي كاستري : ثبت إذن أن محمدا لم يقرأ كتابا مقدسا , ولم يسترشد في دينه بمذهب متقدم عليه " انتهى من كتاب " الطعن في القرآن الكريم والرد على الطاعنين في القرن الرابع عشر الهجري " (الباب الثاني/الفصل الثاني/المبحث الأول/المطلب الثاني) (ص/46 بترقيم الشاملة) وانظر كتاب " شوائب التفسير في القرن الرابع عشر الهجري " (شوائب التفسير في القصص القرآني) والرابط الآتي أيضا : http://www.islamic-council.com/qadaiaux/11.asp على أن أهم الكتب التي تعرضت لهذه المسألة ، ودرستها دراسة علمية ـ في اللغة العربية ـ هي : كتاب "مدخل إلى القرآن الكريم" للعلامة الشيخ محمد عبد الله دراز رحمه الله ، وأيضا : كتاب "الظاهرة القرآنية" للمفكر الجزائري الكبير الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله . ويستفاد أيضا من كتاب : "دفاع عن القرآن الكريم ضد منتقديه" للفيلسوف الكبير الدكتور عبد الرحمن بدوي ، وقد ألفه بالفرنسية ، ثم ترجم إلى العربية ، وإن كانت ترجمته سقيمة ، لكن ينتفع به . والله أعلم . https://islamqa.info/ar/162219
4.1. الكاتب 22 يونيو 2017 - 00:08 بتوقيت القدس
الجواب: نعم، والأدلّة أمامك، فأرسلها لطفًا إلى مَن نقلتَ عنه
سلام السيد المسيح معك. كان عليك إرسال مقالتي إلى صاحب المقالة التي قمت بنسخها وهي على الصفحة التي يشرف عليها الشيخ محمد صالح المنجد لكنك فعلتَ العكس :-) https://islamqa.info/ar/162219 فربّما ظننتَ أن ما نقلتَ يردّ على مقالتي والواقع هو العكس تماما. نصيحتي المخلصة هي أوّلا أن تقرأ الكتاب المقدَّس ابتداء بالإنجيل مع قراءة تفسير الآية التي يصعب عليك فهمها وتقرأ أيضًا عن الكتاب المقدَّس في المواقع المسيحية. وهذا أحد روابط الكتاب المقدَّس على الانترنت مع التفسير المسيحي المعتمَد: http://www.injeel.com/Read.aspx ثانيا أن تقرأ مقالتي جيدًا آخذًا بنظر الاعتبار الحجج التي فيها ثم حاول بنفسك الرد على واحدة منها إن استطعت أو أرسل رابط مقالتي إلى الشيخ المنجد لعلّه يستطيع الرد عليها فينجدك. ثالثا: نحن نعيش في عصر "من أين لك هذا" فإذا قرأت لأحد الإسلاميّين "قال تعالى في كتابه العزيز" فاسأل الكاتب إن أمكن أو تساءل بينك وبين نفسك: ما الدليل على أن الله هو الذي قال "كذا" وما الدليل على أن القرآن موحًى به من الله؟ حاشا الله أن يوحي بما في القرآن من سفك دماء الناس وهتك أعراضهم وسرقة أموالهم واحتلال أراضيهم واستعباد أطفالهم مما في تفسير سورة الأحزاب:26 ... إلخ من أعمال الشيطان. أمّا بعد فقد ركز كاتب المقالة التي نسختَها من الصفحة الإسلامية المذكورة ولصقتها هنا على مسألة أن لو حاول النضر بن الحارث- مثالا لا حصرا- أن يأتي بأساطير الأولين ويكتب سورة واحدة مثل القرآن لما استطاع! ونحن نعرف طريقة تعامل صاحب القرآن مع خصومه حتى هذا اليوم، والنضر هو القائل لقريش ما معناه "تعالوا فأحدثكم حديثا أحسن ممّا في القرآن" ولو حكّمت عقلك في القرآن لطالبت صاحبه بأن يثبت أن القرآن من الله- حاشا الله- ولقد طالبته قريش بمعجزة واحدة لكي تؤمن به صادقة في نواياها فالتفّ حول الموضوع ودار حول نفسه وانتظر أياما وأسابيع على أمل في أن يؤيده الله بمعجزة فلم يؤيده الله فقال بلسان ربه "قل سبحان ربي هل كنت إلا بشرا رسولا" كأن أصحاب المعجزات، بعون الله، لم يكونوا من البشر. وفي رأيي أن مسألة أن يأتي غيره بسورة من مثل القرآن تشبه إلى حدّ ما مسألة أن يأتيك معتوه بخربشات مدّعيًا أن الله أوحى إليه بها وأنه رسول الله إليك وإلى عشيرتك وإلى أمتك كلها فإن لم تستطع الخربشة مثله فعليك أن تقبل كلام المعتوه وإلا فإنك عدوّ الله ورسوله. هذا العاجز هو الذي عجز عن إدراك موسيقى الشعر العربي وعجز عن محاكاة قوافيه المختلفة إلا ما ندر وعجز عن الوصول إلى عُشر مستوى أحد شعراء الطبقة الأولى كشعراء المعلقات بأعلى تقدير. ولو كنتَ ضليعا في اللغة العربية لأدركت هبوط مستوى القرآن أدبيّا وأخلاقيّا إلى درجة أن الأديب يأنف من أن يأتي بمثل القرآن لأن الأديب يأتي بشيء نظيف ورصين فلا يمكنه أن ينزل إلى مستوى القرآن، كالمنشور لي على هذا الموقع: أسجوعة العرب، أسجوعة الحلزون، أسجوعة ن، أسجوعة ع، أُسجُوعةُ الحَيَوان وأستطيع أن أكتب شهريّا عشرات الأساجيع بدون ادّعاء أن الله أوحى بها إليّ، حتّى إذا كانت من إلهامه وإرشاده، لأن زمن النبوات المقدسة انتهى بمجبيء السيد المسيح له وحده المجد https://www.linga.org/varities-articles/NzYwNg لطفا أيها "القارئ" أن تكتفي في المرة القادمة بكتابة رابط المقالة التي تودّ نسخها ولصقها وإلّا سأضطر لحذف تعليقك غير آسف عليه.
5. اسيل البام 16 يناير 2018 - 19:45 بتوقيت القدس
رد رد
انا كمسلمه علمانيه أصدق وأمن بأن هذه الإدله صحيحه وان القرآن مقتبس من المسيحيه ليهوديه وثقافة ماقبل الإسلام ولثقافات التاريخ الإنساني التخلف يكمن في الإسلام اسيل من اليمن
5.1. الكاتب 17 يناير 2018 - 09:01 بتوقيت القدس
اسيل البام: شكرًا، نوّرتِ صفحة المقالة
سلام السيد المسيح معك شكرًا لك على مرورك واهتمامك مع تحياتي إلى اليمن ومع الصلاة من أجله لإيقاف نزيف الدم بين الفصائل المتناحرة ولم يدفع الثمن سوى الأبرياء وتجّار الحرب هم الرابحون مع فائق التقدير