أحلام على أرض الواقع!

كثيرًا ما نمر بظروف في حياتنا تُحبطنا وتشدنا نحو الحضيض لتُثقل كاهلنا بأفكار سوداوية قد تدفعنا للاستسلام والانتكاس! أمر طبيعي جدًا أن نواجه في حياتنا اليومية النزول بعد الصعود، وأن نلمس الخذلان بعد...
30 نوفمبر 2013 - 00:05 بتوقيت القدس

كثيرًا ما نمر بظروف في حياتنا تُحبطنا وتشدنا نحو الحضيض لتُثقل كاهلنا بأفكار سوداوية قد تدفعنا للاستسلام والانتكاس! أمر طبيعي جدًا أن نواجه في حياتنا اليومية النزول بعد الصعود، وأن نلمس الخذلان بعد النجاح والارتفاع... فالحياة لا تسير على وتيرة واحدة جامدة، للفرح وقت وللحزن وقت!

في ظروف مماثلة من الجيد أن نؤمن بإله المعجزات ليرفعنا من ضيقنا ويردّ السبي ويُرجع لحياتنا النجاح والارتفاع، ولكن من المهم والضروري أيضًا أن أكون يقظًا لحقيقة وواقع أنني قادر على تحقيق هذه المعجزة في حياتي إذا آمنت بها وكان لي العزم والإصرار على تحقيقها.

الله باركنا ويباركنا بالعقل والذكاء والقدرة للسعي وراء أحلامنا وأمانينا...

سمعت هذه المقولة كثيرا: "إذا لم تكن راضٍ عن شكل حياتك الحالية هذا يعني أنه حان الوقت لصنع التغيير والسير نحو مرادك". في هذه الحالة من الجيد أن نُصلي ونطلب وجه الرب وقيادته، ولكن بالمقابل يتجوب عليّ أن أبدأ العمل نحو التغيير، لا أن أجلس على الأريكة الدافئة المريحة مع فكرة: "أؤمن بإله المعجزات فهو سيحقق التغيير ويعمل". بل انهض وابدأ التغيير، والرب سيُجري الأمور... هذه هي "طريق المُعجزة" وكيفية تحقيقها!

إن الجلوس والإنتظار من أصعب التحديات النفسية والتي قد تقودنا للاكتئاب والتردد والوهن. ليس الإنتظار هو دائمًا القرار السليم والصائب لتحقيق الوعود والتغيير في حياتنا، بل العزم والإصرار والنهوض والتعب والعرق والركض وعدم التراخي والأهم من كل هذا، ألاّ ننظر للوراء، بل نضع يدينا على المحراث... وننطلق!

آمن بأن الرب قد أعدّ لك أفضل من الذي خلَّفته وراءك، لا تحزن على ما فات وانظر بعيون برّاقة نحو غد أجمل وعش الحاضر متأهبًا لتحقيق ذلك!

أحببت مقولة الكاتب المعروف باولو كويلو: "عندما نسعى جاهدين لنصبح أفضل مما نحن عليه ، سيصبح كل شيء من حولنا على حالٍ أفضل!"

للعزيمة والإصرار والإيمان قوة السحر في تحقيق المستحيل، لا تسمح للآخر أو للظروف بإحباطك أو تشكيكك...فقط آمن وصدِّق... وانطلق!

من أنجح الطرق لتُثبِّت إيمانك بالقضية هو أن تتخيلها أمامك على أرض الواقع، أن تتخيل نفسك وأنت تعيش هذا الحلم والمراد وقد حققته وتستمتع بإنجازه...لهذا الأمر أن يُثير بداخلك الحافز التلقائي والشوق للسعي وراءه فيغدو حلمك حقيقة وواقع.

ومع الإتكال على الله والسعي لمرضاته في كل إنجازاتك مذاقٌ خاص ونكهة مميزة تُحوِّل الكل إلى ابتهاج وسرور.

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا