كيف تاريخُ الورى ينقسِمُ

نُذِرَتْ مريمُ للهِ على – مَوعِدٍ بين عذارى الهيكلِ، واٌنتظارٍ لِمَلاكٍ أقـبَلـا – بسَـلامٍ وكلامٍ مِـن عَـلِ... أَعلَنَ البُشرى بنورٍ مُزدهى: – نِلتِ حَظًّا مِن نعِيم السَّـيِّدِ، بنتَ داوودَ اٌصطفى إذ نزَّها – يا إشَـعْـياءُ تنـبَّأْ واٌشْـهَـدِ
14 ديسمبر 2012 - 17:27 بتوقيت القدس

نُذِرَتْ مريمُ للهِ على – مَوعِدٍ بين عذارى الهيكلِ

واٌنتظارٍ لِمَلاكٍ أقـبَلـا – بسَـلامٍ وكلامٍ مِـن عَـلِ

+ +

أَعلَنَ البُشرى بنورٍ مُزدهى: – نِلتِ حَظًّا مِن نعِيم السَّـيِّدِ

بنتَ داوودَ اٌصطفى إذ نزَّها – يا إشَـعْـياءُ تنـبَّأْ واٌشْـهَـدِ 1

مَريَمُ العـذراءُ ما أحلى اٌسْـمَها – زُخـرُفٌ زانَ حُروفَ الأبجَـدِ

فأجابتْ أمَةُ الرَّبِّ: بلى – ليكُنْ لي ما قضى الربُّ العَلِي

حَبِلت مِن رُوح قُدسٍ حَبَلـا – باٌبنِها القدُّوس والرَّبِّ الجَلِي

+ +

وملاكُ الرَّبِّ بالحُلْمِ أتى – يُوسُفَ النجَّارَ كي يَسْتُرَها

كان بَرًّا وأمِينًا أنصَتا – بخشوعٍ ثمّ أخفى سِـرَّها 2

خيرُ بِرٍّ في الورى ما لَفتا – لا يُضاهي بِرَّهُ أو برَّها

ومَلاكٌ لاحَ نجْـمًا نزلـا – فوق كوخٍ هادِيًا لمْ يأفُـلِ

في الضُّحى والليلِ للعَـين اٌنجلى – ومَجُوسُ الشَّرقِ ساروا بالحُلِي

+ +

ذهَبًا، مُرًّا، لُبَانًا قدَّمُوا – ليسوع الطِّفل خَرُّوا سُجَّـدا

خاف هِيرودُسُ مِمّا اٌستعلمُوا – فرَمَى الأطفالَ في ساح الرَّدى

كيف تاريخُ الورى ينقسِمُ – بين عَهْدَين ومِن نجْمٍ بدا

أُضْجـِعَ المولودُ في المِذوَدِ لا – لمْ يكنْ مِن موضِعٍ في المنزلِ

إنما الحِكمةُ جاءتْ أوَّلـا – والنبوءاتُ بصِدقٍ مُذهِلِ

+ +

لاحَ في الليل مَلاكٌ للرعاة – فدعاهُمْ أنْ يَرَوا رَبَّ الخلاصْ

وُلِدَ اليومَ لهُمْ ذو المُعْجـِزاتْ – بَيْتَ لَحْمَ اٌحتفلتْ والحفلُ خاصْ 3

سألوا فاٌرتشفوا ماءَ الحياة – حَبَّذا السّائلُ مَن بالعِلْمِ غاصْ

سبَّحُوا الله مَجيدًا في العُلى – وعلى الأرض سَلامُ المُرسَلِ

سُرَّتِ الناسُ فزادتْ أمَلـا – ورجاءً في ذرى المُستقبَلِ

+ +

صاحِبُ العيدِ على الباب وقفْ – قارعًا، طُوبى لِمَن يفتحُهُ

لَتعَـشَّى معَهُ أنَّى اٌعترَفْ – إنّهُ الرَّبُّ الذي يُفرِحُهُ

قبْلَ أن يَشعُـرَ يومًا بالأسَـفْ – تذهبُ الفرصة، يُلغى مَنحُهُ

صاحِبُ العيدِ وما العيدُ بلـا – صاحب العيدِ وربِّ المَحْفِلِ

ما الذي أنسى اٌمْرَأً فاٌحتفلـا – بفنونٍ ولذيذِ المأكلِ؟

+ +

مَريَمُ العـذراءُ مِن خير المَديحْ – نِلتِ في كلِّ زمانٍ ومكانْ

فـلكِ الطُّوبى بميلاد المسيحْ – عَرَفتْ قدرَكِ أمُّ المَعْـمَدانْ

فرِحٌ في بطنها وهْيَ تصيحْ: – {أمُّ ربِّي} فمجيءُ الرَّبِّ حانْ

لكِ في المُهْجَة والرُّوح إلى – آخِر العُمْر ولاءُ الأُوَلِ

كلُّ مَن خصَّكِ مَدحًا وَصَلـا – فائِزًا مِنهُ بعَيْشٍ أفضَلِ

+ +

حَزَّ في النّفْس الذي بِتُّ أرى – مِن أناسٍ تعشقُ الرَّبَّ يسوعْ

وَهْيَ تنسى أمَّهُ أو تُزدرى – بكلامٍ فارغٍ مُؤذٍ فظيعْ

مَنْ تحلّى بالوصايا وَقَّرا – رفضُ إحداها إذًا رفضُ الجميعْ 4

رُبَّ عِشقٍ دون وَعْيٍ قتلـا – وإنِ اٌستُحسِن حرفُ الغزَلِ

فإذا القلبُ هَوَى فاٌشتعلـا – غُشِيَتْ أقوى صُنوف المُقلِ

+ +

أيّها القلبُ إذا تهوى الإلهْ – كُنْ كما الرَّبِّ نقيًّا كامِلـا

واٌزرعِ الحُبَّ بحِرصٍ واٌنتباهْ – تحصِدِ الخير عظيمًا شامِلـا

لاٌسمِه القُدُّوس مَجدٌ وسِواهْ – سوف يَفنى عاجلًـا أمْ آجلـا

ليلةُ الميلاد ضاءتْ شُعَلـا – وضِياءُ العيدِ نورٌ أزلي

أبَديٌّ هلِّلويا هَلَّلـا – مَن رآى نورَ الحبيب الأوَّلِ

+ + +

1
الفاعل في “اصطفى” ضمير يعود على السّيِّد- الرَّبّ. نزَّها: نزّهَ- أُطلِقتِ الفتحة بألف الإطلاق، كذا الحال مع أفعال أخرى. وفي هذا البيت إشارة إلى النبوءة العظيمة: {ولكِنْ يُعْطِيكُمُ السَّيِّدُ نَفْسُهُ آيَة: هَا العَذرَاءُ تَحْبَلُ وتَلِدُ اٌبْنًا وتدْعُو اٌسْمَهُ عِمَّانُوئِيلَ} - إشَعْياء 14:7

2
البَرّ= البارّ

3
بَيْتَ لحْمَ: اسمُ عَلَمٍ مَبنيّ على فتح الجُزءَين، يبقى مَبْنيًّا على الفتح أيًّا كان محلُّه من الإعراب

4
المُراد بإحدى الوصايا- هنا: {أكرِمْ أباك وأمَّك...} – سِفر الخروج 12:20

* * *

أخيرًا؛ يقتضي فهْمُ هذه القصيدة مراجعة أخبار ميلاد السيد المسيح له المجد في الإنجيل بتدوين كلّ من القِدِّيسَين البَشِيرَين مَتَّى ولوقا. والقصيدة ترنيمة ميلاديّة نُظِمت على وزن بحر الرَّمَل، في مثل هذا الوقت من العام الماضي، تمّت مراجعتها اليوم الموافق 14 كانون الأوّل- ديسمبر 2012 والكاتب يُجيز ترنيمها للجميع، بدون استئذان منه، لمجد الرّبّ يسوع. وكلّ عام وأنتم-نّ بخير ومحبّة وسلام

¤ ¤ ¤

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا