ما هو موقفي من صانعي الشر لي؛ انا الذي لم أُسيء لهم بشيء؟

تكثر في هذه الايام الطعنات ليس من الخلف فحسب بل من الامام ايضًا ومن اقرب الناس الينا. فكيف يريدنا الله ان نتعامل مع هذه المواقف وما هو ملاذنا؟
20 يونيو 2013 - 12:46 بتوقيت القدس

انا أملك الخيار، وانا اختار التصرف اللائق بابن الرب!

من المؤلم ان تصنع خيرا فتلقى شرًا!! و كثيرون الاشخاص الذين يحسدونك وينغصّون فرحك ويوجعهم انتصاراتك ونجاحك بدون سبب.

تكثر في هذه الايام الطعنات ليس من الخلف فحسب بل من الامام ايضًا ومن اقرب الناس الينا. فكيف يريدنا الله ان نتعامل مع هذه المواقف وما هو ملاذنا؟

يقول الكتاب المقدس في سفر إشعياء النبي 3: 10-11: "قولوا للصديق خير! لأنهم يأكلون ثمر افعالهم. ويل للشرير. شر! لان مجازاة يديه تُعمل به."

لا ينسى الله عمل الصديقين لذلك يكون لهم خير. وهو لا يُهمل عمل الاشرار فهو قائم على مجازاتهم. فما العمل الذي يريد الله ان نعمله ليجازينا خيرًا؟

أولا، ان نرفع عينينا الى السماء، ونطلب الحكمة السماوية والوداعة والصبر واللطف وطول الاناة. نحتاج ثمار الروح القدس لنكون مختلفين عن اهل العالم في ردود أفعالنا، خصوصًا في الاوقات الصعبة التي يُساء فيها الينا. ونحتاج أيضًا الى حكمة سماوية لنعرف ان نضع حدًا للإساءة والأذية التي يسببها الاخرون لنا (جا 7: 16- 18).

ثانيًا، ان نصلي من اجل المسيئين الينا وان نسامحهم ونطلب من الله ان يسكب في قلوبنا محبةً تجاههم. وهو ليس بالأمر السهل اطلاقًا!

اعتقد انه لا مانع احيانا ان نقطع صلتنا بالمسيئين الينا باستمرار او نتفادى اللقاء بهم بكثرة، ان كان ذلك ممكنا، مع ان الأمر صعب جدًا في حالة القرابة العائلية. او ان لا نضع قلوبنا على كل الكلام الذي يقال (جا 7: 21). فيسوع نفسه شجّع تلاميذه على نفض الغبار عن اقدامهم والخروج من المدينة التي ترفض كلامهم. لكن علينا ان نذكرهم في صلواتنا وأصوامنا فالله قادر ان يغيّر القلوب الحجرية ويجدد الاذهان القديمة. لا انكر انني في احيانا كثيرة اريد ان انتقم منهم لكنني اتذكر قول الرب: اترك النقمة لي انا الرب المجازي!  فأشكوهم لله حتى اني اتمادى احيانا واطلب ان يقتل الله الاشرار ويبيد ذكرهم. لكن الله الحنّان يسمع لي ولا يُسكتني! وحين انهي صراخي، أصلي قائلةً: "سامحني يا رب، اعلم انك بذلت ابنك الوحيد ليفدي كل الخطاة التي كنت اولهم! علمني ان احبهم واسكب في قلوبهم محبتك ليصبحوا ملكًا لك."

فوق كل هذا علينا ان نفحص انفسنا ونقف امام المرآة ونقارن انفسنا بكمال يسوع المسيح! فهل من ينتقدنا هو على حق؟ ام هل يستخدم الله هذا النقد السلبي ليدرّبنا ويهيّئنا لمرحلة اعظم أو لنصبح أفضل مما نحن عليه الآن؟ هل نحافظ على صورة المسيحي المؤمن المتشبّه بالمسيح في المحن؟ ام علينا ان نخوض الامتحان العديد من المرات الى ان نعبره بالطريقة التي تحسن في عيني الله؟ ينبغي ألاّ ننسى ان كل الامور تعمل معا لخيرنا وان الله يستخدم كل الظروف ليصنع منا انسانًا افضل ناضجًا لمواجهة مستقبل قاسٍ؟ فلنحيى، إذن، حسب الروح ولنهتم في ما للروح ولنعمل يدًا بيد مع الله لتحسين انفسنا عالمين وواثقين ان الله لا يدعنا نُجرب فوق طاقتنا. بل ويطوّبنا ان عيرونا لاجل يسوع كاذبين (متى5: 11). ولندعم بعضنا البعض بالصلاة (كو1: 9-14).

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا