لماذا أُبشر غير المؤمنين إذا كُنت أؤمن بالإختيار؟

أفسس 1: 4-5: "كَمَا ٱخْتَارَنَا فِيهِ قَبْلَ تَأْسِيسِ ٱلْعَالَمِ، لِنَكُونَ قِدِّيسِينَ وَبِلَا لَوْمٍ قُدَّامَهُ فِي ٱلْمَحَبَّةِ، إِذْ سَبَقَ فَعَيَّنَنَا لِلتَّبَنِّي بِيَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ لِنَفْسِهِ، حَسَبَ مَسَرَّةِ مَشِيئَتِهِ".
04 يونيو - 10:00 بتوقيت القدس
لماذا أُبشر غير المؤمنين إذا كُنت أؤمن بالإختيار؟

كيف يمكن لشخص مؤمن ان الله اختار أُناسًا  معينين بحسب سلطانه المطلق ليُعطيهم الخلاص ليس لأي شيء صالح فيهم، ولكن من اجل مسرة مشيئته، ان يُبشر أو يُصلي من اجل غير المؤمنين؟

انظر معي الى أعظم مبشر عرفته المسيحية، بولس الرسول والذي كان مؤمنًا بالاختيار الإلهي يقول: “لاجل ذلك انا اصبر على كل شيء لاجل المختارين لكي يحصلوا هم ايضا على الخلاص الذي في المسيح يسوع مع مجد ابدي”. (2تي 2: 10).

السؤال: إذًا لماذا يُبشر ويُصلي من يؤمن بالاختيار؟

أولا: لانها الوصية العظمى، فقد أمر الله كل المؤمنين في كل مكان وزمان “فاذهبوا وتلمذوا جميع الامم وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس. وعلموهم ان يحفظوا جميع ما اوصيتكم به. وها انا معكم كل الايام الى انقضاء الدهر. آمين” (مت 18: 19- 20).

ثانيا: صحيح ان الله عيّن المختارين من قبل تأسيس العالم، لكنه أيضا عين الوسيلة التي بها سيؤمنوا، فالله ارتضى ان يُشرك أولاده في عمله. وهو يقدر ان يُخلص بواسطة المؤمنين او بدونهم، لكن الله يتمجد عندما نقوم بالمهمة التي نحن هنا لاجلها وهي خلاص البشر.

ثالثا:  لأن التبشير بالانجيل هي الطريقة التي رأى الله ان يُخلص بها الناس. “فكيف يدعون بمن لم يؤمنوا به. وكيف يؤمنون بمن لم يسمعوا به. وكيف يسمعون بلا كارز. وكيف يكرزون ان لم يرسلوا. كما هو مكتوب ما اجمل اقدام المبشرين بالسلام المبشرين بالخيرات. لكن ليس الجميع قد اطاعوا الانجيل لان اشعياء يقول يا رب من صدق خبرنا. اذا الايمان بالخبر والخبر بكلمة الله”. (رو 10: 14- 17).
وايضا “شاء فولدنا بكلمة الحق لكي نكون باكورة من خلائقه” (يع 1: 18).

رابعا: لان النجاح في التبشير لا يعتمد على قوتنا في الاقناع او مجهودنا بل على الله. الله هو المسؤول عن خلاص الناس، وليس قوة شخصيتي او قدرتي على الاقناع، فروح الله القدوس هو المسؤول عن خلق قلوب تؤمن وعيون ترى وآذان تسمع، وليس مجهودي.

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا